صحيح أنه مع كثرة الأحداث وكثرة الطبول التى دقت على الرأس فقدت قدرتى على الاندهاش وأصبحت أتعامل مع كل شيئ مهما كان من زاوية (عادى) و(طبيعى) و(بيحصل فى احسن العائلات وأرقى الدول واقدمها) إلا اننى اندهشت وبقوة عندما رأيت الفرحة الكبرى وأعلام النصر المؤزر ترفرف فى الصحف ومواقع التواصل الاجتماعى مع إعلان السلطات الألمانية إلقاء القبض على أحمد منصور،مذيع قناة الجزيرة(الذى اشتهر بتوظيف حاجبيه فى الحوارات)بناء على مذكرة مصرية للانتربول الدولى...اندهشت من القدرات التحليلية التى تعطى لأصحابها شهادة بأنهم من (المقربين) جدا من صناع القرار ومن العالمين ببواطن الأمور....فقد عزوا القاء القبض على أحمد منصور إلى النجاح المبهر لزيارة الرئيس السيسى لألمانيا والتى تركت أثرا كبيرا لدى مستشارتها أنجيلا ميركل جعلتها تتذكر شكوى السيسى لها من أحمد منصور ورزالة ارائه وتحليلاته وادعاءاته ومن ثم أصدرت تعليماتها وتوجيهاتها(ميركل) التى أفضت لإلقاء السلطات الألمانية القبض على أحمد منصور. اندهشت جدا لان أصحاب هذه التحليلات نسوا أن قيمة وقدر رئيس مصر تجعله أكبر بكثير من أن يتكلم مع ميركل أو غيرها عن شخص أحمد منصور أو غيره، واستمر اندهاشى مع نبأ افراج السلطات الألمانية عن أحمد منصور وما آثاره من ارتفاع أعلام الحزن والكآبة فى مواقع التواصل الاجتماعى وكأن مصر أصيبت بنكسة جديدة وقبل أن أعود إلى حالة (البلادة) او (التبلد) جاءت الانفعالات والتعليقات المصاحبة لحكم براءة الصحفى الاعلامى أحمد موسى من تهمة سب وقذف الصحفى الاعلامى أسامة الغزالى حرب لتدخلنى مجددا فى غيبوبة اندهاشية...خيل إلى أن فرحة البعض بالبراءة ستجعلهم يدعون إلى إحتفال قومى على كامل التراب المصرى ببراءة أحمد موسى، وخيل لى من كم الشتائم والاتهامات التى وجهها أنصار موسى لأسامة الغزالى حرب انه سيتم تحويل أوراقه للمفتى...اندهشت بسبب الزج ب (الوطنية) فى هذا الأمر فالمدافعين عن موسى الحوا فى التأكيد على أنه (الوطنى) المنافح والمدافع عن مصر...وفى ذات الوقت لمحوا إلى أن خصمه أسامة الغزالى حرب الذى صافح شيمون بيريز رئيس الموساد السابق دون ذلك. تزكرت وانا اتابع قضية(موسى-حرب) مقولة للأديب الراحل ثروت اباظة(من العيب أن تمتدح امرأة بأنها شريفة فالأصل فى كل النساء الشرف) و بالقياس من العيب أن نصف انسان ونمتدحه ب(الوطنى) فالأصل أن كل مصرى وطنى ولا يصح ولايجوز المزايدة على وطنية بعضنا البعض فالاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطنية قضية . المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية