أبرزهم.. إدارة التوحش والعمدة فى إعداد العدة.. عشر مرجعيات تنشر الفكر الإرهابى - معالم على الطريق.. جذب شبابا جددا للانضمام إلى الجهاد - الفريضة الغائبة.. مرجع ل"القاعدة" فى تدريب المقاتلين التنظيمات الجهادية تتصارع.. والهدف واحد ظهر فى العصر الحديث، ما يعرف بالجماعات الجهادية، وهو مصطلح أطلق منذ نهاية الثمانينيات على بعض جماعات الإسلام السياسى، والتى تتبنى الجهاد منهجا للتغيير، وأن الجهاد الذى يجب وجوبا عينيا على المسلمين يتم تطبيقه ضد العدو المحتل وضد النظام الحاكم المبدل للشريعة الإسلامية ويحكم بالقوانين الوضعية أو النظام المبالغ فى الظلم والقهر. ومن أشهر الجماعات التى تنتمى لهذا المنهج، جماعة أنصار بيت المقدس، والقاعدة وحركة طالبان، والدولة الإسلامية فى العراق والشام داعش، وجبهة النصرة، وجماعة شباب المجاهدين فى الصومال، وجماعة أنصار الشريعة فى تونس، وغيرهم من الجماعات التى تظهر من حين لأخر. وكان من أبرز الشخصيات التى انتهجت مبدأ السلفية الجهادية، أبو محمد المقدسى، عبد القادر عبد العزيز سيد إمام، أبو قتادة الفلسطينى، أبو مصعب السورى، وأيمن الظواهرى، وكلهم تأسسوا على يد سيد قطب. وبحسب خبراء، فإن التنظيمات الجهادية ترتكز فى هيكلها وعملية التشريع على مراجع إسلامية تتعلق بأحكام الفقه والخلافة، وتخصص مكانة مهمة للأحكام السلطانية التى تُفصل شروط الإمامة والإمارة والقضاء والحسبة وتقليد الولاة والأمراء والقضاة والمحتسبين. ويرى الخبراء أن الجماعات المتشددة استندت على كتب وأدبيات قديمة ككتب محمد عبد الوهاب، وأخرى معاصرة ككتب أبى محمد المقدسى وأبى قتادة، والشيخ سيد إمام الذى يحتل كتابه "العمدة فى إعداد العدة" مكانة مهمة فى أدبيات التنظيم، إلى جانب كتاب "مسائل فى فقه الجهاد" لأبى عبد الله المهاجر، ومؤلفات عثمان بن عبد الرحمن التميمى، ككتاب "إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام"، كذلك كتاب معالم على الطريق لسيد قطب، الذى يعد أول منظرى فكر السلفية الجهادية لما قدمه من صياغة فى حقبة الستينيات وطرحه لفكرتى الجاهلية والحاكمية والسلاح للتغيير. فضلا عن كتاب الفريضة الغائبة، يعتبر الأساس الفكرى الأول لتنظيم الجهاد، والذى ألفه مؤسس الجماعة الإسلامية محمد عبد السلام فرج، وفى كتاب ملة إبراهيم لأبو محمد المقدسى، الأردنى الأصل، الذى يعد المنظر الأول للسلفية الجهادية على مستوى العالم، وأول من استخدم مصطلح السلفية الجهادية"، وكتاب الجهاد والاجتهاد: تأملات فى المنهج، لأبو قتادة الفلسطينى، وهو من أشهر المنظرين لأطروحات وخطابات السلفية الجهادية. فيما اعتمدوا على كتاب دعوة المقاومة الإسلامية العالمية، لأبو مصعب السورى، الذى استأثرت تنظيراته الجهادية المبتكرة باهتمام جميع مراكز الأبحاث والدراسات المعنية بالظاهرة فى العالم كله بالنظر لما تنطوى عليه أفكاره، ويتجلى ذلك واضحا فى كتابه الضخم السابق، الذى جاء فى أكثر من 1600 صفحة. من أبرز الكتب التى اعتمدت عليها التنظيمات الجهادية، إدارة التوحش لأبى بكر ناجى، ويضع الكتاب خطة عمل لإدارة ما يسميه "مناطق التوحش" التى تنتج عن فقدان سيطرة الحاكم على هذه المناطق، ليأتى الجهاديون ليسدوا هذا الفراغ، ويحدد المؤلف عددا من الدول تصلح لإثارة التوحش فيها اعتمادا على أسباب، منها: "ضعف النظام الحاكم، وضعف قواته وبخاصة المتمركزة على أطراف دولته، ووجود مد إسلامى جهادى مبشر فى هذه المناطق، وطبيعة الناس فى هذه المناطق، إضافة إلى انتشار السلاح بأيدى الناس فيه". ويوضح الكاتب المهام المطلوبة من المجاهدين فى مرحلة إدارة التوحش فى المناطق التى يسيطرون عليها: "نشر الأمن الداخلى والحفاظ عليه فى كل منطقة، وتوفير الطعام والعلاج، وتأمين منطقة التوحش من غارات الأعداء عن طريق إقامة التحصينات الدفاعية وتطوير القدرات القتالية، وإقامة القضاء الشرعى بين الناس الذين يعيشون فى مناطق التوحش مع رفع المستوى الإيمانى ورفع الكفاءة القتالية أثناء تدريب شباب منطقة التوحش وإنشاء المجتمع المقاتل بكل فئاته وأفراده والعمل على بث العلم الشرعى الفقهى، وبث العيون واستكمال بناء إنشاء جهاز الاستخبارات المصغر، وإقامة التحالفات مع من يجوز التحالف معه ممن لم يعط الولاء الكامل للإدارة". ضمن مرحلة النكاية والإنهاك.. يدعو أبو بكر الناجى لجذب شباب جدد للعمل الجهادى عن طريق القيام كل فترة زمنية مناسبة من حيث التوقيت والقدرة بعمليات نوعية تلفت أنظار الناس، وإنهاك قوات العدو والأنظمة العميلة لها وتشتيت جهودها والعمل على جعلها لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها، وذلك فى مناطق الدول الرئيسة المرشحة وغير المرشحة كذلك بعمليات، وإن كانت صغيرة الحجم". كما يعتبر كتاب العمدة فى إعداد العدة لسيد إمام من أهم المراجع التى تستخدم لشحذ الهمم فى ما يتعلق بالجهاد والتدريب العسكرى، واستخدمه تنظيم القاعدة كمرجع مهم فى تدريب المقاتلين بمعسكرات أفغانستان. ولسيد إمام كتاب آخر اسمه الإرهاب من الإسلام ومن أنكر ذلك فقد كفر، ويُعتير سيد إمام من أحد أكثر المؤثرين فى الحركة الإسلامية، وليس هذا التأثير من الناحية العسكرية ولكن من الناحية الشرعية والأدبية والفكرية. يقول الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، أحمد بان، إن الجماعات الجهادية لديهم أفكار سهلت عليهم نشر الفكر المتطرف، موضحا أن هذه الأفكار تتمثل فى الولاء والبراء والتكفير، وكذلك مجتمع الجاهلية. وأضاف بان، ل"المشهد"، أن نظرة هذه المجموعات للجهاد، شكلت التركيبة الذهنية والعقلية، التى دفعتهم إلى ارتكاب العنف، فضلا عن مرجعيتهم لكتب العقيدة، والتوحيد والجهاد، وفكرة التكفير تصنع الذهنية، وأوضح بان أن القضاء على هذا الفكر ينتهى بالعودة إلى الأصل "القرآن"، والعمل فعليا على تجديد الخطاب الدينى.