خربشة مدد يا شيخ مصطفى الفقي! ..................................... عندما استمعت إلى مكالمة نص الليل التى أجراها أسامة الغزالي حرب مع الإبراشي فى العاشرة مساء – قبل أشهر قليلة- مدافعا عن المدمن الذى يطلب تقنين الحشيش تملكتني الدهشة وسطرت مقالا قلت فيه:
(عندما يتضامن رمز سياسى بارز له ،قيمته مع مدمن فهذه هى الكارثة الأولى ، فماذا تركنا لتجار المخدرات والقتلة مع من سيتضامنون ؟عندما يستمع القيادي البارز إلى فكر (مدمن يخالف القانون ويخرج على قواعد الأخلاق والمجتمع ) ويطالبنا بالإنصات إليه ، فهى كارثة ثانية! عندما يتهم المشاهدين الذين يمثلون المجتمع بالتسرع فى الحكم على الرجل ( المدمن )، وعدم إعطائه فرصة للتفكير فهى كارثة ثالثة !عندما يرى أن الرجل يفكر بأسلوب جديد، وخارج الصندوق فهى كارثة رابعة !عندما يتضامن علانية وصراحة مع طرحه فهى( الطامة الكبرى ) التى ليس لها من دون الله كاشفة! إن مكالمة (نص الليل )البريئة لم تكن على استحياء هادئة تنقل بحذر وترقب وخفوت كما يفعل السارق مثلا، لكنها جاءت (مشرطا لجراح) يريك أين يكمن الخلل أين تختبئ الفتن، يرينا كيف يفكر رجال مصر الكبار،وأحزابها التى كان من الممكن أن تحكمنا يوما ما ،كيف نفكر فى مصلحة ومستقبل الوطن !كيف يتبنى هؤلاء أفكارا هدامة يخبؤونها بين حناياهم ،ولا يفصحون عنها إلا إذا سقطت سهوا، كما حدث مع( الدكتور اسامة ) الذى أحسبه ظن أن المجتمع لن يعر اهتماما للمكالمة ،وأنها ستعبر سريعا ،وتمر مرور الكرام ،ولم يكن يعلم( السياسي البارز )أن الكلمة التى تعد جرحا فى جسدالوطن والمجتمع لا تمر كالسحابة ،أوكالسراب ،ولا تمضى فى طريق المجهول، بل تعلق فى الذهن والعقل ،وتاخذ حيزا لايراه هؤلاء تظل نبضا حيا فيه يذكره بالصورة الحقيقية لهؤلاء اللذين صدقناهم ،وكدنا نراهم ملائكة تقدم روحها من أجل الوطن !والحقيقة أنهم خلايا نائمة على رؤى عفنة تهدم وطنا ،بل تهدم أمة تقف على جدار خاو وتبحث عن مخرج ومنقذ من المخلصين.شكرا الابراشى وشكرا مكالمة نص الليل.) الأمر نفسه حيث الدهشة والفزع والحزن في آن ،عندما تشاهد الدكتورمصطفى الفقي وهو يقع في فخ برامج وكلاء النيابة أو البرامج الاستخباراتية ،التي يوافق الضيف فيها على أن يؤدي دور المتهم ببراعة ما دام هناك مقابلا ماديا، وليست المشكلة فى هذا الأمر ،بل فيما جاء في الحلقة ،حيث سئل الدكتور مصطفى الفقى أمس الخميس ماذا تفضل : (رقص دينا أم فيفي عبده ؟) فقال بعد -مراوغة - بثقة واعتزاز ،نعم أنا أتذوق الرقص الشرقي وأتابعه ،فأعاد طوني خليفة السؤال نفسه فقال: أفضل رقص دينا لأنها حاصلة على ماجستير في الفلسفة........انتهى الأمر ولم تنته علامات التعجب والاستفهام عن اختيارات النخبة ورؤى الكبار، فالأول – الغزالي حرب- بدا مدفاعا بقوة عن الفكر المستقبلي المبتكر لمدمن المخدرات حيث الدعوة إلى تقنينه فى البلاد ، والثاني يشجع راقصة ويتابع ويتذوق ،وليست المشكلة فى هذا فلسنا في موضع حساب شخصي له عما يحب أو يكره ،لكن يبدو أن النخبة وصفوة الذين يتصدرون المشهد السياسيى فى كل العصور ،لا يقدرون مكانتهم التي منحهم إياها الشعب قبل النظام ،فالدكتور الفقي يعد واحدا من المطلعين على المشهد السياسيى عن قرب، مفكر ،وسياسي بارز ،يتميزعن غيره في هذا المجال حيث يمتلك حسا لغويا رصينا في أدائه وتعبيراته ،فعندما يلقي بقذيفته في وجه المشاهد البسيط الذي يعرف بثقافته الدينية ،ومخزونه التربوي أن هذه المهنة (عيب كبير وحرام ولا تجوز ) ولا أتكلم عن الفئات الأخرى، التي ترى أنه نوع من الثقافة والفن وووو ، تماما مثلما (تحرر) الخمور والمخدرات من أي قيد او حظر فهولاء البسطاء هم غالبية هذا الشعب الطيب ،الذين دهشوا وصعقوا وصدموا بما سمعوه من الشيخ مصطفى الفقي الذي يردد كثيرا حبه للصوفية والنفحات الدينية حقيقة ما عدت أدري لماذا تنسف النخبة بيديها جبلا كان يحوطها ويحميها، لماذا يكشفون عن وجوه سيئة قبيحة تسكن داخلهم ، ما كان لنا أن نراها ، لماذا يخلعون عن أنفسهم ثوب الوقار، والحياء أحيانا ،ثمنا لمن يدفع أكثر ، أهو جنون اللحظة وعدم القدرة على كبح جماحها أم اعتراف بالوجه الحقيقي الذي كان مختبئا في الأعماق ! أظنها الثانية ، ورغم التحفظ على هذه البرامج فشكرا ،لأنها أحيانا تصبح مثل صندوق الدنيا الذي نرى فيه عجبا ! ------------------------------ [email protected]