تكنولوجيا الغش فى مواجهة بدائية التربية والتعليم خبراء تربويين : التعليم تمنع الغش بعقلية الخمسينات صفحات الغش الإلكترونى تتحدى "التعليم" مغيث : تغيير المنظومة التعليمية لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليم: لا زيادة فى تنسيق الكليات بسبب التسريبات 92 حالة غش خلال أسبوعين وقلم بكاميرا وسماعة بلوتوث أبرز الوسائل حسنى السيد : الشباب شبه "شواشى الذرة مش عايزين يتعلموا" خبير تربوى: تسريب الامتحانات مسئولية فساد دولة وليس وزير خبير تربوى: إذا صلح التعليم صلح المجتمع كله حسنى السيد: الراقصة أفضل من أستاذ الجامعة حاليا يبدو أن تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة هذا العام أصبح شيئا اعتياديا على غير الأعوام السابقة ننتظره كل صباح عقب فتح لجان الامتحانات ومن الواضح أن هناك تحدى شرس بين وزارة التربية والتعليم وصفحات الغش الإلكترونى حيث يخدمها إمكانيات الوزارة المتواضعة فى التصدى لهم وذلك على الرغم من الاستعدادات التى أعلنت عنها والإجراءات الجديدة التى اتخذتها أثناء فترة الامتحانات حيث تشمل التأكيد على الأختام بورقة الأسئلة وإمضاء الملاحظين وكتابة اسم ورقم جلوس الطالب عليها ، ولكن تلك المحاولات تساعد فقط للتوصل إلى الطالب وليس منعه من محاولة الغش أو تسريب الأسئلة . قال الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي ، إن وزارة التربية والتعليم تتعامل مع منع الغش وتسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة بعقلية الخمسينات والستينات على عكس عقلية الطلاب والطالبات الإلكترونية مضيفا أنه لا يمكن إحكام السيطرة على أكثر من 560 ألف طالب وطالبة بالثانوية العامة داخل اللجان . وأضاف "مغيث" فى تصريح خاص ل"المشهد" ، قائلا: "أن الطلاب باستطاعتهم إخفاء أجهزة المحمول والتصوير والسماعات الدقيقة وغيرها من وسائل حديثة يستخدمونها فى الغش أو الحصول عليها داخل اللجان بواسطة أساليب أخرى غير مشروعة وذلك نتيجة وضع الأسئلة المقالية المعتمدة على الحفظ والتذكر وعدم الإستعانة بالمساعدة الخارجية" . وأشار الخبير التربوى إلى ضرورة تغيير المنظومة التعليمية وعدم جعلها معتمدة فقط على تحصيل كمية المعلومات والأفضل التفكير بطريقة مختلفة والاعتماد على قياس القدرات العقلية على النقل والتحليل واستخدام التكنولوجيا . وأكد كمال مغيث أن ظاهرة تسريب امتحانات الثانوية العامة تؤثر على الطلاب أنفسهم من خلال الإخلال بالعدالة ومبدأ تكافؤ الفرص قائلا :"أى ولى أمر يمكنه أن يبلغ أن امتحان ابنه تم تسريبه واعتراف الوزارة بذلك يمكنه إلغاء الامتحان من الأساس". فى حين أكد الدكتور حسنى السيد الخبير التربوى أن مشكلة تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة ظاهرة ليست بجديدة ولا تقع مسئوليتها على وزارة التربية والتعليم وحدها بل مسئولية الدولة بأكملها نتيجة منظومة فساد المجتمع . وأضاف "حسنى" فى تصريح خاص ل"المشهد" ، قائلا: " إن هناك بعض المسئولين حريصون كل عام على تخصيص لجان بعينها لأبنائهم والسماح لهم بالغش وفق ترتيبات ومصالح بين المسئولين فيما بينهم" . وقال الخبير التربوى "إن المسئولية لا تقع على وزير التربية والتعليم فقط حيث لا يمكنه أن يفعل أكثر مما فعل للتصدى لتلك الظاهرة بل هى طاقته وإمكانياته المتواضعة وذلك نتيجة الفساد الإدارى المتفشى فى كل المصالح والمؤسسات بلا استثناء بالإضافة إلى الشباب الذى أصبح شبه "شواشى الذرة" ليس له أى هدف فى أى مراحل حياته ولا يريد أن يتعلم "والعيال بتنجح بالبركة" الأمر الذى جعل نسبة الأمية تزداد ويقع التعليم فى مصر بالمركز 141 من إجمالى 143 دولة أخرى وأصبحنا نواجه سياسة تعليمية فاشلة كما فى كل القطاعات" . وأكد الدكتور حسنى السيد أن التعليم إذا صلح صلح معه المجتمع كله مع ضرورة الالتزام بالتربية قبل التعليم فى المنزل ووسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات مضيفا أن تسريب أسئلة الامتحان عبر مواقع التواصل أو ظاهرة الغش بصفة عامة ستؤدى إلى انهيار قيمى للمجتمع والدولة ككل فالطالب الذى يسمح لنفسه بالغش أو يشجعه ولى أمره على ذلك ليس لديه أى أخلاق أو تربية والراقصة اليوم أفضل من المعلم وأستاذ الجامعة . ومن جابنه ، قال محمد سعد رئيس عام امتحانات الثانوية العامة إنه كلما زادت إجراءات وزارة التربية والتعليم لضبط أعمال سير الامتحانات من أجل منع كل محالات الغش الإلكترونى كلما زادت مقاومة الطلاب وزاد معها الهجوم علينا أكثر . ونفى "سعد" فى تصريح خاص ل"المشهد" زيادة تنسيق قبول طلاب الثانوية العامة بالجامعات والمعاهد قائلا : "ليس هناك علاقة بين تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة بزيادة تنسيق القبول بالكليات طالما لم تصل إجابتها إلى الطلاب بداخل اللجان" . ومن ناحية أخرى ، أكد رئيس عام الامتحانات على السعى وراء تطهير امتحانات الثانوية العامة من الغشاشيين على حد قوله. وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم اتبعت هذا العام وسائل جديدة لتفتيش طلاب الثانوية العامة لعدم السماح بالغش نهائيا من خلال العصا السحرية التى تكشف عن الأجهزة الإلكترونية والمحمول أو محاولة إغلاق صفحات الغش على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" و"تويتر" وضبط المسئولين عن تلك الصفحات هذا إلى جانب وضع عقوبات رادعة للطالب الذى يحاول الغش داخل لجنة الامتحان أو يقوم بتصوير الامتحان وإرساله داخل اللجنة،عن طريق إصدار قرار وزارى يتضمن عقوبات أشد من القرار الوزارى رقم 500 والذى يحدد حالات الحرمان من الامتحان . وكشف "سعد" أن هناك بعض الطلاب يستخدمون حيلا بإزالة بطارية المحمول حتى لا يتم العثور عليه بواسطة العصا السحرية ومن ثم يقومون بتركيبها داخل اللجنة وتصوير أوراق الأسئلة . وعلى الرغم من مرور أسبوعين فقط على امتحانات الثانوية العامة إلا أن هناك 92 حالة غش داخل اللجان تم ضبطها على حد إعلان وزارة التربية والتعليم ألا وهى : 10 حالات في الاقتصاد والإحصاء، و14 حالة غش في اللغة الأجنبية الثانية، و13 حالة غش في الفلسفة، و8 حالات في الفيزياء، و18 حالة في اللغة الأجنبية الأولى، و25 حالة في اللغة العربية، و4 حالات في التربية الوطنية. وكانت أبرز وسائل الغش الحديثة التى تم اكتشافها هذا العام مع الطلاب خلال الأسبوعين السابقين: جهاز إلكتروني على شكل كارت فيزا، موجود بداخله كارت ميموري مسجل عليه أجزاء المنهج تم ضبطه مع طالب داخل إحدى اللجان بالإسكندرية ، ساعة غش حديثة تم ضبطها مع طالبة بلجنة الورديان الثانوية بنين غرب الإسكندرية أثناء امتحان التربية الوطنية. فضلا عن قلم بكاميرا تم ضبطه مع طالب في لجنة 6 أكتوبر ث بنين بالحى السادس أكتوبر – الجيزة في امتحان اللغة الأجنبية الأولى أما وسيلة تبدو تقليدية وهو قيام طالب بكتابة المنهج على "البنطلون" في لجنة الخلفاء الراشدين الابتدائية العمرانية في امتحان اللغة الأجنبية الأولى ، وسماعة بلوتوث تم ضبطها مع طالب بلجنة صقر قريش التجريبية بالبساتين في امتحان اللغة الأجنبية الأولى. هذا إلى جانب ساعة حديثة ماركة سامسونج سوداء اللون بها إجابات مع طالب بلجنة أوسيم للتعليم الأساسى أوسيم بالجيزة ، نظارة بلوتوث مع طالب بلجنة منشأة البكارى ث بنات كرداسة بالجيزة. أما عن صفحات الغش الإلكتروني، فنجحت فى تداول أسئلة وإجابات الامتحان في أول نصف ساعة من الوقت ، مع سرعة نشر الإجابات للطلاب إلا أن وزارة التربية والتعليم أعلنت أنه تم القبض على مسئولي صفحات "شاومينج صيني" و"غشاشون فدائيون" و"عبيلو واديلو"، بالتعاون مع وزارة الداخلية إلا أن هذه الصفحات استمرت في إتمام عمليات الغش سواء عن طريق مسئولين آخرين، أو عن طريق فتح صفحات جديدة بديلة، مثل صفحات "داعش بتغشش ثانوية عامة" و"بالغش اتجمعنا" و"ثورة التعليم الفاسد" و"تسريبات الثانوية العامة" ، "وغشاشون – الخفافيش" .