لِى مَعَ الأَوطَانِ أَسْرارٌ خَبيئَة ذِكرياتٌ، أُمْنِيَاتٌ، أُمسِياتُ الدِّفءِ فِى المُدُنِ الدَّفِيئَة. لِى هُنَالِكَ أَلفُ حُلمٍ كُلُّ يَومٍ فِيهِ كَنزٌ فِيهِ بَعضٌ مِنْ تَراتِيلِ المَشِيئَةْ لِى مَعَ الأَوطَانِ أَسْرارٌ خَبيئَة لِلشَّبَابِ الغَضِّ سِرٌّ والصِّبَا كَالطَّيرِ حُرٌّ وَالحَكَايَا فِى الحَنَايَا والطُّفُولاتُ البَريئَةْ لِى هُنَالِكَ نَبضُ قَلبِى صَوتُ تَسبيحِى لِرَبِّى تَمتمَاتِى، أُغنِياتِى، والتَّحَايَا، والتَّبَارِيحُ الوَضِيئَةْ لِى مَعَ الأَوطَانِ أَسْرارٌ خَبيئَة صَوتُ أُمِّى حِينَ يَكْسُو وَجَهَ يَومِى بِالبِشَارَاتِ الهَنِيئَةْ صَوتُهَا فِى الفَجْرِ فِردَوسٌ دَعَانِى كَى أَجِيئَهْ لِى مَعَ الأَوطَانِ أَسْرارٌ خَبيئَة كلما تحدثوا عن الوطن عامة وعن مصر خاصة، ، قالوا إنك لا يمكن أن تختبر محبتك لها إلا حين تغادرها، ليشتعل الحنين إليها منذ اللحظة الأولى لمفارقتها، أو بتعبير أغنية الحدود الجميلة، بكلمات عمر بطيشة، واللحن الشريعى الاستثنائى: يبدأ شىء ما يجرح فى الوجود الإنسانى، وتبتدىء الأسئلة التى لا رد لها، ونميل على الشبابيك لنخفى الدموع التى تفر من العيون، لتعلن أن حنيننا العبقرى إلى مصر يبدأ منذ اللحظة الأولى للمفارقة. أما أنا فلى مع مصر حال عجب، فأنا أهيم بها وأنا على أرضها، وكأنى سافرت إلى أقصى الأرض، أحن إليها وأنا ساكن قلبها كأنى قد انتزعت منها منذ عشرات السنين، أتنفسها حقيقة لا مجازاً، كأن دقات هذا القلب قد ضبطت على إيقاعها الخاص، وكأن طير الروح مشدود إلى فضائها الفريد بحبال شديدة الخفاء، وكأن نخيل الذات لا يعيش بغير جذر ضارب فى أرضها هى دون العالمين، وكأن رئة الوجدان لا تتنفس إلا هواءها، ومرآة الوجود لا تنعسك إلا على مرآتها وحدها. أبدا لا أبرئها من قسوتها على أبنائها، ولا أغسل يديها من عرق معاناتهم بل ومن دمائهم فى لحظات شديدة القسوة والإيلام، لكنى أبداً لا أملك أن أجافيها، ولا أقدر على أن أقتصد فى محبتها، ولا أحلم بأن أرى ذاتى فى أى مكان سواها، بل لا أتصورنى فى قلب غير قلبها الفريد. اصخبوا ما شاء لكم الصخب، وضجوا ما شاء لكم الضجيج، واتركوا لى أنا أن أتنفس هواءها وأمد جذورى فى أرضها، وأطلق طير روحى فى فضائها، وأضبط دقات القلب على إيقاعها الخاص