وفاة سعيد عبد الواحد مرشح مجلس النواب عن دائرة إمبابة    اعرف الأسعار فى أسواق الخضار والفاكهة اليوم الخميس 4-12-2025 فى المنوفية    أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025    استعراض تجربة مصر للحد من التلوث البحرى ومخلفات البلاستيك والأراضى الرطبة بcop24    الصين تساعد فلسطين ب 100 مليون دولار لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة    الاتحاد الكونغولي يخطر بيراميدز بموعد انضمام فيستون ماييلي لمنتخب بلاده    رصد تماسيح في مصرف مائي بالشرقية.. وتحرك عاجل من المحافظة    لغز اختفاء أسرة من 5 أفراد فى ظروف غامضة بأسيوط    تعرف على الحالة المرورية بشوارع وميادين القاهرة والجيزة.. الخميس    المنيا.. حين تعود عاصمة الثقافة إلى مسرحها الأول    تعليم البحيرة تصدر تعليمات مشددة للتعامل مع الحالات المرضية المشتبه بها داخل المدارس    عبد الحميد معالي يهدد بفسخ تعاقده مع الزمالك    استجابة ل «أهل مصر».. أول تحرك من «الأوقاف» بشأن تعديل القيم الإيجارية لأراضي الوقف    محافظ كفر الشيخ يوجّه برفع مستوى أمان طريق إسحاقة - السرو    مكتب نتنياهو: الرفات الذى تسلمته إسرائيل من حركة حماس يعود لمواطن تايلاندى    انخفاض فى درجات الحرارة....تعرف على حالة الطقس اليوم الخميس 4ديسمبر2025 فى المنيا    "مشهد لا يُنسى" بورسعيد تُشيّع بطلها الصغير يوسف محمد فى لحظات الدموع والدعاء والوداع .. إنهيار والدته وحزن أصحابه وذويهم.. والده يؤكد على الحضور: "بالله عليكو ما تسيبوا حق إبني".. فيديو و صور    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025    وزير الري يتابع أعمال وأنشطة هيئة المساحة ومقترحات تطويرها وحوكمة أعمالها    كأس العرب| منتخب فلسطين يلتقي تونس.. وسوريا في مواجهة صعبة أمام قطر    بعد إلغائه لغياب تقنية الVAR.. البدري ومصطفي في مواجهة حاسمة الليلة بنهائي كأس ليبيا على ستاد القاهرة    الأحفاد جمعتنا، إعلامية شهيرة تفاجئ حسن شحاتة داخل المستشفى (صور)    «ما تسيبوش حقه».. نداء والد السباح يوسف محمد خلال تلقى العزاء (فيديو وصور)    استشهاد 6 فلسطينيين في غارات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة    دولة التلاوة.. المتحدة والأوقاف    اللهم إني أسألك عيش السعداء| دعاء الفجر    قناة دي فيلت: إذا لم تجد أوكرانيا المال لتغطية عجز الميزانية فستواجه الانهيار الحقيقي    نائب وزير المالية: تمويل 100 ألف مشروع جديد للانضمام للمنظومة الضريبية| فيديو    الصحة: خدمات شاملة لدعم وتمكين ذوي الهمم لحصولهم على حقوقهم    حلمي عبد الباقي يكشف إصابة ناصر صقر بمرض السرطان    دراما بوكس| بوسترات «سنجل ماذر فاذر».. وتغيير اسم مسلسل نيللي كريم الجديد    وزير الخارجية الفنزويلي: استقبلنا رحلات جوية حملت مواطنين مرحلين من الولايات المتحدة والمكسيك    تسريب «ويتكوف أوشاكوف».. مكالمة تهز الثقة بين أمريكا وروسيا!    أحمد حمدي يكتب: هيبة المعلم    جمال شعبان يُحذر: ارتفاع ضغط الدم السبب الرئيسي للفشل الكلوي في مصر!| فيديو    نجاح جراحة دقيقة لمريض يعاني أعراضًا تشبه الجلطة في الجانب الأيسر    لا خوف من الفيروسات.. الصحة توضح سبب شدة الأعراض في هذا الموسم    محمد رجاء: لم يعد الورد يعني بالضرورة الحب.. ولا الأبيض يدل على الحياة الجميلة    موعد صلاة الفجر.....مواقيت الصلاه اليوم الخميس4 ديسمبر 2025 فى المنيا    أكسيوس: إسرائيل تحذر من استئناف الحرب في حال استمرار تسلح حزب الله    حظر النشر في مقتل القاضى "سمير بدر" يفتح باب الشكوك: لماذا تُفرض السرية إذا كانت واقعة "انتحار" عادية؟    حريق بجوار شريط السكة الحديد بالغربية.. والحماية المدنية تُسيطر على ألسنة اللهب    أحدهما دخن الشيشة في المحاضرة.. فصل طالبين بالمعهد الفني الصناعي بالإسكندرية    اليوم، آخر موعد لاستقبال الطعون بالمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    كأس إيطاليا – إنتر ونابولي وأتالانتا إلى ربع النهائي    وليد صلاح الدين: لم يصلنا عروض رسمية للاعبي الأهلي.. وهذا سبب اعتراضي على بسيوني    ماكرون يستعد لإعلان تعديلات جديدة على العقيدة النووية الفرنسية    مشاجرة بين طالبات وزميلتهم تتحول إلى اعتداء بالضرب عليها ووالدتها    علاج ألم المعدة بالأعشاب والخلطات الطبيعية، راحة سريعة بطرق آمنة    هل يجوز لذوي الإعاقة الجمع بين أكثر من معاش؟ القانون يجيب    الحكومة: تخصيص 2.8 مليار جنيه لتأمين احتياجات الدواء    احذر.. عدم الالتزام بتشغيل نسبة ال5% من قانون ذوي الإعاقة يعرضك للحبس والغرامة    قناة الوثائقية تستعد لعرض سلسلة ملوك أفريقيا    آثار القاهرة تنظم ندوة علمية حول النسيج في مصر القديمة واتجاهات دراسته وصيانته    تصادم موتوسيكلات ينهى حياة شاب ويصيب آخرين في أسوان    الشباب والرياضة: نتعامل مع واقعة وفاة السباح يوسف بمنتهى الحزم والشفافية    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمدي وهيبة رئيس الأركان الأسبق يتحدى السيسي: أخطاؤه أسوأ من مبارك ومرسي
نشر في المشهد يوم 25 - 08 - 2015

شن الفريق حمدي وهيبة رئيس الأركان الأسبق هجوما على الرئيس عبد الفتاح السيسى ، وذلك في أول انتقاد صريح له على لسان أحد القيادات العسكرية السابقة ، وهو أمر يثير جدلا كبيرا خصوصا في اوساط من يصورون مصر على أنها محكومة عسكريا .
وقال وهيبة في حوار مطول نشرته الزميلة "المصري اليوم" الثلاثاء إن السيسي حصل على رصيد كبير فى الشارع يصعب منافسته، لكنه رجل عادى، وهناك كفاءات إدارية كثيرة فى مصر. وأضاف وهيبة متحديا السيسي بشكل مباشر: "لو جلس أمامى وتناقشنا هيبصم بالعشرة إنى أجدع منه مائة مرة"، وهناك أخطاء ارتكبها السيسى أسوأ من أخطاء الرئيسين السابقين حسنى مبارك ومحمد مرسى .
وقال وهيبة إنه كان سيؤسس حزبا ، لكنه تراجع عن الفكرة حين أخبره أحد المؤسسين أنه سيذهب إلى السفارة الأمريكية للحصول على تمويل للحزب .
وانتقد رئيس الأركان الأسبق تعامل الدولة مع أهالي سيناء قائلا إنه لو لم تدار العملية بصراحة ورجولة ، فلن تتمكن الدولة من القضاء على الإرهاب ، وانتقد ممارسات أمنية عديدة منها التعامل الأمني ، واصفا احتجاز نساء سيناويات بأنه تخلف
وقال وهيبة إن الشعب المصري مصمم على أن ينهض وهذا ما أثبته حفر قناة السويس الجديدة ، موضحا أنه لا بد من إقامة مشروعات تدر دخلا قريبا قائلا إنه ضد الإفراط في توقع دخل كبير من القناة لأن ذلك يرتبط بالتجارة العالمية وأضاف أمامنا عدة سنوات للخروج من عنق الزجاجة ربما تطول هذه السنوات إلى ما بعد حكم السيسى، نحن فى مرحلة الرجل العجوز الذى يعانى من أمراض الضغط والقلب والسكر لا يصح أن تعالجه من مرض واحد على حساب الآخر.
وهذا نص الحوار
■ كيف ترى مشروع قناة السويس الجديد ة بعد افتتاحه؟
- يعد مشروعاً قومياً مهماً بالنسبة لكل المصريين الحريصين على مستقبل هذا البلد، وسينعكس بالإيجاب على الناتج القومى ما ينعش الوضع الاقتصادى الذى يعانى ركوداً منذ ثورة 25 يناير، كما أن جمال حفل الافتتاح يتمثل فى بساطته، ليس فيه إبهار كبير ولا نحتاج هذا الإبهار لنصرف أموالاً على استعراضات لا فائدة منها، البساطة والطبيعية اللتان ميزتا الاحتفال عكستا فرحة جموع الشعب المصرى بهذا الحدث التاريخى، وهذا الحدث لمس قلوب كثير من المصريين، وأهم ما أكد عليه الاحتفال وأثبته حفر قناة السويس الجديدة أن الشعب المصرى مصمم على أن ينهض وتعود مصر للساحة الدولية بأكبر قدر من المنافسة، وتم إرسال رسالة قوية بأننا لسنا حريصين فقط على السلام بل نخدم الإنسانية كلها.
■ ما تقييمك لمستوى مشاركة رؤساء وممثلى الدول الأجنبية والعربية؟
- هناك بعض الزعماء الكبار كنت أتمنى وجودهم، مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وكذلك ممثل الولايات المتحدة الأمريكية. الدول التى تجمعنا بها علاقات صداقة ومصالح قوية هى التى اهتمت بالحضور والمشاركة فى الاحتفال، إلا أن تجمع وفود حوالى 120 دولة أعطى قيمة للحدث بأنه عالمى، وكل رئيس دولة له ظروف، منهم من هو مرتبط بمواعيد مسبقة حالت دون مشاركته ، لكن فى المجمل مستوى المشاركة كان قوياً وأعطى قيمة كبيرة للحدث.
■ كيف ترى مستقبل التنمية فى مصر بعد هذا المشروع؟
-لابد أن تكون هناك مشروعات أخرى قوية وكبيرة مثل قناة السويس الجديدة لكى تدر إيراداً كبيراً على مصر، لابد أن تكون هناك رؤية متكاملة ولا نعمل بالقطعة، يجب إقامة مشروعات تدر دخلاً قريباً وأخرى تدر دخلاً على المدى البعيد، مثلاً السياحة متراجعة لابد أن نعمل على تحسينها ونخصص لتحسينها اهتماماً وأموالاً وبالتالى تحقق مصدراً للدخل لا يقل عما كان قبل ثورة 25 يناير، حيث كان دخل السياحة وقتها قد وصل إلى أكثر من 7 مليارات دولار، وتطوير العشوائيات والتعليم وتحسين المشروعات الخدمية يعتبر استثماراً مفيداً فى الإنسان المصرى وهو أهم استثمار، حتى مشروع المليون فدان لن يدر عائداً قبل نحو 5 سنوات، لأنه ليس من السنة الأولى تدر إنتاجاً يغطى التكلفة، لابد من تنمية مستدامة مثل خلق وظائف للمواطنين، المهم فى أى مشروع كم وظيفة خلقتها من هذا المشروع.
■ هل تتفق مع من يقولون إن القناة الجديدة ستساهم فى حل المشكلة الاقتصادية فى مصر؟
- أنا ضد الإفراط فى تبشير الناس بالدخل الكبير للقناة، هناك أرقام خيالية تم الحديث عنها، ويجب أن نعلم أن ارتفاع دخل القناة ليس مرتبطاً فقط بالتوسعة أو التنمية فيها بل يمتد إلى نمو حركة التجارة العالمية، وهذا البلد مديون داخلياً وخارجياً بتريليونات الجنيهات، ولكن القناة الجديدة هى بداية الخير لمصر، أمامنا عدة سنوات للخروج من عنق الزجاجة ربما تطول هذه السنوات إلى ما بعد حكم السيسى، نحن فى مرحلة الرجل العجوز الذى يعانى من أمراض الضغط والقلب والسكر لا يصح أن تعالجه من مرض واحد على حساب الآخر، نحتاج ل4 مشروعات كبيرة تنعش اقتصاد مصر.
■ عملت فى سيناء فترة كبيرة خلال خدمتك العسكرية.. كيف ترى الوضع الأمنى فى سيناء حالياً؟
- هناك إيجابيات وسلبيات فى المشهد على الأرض فى سيناء، الإيجابيات تتمثل فى أن الشكل العام يدل على أن القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة فرضتا سيطرتهما بشكل أفضل بكثير عن 3 أعوام مضت، واستمرار العمليات الأمنية حتى الآن بسبب وجود جهات التمويل الدولية ولا يجب أن ننسى أن إعلان أول دولة إسلامية فى المنطقة كلها كان فى عهد الرئيس المعزول مرسى بمظاهرة كبيرة فى الشيخ زويد وتابعها العالم كله ولم ينتبه المصريون لها، ولكن مصيرها إلى زوال، وأجهزة المخابرات والقيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب نفذت ضربات استباقية أحبطت كثيرا من خططهم، حتى العملية الإرهابية التى نفذوها بداية يوليو الماضى فى الشيخ زويد كانت نسبة فشلها كبيرة للغاية، الإرهابيون هم الذين خططوا وهاجموا واختاروا الأماكن ورغم ذلك خسائرهم كانت فادحة، وهذا دليل على سيطرة قوات الجيش والشرطة، درجة الاستعداد وسرعة رد الفعل أصبحت عالية للغاية، وكان لها مفعول قوى، والتعاون بين أفرع القوات المسلحة خصوصاً البرية والجوية كبد الإرهابيين خسائر فادحة، النتائج أصبحت حاسمة وقوية للغاية.
■ ماذا عن السلبيات؟
رغم أن وسائل الإعلام تتحدث كثيراً عن دور أهالى سيناء فى مواجهة الإرهاب، إلا أننى ألاحظ حتى الآن أن تعاون أبناء سيناء الأبرياء يعتبر «خارج اللعبة» وليس لهم دور فاعل مع الجهات الأمنية، وهذه تحتاج مجهودا كبيرا من الجيش والشرطة بحيث تشجع الأهالى على ألا يتعاطفوا فقط معك، بل يبلغوا عن المسلحين وتحركاتهم، أهالى سيناء ما زال دورهم هامشياً حتى الآن، لأننا لم نظهر حالات من أبناء سيناء الذين فقدوا أرواحهم بسبب التعاون مع الجيش، ولم نتحدث عن المواطنين الذين تأثرت مزارعهم وفقدوها بسبب الإرهاب، وأرى أن شرخاً كبيراً أصبح موجوداً حالياً بين أجهزة الدولة المختلفة وأهالى سيناء، خصوصاً مع سقوط بعض الضحايا المدنيين أثناء العمليات العسكرية، وأهالى سيناء لديهم ثقة كبيرة فى القوات المسلحة دون الشرطة، عندما كنت قائداً للجيش الثانى الميدانى كانوا يعيدون الأشياء المسروقة لى بمجرد التحدث مع شيخ القبيلة بحكم الأعراف والتقاليد العربية التى تجمعهم، لابد من دفع فدية مناسبة وفقاً لعرف سيناء لكل من سقط من المدنيين الأبرياء خلال العمليات الأمنية، أهالى سيناء كانوا وما زالوا «الجيش الخفى»، أثناء حرب الاستنزاف فى الستينيات وأوائل السبعينيات، لم تكن دبابة تتحرك فى سيناء إلا ونعرف خبرها ونوعها والجهة التى تحركت إليها من أهالى سيناء، جميع الدوريات التى تعمل فى سيناء لابد أن يكون معها مرشد سيناوى، يوجد تقصير كبير من الدولة فى حق أهالى سيناء، لابد أن نطمئن أهالى سيناء، وعلى الدولة أن تقول لهم «لن نسمح للمسلحين أن يتواجدوا أو يقوموا بأى عمل فى سيناء ولو ساعدتمونا أهلاً وسهلاً، لكن إذا قتلنا أحدا منكم بالخطأ سنعترف لكم بذلك وسنعوضه»، لو لم تدار العملية بصراحة ورجولة مع أهالى سيناء لن ينتهى الإرهاب وستطول العملية، هناك قبائل متعاطفة مع المتطرفين مقابل المال، هذه القبائل كانت تهرب البشر إلى إسرائيل وتم وقفها وكذلك المخدرات تمت مكافحتها والأنفاق تم غلقها لذلك بعض أهالى سيناء يتعاملون بمبدأ «على وعلى أعدائى» وشيخ القبيلة الذى كانت تأتى له مئات الآلاف كان يوزع على أفراد القبيلة وبالتالى وقع عليهم ضرر، الشرخ فى سيناء مثل الشرخ الموجود حالياً مع جماعة الإخوان فى مصر، هم جماعة «مستخبية فى الذرة» وأنت لا تعرف جارك من الممكن أن يضربك بأى شىء، إلى متى سنعيش فى هذا القلق، المصريون لا يحبون العيش فى عدم أمان لفترة طويلة، لابد من الحسم، أما الشق الثانى فأتمنى من الأجهزة أن تعلن عن أعداد من قتلوا من الإرهابيين كاملة وخصوصاً الأجانب منهم، والخيوط تشابكت ولم نعد نعرف من ضد من، حماس دخلت على الخط وجهات أخرى خارجية ولابد من إعلان الحقائق كاملة، وهذا يعطى ثقة بأن مكافحة الإرهاب لها نهاية وليست مفتوحة.
■ ما آلية توثيق العلاقة مع أهالى سيناء؟
توثيق العلاقة ليس بمعونات غذائية مثل الدقيق والسكر والزيت، اللواء مراد موافى حكى لى أنه عندما كان محافظاً لشمال سيناء جلس مع مبارك وتحدث معه بصدق عن الأخطار الأمنية وتهريب البشر والتهريب فى الأنفاق، لكن مبارك كان رده سلبياً على طريقة «لو مفيش حاجة تفرقع مفيش مشكلة خليها زى ما هى»، وأبو بلاش لا رجاء منه، لابد من فتح فرص عمل لهؤلاء المواطنين، وهناك غباء فى فتح فرص العمل فى مصر، المسؤولون عن هذا الملف أشخاص يجلسون على المكتب يفكرون بنفس الطريقة لأبناء الصعيد والدلتا وسيناء وكأن الطبيعة البشرية واحدة، على الجهات المسؤولة أن تذهب لأهالى سيناء وتسألهم عن أعداد من يعانون من البطالة، وكل فرد منهم نوفر له فرصة عمل ليعمل فيما يحب ويجيد، هناك مهن غريبة عن المجتمع يجيدونها رأيتها بعينى مثل مهنة صيد العقارب والثعابين والحشرات التى تحتاجها هيئة المصل واللقاح، ويوجد هناك وادى «الشيح» به نباتات طبية نادرة يصل عددها إلى 300 نبات، لابد من إلزام جميع فنادق سيناء أن تستعين بأدلة من أبناء سيناء فى رحلات السفارى، تعداد أهالى سيناء لا يزيد على مليون شخص، والنساء هناك لديهن مهارة أكبر من الرجال مثل التطريز وحلب الإبل وصناعة منتجات الألبان، على الدولة أن توجه المواطن السيناوى للعمل فى الأرض نفسها وليس وراء المكاتب أو المحليات وتقديم تشجيع وحوافز لهم، للأسف المناطق السياحية هناك تطردهم كأنهم أعداء، من يستطيع الصيد تقدم له الدولة مركبا وشبكة وسنارة وتحدد له منطقة للصيد، لو كان الأمر بيدى لوظفتهم فى حرف مختلفة مثل جمع «الزلط الأبيض» لأن سيناء هى أرض الفيروز وبها فيروز حقيقى يجب جمعه، وهناك قواقع يمكن جمعها من الشاطئ وغسلها وبيعها، هذه مهن تعيش عليها دول فى أوروبا، لابد أن نعطيه ما يمنعه من الطلب مرة أخرى وهذه هى قاعدة عمل المشروعات الصغيرة أساس التنمية، لو حققت الدولة ذلك ستصبح سيناء «فى جيبك الصغير».
■ لكن الإرهاب الموجود فى سيناء حالياً يمنع إقامة مشروعات تنموية حقيقية؟
نوعية المشروعات التى ذكرتها مختلفه عن مشروعات مثل خطوط الغاز التى يسهل استهدافها، مثلاً صيد السمك هل سيغرق الفلوكة الصغيرة؟، حتى لو أغرقها سعرها 5 آلاف جنيه وهو مبلغ صغير، كما أن الإرهابيين لا يسعون لخسارة أهالى سيناء أو صنع عداء معهم، هناك قبائل من سيناء يعيش أفراد منها فى الشمال والوسط والجنوب وهذا يصنع ترابطا قويا مما يصعب العمليات الإرهابية، إذا جعلتهم حريصين على مشروعاتهم التى ستقيمها لهم، جميع اللوجستيات لن يقوم بها الجيش أو الدولة بل شباب سيناء أنفسهم وهو ما سيمنع استهداف هذه الخدمات مثل نقل المحصول خارج سيناء لبيعه، أحد المحافظين قال «سنشترى لأهالى سيناء ماكينات تريكو» وهذا كلام خاطئ لأن هذه الماكينات سيصيبها الصدأ وتتعطل، وهذه المشروعات لن تؤثر على هيبة الدولة لو تم استهدافها من قِبل الإرهابيين، وستكسب تعاطف أهالى سيناء.
■ ألا تعتبر أن «التمييز» فى عدم اختيار أبناء سيناء للمناصب الهامة يزيد الشرخ بين الدولة وسيناء؟
بصراحة ليس هناك تمييز ضد أبناء سيناء ولا يوجد «وضع انتقائى»، لكن المشكلة فى المعلومة الأمنية عن ابن القبيلة، طبيعة القبائل تفرض أن يكون كل أبناء القبيلة يعلمون ما يقوم به أحدهم، مثلاً فى العمليات الإرهابية أو تجارة المخدرات، وإذا تقدم أحدهم لكلية الشرطة أو الحربية ليس من المعقول أن تقبل شخصا توجد معلومات مؤكدة عنه أو قبيلته تورطت فى عمل إرهابى أو غير قانونى يهدد أمن الدولة، لكن أبناء سيناء منهم من يتقلدون مناصب رفيعة مثل اللواء محمد الزملوط، قائد المنطقة الشمالية العسكرية حالياً وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
■ كثير من أبناء سيناء يشتكون من التعامل الأمنى العنيف معهم خصوصاً فى الكمائن؟
إذا لم تعامل ابن سيناء بطريقة لائقة لن تكسب ثقته وسيتحول لعدو، بعض القيادات الأمنية لديها مفهوم أمنى عقيم وقديم يعتمد على الإهانة، وشخصية البدوى أو العربى لا تقبل الإهانة إطلاقاً، شيخ القبيلة هو رمزها ولا تجب إهانته أو التعرض للنساء، كان بعض رجال الأمن يلقون القبض على النساء ويقولون «لما الرجل يسلم نفسه سنفرج عن النساء» هذا تخلف، السيناوى إنسان حر يحب الحرية أكثر من أى شخص، هو ينطلق وراء الإبل ويفترش الأرض على الرمال ويأكل عليها وينام فى الصحراء.
■ هل ترى إقامة منطقة عازلة على الحدود مع غزة خطوة صحيحة ستحد من العمليات الإرهابية؟
- هى خطوة صحيحة 100%، نحن لا نخون أبناء مصر لكن هناك مليارديرات فى غزة أثروا ثراءً فاحشاً من تجارة الأنفاق، يهربون السلع المصرية الرخيصة لأنها مدعومة إلى غزة ويبيعونها بأسعار عالية، مثل الوقود والمواد التموينية، متر الأرض فى قطاع غزة أغلى من ميدان التحرير والناس تشتريها، هناك خلفية تاريخية لعملية إخلاء الشريط الحدودى سأكشفها لأول مرة، حيث كنت رئيساً لفرع العمليات بهيئة عمليات القوات المسلحة عام 1994، وكانت الأنفاق فى هذا التوقيت فى بدايتها ضيقة بالكاد يمر منها الفرد زحفاً أو يمر منها حبل، على مدار العام كنا نضبط حوالى 12 نفقاً، وصدر قرار جمهورى بحصر وإخلاء المنطقة الحدودية بعمق 500 متر وكنا نأمل إخلاء كيلو متر كامل، وأعطينا لأهالى رفح تعويضات عن منازلهم وأراضيهم، وكانت نفس الشروط من سنجد نفقاً فى منزله لن نعطيه تعويضاً وبالفعل تم إخلاء أكثر من 80 منزلاً فى عمق 500 متر، ولكن البدو عادوا مرة أخرى بعدما حصلوا على التعويضات وبنوا فى ال 500 متر لأنه لم تكن هناك قبضة أمنية، وما كنا نستطيع قوله وقتها «سنعيد الوضع لنصابه الصحيح»، وتوجد خرائط واضحة ومثبتة فى هيئة العمليات وكشوف مدون بها أسماء من حصلوا على تعويضات وتوقيعاتهم، وبالتالى نجد أن بعض أهالى رفح حصلوا على تعويضات عن منازلهم أكثر من مرة.
■ هل لديك معلومات حقيقية عن هوية القبائل التى تدعم الإرهاب فى سيناء حالياً؟
- لن أستطيع الإفصاح عن هويتها حالياً، لكن عندما كانت حرب الاستنزاف وأكتوبر فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، كانت هناك قبائل وطنية كثيرة، لكن من الممكن أن يتغير ولاؤها لأسباب معينة، مثلاً إذا أهانوا شيخ القبيلة فى قسم الشرطة، أو قتلت الشرطة أيا من أبنائهم، المخابرات الحربية لديها دراسات كاملة ووافية عن طبيعة القبائل والمتعاونين وغير المتعاونين منهم، ولكن الزمن يغير كل شىء، فضلاً عن أن التمويل الخارجى مغرٍ، ويؤثر على بعض النفوس الضعيفة.
■ هل تعتقد أن اتفاقية كامب ديفيد تعطل العملية العسكرية فى سيناء؟
- هذا الموضوع قرار سياسى وليس عسكريا، العسكريون لم يتفاوضوا مع إسرائيل عند توقيع اتفاقية كامب ديفيد، الدولة طلبت من الجانب الإسرائيلى أن ينسحب من سيناء بالكامل، الحرب دائماً لسانها يقول «هقطعك»، والمنتصر يملى إرادته، هم كانوا منتصرين علينا عندما احتلوا سيناء عام 1967، وحاربناهم فى 1973 واسترددنا جزءا من الأرض، لكن ماذا بعد؟، كل ما نملكه أننا طلبنا توقيع اتفاقية سلام وفقاً للمنطق وهى أحسن الحلول التى كانت موجودة فى هذا الوقت، وبالتالى هو تحدث عن حجم القوات ووضع شروطه على طاولة المفاوضات لأنه كان مازال موجوداً فى سيناء، لم يكن من الممكن أن نحصل على شىء أفضل من هذه الشروط، وسيناء قبل نكسة 1967 لم يكن بها قوات أكبر من الموجودة هناك حالياً، لا يجب أن نخجل من قول الحقائق، الدولة خاضت مع العدو الإسرائيلى معركة كبيرة على طابا التى تبلغ مساحتها كيلو مترا مربعا وهذا هو مفهوم السيادة وعزتها، ولا أعتقد أن إسرائيل تمانع فى دخول قوات لسيناء، بل إنها فى بعض الأحيان تبلغ مصر ببعض المشكلات الأمنية التى ترصدها على الحدود، هناك جهاز اتصال فى المخابرات الحربية يتواصل مع إسرائيل على مدار 24 ساعة، الطيران المسلح ممنوع فى المنطقة «ج» بسيناء لكن إسرائيل وافقت على دخولها لمكافحة الإرهاب.
■ يردد البعض أن القوات متعددة الجنسيات فى سيناء تؤوى الإرهابيين عند الهجوم عليهم؟
- من يردد هذا الكلام عليه أن يأتى بدليل واضح وقوى أو يترك الشأن لأصحابه يردون عن أنفسهم، هذه القوة نحن طرف تمويل فيها مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، ويهمها أن تعمل بشفافية كاملة، ونظراً لأنهم يمتلكون قسماً طبياً عالى المستوى ولظروف استثنائية بغض النظر عن ديانتك أو جنسيتك، قد يعالجون من يصاب فى العمليات، لو شخص ساقه مبتورة لن يتركه وسيعالجه لأسباب إنسانية.
■ كيف ترى وضع التنمية فى سيناء حاليا؟
- لا أتفق مع من يقولون إن محصلة التنمية صفر فى سيناء لأنها ليست بهذا السوء، لكن كان من الممكن أن تكون التنمية أفضل مما هو موجود حالياً بمراحل، الدولة لا تسير بالسرعة والحماس اللذين يتوقعهما عامة الشعب، لابد أن تكون حركة التنمية بشكل أسرع، وكم الفنادق والمنتجعات السياحية الموجودة على خليج العقبة هى مصدر دخل كبير، الدخل القومى فى مصر يعتمد على السياحة التى تعد هذه المناطق جزءا منها بالإضافة إلى إيرادات قناة السويس، والأجانب يدركون أن درجة الأمان فى تلك المناطق عالية لذلك يزورونها، كما أن هناك حركة صيد كبيرة لأهالى سيناء فى خليجى السويس والعقبة وكذلك بحيرة البردويل.
■ حصلت مصر على بعض الصفقات العسكرية مؤخراً من دول أجنبية بعد فترة من توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.. ما تقييمك؟
- هذا الموضوع حساس، خصوصاً بالنسبة لمصر لعدم وجود درجة كبيرة من الشفافية، والأمريكان يفكرون عسكرياً مع مصر كالآتى: مصر تحصل على 1.3 مليار دولار سنوياً، ولو أنت كدولة لديك القدرة المالية على الشراء كاش مثلما حدث فى الصفقات الفرنسية الأخيرة، يصعب الحصول على موافقة الكونجرس على المساعدات، بالتالى أنت رجل معك أموال، فلماذا أعطيك معونة عسكرية طالما أن معك المال؟، فنحن كمصريين نقول له «نحن نستفيد من معونتك على قدر الإمكان وهذه الاستفادة نوضحها له بالأرقام، القوات الجوية استفادت بنسبة كذا وباقى الجيش بنسبة كذا، ونحن نحاول بالمتيسر لنا وقروض وخلافه أن نشترى ما ينقصنا فى الفروع الأخرى، يجب أن ندرك أن الإعلام الأجنبى فى الدول المصدرة لنا هذه الأسلحة يعلن كل شىء عن الصفقة، نوعيتها ومميزاتها والمبلغ المدفوع فيها، لا يوجد فى العالم كله حالياً شىء اسمه «صفقة سرية»، العمال فى المصانع يعرفون أن هذه الأسلحة متجهة إلى مصر، السيسى لجأ ل«الرافال» بعدما أدرك أن الأمريكان يماطلون فيما لديهم من صفقات، والقوات الجوية لابد من تطويرها، أسراب مقاتلات F16التى حصلنا عليها من أمريكا منذ 15 عاماً يتبقى لها وقت قصير وتخرج من الخدمة ولابد من إحلال بديل لها، ومقاتلات الميج 21 خرجت بالفعل من الخدمة، ونقول لهم نحن نقدر الأمر لكنها لا تلبى كل طلباتنا ونريد المزيد، ولكنه فى الحقيقة يظل الأمريكى غير مقتنع، هناك أسلحة طلبناها منذ 10 سنوات ولم نحصل عليها حتى الآن، لم أتمنّ أن تكون المعونة نوعا من القيد علينا، ولكن فى ظل ظروف بلدنا الصعبة لا داعى لاتخاذ خطوة عنترية ونقول للأمريكان «ملعون أبوكم» ونقطع علاقتنا بهم، هذه الخطوة تضر بمصر للغاية، لأن معظم المعدات الأمريكية فى الجيش المصرى بدون قطع غيار ستصبح قطعة حديد لا فائدة منها، لو أوقفوا عنا قطع الغيار ستصبح مشكلة كبيرة لأنهم حالياً «ماسكينا من الخناقة».
■ عندما كنت رئيساً للأركان.. كيف كان يتحدث الأمريكان عن المعونة؟
- هو يوزع الأدوار فى اتخاذ القرار بشكل جيد، مابين الإدارة الأمريكية الممثلة فى وزارتى الدفاع والخارجية ووكالة الأمن القومى وهم على علاقات وثيقة بالسفارة الأمريكية فى القاهرة، والجهة الأخرى هى الكونجرس الجهة التشريعية التى تمثل الشعب، والإدارة تقول من أول لحظة لأى طلب «إحنا معاك.. إحنا عايزين نلبى لك كل مطالبك.. إحنا مقتنعين بطلباتك.. لكن معلش روح إقنع الكونجرس الذى لا يفرق بين ما هو عسكرى وما هو مدنى»، نذهب لإقناع الكونجرس فيفتح لنا ملفات الأقباط والحريات والصحافة والمعتقلات، وهذه أشياء لا تخص القوات المسلحة، وكلها أدوار ملعوبة، ونحن لا نلعب بهذه الطريقة معهم بحيث لا تجد تنسيقا كافيا بين الوزارات والجهات المعنية بهذا الملف فى مصر، وكل جهة تصدر بيانات قد تكون متضاربة، الأمريكان فى النهاية لديهم إحساس أن لهم فضلا على مصر لأن 50% من المعونة الأمريكية الخارجية تذهب لمصر وإسرائيل، إسرائيل تحصل على 6.7 مليار دولار معونة أمنية سنوية ومصر تحصل على 1.3 مليار دولار ليصل المبلغ إلى 8 مليارات دولار وهى نصف المعونة الأمريكية الخارجية، المواطن الأمريكى فى الشارع يعلم أن مصر تحصل على معونة، كذلك رجال الكونجرس خصوصاً لجنتى العلاقات الخارجية والقوات المسلحة مثقفون للغاية ويعلمون كل شىء، وأمريكا منتج تكنولوجى رهيب للأسلحة ولديها أحدث الأسلحة فى العالم.
■ هل مازلت تفكر فى الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، كما فكرت فى الترشح فى الانتخابات الماضية؟
- بعض الزملاء من رجال القوات المسلحة السابقين عرضوا عليَ فكرة إنشاء حزب يضم عسكريين ومدنيين، وبعد 10 جلسات تبين أن كلها أهواء شخصية، هذا يريد الدخول للحزب ليحصل على لقب أمين الحزب، وذاك يريد الانضمام ليصبح مستشارا قانونيا، كلها مصالح شخصية، لكنى انسحبت عندما تقدم لى أحد الأشخاص فى جلسة من الجلسات وهمس فى أذنى«بعد إذنك أنا همشى عشان عندى موعد مع السفارة الأمريكية وهاخد معايا فلان، فقلت له لماذا فقال عشان ناخد تمويل للحزب»، فقلت له لابد أن تطرحوا هذا الموضوع للنقاش على الجميع، وقلت لهم إننى لن أدخل فى عمل فاشل وأنا لن أصبح رئيساً للحزب لكى أكون واجهة فقط، وأبلغتهم أننى منسحب من الحزب بسبب رغبتهم فى التمويل الأمريكى، لا يمكن أن أقبل بعد تاريخى فى القوات المسلحة لمدة 48 عاماً أن أحصل على تمويل من أمريكا لحزب سياسى فى هذا الوطن العزيز عليَ، وكانت هناك بعض الشخصيات التى حاولوا إقناعها بالدخول فى الحزب مثل الدكتورعلى المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى الأسبق والفريق حسام خيرالله، وكيل جهاز المخابرات سابقاً، وكانوا مختلفين حول اسم هذا الحزب واستقروا على اسم «الجمهورى الوطنى»، ولكنه - الحمد لله - لم يخرج إلى النور حتى الآن، أنا تعاملت مع حوالى 40 شخصية من مؤسسى الحزب كلهم على نفس الشاكلة يبحثون عن المصالح الشخصية، ولا يصح أن تكون السياسة فى مصر بهذا الشكل، وبعدما جلس معنا الفريق حسام خيرالله مرتين، حاولوا ابتزازه حيث إن لديه مقرا كان مقراً له فى الانتخابات الرئاسية وقالوا له «أعطنا هذا المقر ليكون مقراً للحزب»، وقالوا «فلان يتبرع بكذا وفلان يتبرع بكذا»، هى عملية ابتزاز من اليوم الأول، الحزب يحتاج 2000 توقيع من كل محافظة وقالوا إن الأحزاب الأخرى تدفع أموالا للجماهير لتنضم إليها مثلاً من 50 - 100 جنيه، لكنهم أرادوا أن يطلبوا من الجماهير الراغبين فى الانضمام دفع مبلغ 25 جنيها مقابل الاشتراك، وهنا دخلنا فى كلام لا جدوى منه، وتصورت أن هذه هى الصورة فى كل الأحزاب الورقية الموجودة حالياً، وقلت لهم «مستحيل أدفع لهذا الحزب من مالى الخاص، ما أملكه من مال هو حق أولادى وأحفادى لن أتبرع منه بشىء».
■ ما تقييمك لأداء الرئيس السيسى حتى الآن؟
- السيسى حصل على رصيد كبير فى الشارع يصعب منافسته، وأرى أنه رجل عادى، وهناك كفاءات إدارة كثيرة فى مصر، ولو جلس أمامى وتناقشنا «هيبصم بالعشرة إنى أجدع منه مائة مرة»، وللأسف هناك أخطاء ارتكبها الرئيس السيسى مثل أخطاء الرئيسين السابقين حسنى مبارك ومحمد مرسى بل أسوأ، مثل تعيين فايزة أبو النجا مستشارة له، والشخصان اللذان كانا أبواقاً له محمد حسنين هيكل وعمرو موسى تم وضعهما فى الثلاجة حالياً، الشخصية الوحيدة التى يحتفظ بها السيسى هى الرئيس السابق عدلى منصور، وكنا ننتقد مرسى لأنه عين 17 مستشارًا ولم يأخذ رأيهم فى شىء، والدكتور مصطفى الفقى كتب مقالا قال فيه إن السيسى لا يستعين برأى وزارة الخارجية بل يعتمد على رأى المخابرات، وهذا أمر مقلق، الرئيس السيسى خبرته ما زالت محدودة، حتى فى العسكرية الوظائف الثلاثة الأخيرة لم يستمر فيها طويلاً عندما نقارنه بأقرانه نجد أن الفرق شاسع.
■ تساءل كثيرون عن عدم وجود وزير الدفاع مع الرئيس السيسى خلال زيارته الأخيرة لسيناء.. ما تفسيرك؟
- ربما الهاجس الأمنى كان له دور، حيث يشعر الرئيس دائماً أنه مستهدف، هناك تكتم كبير على تحركاته وحركة عائلته، ومن الصحيح ألا يكون وزير الدفاع ورئيس الأركان فى مكان واحد من الناحية الأمنية، والفريق أول صدقى صبحى رجل منضبط وملتزم وعلى خلق ومؤدب للغاية ولا يمكن أن يخالف أى أوامر، أنا أعرفه جيداً منذ أن كان ضابطاً فى الفرقة 18.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.