نبضة رد "عبد الناصر" على "روزاليوسف. فى عدد سابق من جريدة المشهد تعرضنا لحال الصحافة بعد ثورة 23يوليو من خلال كتاب الصحافة والثورة للكاتب الصحفى رشاد كامل ،وكيف أنه يتشابه مع المشهد الصحفى الآن ، ونشرنا رسالة الكاتبة الصحفية فاطمة روزاليوسف الموجهة إلى عبد الناصر تناشده إطلاق الحريات خاصة حرية الصحافة،فماذا كان رد عبد الناصر عليها ؟ فى نفس العدد من مجلة روزاليوسف بتاريخ 11مايو كتب عبد الناصر ردا بدأه بالشكر وإنتقل إلى جوهر الخطاب وقال "واما حاجتى إلى كل رأى فقد أعلنت هذا ولن أمل تكرار إعلانه ليس من أجلى وإنما من أجل مصر. وأما حاجتنا إلى الخلاف فى التفاصيل فهى قدر حاجتنا إلى الإتحاد فى الغايات فأنامؤمن به وأثق إنه من أسس الحرية الصميمة بل من أسس النظام أيضا . وانا أكره بطبعى كل قيد على الحرية وأمقت بإحساسى كل حد على الفكر على أن تكون الحرية للبناء وليس للهدم وعلى أن يكون الفكر خالصا لله والوطن..ودعينى ألجأ إلى تجربتك كى تبقى الحرية للبناء وليس الهدم،وعلى أن يكون الفكر خالصا لله والوطن ..لاتخرجبهما شهوات وأغراض ومطامع عن هذه المثل إلى إنقلاب مدمر يصيب مصالح الوطن المقدسة بأبلغ الأضرار. ويواصل رده على الخطاب المفتوح الذى يطالب بالحرية ويأتى الرد فى نفس العدد مما يشير إلى أن الرقابة حاضرة وعلى أعلى مستوى قبل النشر. ويقول اليوزباشى عبد الناصر مخاطبا فاطمة روزاليوسف "لقد قلت أنت بنفسك أنى أخشى على موقف البلاد الصلب من إطلاق الحريات خشيةأن يندس بين أمواجها دعاة الهزيمة والتفكك ،لقد عبرتى بهذا عن جزء مما اشعربه ..واسمحى لى أن أضيف عليه شيئا آخر ..وهو أننى لاأخشى من إطلاق الحريات كما كانت قبل 23يوليو سلعا تباع وتشترى،ونحن لانريد أن يشترى الحرية غيرنا ،ومن يدرى فقد يكون بينهم أعداء للوطن يفرقون هذا الشعب الطيب الوديع الذى إستغلت طيبته وإستغلت وداعته وأستغل قلبه المفتوح وغرر به دون ما أساس سليم يصونه من التضليل . لاحظ وصف الشعب بالطيبة والوداعة ومنطق الخوف على الشعب وكأنه طفل فاقد الأهلية والقدرة على التميز. ويستدرك فيقول :ومع ذلك فاين هى الحرية التى قيدناها ؟أنت تعلمين أن النقد مباح وأننا نطلب التوجيه والإرشاد ونلح فى الطلب بل إننا نرحب بالهجوم حتى علينا إذا كان يقصد منه الصالح العام وإلى بناء مستقبله وليس إلى الهدم والتخريب ومجرد الإثارة . ذلك لأننى أعتقد أنه ليس من بيننا من هو فوق مستوى النقد أو من هو منزه عن الخطأ. ويختتم رده "وبعد فإنى أملك أن أضع رأسى على كتفى ولكننى لاأملك أن أضع مصالح الوكن ومقدساته هذا الوضع. إنتهى رد عبد الناصر على خطاب قاطمة روزاليوسف والذى تطالب فيه بالحرية للصحافة والصحفيين ،أما رده العملى فكان فى قرارات تأميم الصحافة لتصبح جميعها صوت واحد وإتجاه واحد وهو ماأضر بالصحافة . فى الوقت الذى نشرت السيدة فاطمة روزاليوسف خطابها ونشرت رد جمال عبد الناصر كان الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل يقود حملة على صفحات آخر ساعة يطالب بتطهير الصحافة فى 13أغسطس 1952، وأحالته النقابة للجنة تأديب لمحاسبته ومنعته من المواصلة فى نفس الملف مادام الموضوع أمام لجنة التأديب ،وإستغل هيكل السجال الدائر حول حرية الصحافة ليكتب مقالا يستند فيه على ماذكره عبد الناصر ليدافع به عن نفسه وأثار قضية المصروفات السرية وكتب يقول:إننى كنت أتمنى لو أن نقابة الصحفيين واجهت أزمتها بكرامة وعزة ،وقالت الحق وقذفته فى وجوه الآخرين ،وقدمت الدليل على إستحقاقها للحرية قبل أن تثور عليه .إن أحدا لايستطيع أن يعطينا الحرية،و‘ن الحرية لاتعطى كما تعطلى المصروفات السرية. ولأن العلاقة بالثورة وكل ثورة تتشابه فإن ما حدث بعد ثورة يوليو يتكرر الآن فقد نشرت جريدة قومية أسبوعيةمنذ أيام حملة صحفية تدعو أيضا للتطهير وتوجه ‘إتهامات وتصنف الصحفين ،هاجمت الصحفية التى يرأس مجلس تحرير عضو سابقبمجلس نقابة سابق نقيب الصحفين والنقابة وقال إنهم نظموا إفطارا جماعيا لأسر الصحفين الإخوان المعتقلين ، ،ووصفت صحفى بوكالة أنباء الشرق الأوسط بانه ‘إخوان وهارب إلى قطر ، فى العدد التالى أرسل النقيب ردا يكذب ويتفى وكذلك فعل كل من مسهم سيف التصنيف. وما تعلمناه ومارسناه إن نشر مايصل للجريدة من ردود دون تعقيب يؤكد أن مانشرته الصحيفة -التى كان توزيعها يتعدى المليون –ليس عليه دليل يثبته،ولكن الجريدة تمارس التدليس وتعنون "التكذيب والتصحيح الذى وصل إليها ردود فعل واسعة على مانشرته....."التكذيب والنفى تحول إلى ردود فعل. السؤال هل يستطيع مجلس نقابة الصحفين أن يفعل مافعله مجلس النقابة إزاء مانشره هيكل؟ من يقول للسيسى؟ السؤال التانى من يمتلك شجاعةفاطمة رزواليوسف فى توجيه خطاب للرئيس عبد الفتاح السيسى يحذره من مخاطر إعلام الصوت الواحد إعلام المسبحين بالحمد إعلام المنافقين من يقول له أن الوطن يحتاج المعارضين أصحاب الرؤى النقدية ،ولايحتاج التابعين من يقول له إن الإعلام المملوك للدولة الذى ضخت وتضخ فيه الدولة ملياريات من ميزانيتها المرهقة لم يعد يحظى بثقة الجمهور ،من يقول الإعلام الحر أكبر ضمانة لقوة وتماسك الوطن من يقول له أن الشعب الذى وصفه عبد الناصر بالوديع والمسالم والطيب والمضحوك عليه هذا الشعب تغير وخرج ولم يعد. نجوى طنطاوى. [email protected] لوجو المشهد لوجو المشهد