تل أبيب تعلن قبولها شكليا ولن تنفذها فضّل الرئيس عبد الفتاح السيسى الاحتفال بالذكرى ال42 لنصر أكتوبر المجيد، بالدعوة لتوسيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل "كامب ديفيد"، وضم دول عربية أخرى لها، وذلك خلال تصريحات لوكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، خلال مشاركته بأعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، متجاهلًا خلال تصريحاته الاقتحامات المتكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلى للمسجد الأقصى، وضرورة فك الحصار الإسرائيلى المفروض على قطاع غزة. وقد منعت المشاركة فى أعمال الجميعة الرئيس من المشاركة فى إحياء الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لوفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لينيب الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى بالمشاركة فيها. يأتى ذلك فى الوقت الذى يشهد فيه المسجد الأقصى المبارك اعتداءات متكررة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى، واقتحام المسجد، والاشتباك مع الفلسطينيين واعتقال العشرات منهم، فضلا عن مهاجمة المرابطين بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، عبر أبواب المغاربة والسلسلة وحطة، فى ذكرى ما يسميه الإسرائيليون "خراب الهيكل". من جانبها، لم تتأخر تل أبيب فى الترحيب بدعوة السيسى، حيث أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عبر صفحته على موقع "تويتر" ترحيبه بالدعوة، وناشد رئيس السلطة محمود عباس العودة مجددا إلى طاولة المفاوضات بغية دفع عملية السلام إلى الأمام. وتعليقا على الدعوة المصرية والقبول الإسرائيلى، أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية ل"المشهد"، أن إسرائيل تعلن قبول المبادرة شكليا، لكنها لن تنفذها، كما فعلت مع كل المبادرات العربية السابقة، وآخرها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأضاف: "إسرائيل تعاملت مع مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز، عندما دعا لتسوية شاملة بالرفض، ووقتها لم تكتف بذلك، ولكن حاصرت الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، وكأنها تعلن رفضها للمبادرة العربية بطريقتها". بعدها، نفت الرئاسة صحة التصريح، مؤكدة أن ما حدث هو ترجمة غير دقيقة من جانب الوكالة الأمريكية. وأكد السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن "الترجمة الصحفية، التى تم تداولها لنص حديث الرئيس، عبد الفتاح السيسى، مع وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، غير دقيقة، فيما يتعلق بالجزء الخاص بعملية السلام فى الشرق الأوسط." وشدد على أن الرئيس تحدث عن فكرة إحلال السلام الشامل بالمنطقة، وانعكاساته الإيجابية على الشعوب، وعلاقات الدول العربية مع إسرائيل، مشددا أن "ذلك لن يتحقق دون حل القضية الفلسطينية، وإعلان الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية".