مظاريف الأموال وهبات اللحوم أبرز المظاهر في برلمان 2015.. الرشوة الانتخابية "على ماهي عليه" تفاقمت مظاهر الرشوة واستغلال النفوذ والسلطة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث يُعد المال أمرًا أساسيًا في تمويل وإدارة الحملات الانتخابية في كل استحقاق انتخابي، ومن خلاله يتم توجيه الناخبين نحو تأييد مرشح معين أو قائمة بعينها، كنا نتوقع أن يغيب ذلك المشهد من الساحة السياسية بعد ثورتين، لكن مازال هناك أصحاب ضمائر خربة لا تتورع أن تشترى أى شئ بالمال. تفشى الفقر والجهل والبطالة في القرى والمدن النائية هو السبب في تعاظم دور الرشوة الانتخابية، وأبرز عروض الرشاوى هى إقامة سرادقات لبيع المواد الغذائية واللحوم بأسعار منخفضة عن سعرها الحقيقى، حيث أن هذه الظاهرة التى تتم قبل كل استحقاق انتخابى، أو توزيع الأموال على البلطجية ومعاونيهم لحماية إعلانات المرشحين وترهيب الناس من إعطاء أصواتهم لغير المرشح الذى يدفع لهم، وذلك تحت شعار "الصوت لمن يدفع أكثر"، فيما تكمن خطورة الرشوة الانتخابية فى استغلال بعض المرشحين لحاجة المواطن محدود الدخل، للتأثير عليه من خلال تقديم مساعدات غذائية وغيرها من صور الرشاوي. وتتمثل المشكلة في بقاء الفكر العقيم لدي المرشحين في استغلال حاجة المواطن البسيط للتحصل علي الأصوات الانتخابية، حيث أن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد، تساهم بقدر كبير في استمرار فكرة الرشوة الانتخابية. فيما بدأت الهدايا الانتخابية بالمناطق النائية والمعدومة؛ لحصد أصوات الناخبين من البسطاء والأسر الفقيرة والمعدمة اقتصاديًا في الظهور من جديد، حيث يقوم بعض المرشحين المحتملين بتوزيع إعانات مجانية على الأهالي تشمل قطعا من القماش وأموالا، وكذلك توزيع شكاير الكيماوي والأسمدة بواقع شكارتين لكل مزارع على ألا يتم التسليم إلا بعد الحصول على صور البطاقات الشخصية لأفراد تلك الأسر المستفيدة. ويُعد أيضا ميل وسائل الإعلام لبعض المرشحين وخاصة أصحاب العلاقات والمصالح المتبادلة، رشوة انتخابية، لأن تأثير الإعلام أقوى، فعن طريق "البروباجندا" يمكن فوز مرشح أقل كفاءة وخبرة عن آخر يتمتع بهما. وفي مقابل ذلك، قال محمود عزت، موظف، إننا تغيرنا عن السابق ولا نقبل بالمرشح الذى يعرض علينا أموالا أو أى مساعدات أخرى، وأصبح هناك وعى ، نستطيع أن نعرف أن مصلحتنا في التغيير العام الذى يستفيد منه المواطن ويشعر به. وأشار إلى أنه على المرشح القادم أن يستعد لحل مشاكل المواطنين على أرض الواقع، وأولها مثلا "مشكلة القمامة"، مضيفا :"لو مش هيشيلها على دماغه مش عايزينه". وأوضح أن بعض المرشحين بدأ في توزيع الأموال على البلطجية لتأمين انتخاباته وتمكينه من حصد أصوات أكثر، مؤكدًا أنه يتم الآن توزيع ب2000 جنيه و3000 جنيه علي الذين سيعطونهم أصواتهم. وأكد عزت أن ضعف الوعي السياسي لدى المواطن، وعدم وجود رؤية لدى المرشح، يلجيء هذا الأخير إلى تقديم الحاجات العينية إلى الناخب، حتى يضمن صوته مستغلاً الوضع الاقتصادي الصعب.