سرد "يوسي ميلمان" المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" الاسرائيلية والمقرب من النخبة السياسية والعسكرية في اسرائيل، تاريخ علاقة اسرئيل بجبل الدروز، والتي بدأت منذ العام 1025، معربا عن اعتقاده أنه في حال تعرض الدروز في سوريا الى خطر وجودي سيكون من الصعب على اسرائيل الوقوف جانبا. وأوضح ميلمان في بداية مقاله أن جبل الدروز هو جزء من هضبة بركانية جنوب شرق سوريا، على بعد نحو 60كم من الحدود الاردنية، وعلى مسافة مشابهة من هضبة الجولان، ومنذ 1921 تمتع الدروز باقليم حكم ذاتي تحكمه عائلة الأطرش زمن الانتداب الفرنسي على سوريا الكبرى، وكان يسمى في البداية "دولة السويدة" ثم تغير ليصبح دولة جبل الدروز، ثم انتهى حلم الاستقلال الدرزي في العام 1936 عندما وقعت ثورة ضد الفرنسيين. وحوالي العام 1966 عرض "يغئال آلون" عبر اتصالات مع عائلة الأطرش، ومن خلال الموساد، فكرة أن تساعد اسرائيل الدروز على استعادة دولتهم واستقلالها من تحت الحكم السوري، وأوضح ميلمان أن فكرة آلون وكانت جزء من مخطط جغرافي – استراتيجي للقيادة الاسرائيلية زمن الخمسينيات حتى السبعينيات، اطلق عليه "الحلف الاقليمي". وبموجب هذه الخطة، كان على اسرائيل المحاطة بالعرب ان تبحث عن حلفاء في دول غير عربية في الشرق الاوسط وعلى هوامشه مثل تركيا، ايران، اثيوبيا، ومن جهة أخرى تبحث في الاقليات الدينية – الاثنية مثل الاكراد في العراق، المسيحيين في لبنان والدروز في سوريا. وكانت الموساد مسؤولة عن عقد الاتصالات السرية مع هذه الدول والاقليات. وأضاف ميلمان أن آلون لذي شارك في حرب 67، حاول اقناع القيادات العسكرية بعدم الاكتفاء باحتلال الجولان والعمل على الوصول الى جبل الدروز حتى نستطيع تشجيع الدروز على طلب الاعتراف بقوميتهم الدرزية، الأمر الذي سيجعلها تتحالف عسكريا مع اسرائيل، بالاضافة الى اقامة دولة فاصلة درزية يكون على حدودها سوريا – الاردن – اسرائيل، ولكن لم يؤخذ بنصيحته. وقال ميلمان قد يطرح ملف المسألة الدرزية على جدول الأعمال في اسرائيل، فتدخل اسرائيل في الحرب الاهلية بسوريا، وتحقق مرادها القديم. أما الوضع الحالي بسيطرة جبهة النصرة على الجانب السوري من هضبة الجولان ومحافظتها على الهدوء والأمن على الحدود، لا يفرض على اسرائيل تغيير سياستها واضاف ميلمان أن "الخطر على مصير الاقلية الدرزية في سوريا آخذ في الاتساع، فوضع اخواننا الدروز في الفترة الاخيرة صعب جدا، ومقلق للغاية، كما قال لي نائب الوزير ايوب قارا، موضحا أن قارا على اتصال يومي بشكل مباشر وغير مباشر بزعماء الدروز في سوريا.