أحدثت بدعة زواج ملك اليمين الذي دعا إليه عبد الرءوف عون الذي يدعي أنه داعية إسلامي درس بالأزهر حالة جدل بالمجتمع المصري انقلب إلى سخرية، وذلك وسط حالة من الصمت التام للمؤسسات الدينية الإسلامية، وعلى رأسها الأزهر الشريف. وخرج عون الذي قال عنه الداعية خالد عبد الله "إن الدواب أعبد منه" في برنامج الحقيقة الذي يقدمه وائل الإبراشي، وادعى صحة هذا الزواج الذي يحدث بمجرد أن تقول المرأة لرجل: "ملكتك نفسي" فيصبح زوجها بدون أي وثائق أو مستندات رسمية تثبت الزواج، وتصبح هي في حل من ارتداء الحجاب، كما يصبح بإمكانها ارتداء الملابس القصيرة على اعتبار أنها ستتحول إلى "أمة" وعورة الأمة من السرة إلى الركبة، وذلك خلافًا لكل زواج شرعي تعارف عليه المسلمون. وتعليقًا على الابتداع الجديد يقول الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف ل"المشهد" إن الإسلام عندما جاء إلى البشرية ليقضى على العبودية والرق تمامًا ووضع الأشياء في مكانها الحقيقي بل وجعل الرقيق عبئًا على سادتهم ومسؤولية، إذ أوجب على السادة أن يحترموا كرامة وحرية العبيد وإعطائهم حق المكاتبة لطلب الحرية، وكان هذا واضًحا في عصور الإسلام، لأن الحرية من أسمى معاني الشريعة الإسلامية؛ حيث قال الله تعالي "ولقد كرمنا بني آدم". وأضاف إسلام أن العبودية كانت لفترة معينة ثم تم القضاء عليها تمامًا إلى أن وصلت الآن إلى مرحلة من شبه الانعدام كما أن هناك أصلاً في الإسلام وهو أنه لا يصح للإنسان أن يبيع نفسه وعليه فإن زواج ملك اليمين بأن تملك المرأة نفسها للرجل هو نوع من أنواع الزنا والفاحشة وقول الباطل، فلا يجوز للمسلم أن بيبع نفسه لأي أحد؛ لأن الله سبحانه وتعالي هو الذي أعطاه الحرية. ويكمل إسلام: "إن كل ما ورد في وسائل الإعلام من حالات لزواج ملك اليمين هو محاولة لتشويه صورة الإسلام ومرفوضة جملة وتفصيلًا، وهذا لا يجوز شرعًا على الإطلاق. وفي الوقت نفسه هو متعارض مع حقوق المرأة التي كرمها الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم، فهذا حرام مليون في المائة، ولذلك فمن تزوج بملك اليوم وتمت المعاشرة تطبق عليه عقوبة الزنا، ولا يجب على أي إنسان يفعل فاحشة أو معصية أن يستحلها". ويطلب إسلام من كل من ارتكب هذه المعصية أو شارك فيها بأن يتوب ويرجع إلى الله ويعتذر عنها أمام الناس جميعًا؛ لأن فيه تعديًّا على حقوق الإنسان والمرأة والطفل والمجتمع ككل وإخلالاً بالروابط الأسرية وانتشارًا للفاحشة في الأرض. وتعلق الدكتور آمنة نصير، أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر،واصفة زواج ملك اليمين بأنه"فوضى أخلاقية، لأن قضية ملك اليمين انتهت، فقد جاء الإسلام ووجد السبايا والعبيد ثمار الحروب، وتعامل مع هذه القضية تعاملاً إنسانيًّا بأن جعل فك الرقبة كنوع من الفدية وحض الإسلام عليها لكي يحرر الإنسان من هذه العبودية سواء للرجل أو المرأة، وأعطى لمن تتزوج مالك يمينها الحق في أن تعتق بأولادها". وأضافت نصير أن الإسلام لم يُوجِد هذه الظاهرة، بل أوجد طريقة للتعامل معها من منطلق إنساني وفتح لها النوافذ لكي لا يجعلها وبالًا على المجتمع، فجعل تحرير العبيد كفارة للإفطار في شهر رمضان وانتهينا منها، وعندما نأتي نحن الآن لنبحث عن أمر يشين للإسلام بزواج ملك اليمين فهي تمثل تشوهات أخلاقية واستدعاؤها هذا هو "تلبيس إبليس" أي استدعاء للنص وإخراجه من زمانه ومكانه وإعادته لإرضاء نفس مريضة مشوشرة. وأكملت نصير أنها تعجب من الأزهر الذي يغط في سبات عميق عندما توجد انحرافات كهذه وواجبه ضرورة فتح تلك القضايا المهمة للقضاء على هذه الانحرافات بالحكمة والقانون. فيما وعد الدكتور محمد جميعه المستشار الإعلامي للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن يرسل الأزهر في وقت قريب بيانًا للصحفيين بخصوص الواقعة بعد مرور ما يقرب من أسبوع عليها. كما وعد الدكتور إبراهيم نجم مستشار الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية في تصريح خاص ل"المشهد " بإصدار بيان رسمي عن الموضوع خلال أيام. من المشهد الأسبوعي .. اليوم مع الباعة