كلما قصفوا قوات داعش بالطائرات والقنابل كلما زادت سيطرتها على الارض، داعش اصبحت تسيطر على نصف سوريا ونصف العراق، الاخبار الواردة من جبهات القتال في سورياوالعراق تفيد ان تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" يتمدد بشكل يومي في كل الاتجاهات، فقد سيطر تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كامل على مدينة تدمر الأثرية في الصحراء السورية بعد منتصف ليل الأربعاء الماضي، ما يثير مخاوف جدية على الآثار القيمة الموجودة في المدينة والمدرجة على لائحة التراث العالمي.وتفتح هذه السيطرة الطريق أمام التنظيم الجهادي نحو البادية السورية الممتدة من محافظة حمص (وسط) حيث تدمر حتى الحدود العراقية شرقا، وبالتالي، بات التنظيم يسيطر على نصف مساحة سوريا الجغرافية تقريبا. وفي العراق سيطر التنظيم على مدينة الرمادي بشكل شبه كامل الاسبوع الماضي وفرت قوات من الجيش العراقي من امام جنود داعش وتركوا الرمادي لهم دون مقاومة، داعش اصبحت نطوق العاصمة العراقية من عدة جهات واذا استمر الحال على هذا النحو فان امامها ربما شهور قليلة وتحتل كل العراق وساعتها لن يوجد مكان للحكومة العراقية، وساعتها ايضا ستشكل تهديدا لكل جيرانها بداية من السعودية التي بدأت تكتوي بنيران داعش بعد تفجير مسجد في القطيف الاسبوع الماضي، وليس نهاية بكل دول الخليج وحتى ايران ومصر وكل دول المنطقة. داعش لديها رغبة توسعية ولديها افكار متطرفة عن عن الحياة والموت في آن واحد، فالمقاتل الداعشي حين يدخل المعركة ليس أمامه سوى طريق من اثنين إما الانتصار في المعركة وساعتها من حقه أن يستولي على الغنائم من عتاد وأموال ونساء وبقية متاع الدنيا، او الموت وساعتها فهو "موعود بالحور العين والجنان والمتع الكثيرة التي تنتظر مجاهدا في سبيل الله قتل دفاعا عن دينه وعقيدته". الجيوش التقليدية لا تصلح لمواجهة وقتال العصابات الداعشية، فعقيدة الجيوش القتالية تختلف عن عقيدة الجماعات الجهادية، واذا تحتمت المواجهة بين الفريقين فان فريق الجماعات الجهادية يكسب المعركة وينتصر غالبا، لان اغلب الجيوش وخاصة الجيش العراقي اصبح الانتماء اليها مجرد وظيفة واكل عيش كما نقول، وليس هناك عقيدة قتالية ولذلك لجأت الحكومة العراقية الى الاستعانة بعصابات تنتمي للطائفة الشيعية تسمى الحشد الشعبي لمواجهة داعش، وربما تحقق هذه العصابات انتصارات جزئية اذا استمرت في مواجهاتها، كما فعلت من قبل قوات الصحوات مع تنظيم القاعدة في العراق الا ان هذه العصابات سرعان ما تنفض بمجرد تحقيق نصر جزئي، وذلك بعد ان يحدث انقسامات وانشقاقات في صفوفها نتيجة ظهور اكثر من زعامة تلتف حولها هذه العصابات او الفرق. الخلاصة ان داعش حتى يتم مواجهتها يجب ان يتم ذلك من خلال الجو والبر ومن خلال تصحيح الافكار ونشر العدل وعدم استبعاد مكون اساسي من الشعب العراقي من العملية السياسية. من العدد المطبوع من العدد المطبوع