صب الصحافي "أحمد سفار" المستشار الإعلامي للرئيس التركي السابق "عبدالله غول"، الزيت على نار النقاش المستعرة داخل حزب "العدالة والتنمية" الحاكم بتركيا، من خلال نشر كتابه الذي كشف فيه عن بعض أسرار عمله في قصر الرئاسة وخصوصية العلاقة بين غول والرئيس الحالي "رجب طيب أردوغان" ورئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو". وفي اعقاب إعلان نتائج الانتخابات النيابية التركية، وخسارة حزب العدالة والتنمية لغالبيته المطلقة والتي استمرت على مدى ال13 سنة الماضية، سادت داخل الحزب اجواء من الغضب على سياسات اردوغان، والاسباب التي ادت الى تراجع شعبيته، وتعالت الأصوات المنادية بعودة غول رئيسا للحزب من أجل إنقاذه. وكان غول قد اطلع على كتاب سفار وحذره من النشر قبل الانتخابات، ولايزال وبعد نشر الكتاب يرفض غول التعليق على ما جاء في الكتاب. ويكشف الكتاب توتر علاقة غول بأردوغان خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ويسلط الضوء على حزن غول لوضع اردوغان قانوناً يمنعه من الترشح لولاية ثانية، وكتب سفار أن "المعارضة لم يخطر في بالها الإقدام على خطوة اتخذها مَن يُفترض أنه رفيق درب غول وأخوه في السياسة". ويكشف سفار كيف قيّدت الحكومة يدَي غول في السياسة الخارجية، واعتراض غول القوي على سياستها في مسألتي مصر وسورية، إذ يكتب أن "غول واجه داود أوغلو أكثر من مرة في شأن هذه السياسة، وأبلغه أن حكومة العدالة والتنمية تتصرّف وكأنها حكومة مصرية أو سورية، وهذا مسيء إلى جميع الأطراف". كما يكشف الكتاب جلسات حوار خاصة، انتقد فيها غول سلوك "العدالة والتنمية" وسياساته، وسعيه سابقاً إلى العودة إلى الحزب لقيادته بعد انتخاب أردوغان رئيساً، وحزنه البالغ بعدما أوصد الأخير الباب أمام عودته، وتنصيبه داود أوغلو رئيساً للحزب الحاكم. وينقل سفار عن غول قلقه على مستقبل الحزب "الذي تغيّر كثيراً، حتى بات غريباً لا أعرفه ولا أعرف كوادره"، ويستنتج أن عودة غول إلى الحزب، إذا حدثت، ستؤدي إلى استعادة "العدالة والتنمية" لحيويته ونشاطه، وسيعود "نجماً ساطعاً في تركيا والمنطقة" كما نقل الكتاب عن غول، ويضيف أن هذه العودة قد يكون ثمنها تقليص علاقة أردوغان بالحزب، لأن غول "يرفض تنازع الصلاحيات أو الإدارة برأسين".