فساد أطاح بمحلب لايزال موجودًا ووزراء يمثلون تركة ثقيلة ضمن التشكيل المتوقع رئيس الحكومة الجديد.. هل تستمر "المودة" أم تنتصر "الكفاءة"؟ لم تكن المرة الأولى، التي يتم فيها إسناد مهمة تشكيل وزارة جديدة، إلى وزير داخل الحكومة، المستقيلة أو المقالة، التساؤلات التي تفرض نفسها هنا؛ ماذا عن الأداء؟ وماذا عن النهاية؟ هل يتشابهان؟، وماذا عن رؤية رئيس الحكومة الجديد، هل يمكنه إدارة المرحلة الراهنة، التي ربما تكون الأكثر حرجًا في تاريخ مصر، فيما بعد ثورة "25 يناير"، سياسيًا واقتصاديًا؟. صباح السبت 12 سبتمبر 2015، كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي، المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول، بتشكيل حكومة جديدة، بعد استقالة وزارة إبراهيم محلب.. في حين كانت المرة الأولى، عندما كلف الرئيس الأسبق محمد مرسي، الدكتور هشام قنديل، وزير الري، بتشكيل حكومة جديدة، في 24 يوليو 2012، بعد استقالة حكومة كمال الجنزوري. خطاب تكليف، وزير البترول، صاحب الستين عامًا، اشترط تشكيل الحكومة الجديدة في موعد أقصاه السبت المقبل.. هل يبقي وزير النفط السابق على وزراء محلب احترامًا للمودة، أم يكسب ثقة الشعب بوجوه جديدة ذو خبرة وكفاءة؟. مسؤول حكومي، كشف عن تحفظات عدة، مثارة حول اختيار وزير النفط لقيادة المرحلة المقبلة، أبرزها؛ أنه يعاني من أزمة صحية، ظل على إثرها أكثر من 3 أسابيع في ألمانيا، وأضاف أن هناك مؤشرات تلمح إلى وجود علاقة قوية تربط بين الوزير المكلف بتشكيل الحكومة، وبين الإعلامي محمد فودة، المتورط حاليًا في قضايا فساد، حيث كتب "فودة" قبل وقت سابق: "المهندس شريف إسماعيل.. "مقاتل" بدرجة وزير!!".. ليس ذلك فقط، بل إنه قليل الكلام، وتربى في طبقة، قد تجعله لا يشعر بالفقراء، وفقًا للمسؤول ذاته. ربط مراقبون، اختيار الرئيس لوزير البترول؛ باكتشاف حقل الغاز الجديد، والتي تشير تقديراته النهائية إلى توفير احتياطي من الغاز الطبيعي يقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعب، واستثمارات تصل ل10 مليارات دولار، فيما استنكر آخرون هذا الربط، كون الوزير المكلف بتكشيل الحكومة الجديدة ليس ذو علاقة مباشرة بالاكتشاف!. "فساد ورشاوي، اقتصاد منهار، سياسة غائبة، قانون الخدمة المدنية، صفر الثانوية..."، ومأزق العاصمة الإدارية الجديدة بعد الإعلان عن إلغاء الاتفاق مع شركة إماراتية، وغيرها من أزمات وملفات تحتاج إلى معالجة دقيقة وإدارة كفؤ، السؤال هنا؛ هل يمكن أن يكون وزير البترول "رجل المرحلة"؟، وحدها الأيام تكشف عن قدرات الوزير، في ظل أصوات تنادي برئيس للحكومة ذو فكر "اقتصادي". ومن المقرر أن يواجه رئيس الحكومة المكللف عدة تحديات في منصبه الجديد، تتنوع بين أمنية واقتصادية وسياسية، عانتها مصر منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في احتجاجات 2011، هل سيكون "شريف" رجل المرحلة، ويوضح أسباب الشبهات الدائرة حوله ليكون رجل المرحلة، أم أنه سيكتفي باختيار الحكومة الجديدة ويعتزل العمل السياسي ليتابع حالته الصحية. وكان "إسماعيل"، تولى حقيبة وزارة البترول بعد 30 يونيو 2013، في حكومة المهندس حازم الببلاوي في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، في 16 يوليو 2013، ثم استمر أيضًا كوزير للبترول ضمن وزارتي إبراهيم محلب الأولى والثانية التي قدمت استقالتها إلى الرئيس؛ ليقبلها ويكلفها بتيسير الأعمال لحين تكليف حكومة جديدة، بينما كان "قنديل"، يشغل منصب وزير الري في 21 يوليو 2011 بحكومة عصام شرف الثانية واستمر في حكومة كمال الجنزوري، ليكلف بعدها بتكشيل حكومة جديدة.