أدى افتتاح المفاوضات النهائية بشأن الوصول إلى اتفاقية لوضع معايير مشتركة للتجارة العالمية للأسلحة بالأممالمتحدة هذا الشهر، تتويجًا لحملة امتدت ست سنوات بقيادة ائتلاف من المنظمات غير الحكومية، ومن بينها منظمة العفو الدولية. ويترقب العالم باهتمام ما سوف تسفر عنه جولة المفاوضات التي بدأت في نيويورك في الثاني من يوليو الحالي بمشاركة مندوبين من كل أنحاء العالم وتستضيفها الأممالمتحدة لمدة شهر لصياغة أول معاهدة ملزمة لتنظيم السوق العالمية للسلاح، التي تزيد قيمتها على 60 مليار دولار سنويا. وعلى مدى الأسابيع القادمة سوف يسعى المفاوضون الي تحديد نطاق المعاهدة والتوصل الى اجماع آراء حيث تهدف المفاوضات، التي تستمر حتى السابع والعشرين من الشهر، إلى وضع اتفاقية غير مسبوقة لتقييد والسيطرة على صفقات الأسلحة في جميع أنحاء العالم. وتأتي المفاوضات النهائية للاتفاقية بعد أشهر من حملات دؤوبة كللت باستقبال سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون لممثلي "تحالف الحد من السلاح" في مراسم لتسلم الالتماس العالمي للتوصل الي اتفاقية عالمية ملزمة لتجارة السلاح يوم الثالث من يوليو الجاري. وفي لقائه مع ممثلي التحالف، امتدح بان كي مون جهود التحالف، قائلا "أن العالم يعاني من إفراط في السلاح، بينما يعاني السلام نقصا في التمويل"، ونوه بجهود الطيف المتنوع من المنظمات التي يتشكل منها الائتلاف "إصراركم وضغطكم المتواصل ساعد في الوصول إلى هذه المرحلة التي نحن فيها، كما أنه سيساعدنا في أن نحول هذه الاتفاقية إلى واقع ملموس". وقادت منظمة العفو الدولية خلال العقد الأخير حملة عالمية واسعة من أجل اتفاقية تطالب الدول بمراقبة جميع عمليات نقل السلاح وضمان عدم استخدامه لتسهيل جرائم الحرب. وفي إطار فعاليات "مائة يوم" التي نظمتها منظمة العفو الدولية حول العالم، وقف أعضاء من منظمات المجتمع المدني في الأسواق الشعبية والساحات في مختلف دول العالم، وهم يرتدون ملابس على شكل ثمرة موز، في حملة لجمع توقيعات على التماسات أو بطاقات من أجل التوصل إلى اتفاقية تجارة سلاح تمنع بشكل فعال استخدام الأسلحة في تأجيج الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان. وترمز أصابع الموز إلى أن القيود على التجارة الدولية للموز تفوق تلك المفروضة على تجارة السلاح، كما أشارت إحدى المنظمات غير الحكومية الفرنسية. في الإطار نفسه، اتخذت منظمة أوكسفام - وهى اتحاد يضم 17 منظمة تعمل في 92 دولة من أجل حركة عالمية ضد الظلم والفقر- شعار حملتها بندقية على شكل إصبع موز، كتب تحتها "من الأسهل التجارة في الأسلحة عن التجارة في الموز". وصرح جيف أبرامسون، منسق الأمانة العامة لائتلاف "الحد من التسلح"، وهو تحالف عالمي لمنظمات المجتمع المدني، "نعيش ألآن واقعًا سخيفًا ومميتًا، ففي الوقت الذي توجد فيه قواعد عالمية تحكم تجارة الفاكهة، لا توجد اتفاقية لتنظيم تجارة الأسلحة". وتقول الجماعات المدافعة عن الحد من التسلح إن شخصًا يموت كل دقيقة نتيجة للعنف المسلح حول العالم، ما يؤكد الحاجة للتوصل إلى اتفاقية لوقف تدفق الأسلحة التي يجري الاتجار فيها بشكل غير مشروع إلى مناطق الصراع والحروب.