الصحافة ضمير الأمة والسلطة التي تضطهد الصحافة سلطة مستبدة تريد أمة بلا ضمير ، وإذا انتشر الفساد في بلد فاعلم أنها إما تشتري الصحافة أو تقمع الصحفيين ونحن والحمد لله لدينا من الأمثلة والأدلة ما يؤكد أن السلطة تفعل الإثنين معا . في 10 يونيو الماضي شاركت مع لجنة الحريات بنقابة الصحفيين في الإحتجاج للمطالبة بالحقوق والحريات الضائعة في بلد أصبحت سمعتها الدولية في أسوأ حال وبينما أقف مع الزملاء وقعت عيني على صحفية تحمل صورة محمود أبو زيد الشهير بشوكان المصور المحبوس منذ نحو عامين احتياطيا والتهمه غير المعلنة أنه كان يصور عملية فض اعتصام رابعة . تلبية لنداء شوكان أخصص هذه السطور لنصرة هذا المصور الذي لم يرتكب ذنبا سوى أنه كان يقوم بعمله لتصوير ما حدث في مذبحة رابعة وقتل مئات المصريين في وصمة عار ستظل تلوث تاريخ من اقترفها .. محمود أبو زيد " شوكان " مصور صحفي تم إلقاء القبض عليه أثناء تغطيته لأحداث فض اعتصام رابعة في 14 أغسطس 2013 ورغم تقديمه ما يثبت عمله كمصور مع وكالة ديموتكس وكوربس إلا أنه يجدد حبسه حتى الآن بتهم حيازة السلاح وتكدير السلم العام والانضمام لتجمع غير قانوني .. شوكان كتب عدة رسائل من سجنه يقول فيها .. " لا أعلم متى سينتهي هذا الكابوس ولا أعرف ما هو سبب إقحامي في صراع سياسي لا أنتمي له ولا لأي جماعة أو فصيل ، لا أعلم سبب بقائي في السجن ، أنا لا انتمي لشيء سوى مهنتي مصور صحفي فقط . لا أستطيع أن ارى السماء بوضوح دون شبكة الحديد والقضبان ، أبواب حديدية ثقيلة وغرفة مظلمة كالقبر ،، أريد أن أخبركم بمشاعر الإحباط واليأس وضياع الأحلام بين أربع جدران من أسوأ وألعن ما رأيت في حياتي . أصوات الحمام والعصافير حولي تجدد أملي في الحياة والبقاء. أريد أن أخبركم عن بلدي الحبيبة التي تذبحني وتحطم أحلامي البسيطة في ظلامات السجن . إوعى تكون فاكر إن السجن بتاع الرجالة والكلام بتاع الافلام اللي بيتقال للناس ..لأ .. أنا كل يوم هنا بتعلم يعني إيه قهر ويعني ايه ظلم ، كل يوم بعرف معنى الظلم أكتر . أسألكم ببساطة الآن وقد عرفتوني لا تديروا ظهركم .. أرجوكم .. أنا مصور صحفي ولست مجرما .. أنا محمود أبو زيد .. شوكان ، اكتبوا لي في مقابر سجن طرة . " الجريمة أيها القراء الأعزاء ليست جريمة شوكان بل جريمة سلطة تحبسه لتخفي فسادا استشرى ويهدد مصر يوميا ربما أكثر من إرهاب يتذرعون بمحاربته بينما هم يمدونه بالعديد من الروافد بظلمهم وقمعهم للشباب .