لا يبتعد المشهد الانتخابي فى مصر عن الارتباك والحيرة، وهي ذات الحالة التي انتابت الأحزاب والمرشحين للمقاعد الفردية من الحزبيين والمستقلين على السواء، ودعت اللجنة، الناخبين للاقتراع وقدمت بيانا بشروط وفترة تقديم طلبات الترشح، بالإضافة إلى عدد آخر من القرارات التنظيمية لهذه الانتخابات، وتشمل إجراءات الكشف الطبى ومواعيد فتح باب الترشح وفترة تلقى الطلبات وإعلاء أسماء المقبولين والمستبعدين وتلقى الطعون والاعتراضات والتنازلات ثم إعلان القائمة النهائية للمرشحين وموعد الدعاية الانتخابية وفترة الصمت الانتخابى ومواعيد الاقتراع ومراحل العملية الانتخابية، ليظهر برلمان مصر أخيرا ويعقد جلساته بنهاية العام الجارى على الأرجح. وأغلقت اللجنة قاعدة بيانات الناخبين بمجرد دعوة الناخبين للاقتراع، بعد انتهاء فترة إضافة من بلغوا سن 18 سنة، وحذف الأشخاص الذين حظر القانون ترشحهم أو تصويتهم فى أى انتخابات لأسباب قانونية، وبدأت فى تحديد أسماء القضاة وأعضاء الهيئات القضائية التى ستتولى الإشراف على الانتخابات تمهيداً لتسكينهم وتوزيعهم على اللجان الانتخابية بالتعاون مع الهيئات القضائية. واعتبر مرشحون أن الاستحقاق الثالث فى خارطة الطريق لم يعد استحقاقا وتحول إلى منحة نظامية متأخرة، بعد أن فقدوا قدراتهم وإمكانياتهم المادية وتم استنزافهم عقب إلغاء الإجراءات الماضية من الانتخابات النيابية بحكم قضى بعدم دستورية قوانين الانتخابات، مؤكدين أن البرلمان المقبل سيظل مصيره بيد القضاء والرئيس معلقا، بعد تحرير المحكمة الدستورية من فترة زمنية محددة بعشرين يوم لنظر الطعون على الانتخابات وقوانينها. وشهد الأسبوع الماضى محاولات حزبية لعدم تكرار الفشل السياسي لدى أحزاب ما بعد 30 يونيو والمؤيدة للدولة المدنية، فشهد الأربعاء اجتماع التحالف الرباعى لأحزاب اليسار بمقر حزب التجمع لتشكيل تحالف انتخابى فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتنسيق حول المرشحين الذين سيدفعون بهم فى الانتخابات، ويضم التحالف أحزاب الاشتراكى المصرى والتحالف الشعبى والشيوعى المصرى إضافة إلى حزب التجمع. ولم يحسم حزب الكرامة الذى أسسه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحى موقفه من خوض انتخابات البرلمان المرتقبة، وسبق له الدخول فى التحالف الديمقراطى الذى قاده حزب الحرية والعدالة الإخوانى وحصلت قياداته على عضويات بالشعب والشورى، فيما عقد المجلس الرئاسى لائتلاف "نداء مصر" لقاءات مكثفة مع أعضاء القوائم الأصلية التى من المقرر أن تشارك فى الانتخابات البرلمانية، لبحث إطلاق حملة دعائية للائتلاف عقب وبحث وضع قوائمه، خاصة مع تزايد عدد الأعضاء الراغبين فى خوض الانتخابات على قوائم الائتلاف حسب منسقه طارق زيدان. فيما قامت قائمة "صوت الصعيد" سلسلة من الجولات بعدد من المحافظات، معتمدة بشكل أساسى على التواصل المباشر مع الناخبين، ومحاولة التدخل لدى أجهزة الدولة لحل المشكلات التى يعانى منها المواطنون. وأعلن محمد أمين المتحدث باسم حزب المحافظين الانتهاء من صياغة رؤية وبرنامج الحزب برلمانيا وتشريعيا نهاية الأسبوع الجارى والإعلان عنها فورا، بينما قدم حزب التجمع كشف حساب عن مواقفه السياسية للمواطنين. بينما أعلنت قائمة فى حب مصر والجبهة المصرية اندماجهما فى قائمة وطنية موحدة تعبر عن الأحزاب والقوى السياسية بعد الاتفاق على وضع معايير أساسية للاختيار وتطبيقها على القائمتين مع رفض سياسة المحاصصة والتأكيد على ضرورات التمثيل المناسب للجبهة المصرية، وتم الاتفاق أن تتولى قائمة فى حب مصر التنسيق مع بعض المرشحين على المقاعد الفردية من أعضاء الأحزاب والقوى المشاركة فى القائمة الانتخابى وبعض المستقلين الآخرين