على الطريق الدائرى وعند مدخل شارع التسعين سيلفت نظرك أضواء زرقاء تتلألأ تدخل البهجة إلى قلوب من يشاهدوها،عند تجمع الأضواء الزرقاء توجد أكبر مدينة للتسوق فى مصر مدينة "كايرو فيستيفال" قبلة الأثرياء لشراء الماركات العالمية من بارفانات ملابس وأحذية وأثاث،وقبلة متوسطى الحال لالتقاط الصور ولامانع من تناول وجبة مع الأصدقاء . المدينة التى تضم 305محلات و95مطعما ومقهى افتتحها نوفمبر 2013مجموعة من الوزراء فى الحكومة المصرية يتقدمهم وزير الصناعة والتجارة منير فخرى أبو النور، ومسئولون من الحكومة الإماراتية وسفراء ورؤساء بعثات دبلوماسية. كل هؤلاء لم يلفت نظرهم ولم يهتموا بوجود طريق آمن لأكثر من 5 آلاف عامل استوعبتهم المدينة، 5 آلاف عامل يواجهون الموت ذهابا وإيابا، يعملون بهمة ونشاط ساعات متصلة منهم من يغادر المدينة فى ساعة متأخرة من الليل. "كايرو فاستيفال" مدينة تجمل بين سحر وجمال المكان ورفاهية وثراء المترددين وبؤس العاملين والعاملات، منذ افتتاح المشروع وبدء العمل والحوادث تتوالى. مريم –لم تكن الضحية الأولى سبقها كثيرون منهم من مات ومنهم من أصيب إصابات تطلبت بتر الأطراف-مريم خرجت من منزلها متوجهة إلى عملها وأثناء عبور الطريق الدائرى صدمتها سيارة نقلوها إلى مستشفى الحسين الجامعى –ولاأدرى لماذ لم ينقلوها للمستشفى الأقرب لموقع الحادث مستشفى الجوى بشارع التسعين-مريم توفت بعد ساعات من نقلها للمستشفى. "كايرو فاستيفال "من المتوقع أن تستوعب آلاف العمال مع افتتاح المرحلة الثانية التى تشمل إنشاء فندقين ومنطقة سكنية. داخل المدينة كل شىء معمول صح تخطيط الشوارع والحدائق والإضاءة نافورة موسيقية راقصة تتوسط المدرج المخصص لتقديم العروض الفنية لزوار المدينة،ومدينة لألعاب الأطفال "كيدزانيا"، استثمارات المرحلة الأولى فقط من "كايرو فاستيفال"7مليارات جنيه المرحلة الأولى فقط على مساحة 185فدانا، ولم يهتموا بتأمين حياة العمال بكوبرى تكلتفته لاتتعدى 10ملايين. العيب ليس فى المستثمر الإماراتى "مؤسسة الفطيم" الذى عمر أرضا كانت صحراء ووفر فرص عمل وجذب إستثمارات ،ولكن مسئولية الأرواح، تتحملها الحكومة المصرية التى شاركت بكامل هيئتها فى افتتاح المشروع ولم يلتفت أى من المشاركين لعدم وجود كوبرى من الطريق الرئيسى إلى داخل "كايرو فاستيفال". يتجدد غضب العاملين فى أكبر مدينة للتسوق مع كل ضحية بالأمس إبراهيم واليوم مريم ولايعلمون الدور على مين، ويظل غضب العاملين مكتوما خوفا من فقد فرصة عمل. عدم انتباه المسئولين إلى المخاطر التى يتعرض لها العمال جزء من حالة عامة وهى استرخاص الأرواح. [email protected]