تكليف المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول، بتشكيل حكومة جديدة، بعد استقالة وزارة إبراهيم محلب، التي جعلته المسؤول الأبرز عن إدارة المرحلة التي ربما تكون الأكثر حرجًا في تاريخ مصر فيما بعد ثورة "25 يناير"، سياسيًا واقتصاديًا، مع فقدان ثقة الشعب في نزاهة جميع رجال الحكومة السابقة، خاصة بعد القبض على وزير الزراعة، بتهم فساد وإهدار لحقوق الدولة، ولم يكن محلب بعيدًا عن سهام الإتهام، بعد تعرضه لموقف محرج اضطره للانسحاب في صمت إثر سؤال لصحفي تونسي وصفه فيه بالفساد، بقضية القصور الرئاسية المتهم فيها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. خطاب تكليف، وزير البترول، شريف إسماعيل، صاحب الستين عامًا، اشترط تشكيل الحكومة الجديدة في موعد أقصاه السبت المقبل.. هل يبقي وزير النفط السابق علي وزراء محلب احترامًا للمودة، أم يكسب ثقة الشعب بوجوه جديدة ذو خبرة وكفاءة؟. لقاء السيسي مع شريف إسماعيل لقاء السيسي مع شريف إسماعيل هل يصلح شريف إسماعيل؟ "فساد ورشاوي، اقتصاد منهار، سياسة غائبة، قانون الخدمة المدنية، صفر الثانوية..."، وغيرها من أزمات وملفات تحتاج إلى معالجة دقيقة وإدارة كفأ، السؤال هنا؛ هل يمكن أن يكون وزير البترول "رجل المرحلة"؟، وحدها الأيام تكشف عن قدرات الوزير، في ظل أصوات تتعالى للمطالبة برئيس للحكومة ذو فكر "اقتصادي". قد يكون اكتشاف شركة "إيني" الإيطالية، أكبر حقل للغاز بالبحر المتوسط، من أبرز النتائج التي تنسب فعليًا إلى وزير البترول، والتي تشير تقديراته النهائية إلى توفير احتياطي من الغاز الطبيعي يقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعب، واستثمارات تصل ل10 مليارات دولار.. مراقبون، ربطوا اختيار الرئيس لوزير البترول باكتشاف الحقل الجديد، فيما استنكر آخرون هذا الربط، كون الوزير المكلف بتكشيل الحكومة الجديدة ليس ذو علاقة مباشرة بالاكتشاف!. "فودة" يثني على وزير النفط "المهندس شريف إسماعيل.. "مقاتل" بدرجة وزير!!".. هكذا كتب الإعلامي محمد فودة، والمسجون بتهمة الفساد المعروفة برشاوي وزارة الزراعة، عن دور إسماعيل وجهوده في وزارة البترول، واصفًا إياه بأنه قليل الكلام ونادر الظهور عبر وسائل الإعلام، قائلاً إنه يحرص دائما على أن يترك الإنجازات التى يقوم بها تتحدث عنه، ويدع أفكاره ورؤاه التى وضعها كخبير مشهود له بالكفاءة فى مجال الطاقة. بيد أن نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي، هاجموا وزير البترول، المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، خلفًا للمهندس إبراهيم محلب، مشيرين إلى وجود علاقة قوية تربطه ب"فودة"، المتورط حاليًا في قضايا فساد، وزعموا وجود علاقة قوية بين الطرفين قد تصل إلى ما أسموه ب"الفضيحة"، لوجود صور تجمعهما في أكثر من مناسبة، إحداهما و"فودة" يقدم الورد ل"إسماعيل"، والأخرى، وهما يناقشان معًا وضع حجر أساس محطة الغاز الطبيعى الجديدة بمدينة زفتى- مسقط رأس فودة- ووعده أصحاب مصانع الطوب التي تعمل بالمازوت أنها ستتحول للعمل بالغاز الطبيعى. الحالة الصحية ل"إسماعيل" تثير الجدل يعاني "إسماعيل" من أزمة صحية، ظل على إثرها أكثر من 3 أسابيع في ألمانيا، منذ منتصف يونيو وحتى أوائل يوليو الماضي، لإجراء عملية جراحية وتلقي العلاج، ليقوم محلب حينها بإنابة وزير النقل المهندس هانى ضاحى في متابعة وتسيير أعمال وزارة البترول إلى جانب وزارته.. وهو ما يضع الاختيار محلاً للجدل!. وكان "إسماعيل"، الذي ولد في 6 يوليو 1955، تولى حقيبة وزارة البترول بعد 30 يونيو 2013، حيث تم اختياره لتولي وزارة البترول في حكومة المهندس حازم الببلاوي في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، في 16 يوليو 2013 خلفا للمهندس شريف هدارة، ثم استمر أيضًا كوزير للبترول ضمن وزارتي إبراهيم محلب الأولى والثانية التي قدمت استقالتها اليوم إلى الرئيس ليقبلها ويكلفها بتيسير الأعمال لحين تكليف حكومة جديدة. وتخرج المهندس شريف إسماعيل، متزوج ولديه ولد وبنت، من كلية الهندسة قسم الميكانيكا جامعة عين شمس عام 1978 بتقدير عام جيد جدًا، ثم عمل بعد تخرجه مهندس في البحث والاستكشاف بشركة موبيل حتى عام 1979، وانتقل بعد ذلك إلى العمل في شركة انبي، ليعمل بها منذ 1979 وحتى 2000، 21 عامًا من العمل بالشركة، يتدرج في منصبه حتى وصل إلى مدير عام الشئون الفنية وعضو مجلس إدارة إنبي. كما تولى إسماعيل، منصب وكيل وزارة البترول لمتابعة شؤون وعمليات البترول والغاز منذ 2000 حتى عام 2005، وانتقل بعد ذلك إلى رئاسة شركة إيجاس منذ عام 2005 حتى 2007، وتولى كذلك منصب رئيس مجلس إدارة شركة جنوب الوادي القابضة للبترول منذ عام 2007 وحتى 2013.