حسنى السيد: "أسمع ضجيجا ولا أرى طحينا". خبير تربوى: المدارس طاردة للطلاب الرفاعى: نحتاج إلى ثورة تعليمية. أبو قريش يحمل الدولة مسئولية تدهور التعليم "أسمع ضجيجا ولا أرى طحينا" حال الدولة لتطوير المنظومة التعليمية فى مصر بكل أركانها، حيث يتحدث المسئولون كثيرا عن ما يفعلونه من أجل تطوير التعليم، ولكننا لا نرى أى أثر إيجابى ملموس على أرض الواقع وفى المدارس والجامعات، ولا أحد ينكر أن التعليم أساس التقدم والنهوض بأى بلد وصناعة لمستقبل أى دولة وبدونه يصبح أى نوع من التطور فى أى مجال مجرد حبر على ورق ومسكن مؤقت المفعول، سرعان ما يهدم، لعدم وجود قاعدة راسخة تضمن استمرار نجاح ذلك التطوير لذا طالب الخبراء بزيادة ميزانية الدولة لتطوير التعليم وتغيير طرق التدريس بالمدارس، لتصبح أكثر جاذبية للطلاب وربط التكنولوجيا بالتطوير وغيرها. أكد الدكتور حسنى السيد، الخبير التربوى، أنه ليس هناك أى أثر ملموس أو إيجابى لما تروجه وزارة التربية والتعليم بشأن تطوير المناهج الدراسية قائلا: "ما يحدث أشبه بالمثل القائل أسمع ضجيجا ولا أرى طحينا". وقال خلال تصريح خاص ل"المشهد": إن وزارة التربية والتعليم تتحدث أكثر مما تفعل وتنفذ ما تقوله، مشيرا إلى أن المدرسة لا تقوم بدورها لجذب الطلاب على الانتظام فى الدراسة، خاصة فى المرحلة الثانوية التى يعتمدون فيها بشكل كبير على الدروس الخصوصية حيث يقدر من 20 : 25 مليار جنيه تكلفة لتلك الدروس التى تقع على عاتق الأسر المصرية فى سبيل تفوق أبنائهم وحصولهم على مجاميع عالية تؤهلهم للالتحاق بالجامعات. وأضاف حسنى السيد الخبير التربوى أن التعليم فى مصر يحتاج إلى عدة خطوات، أولها أن يتولى وزيرا يتمتع برؤية جيدة ومن ثم يضع استراتيجية طبقا لمعايير واضحة يقوم بتنفيذها وفقا لآليات عملية تؤدى إلى مؤشرات ناجحة وفى النهاية تخضع إلى تقييم وتقويم، وطالب الخبير التربوى بضرورة معالجة المناهج والمبانى التعليمية ومن ثم النهوض بالمعلم ومعالجة معامل اللغات والحاسب الآلى وآخر عنصر معالجة، هو زيادة ميزانية الدولة الخاصة بالتعليم. فيما رأى الخبير التربوى سالم الرفاعى، أن هناك خطة لوزارة التربية والتعليم من أجل تطوير المناهج، خاصة التعليم الأساسى وهو ما شاهدناه فى الصف الرابع الابتدائى والأول الإعدادى والأول الثانوى وفى العام التالى كان تطوير الخامس الابتدائى والثانى الإعدادى والثانى الثانوى ومن المتوقع تطوير السادس الابتدائى والثالث الإعدادى والثالث الثانوى – على حد قوله . وأضاف "الرفاعى" خلال تصريح خاص ل"المشهد"، أن المدارس أصبحت طاردة للطلاب وليست جاذبة للتعليم نتيجة طرق التدريس المستخدمة والدروس الخصوصية، التى يعتمد عليها الطالب موجها اللوم على وسائل الإعلام التى تركز على الأمثلة السلبية والمشكلات بالمدارس فقط فيكره الطلاب مدارسهم، هذا إلى جانب عدم رغبة وعدم وعى من أولياء الأمور والطلاب بأهمية الذهاب للمدرسة – على حد قوله . وتابع: "العملية التعليمية تقع مسئوليتها على كل الوزارات والمسجد والكنيسة وليس التربية والتعليم فقط، لذا نحن نخسر سياسيا نتيجة الفساد الإدارى المنتشر منذ 30 عاما سابقة تولى حكمها الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث كان المنصب له معايير اختيار غير عادلة لا تعتمد على الكفاءة العلمية لذا نحتاج إلى ثورة إدارية. وأكد خبير تطوير المناهج أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يقوم بجهد خارق ولكن المسئولين الأخرين لا تعمل بنفس الجهد من أجل تحقيق ما يسعى إليه على الرغم من حبهم له مضيفا لابد من وضع خطة استراتيجية محددة يتم تنفيذها ولا يعتمد على "العمل بالقطعة" أى المشاكل المجتزئة، التى يبثها الإعلام عن مدرسة هنا أو هناك . ويرى الخبير محمد أبو قريش أن حال التعليم فى مصر يتدهور لانسحاب الدولة التدريجى من العملية التعليمية وتركها للقطاع الخاص وتحميل أعبائها على كاهل المواطنين والأسر المصرية. وأضاف "أبو قريش" فى تصريح خاص ل"المشهد"، أن أهم المشكلات هى عدم الربط والتوظيف المناسب لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بالعملية التعليمية وكذلك السياسات التعليمية وربطها بخطط التنمية، مؤكدا ضرورة قيام الدولة بدورها الطبيعى فى الصرف على العملية التعليمية واتخاذ فترة الستينيات والسبعينيات مثالا وتجربة مهمة للتعليم فى العصر الحديث . ومن ناحية أخرى، أكد وزير التربية والتعليم الدكتور محب الرافعى اهتمامه بإصلاح كل مساوئ التعليم، قائلا: "الإصلاح لابد أن يكون تدريجيا، لأن ميزانية التعليم المتاحة معظمها يذهب للأجور، والرئيس عبد الفتاح السيسى قال مش عايزين نكلف الدولة فلوس زيادة". وقال عماد الوسيمى، رئيس قطاع التعليم بالوزارة، إن الوزارة تسعى حاليا لتطوير التعليم بالأفعال وليس الأقوال فقط مشيرا إلى أنه جار تطوير المناهج وتعديل كتب المدرسة، وهناك مشروع القرائية لتحسين التعليم الابتدائى، بالإضافة لمشروع صيانة المدارس والاستعداد لتطبيق مشروع "الحسابية" الذى سينمى قدرات الحساب لدى تلاميذ المدارس بلا ألة حاسبة. وأضاف الوسيمى أن نظام الامتحانات سوف يتغير قريبا حيث يقيس مهارات التذكر والتفكير وليس الحفظ والتلقين، مؤكدا أن الوزارة ستخصص 60٪ على مهارات التفكير، و35٪ على الجانب التحصيلى، و5٪ على الحضور. وأكد حسام أبو المجد، مدير الإدارة المركزية لشئون مكتب وزير التربية والتعليم، أن الوزارة خصصت بدءا من العام المقبل 10 درجات لطلاب الثانوية العامة على الحضور والسلوك، ليعد ملزما للطالب الحضور داخل المدرسة بالإضافة إلى توفير معلمين كفء يدرسون لهم.