- شكرى مجاهد: يهمنى الكيف وليس الكم.. وفدوى كمال: خريجو الألسن على كفاءة عالية - ربيع مفتاح: مشروعات الترجمة غير كافية لا أحد ينكر دور وأهمية حركة الترجمة على مر العصور فى نقل وتبادل الخبرات الثقافية والإنسانية المتنوعة على مستوى العالم وفى الحياة الثقافية المصرية بشكل خاص، وبشأن هذا الدور يقول المترجم والناقد ربيع مفتاح إن "النهضة الثقافية فى مصر ترتكز على قاعدتين أساسيتين هما التأليف والترجمة، بل إن مرحلة الترجمة سبقت مرحلة الإبداع والتأصيل، ومن ثم جاءت الترجمات من اللغات الأخرى وأهمها فى البداية الإنجليزية والفرنسية لتشكل رافدا رئيسيا وشريانا حيويا فى مسيرة الثقافة المصرية. وإذا كانت قيمة الترجمة تعتمد بشكل عام على مجموعة من المعايير، فإن ذلك لا يلغى بأى حال من الأحوال بصمة كل مترجم، بل إن هذه البصمة تختلف من عمل إلى آخر، وذلك يبرر دور الموهبة فى عملية الترجمة ويؤكدها، والأصلح فى الترجمة أن يكون فائض الترجمة فى صالح النص المترجم إلى العربية. والمقصود بفائض الترجمة هو استحالة تطابق النص الأصلى والنص المترجم فى الألفاظ والمعانى، وإنما هناك حذف وإضافة، وتعتمد فنية الترجمة إلى حد كبير على موهبة المترجم، كما شكلت الترجمة معينا لا ينضب للكتاب والنقاد الذين قاموا بترجمة النصوص من الآداب الأخرى، وخاصة الأدبين الإنجليزى والفرنسى، فلقد قدموا للمتلقى عن طريق القراءة آفاقا واتجاهات وروافد متعددة لحركة الفكر العالمى، كما قام بعض النقاد والباحثون بترجمة أحدث الإصدارات المواكبة لحركة الإبداع فى مداراتها المختلفة". وعن دور الدولة فى النهوض بحركة الترجمة فى السنوات الأخيرة، أوضح الدكتور شكرى مجاهد، رئيس المركز القومى للترجمة أن "عملية الترجمة فى الوقت الحالى قد تأثرت بالمرحلة الانتقالية التى تمر بها مصر، والتى تُعتبر من أعنف المراحل وأثراها فى الوقت نفسه، حيث إن غياب الرؤية الواضحة فى كثير من الأمور قد ألقى بظلاله على حركة الترجمة، والتى تحتاج إلى رؤية مجتمعية واضحة وأن يعرف المجتمع المصرى من قمته إلى مستقره إلى أين يتجه وأى علم يريد. وأضاف: "الأمور ليست مظلمة وهناك خطط مطروحة من قبل المهتمين بنقل المعرفة لإشاعة حالة من التنوير أى التفكير العلمى المبنى على أسس المعرفة واستبعاد التفكير الخرافى، وأن هذا يتضمن عدم الاستجابة دائما لذوق السوق الذى يفرضه المتلقى، بل يجب إحداث نقلة فى الفكر بشكل أساسى والاهتمام بكتب الأصول فى المجالات العلمية والفكرية، بالإضافة إلى ترجمات آخر ما توصل إليه الفكر العالمى". وأشار مجاهد إلى أن هدفه فى المرحلة القادمة هو العمل على ترجمة الأعمال الجيدة الراقية، قائلا "أنا مهموم بالنوعية والكيف، وتوزيع هذا الكيف وليس بالكم وسيتم إخراج الكتاب بالشكل الذى يليق به، مع عمل ندوات ولقاءات للترويج للكتب، كما أننى سوف أهدى المكتبات العامة ومكتبات الكليات والإدارات التعليمية كتب المركز، وأحلم أن أعقد اتفاقيات مع كبرى دور النشر العالمية لترجمة الكتب التى تصدرها ونشرها بالتزامن مع وقت ظهورها". وأكد على دور وسائل الإعلام فى الدعوة للقراءة وعرض الكتب فى البرامج وتخصيص مساحات فى الصحف لمناقشة ونقد الإصدارات المطروحة، وذلك لنشر المعرفة والارتقاء بالحياة الثقافية والفكرية فى مصر. وعن دور المؤسسات الخاصة فى عملية الترجمة يقول مفتاح إن "رغم وجود مشروعات للترجمة فى وزارة الثقافة إلا أنها غير كافية لتحقيق الأهداف المرتبطة بمسيرة تقدمنا، ولابد أن تشارك هيئات حكومية أخرى وهيئات مدنية فى إحداث طفرة فى هذا المجال ولابد أن يرتبط ذلك بمحو الأميات الثلاث؛ الأبجدية والثقافية والرقمية، حيث إنه من الضرورى أن يكون لمؤسسات المجتمع المدنى دور مؤثر وفعال فى إحياء حركة الترجمة والانتقال بها إلى آفاق رحبة فهى الجسر الذى يصلنا بالعالم ويصل العالم بنا، ونحن فى مؤسسة مصر للقراءة والمعرفة ندرك مدى أهمية الترجمة فى تحقيق التواصل الإنسانى والمعرفى بين الثقافة العربية وغيرها من الثقافات الأخرى ونعمل على إصدار العديد من الكتب فى المجالات الأدبية المختلفة". وعن دور الجامعات المصرية فى إعداد أجيال من المترجمين الشباب تقول الدكتورة فدوى كمال رئيسة قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن جامعة عين شمس إن "الألسن تعد من أهم المدارس التى أنشئت خصيصا لتخريج المترجمين ويشهد لخريجيها بالكفاءة على المستويين المحلى والدولى، وقد تطور التدريس بها ليواكب حركة العصر، ويتم تدريب الطلاب على أنواع الترجمة المختلفة التى يحتاجها سوق العمل ومنها الترجمة القانونية وترجمة المنظمات الدولية. كما توجد درجة ماجيستير الألسن فى الترجمة والتى تتضمن العديد من المقررات التى تواكب العصر مثل الترجمة الآلية والترجمة بواسطة الحاسوب، هناك أيضا ليسانس الترجمة التحريرية والفورية الجديد الذى يتخصص فيه الطالب فى الترجمة من أول يوم ويتعرض من خلاله لدراسة كل أنواع الترجمة التحريرية والشفهية وترجمة المؤتمرات وترجمة المنظمات الدولية مما يهيىء الخريج لاقتحام كل المجالات المحلية والدولية، ويدرس فيها أيضا أحدث الأساليب الإلكترونية والآلية فى الترجمة. وقد لاقى ذلك النظام الجديد بالساعات المعتمدة إقبالا كبيرا وله امتحان قبول شفوى وتحريرى لابد للطالب من اجتيازه ليتم قبوله، وقد تم قبول دفعتين حتى الآن والدفعة الثالثة سيتم قبولها هذه الأيام مع ظهور نتيجة التنسيق".