انخفاض سعر الذهب اليوم في مصر ببداية تعاملات الاثنين    أسعار الخضراوات والفواكه اليوم الاثنين 5 مايو 2025    انخفاض أسعار البيض اليوم الاثنين بالأسواق (موقع رسمي)    جامعة قناة السويس تنظم ورشة عمل لتفعيل بروتوكول التعاون مع جهاز تنمية المشروعات    "أفعاله لا تعكس أقواله".. نتنياهو محبط من سياسات ترامب في الشرق الأوسط    مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يقرر توسيع العمليات العسكرية في غزة    الدفاع المدني ينتشل عشرات الشهداء والمصابين في شمال قطاع غزة    وزير الخارجية الإيراني يصل باكستان للتوسط لوقف التصعيد مع الهند    «المركزي»: صافي الأصول الأجنبية بالقطاع المصرفي تتتخطى ال15 مليار دولار    تعرف على ضوابط عمالة الأطفال وفقا للقانون بعد واقعة طفلة القاهرة    الجيزة تحدد موعد امتحانات الفصل الدراسى الثانى لطلبة الصف الثالث الإعدادى .. اعرف التفاصيل    بعد تأجيل امتحانات أبريل 2025 لصفوف النقل بدمياط بسبب الطقس السيئ.. ما هو الموعد الجديد؟    ممثل الحكومة عن تعديلات قانون الإيجار القديم: لدينا 26 حكمًا بعدم الدستورية    ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومي الأمريكي    أحمد علي: المنافسة على لقب الدوري اشتعلت بعد خسارة بيراميدز وفوز الأهلي    تفاصيل التعدي على نجل لاعب الأهلي السابق    الأرصاد تحذر: ارتفاع تدريجي في الحرارة يبدأ غدًا وذروة الموجة الحارة السبت المقبل    وفاة طالبة جامعة الزقازيق بعد سقوطها من الطابق الرابع| بيان هام من الجامعة    محافظ الغربية يشيد بالاستجابة السريعة لفرق الطوارئ في مواجهة الأمطار    انتشال جثة ثلاثيني مجهول الهوية بالمنوفية    جامعة القاهرة تشهد حفل ختام مهرجان "إبداع 13" تحت رعاية رئيس الجمهورية    نيكول سابا تكشف عن تغيرات عاطفية طرأت عليها    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 .. تعرف عليه    مواعيد مباريات اليوم الإثنين: الزمالك والبنك الأهلي.. ميلان الإيطالي    تشكيل الزمالك المتوقع ضد البنك الأهلي اليوم في الدوري    سوسن بدر ضيف شرف فيلم «السلم والثعبان 2»    إصابة سائق بطلق ناري في مشاجرة بسبب خلافات مالية بسوهاج    انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف بالهاون    هل يشارك زيزو مع الزمالك في مواجهة البنك الأهلي الليلة؟    لاعب الأهلى حسام عاشور يتهم مدرسا بضرب ابنه فى الهرم    قصور الثقافة تواصل عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح 32    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ المشروع السكني "ديارنا" المطروح للحجز حاليا بمدينة بني سويف الجديدة    «المصرى اليوم» تحاور المكرمين باحتفالية «عيد العمال»: نصيحتنا للشباب «السعى يجلب النجاح»    الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية بشأن المساعدات إلى غزة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 5 مايو    زوج شام الذهبي يتحدث عن علاقته بأصالة: «هي أمي التانية.. وبحبها من وأنا طفل»    عمرو دياب يُحيى حفلا ضخما فى دبى وسط الآلاف من الجمهور    أشرف نصار ل ستاد المحور: توقيع محمد فتحي للزمالك؟ إذا أراد الرحيل سنوافق    زي الجاهز للتوفير في الميزانية، طريقة عمل صوص الشوكولاتة    تفاصيل اتفاق ممثل زيزو مع حسين لبيب بشأن العودة إلى الزمالك    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    ادعى الشك في سلوكها.. حبس المتهم بقتل شقيقته في أوسيم    وكيل صحة شمال سيناء يستقبل وفد الهيئة العامة للاعتماد تمهيدًا للتأمين الصحي الشامل    استشهاد 15 فلسطينيا إثر قصف إسرائيلي على مدينة غزة    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    لهذا السبب..ايداع الطفلة "شهد " في دار رعاية بالدقهلية    مبادرة «أطفالنا خط أحمر» تناشد «القومي للطفولة والأمومة» بالتنسيق والتعاون لإنقاذ الأطفال من هتك أعراضهم    انتهاء الورشة التدريبية لمدربى كرة القدم فى الشرقية برعاية وزارة الرياضة    مجلس الشيوخ يناقش اقتراح برغبة بشأن تفعيل قانون المسنين    قداسة البابا يلتقي مفتي صربيا ويؤكد على الوحدة الوطنية وعلاقات المحبة بين الأديان    «مكافحة نواقل الأمراض»: عضة الفأر زي الكلب تحتاج إلى مصل السعار (فيديو)    قصر العيني: تنفيذ 52 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    هل يجوز التعاقد على شراء كميات محددة من الأرز والذرة قبل الحصاد؟.. الأزهر للفتوى يجيب    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    «في عيدهم».. نائب رئيس سموحة يُكرّم 100 عامل: «العمود الفقري وشركاء التنمية» (صور)    برج الميزان.. حظك اليوم الإثنين 5 مايو: قراراتك هي نجاحك    ما هي محظورات الحج للنساء؟.. أمينة الفتوى تجيب    مساعد وزير الصحة ووكيل صحة سوهاج يتفقدان مستشفى ساقلته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سجل القتلى والمنتفعين من زواج الفن بالسياسة في عهد مبارك
نشر في المشهد يوم 19 - 08 - 2011

فضائح الشريف قتلت السندريلا .. والحسناء الصغيرة أنهت حياة عمر خورشيد
أسرة مبارك وراء مأساة شيريهان .. وسوزان تميم ضحية عضو لجنة السياسات
أسامه أنور عكاشة مات كمدا بأيد المنتفعين .. وظهور العلاقة الحرام بين النجم وشركات الدعاية
تدمير حلم محمد صبحى .. والتشهير بأسرة عبد العزيز مخيون
مبارك ألغى عيد الفن .. وصفوت روج "للهلس" وتهميش الأصوات الأصيلة
عادل إمام زعيم المنتفعين .. ويسرا وأحمد السقا من المقربين .. و90% من جوائز الدولة حصدها فنانو السلطة
عمرو دياب مطرب الأسرة الحاكمة .. وغادة عبد الرازق صنيعة ابن صفوت الشريف
تحقيق - كرم فصاد
المصلحة هي أساس كل علاقة .. مقولة يرددها دائما علماء الفلسفة والاجتماع حتى علي اسمي العلاقات الإنسانية ، وهي العلاقة العاطفية بين طرفين يفسرونها علي أن كل طرف يريد الوصول إلي حالة الإشباع العاطفي .. فهل تنطبق هذه المقولة علي علاقة الفن بالسلطة في ال 30 سنة الماضية ( فترة حكم مبارك ) ؟ .
إذا نظرنا إلى واقع هذه الفترة نجده يطرح أمثلة كثيرة على وجود هذه العلاقة فالفنان يحتاج لمن يسانده ، ويكثف من حضوره ، والسلطة تحتاج إلي من يترجم مشروعاتها ، ويقدمها إلى الناس .
والمشهد هنا يكشف عن أسرار هذه العلاقة علي مدى ال 30 سنة الماضية والتي حكم فيها محمد حسني مبارك مصر قبل أن تطيح به ثورة 25 يناير ، لنتعرف أكثر علي ملامح هذه العلاقة السرية والغامضة بين الفنانين والسلطة والتي أدت في بعض الأحيان إلي احتراق بعض الفنانين بنارها ، ومنهم من تواري عن الأضواء نظرا لاصطدام فكره ورأيه بآراء السلطة ، أو لأنه يمثل فكرا ومدرسة عزفت عنها السلطة واتجهت إلي مدارس مغايرة فكانوا أيضا ضحايا للسلطة ، وعلي الجانب الآخر كان البعض منهم سعيد الحظ بقبول السلطة تملقه لها فاحتضنته ، وحصد بذلك الأضواء والشهرة والمال والنفوذ حيث تلاقت مصلحته مع مصلحة السلطة التي تعني في هذا التحقيق ( مبارك وأسرته ورجال سلطته ) .
و الحالات المذكورة في هذا التحقيق تشترك بأنها كانت تربطها بالسلطة خيط رفيع رفع بعضها إلي عنان الشهرة والمجد ،وأسقط بعضها لدرجة ما جعلتها في الظل ، أو أسقطها عمدا فهبطت إلي الهاوية . وفي محاولة للتعرف عن قرب علي كواليس هذه العلاقة كان للمشهد هذه التحقيق من خلال شهادات بعض أصحاب هذه العلاقة ، أو بعض من الذين شهدوا تلك الفترة .
المحترقون بنار السلطة
السندريللا
وأشهر من احترق بنار السلطة في عصر مبارك هي الفنانة سعاد حسني " سندريللا السينما المصرية " التي جاء رحيلها من أشهر النهايات الغامضة حيث كان ولا يزال حدث رحيلها في الحادي والعشرين من يونيو عام 2001 لغزاً يحير الجميع حتى الآن، ولم تظهر الحقيقة بعد أكان حادث موتها انتحاراً أم قضاء وقدراً، أم جريمة قتل، فقد عثر على جثمان السندريللا أسفل مجمع عمارات «ستيوارت تاور» وحسمت تحقيقات سكوتلاند يارد ( في وقتها ) ملف القضية بانتحار «سعاد حسني» رغم وجود دلائل كثيرة تشير إلى وجود شبهة قتل، بعد أن سقطت من الطابق السادس من شقة صديقتها «نادية يسري» التي كانت تقيم معها قبل عدة أيام من الحادث .
وعندما بدأت التحقيقات في لندن لكشف لغز رحيل السندريلا، ألقت الأسئلة التي كانت تُطرح بظلال الشك، وكشفت عن استفهامات أكثر مما قدمت إجابات، لتكون المحصلة خليطا من الغموض، والريبة .رغم شهادة شهود عيان عرب يقطنون بالمبنى الذي قتلت فيه سعاد، وأكدوا قائلين : "سمعنا أصوات صراخ عنيفة جدا ومشاجرات حادة قبل وقوع الحادث بحوالى نصف ساعة، وتقدمنا ببلاغ للشرطة البريطانية، (إسكوتلاند يارد)، ولم يتم إتخاذ أي إجراء.
من ناحية أخري أكدت الفنانة اعتماد خورشيد - زوجة صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات السابق - على أن سعاد تم تجنيدها وكانت عميلة لصالح جهاز المخابرات المصرية ، ولأن اعتماد كانت من المقربين لسعاد حسني فكانت تحكى لها عن الضغوط التي تتعرض لها من قبل صفوت الشريف، حيث كان يدفع بها في الفنادق لمقابلة مسئولين كبار للحصول على معلومات منهم، وكانت إذا حصلت على أي أموال أو هدايا كان يتقاسم معها دون رضاها .
وأضافت اعتماد: سعاد كلمتني وقالت لي إن هناك شخصا عربيا كان قد عرض عليها مليون جنيه إسترليني لشراء مذكراتها، ولذلك قررت أن تكتبها وكانت ستتناول سيرة صفوت بها وتكشف عن فضائحه.
وقالت اعتماد: نصحتها بعدم كتابة مذكراتها أو حتى التلميح بنيتها في كتابتها وقلت لها : "هتتقتلي لو كتبتيها" لكن سعاد قالت لي : "ما انتي كتبتي مذكراتك ومتقتلتيش"، وأجبتها لأني كنت زوجة رئيس جهاز المخابرات .
و أكد المحامي طلعت السادات أن صفوت الشريف وراء قتل سعاد حسني وأن لغز مقتل سعاد لا يعرفه سوى صديقتها نادية يسري التي كانت موجودة معها في أثناء قتلها والدفع بها من شرفة شقتها بمبنى "ستيوارت تاور"، ولكنها لم تتمكن من التحدث عن ما شاهدته لأنها تلقت تهديدا من رجال صفوت الشريف وقالوا لها " لو اتكلمتي عن اللي حصل هتحصلي سعاد " .
كما أكد الشاعر أحمد فؤاد نجم، أنه تحدث مع سعاد قبل يومين من وفاتها وقالت له إنها تنوي كتابة مذكراتها التي تحتوى على الكثير من الفضائح لصفوت الشريف، وكان رد نجم لسعاد : "اللي انتي قولتيه ده خطر عليكي وممكن يموتوكي " .
ورفضت أسرة الفنانة الراحلة فكرة انتحارها ، وخاصة أختها جانجاه التي كانت على اتصال بسعاد لمعرفة أخبارها، حيث أكدت أن معنوياتها كانت مرتفعة جداً وكانت تستعد للعودة إلى مصر قبل رحيلها بأيام، وفتحت ملفات التحقيقات مرة ثانية بعد ثورة 25 يناير والتي تطلب من الله أن يطيل عمرها لتأخذ حق أختها سعاد من صفوت الشريف ورجالته قبل أن تموت .
عازف الجيتار
و الضحية الثانية عازف الجيتار الأشهر في مصر الفنان عمر خورشيد ( شقيق الفنانة شريهان ) الذي تعرض في 29 مايو عام 1981 لحادث سيارة مروع في نهاية شارع الهرم بجانب فندق ميناهاوس وأمام مطعم خريستو بعد انتهائه من عمله في أحد الفنادق الكبرى، و كانت بصحبته زوجته اللبنانية دينا، والنجمة مديحة كامل حيث ترددت الأقاويل عن هذا الحادث لا سيما أن زوجته ومديحه كامل شهدتا أمام النيابة بأنهم وهم في طريقهم للمنزل تعرضوا لمطاردة سيارة غامضة لم تتركهم إلا بعد أن تأكد صاحبها أن عمر خورشيد دخل في عمود الإنارة، وأقاويل أخرى تشير إلى أن الحادث كان مدبرا من قبل مسئول سياسي كبير جدا في ذلك الوقت لوقوع ابنته الصغرى في حب عازف الجيتار الشهير وارتبطت معه بقصة عاطفية رومانسية حالمة كانت حديث المجتمع المصري أيامها، وعرف أن والدها صاحب المركز المرموق يرفض هذه العلاقة شكلاً وموضوعاً..!
فكان التخلص منه بالقتل أسهل وسيلة لعلاج الموقف ووقف الفنان عند حده تماماً فكيف يقدم علي علاقة عاطفية مع الحسناء الصغيرة ابنة ا المسئول الكبير . وبالرغم مما قيل إلا أن عازف الجيتار انتهى في فترة كان فيها حديث الناس لفترة ليست بالقصيرة بداية من عمله مع كوكب الشرق أم كلثوم في منتصف الستينات واشتراكه فى أعمال سينمائية حققت نجاحا كبيرا منها "حتى آخر العمر" و"ابنتي العزيزة"، و"أعظم طفل في العالم"، و"العاشقة" و"العرافة" ولا سيما زواجه من نجمات شهيرات مثل ميرفت أمين، ومها أبو عوف.
الممثلة الاستعراضية
أما الضحية الثالثة كانت الفنانة شريهان التي انتشرت أخبار وقتها ( في منتصف التسعينات ) تؤكد وجود علاقة حب قوية بين شريهان وعلاء مبارك ، تعرضت بعدها لتكسير عظام ظهرها بالكامل بعد إلقائها من الدور السابع ، وتردد وقتها أن أسرة حسني مبارك رفضت ان يتم الزواج بين علاء وشريهان ، وكان البعض قد ربط بين خروج شريهان إلي ميدان التحرير في ثورة 25 يناير ، وإصرارها علي إسقاط النظام السابق بعلاقتها القديمة بعلاء مبارك ، والتي سببت لها الكثير من الكوارث منها القضاء علي مستقبلها الفني ، وكادت أن تؤدي إلي وفاتها .
ورغم محاولة الفنانة شريهان نفي ذلك من خلال أكثر من مداخلة تليفونية للقنوات الفضائية ، وبررت ذلك بأنه كان حادث سيارة في طريق مصر إسكندرية الصحراوي وهو ما أصابها بإصابات بالغة في عمودها الفقري ، والرجل اليمني إلا أن هناك أكثر من شهادة تؤكد علاقتها بعلاء مبارك منها : شهادة الفنانة اعتماد خورشيد بأن شريهان كانت تأتي لها حيث كانت اعتماد تصور فيلم " أولاد الملجأ " وكانت شريهان تحكي لها أن علاء مبارك يحبها ويريد أن يتزوجها ، ونصحتها اعتماد بأن تبتعد لأن من يسير في هذا الطريق قد يقُتل في النهاية لأن القرب من الحكام خطير جدا ، وطالبتها بالإبتعاد مرارا وأخبرتها بما جري لها مع صلاح نصر ولكنها لم تأخذ بالنصيحة، وحدث ما حدث .
كما أكد الناقد طارق الشناوي بأنه كانت هناك علاقة ما بين شريهان وعلاء مبارك الذي كان يذهب لحضور بروفات شريهان لفوازير رمضان بصحبة صفوت الشريف ، ولكنه يميل إلي الشائعات التي تؤكد أن زوجة حسام أبو الفتوح وراء هذا الحادث لغيرتها الشديدة من شريهان التي كانت على علاقة بزوجها .وفي كل الأحوال سواء كان سبب الحادث هذا أو ذاك فرغم نجاة شريهان من الموت الطبيعي إلا أنها غرقت في غياهب الموت الفني .
المطربة اللبنانية
كما أثار مقتل المطربة سوزان تميم الذي اتهم بالضلوع فيه السياسي ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفي والتي شغلت الرأي العام لأكثر من سنتين ، لتظهر علي السطح من جديد العلاقة اللصيقة بين الفنانات والسياسيين . والمعروف أن هذه العلاقات المشبوهة تتم في معظم الأحيان في شكل سري وبعيد عن الأضواء ، لتأكيد نفعية العلاقة بين السلطة والفنان الذي يحتاج إلى من يسانده، ويوفر له الأرضية الصلبة التي يستطيع عن طريقها تدعيم نفسه والانطلاق إلى عالم الأضواء والشهرة، ولكن الأمر المؤسف أن نهاية تلك العلاقات غالباً ما تكون بالقضاء علي حياة الفنان أو الفنانة وقتلها في معظم الأحيان خصوصا عندما تقتضي المصلحة السياسية ذلك .
ترزية بالإكراه
وعندما توجهنا إلي الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن لنسأله عن الفنانين والمبدعين الذين سقطوا من بين أصبع السلطة فتواروا في الظل بادرنا قائلا : في عصر مبارك تخاذلت الدولة في الرعاية الحقيقية للفن ودوره التنويري للمجتمع ، ولذلك تخلت الدولة عن دورها في رعاية المبدعين الكبار ، وحتى في رعاية المواهب التي تبشر باستمرارية الريادة الفنية لمصر ولوجود رجال في السلطة لا يرون غير مصلحتهم الشخصية ، دون النظر للصالح العام ، كان – علي سبيل المثال لا الحصر – اختيار الكتاب والفنانين للمشاركة في المهرجانات الدولية قائم دائما علي درجة ولاء هذا الكاتب أو الفنان نحو هذا المسئول أو ذاك الذي يقوم باختيارهم ، ولكي تعرف الفرق بيينا في مصر فى عصر مبارك وبين العالم المتحضر في رعاية المواهب تجد في فرنسا مثلا ، عندما تجد الدولة في كاتب ما موهبة وهو مازال في سن ال18 عاما فأول شيء تقدمه لهذا الكاتب الناشئ هو تعيين سكرتارية له لكي يريحوه من الأعباء الإدارية بينما في مصر في عهد صفوت الشريف وفاروق حسني تركوا المجال للممثلة أو الممثل لاختيار ترزي له من صغار الكتاب لكي يفصل له الدور ومساحته علي مزاجه الخاص دون النظر لقيمة العمل وقيمة ما يقدمه الكاتب ، فظهرت العلاقة الحرام بين النجم وشركة الإعلانات التي أفسدت كل شيء . وكان من أكبر نتائجها أن الكاتب الكبير أسامه أنور عكاشة مات كمدا علي تدهور حالة الدراما المصرية بأصابع بعض المنتفعين من رجال السلطة سواء كانوا في الإعلام أوفي الثقافة .
بينما الفنان سامح الصريطي قال : أنا من أكبر الفنانين الذين ظلموا في عصر مبارك ، وعانيت حتى في مشواري الوظيفي و الفني من هذه السلطة وبخاصة من ممدوح الليثي عندما كان يرأس قطاع الإنتاج التليفزيوني ويتحكم في كل شيئي فحرمني من الظهور في أي أعمال درامية لمدة 12 عاما ، وكانت أسبابه أنني دمي ثقيل علي قلبه ، بينما كان السبب الحقيقي أنني كنت أعبر عن مواقفي الوطنية في أي تظاهرة أو وقفة احتجاجية ضد الظلم الإسرائيلي علي أهالينا في فلسطين ، أو ضد غزو العراق للكويت ،أو حصار الشعب العراقي ، و ضد غزو أمريكا للعراق .
من ناحية أخري يقول محامي الفنانين نبيه الوحش :من بين الفنانين الذين ذاقوا وبال السلطة في عهد مبارك نجد الفنان عبد العزيز مخيون نظرا لانضمامه لحركات وطنية تطالب بالحريات والديمقراطية كان آخرها حركة كفاية فنال عقاب السلطة بالتشهير به وبأسرته وكان درسا قاسيا . أيضا كان الفنان محمد صبحي الذي كان لديه حلم وطموح كبير في تغيير الحركة المسرحية في مصر من خلال أعماله لدرجة انه بني مدينة ثقافية وفنية وترفيهية كاملة فما كان من السلطة إلا أن جعلتها مدينة للغربان والخفافيش .
وأكبر مثال آخر علي ظلم السلطة للفنانين كان جلال الشرقاوي صاحب التاريخ العريض في المسرح وخاصة انه أول من فجر مسرح " الكباريه السياسي " الذي تحداه فاروق حسني وأقصاه من لجنة المسرح بالحزب الوطني ، ثم إغلاق مسرحه لبيع أرضه لرجل أعمال ، وحرمه من المشاركة في مهرجان المسرح القوي لكي لا يحصد جوائزه . كما تم استبعاد الأصوات الجميلة ذات الطرب الأصيل مثل علي الحجار ، ومحمد ثروت ،ومحمد الحلو ، وعفاف راضي ، وباقي هذا الجيل وفتح الباب لمطربي الهلس والعري ليكون هو السائد في هذا العصر.
الغناء للحاكم
أما الموسيقار حلمي بكر فقال : في ال 30سنة الماضية تحول الغناء من الغناء للوطن وبطولاته في حرب أكتوبر إلي الغناء للحاكم ومواصفاته فظهر علينا أوبريتات : " الطلعة الجوية " و " إديها كمان حريه " و " إخترناك " ، وغيرها ، وهذا أكبر دليل علي فساد الحاكم وسلطته التي تيسر له ذلك بحيث جعل من نفسه الوطن . واتحدي أي أحدا يقول لي ما هي حيثيات جائزة مبارك سوي : أن يكون صديق ابن أخت الرئيس ، أنه يقرب لزوجة الرئيس ، أو قريب للوزير فلان ، ومقرب من ابن الرئيس وغير ذلك من الاعتبارات النفعية فقد كانت هذه الجوائز مزاجية ، لدرجة أن هناك فرد حصل علي جائزة مبارك مرتين ، ومات محمد الموجي ، وكمال الطويل ، وبليغ دون تكريم من مبارك .
إلغاء عيد الفن
أما الفنان هاني مهني فقال : أكبر جرم ارتكبه الرئيس مبارك في حق الفن هو إلغاءه لعيد الفن واستبداله بعيد الإعلاميين منذ أن تولي الحكم في 1981، وطوال الثلاثين سنة الماضية والتي تظهر مدي قيمة الفن ورسالته عند حسني مبارك ؛ وكيف كان ينظر إلي الفن . واكبر مثال علي أن صفوت كان يروج للهلس وليس للغناء الأصيل عندما تقدمت إليه عام 2002 بطلب الاستفادة من التراث الغنائي بالإذاعة لكبار المطربين مثل عبد الوهاب و أم كلثوم ، وقنديل ، و شادية وغيرهم ، وعمل كليبات جديدة تصور لأماكن مصرية لتكون داعمة للسياحة وحفاظا علي التراث فما كان منه أن قال :" أنا لسه حافكر الناس بالغم وأغاني زمان .. يا عم أنا عاوز الشاشة تلعلع زى الشاشات اللبنانية بالبنات الحلوين " .
ومن هنا جاء صفوت بمطربات العري من لبنان لإحياء حفلات التليفزيون المصري خاصة التي كانت تقام في مارينا ، وكانت غالبية المطربات وحتى المطربين عرب ، وجعلها حكرا عليهم دون المصريين .
ولذلك أطالب بمحاكمة صفوت الشريف لما فعله بالمطربين والمبدعين المصريين الذين ماتوا كمدا لحجب الأضواء عنهم مثل : شفيق جلال ،وكارم محمود ، ومحمد الموجي ، وبليغ حمدي ، ومحمد العزبي الذي اعتزال الغناء بسبب عدم مشاركته في الحفلات .
ورغم أنني حصلت علي جائزة أحسن تلحين وذكري على جائزة أحسن مطربة في أول مهرجان الإذاعة والتليفزيون عام 1995 إلا أن صفوت الشريف منعني من المشاركة في المهرجان لمدة 7 سنوات أي حتى عام 2002 ، وذلك حتى يفسح الطريق لرجاله المقربين .
المقربون من السلطة
يسرا وروبى ونيرمين وأنوشكا
وردا علي سؤالنا عن الفنانين الذين كانوا مقربين للسلطة في عصر مبارك قال محامي الفنانين نبيه الوحش : كان نظام مبارك - عن طريق صفوت الشريف وفاروق حسني - لديه خطة ممنهجة لإفساد الأخلاق و الذوق العام فسمح لأنصاف الموهوبين وأدعياء الفن وأصحاب العري والخلاعة والتحريض علي الفجور بأن ينتشروا بأعمالهم ، بل الأسوأ من ذلك أنهم كانوا يسندون إلي هؤلاء بعض الأعمال التي تخدم هذه الخطة وصولا إلي الترفيه عن رئيس الجمهورية حسنى مبارك ، وكانت من هذه الأعمال ما هو تليفزيوني وسينمائي خاصة التي كانت تنتجها مدينة الإنتاج الإعلامي .وكانت من بين الفنانات المقربات للسلطة : يسرا ، ونرمين الفقي ، وأنوشكا ، وروبي التي ترقص بمؤخرتها اصطحبها جمال مبارك معه للحضور فى مؤتمر ديفوس الاقتصادي منذ عامين ، وكان هذا أكبر دليل علي احتضان السلطة للفن الفاسد ، لكي تشرف مصر في المؤتمر برفع رجلها .
ويضيف الوحش : إذا كانت السلطة لم تحتضن الفن الفاسد فكيف يسمح الطبال والراقص انس الفقي لإيناس الدغيدي في تليفزيون الدولة أن تقدم برنامجا ماجنا يحض علي الفجور بعنوان " الجريئة "في شهر رمضان الكريم طوال ثلاثين حلقة كلف الدولة مبالغ طائلة . وكل من تعري من أنصاف الموهوبين ، وكل من كانوا علي موائد العرب مثل أليسا ، وهيفاء وهبي ، وذكري ، وغيرهن هن اللواتي كن مقربات ومحظيات من مبارك ورجال سلطته . وكانت تمرر في السينما والتليفزيون من وقت إلي آخر بعض الأعمال التي تخاطب الغرائز لتلهي الشباب عن الواقع من بينها : فيلم "دكان شحاته" لهيفاء وهبي الذي عندما عرض علي رئيس الرقابة –علي ابو شادي في ذلك الوقت – قال : " علي جثتي أن يخرج هذا الفيلم دون حذف ثلاث مشاهد الذين يسيئون للمقدسات الإسلامية والأئمة الأربعة " ، ولكن الجهات الأمنية وافقت علي عرض الفيلم وبه هذه المشاهد دون النظر إلى رأي رئيس الرقابة .
عادل إمام زعيم المنتفعين
أما الناقد طارق الشناوي فقال : كان أكثر المنتفعين من هذه العلاقة هو الفنان عادل إمام الذي كان أعلي بوقا وصوتا للنظام من بين الفنانين ، فكان يدافع عن مبارك دائما ، وكان المتحدث الفني عن السلطة في محاربتها للإخوان ، ودعم الدولة له في تقديم عدة أفلام عن الإرهاب ، وداعيا لفكرة التوريث في معظم البرامج التي تحدث فيها .
ويسرا كانت أيضا من المقربين وصاحبت علاقة قوية بعلاء مبارك ، وأيضا جمال مبارك والفنان أحمد السقا كذلك ، باختصار أنظر إلي جوائز الدولة جميعها بما فيها المهرجانات ستجد الحاصلين عليها بنسبة 90% من فنانين السلطة ، ويوافقه الرأي الموسيقار محمد علي سليمان قائلا : يكفيني ضرب مثل واحد صارخ علي العلاقة الفاسدة بين السلطة والفنانين هو ما جري في احتفالات أكتوبر في العام قبل الماضي هو اختيار السلطة لتامر حسني ، وهيثم شاكر الهاربان من الخدمة العسكرية ، وسجنا بسبب تزويرهما شهادة الإعفاء من الخدمة ، لكي يحييا حفلة قومية في أعياد أكتوبر ، وكانت الحفلة بمثابة شهادة تقدير لهما ، وهذان هما القدوة التي كانت تقدمها السلطة للشباب ، وكانت النتيجة ان توارت الأغنية الجميلة وظهور الأغنية التي يحمل مضمونها الشعري علي معنيين مثل أغنية " ما بحبش فيك إلا ده " ! ونتج عن ذلك سقوط الأغنية المصرية وظهورها معيبة أمام العالم العربي الذي كنا رواده في الغناء.
أما هاني مهني فقال عن الفنانين المقربين للسلطة في عصر مبارك : أنا مؤمن دائما بمقولة " اللي متغطي بالسلطة عريان " ، والدليل علي ذلك كان عمرو دياب مطرب أولاد مبارك وكان دائما يتباهي بعلاقته بجمال وعلاء أيضا ويحرص علي إعلان ذلك في كل مناسبة ، وكانت حفلاته للمنتخب وأي مناسبة وطنيه أو مباركية أكبر دليل علي ذلك ، وكانت النتيجة أنه أصبح الآن من أبطال قائمة العار التي كتبها الثوار ، ولم يجد له مكانا في مصر أثناء الثورة فهرب خارجها ، و نفس الشيء كان بين الفنانة غادة عبد الرازق وابن صفوت الشريف صاحب شركة " عرب سكرين " حتى صعدت أعلي درجات الشهرة بسرعة الصاروخ في فترة وجيزة جدا ، وها هي الآن تتربع على قائمة العار الذى كتبها الشعب المصري بدماء الشهداء .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.