هكذا نواجه انفسنا عندما يصيبنا اليأس من حدوث اى قدر من التغيير يوازى التضحيات الذى دفعها الشعب لكى تصبح حياته اقل معاناة وعوزا و ذلا اجتماعيا !! انخفضت احلامنا ورغباتنا الدفينة بعد ثورتين.. الى قاع القاع . و هو ان يغل الظالمون اليد عن الاطاحة بالبقية الباقية من ذرة الامل فى ان يسود بعض العدل.بعد صبر على نظام وعدنا بالكثير واخلف كل وعوده .!!! . فعلى المستوى الاقتصادى تصورنا ان تنتبه الحكومة وتساعد مثلا فى إعادة فتح الالف مصنع التي تم إغلاقها عمدا من رجال اعمال فور قيام الثورة تأديبا للشعب على انتفاضته ضد القهر او نتيجة للظروف الامنية من إطلاق بلطجية النظام على الشعب لترويعه لينقلب على الثورة الذى شارك فيها الملايين وتوقف الحياة عمدا من سلطة شاخت ورفضت الرحيل مفضلة التضحية بالشعب على التنازل عن كرسى السلطة المنيع !! و لكنهم لا يعرفون غير ذلك !! كانت تلك هى النتيجة الذى توصلنا إليها نحن الشعب المذهول من تكرار نفس السياسات الامنية . من إنتهاك لحقوق الناس واهانتهم وترويعهم تحت شعار الامن القومى او الامن السياسى او تثبيت لسلطة اتت فى وقت حساس وخطير اضطررنا فيه ان نختار الاقل ضررا ولكن الى متى ؟؟؟ و لماذا علينا ان نقبل سياسات و ممارسات اثبتت فشلها و قادت وطننا الى هوية الفجاجة على كل المستويات من قبل ؟؟؟! و تكون الاجابة دائما .... و لكنهم لا يعرفون غير ذلك .. !! لذلك اتصور ان تلك المحادثة قد تكون قد جرت بين المسؤلين الأمنيين .محاولة تفسير لماذا لم يتعلموا اى شيىء بعد كل ما حدث ......!! سيدى ...قالها المسؤل الامنى الكبير ... الشعب نجح فى ثورته حينئذ لان القبضة الامنية لم تكن بالقوة المطلوبة ... لو تأكدوا من إستعداد الجيش لاطلاق النار عليهم .. لما وصلت الامور الى درجة الاطاحة بالسلطة و كل المرتبطين بها و تصورهم انهم قادرون على التغيير والمشاركة فى ادارة الدولة !و هذا لا يجب ان يتكرر مرة اخرى مهما كان الثمن الذى يجب ان يدفعوه ! ربما هذا يفسر الكثير فيما حدث بعد ذلك !! فرأينا . زيادة مفزعة فى القتل خارج اطار القانون ! ا وسجن النشطاء و كسر نفس من تصدروا الثورة و تكميم الافواه وتغليظ العقوبات بهدف الترويع وتأزم المعيشة وارتفاع الاسعار بحيث ترتبط كل تلك المعاناةة . بالثورة!!! فيكرهونها و لا يفكروا فى الخروج عليهم مرة اخرى !!! وقد نجحوا مؤقتا فى ذلك !! و تكون الاجابة دائما ... لكنهم لا يعرفون غير ذلك ! هكذا نمصمص شفاهنا حسرة على العقول التى لا ترى آلاما تربت عليه سياسيا وتأمريا ومصالح تتصالح على حساب الشعب المسكين !! كأن الزمن و تجاربه لم يمرا على العقول المتحجرة ..فنراهم يستنسخون نفس السياسات التى ثبت فشلها على كل الاصعدة و مع ذلك . يكررونها ! نفس التدخل الامنى فى الانتخابات .... و نفس الحلول الاقتصادية الفاشلة يعاد طرحها .. نفس القوانين الفاسدة يعاد إستنساخها ...نفس المصالح يعاد تربيطها مرة اخرى بوجوه اقل ذكاء و محدودة الخيال .. نفس السياسات الامنية للاطاحة بالمختلفين و لا أقول المعارضين ... ! مع تكميم الافواه وسجن الصحفيين وتغول الامن الوطنى فى كل مناحى الحياة ابتداء من إختيار القيادات الفاشلة الى اختيارعمداء الكليات حتى شيوخ الاعلام و المساجد فى اعادة سريعة لسياسات نظام مبارك الفاسدة مع ذكاء اقل فى التعامل السياسى طارحا من ذهنه اى تغيير طرأ على مجتمع نفد صبره ! ربما الأخطر من كل ما سبق ... هو سياسات التعذيب و عودة زوار الفجر .. والاتنهاكات الجديدة مثل الاختفاء القسرى ومنع العلاج حتى موت المسجون .. و منع الزيارات اوقصرها على 5 دقائق فقط و من وراء زجاج فى قسوة غير مسبوقة تذكرنا بانتهاكات حكومة الفصل العنصرى فى جنوب افريقيا ضد المجاهد نيلسون مانديلا!! اشياء غريبة على مصر و لكن يفسرها الخوف من الشعب الذى تصوروا انهم روضوه الى الابد و تفاجأوا انه قادر على النهوض مرة اخرى !! و للاسف يخطئون مثل كل السابقين.... فالساعة لا تعود الى الوراء واليأس يدفع الى الانفجار و الا بماذا تقسر... رغم قانون التظاهر غير الدستورى وأحكامه الغليظة ، تعود المظاهرات الفئوية و العمالية و الوقفات الاحتجاجية على سلالم نقابة الصحفيين والتى تعيد الى الاذهان وقفات عصر مبارك ما قبل الثورة وكانت مؤشرا على نهاية سلطة شاخت على كراسيها !!! و لكنها لم تصلها الرسائل جيدا .. فهل تصلهم اليوم ام يعيدون مقولة خليهم يتسلوا ؟؟؟؟؟ وتكون الاجابة دائما ... لكنهم لا يعرفون الا ذلك ؟؟؟؟ و لكننا كشعب انفجر بعد طول صبر... نعرف غير ذلك! نعرف ان مصر حبلى بالكفاءات وهى قادرة على اتقاذنا من ازماتنا ..فقط إذا تخلى النظام عن اهل الثقة و لنا فى كارثة التعامل مع سد النهضة اسوة غير حسنة ! نعرف ان الشعب يحتاج الى المشروعات الصغيرة لمواجهة المشاكل المعيشية المباشرة قبل المشروعات العملاقة التى تستهلك وقتا و امكانيات مادية ليس اوانها و هدفها الوحيد تلميع سلطة! نعرف ان التعليم و الصحة هما ركيزتان لأى مجتمع يريد النهوض بالحاضر والمستقبل و ان الاستثمار فيهما ينفع أكثر من اقامة العاصمة الادارية الجديدة بالتأكيد و لكنها المصالح مرة اخرى و سبوبة المشاريع الكبرى ... و مع ذلك غاب كل هذا عن سلطة تعايرنا بكسلنا و كثرة ذريتنا !!! كلنا نعرف اشياء كثيرة تنقذ مصر من ازماتها ما عدا هم !.. لانهم للاسف .. لا يعرفون غير ذلك !! المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية