5 سنوات وثورتان و27 أسرة في الشارع - الأهالى: "اللى ما لوش ظهر.. يعيش فى الزبالة" - رسالة ل"السيسى": انقذنا قبل شهر رمضان وندعيلك دعوة حلوة - أطفال الإيواء: بنخاف ننام بالليل في الخيام - أمهات يصرخن: "حسبي الله ونعم الوكيل" ما بين الصحة، والتعليم، تشرد المئات.. لا تترك ذهنك فريسة للتوقعات، ولا ما تراه فى شاشات التلفاز، من لاجئين شردتهم الحروب، ولا تظن أنها منطقة حرب، كالتى تراها فى سوريا والعراق وغيرها، الحقيقة أنك هنا فى قلب شبرا الخيمة، وتحديدًا على مشارف بهيتم، حيث يقبع العشرات من الأسر، بلا مأوى، إلا من بعض قطع القماش، تسمى مخيمات، يحاصرها من الجانبين، إحدى المستشفيات، وعلى الجانب الأخر مدرسة تصنع الأجيال.. ربما كان سكان المخيمات، "إخوان"، وربما كانت خطيئتهم، حمل الجنسية المصرية. 5 أعوام تخللتها ثورتين، ولا زال عشرات الآلاف مشردين، ما بين مخيمات متهالكة، وأخرين، لم يجدوا من يرأف بحالتهم، سوى الشارع، ما بين هؤلاء تواجه 27 أسرة، من أهالى شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، مأساة حقيقية، تنوعت بين حرارة الشمس الحارقة، وبرودة الشتاء القاسية.. أسرتين فى الخيمة الواحدة، دورة مياه واحدة للجميع، مياه الشرب كالعادة ملوثة أن وجدت، وأطفال فقدوا عذرية براءتهم، وفتيات أهدرت خصوصيتهم، وإنسانية فقدت، ويسألون من أين يأتى الإرهاب. 44 وحدة سكنية، قامت الحكومة بإنشاءها من أجل تلك الأسر المشردة، تتكون كل منها من، غرفة، وصالة، فى مساحة 43 متر مربع، توقف تسليمها منذ عدة شهور قد تصل لسنوات والأمثلة على ذلك عديدة، والمبرر "لحين الانتهاء من توصيل المرافق، من صرف صحي، وكهرباء". "حسبي الله ونعم الوكيل" "حسبي الله ونعم الوكيل"، كانت المقولة الأكثر واقعية، وتعبيرًا على حال سكان المخيمات، فى شبرا الخيمة، حيث التقت "المشهد"، عدد من الأسر التى تعيش بين قطع من القماش المتهالك، وتسمى "مخيمات"، تقول رشا، أم ل 4 أولاد: "بقالنا 5 سنين عايشين في الخيمة، من قبل ثورة 25 يناير، بعد انهيار البيت، جابونا هنا"، مضيفة: "جوزى أرزقى على باب الله، وعندى بنتين، وولدين توأم ولدتهم هنا فى قلب الخيمة". وتابعت: "الخيمة وقعت على رأسنا، أكثر من مرة، أخرها في الشتا اللى فات، من شدة الهوا، ومحدش بيسأل فينا.. ثورتين قاموا، ومسئولين اتغيروا، واحنا لسه زى ما احنا في الشارع.. حر وبرد ومطر، بس نعمل أيه نصيبنا". "اعتصمت، ورميت بناتى قدام حى شرق شبرا الخيمة، وقولت للمسئولين اتصرفوا.. إزاى هنام ببناتى في الشارع بعد ما بيتى وقع"، كلمات بدأت بها مصرية مصطفى، قائلة: "مضونى على وصل أمانة ب 4500 جنيه، لصرف خيمة"، وتساءلت: "فين الحياة الآدمية.. عندى ولد وبنتين الكبرى 15 عاما، والولد 21 عاما، يناموا فى سرير واحد إزاى، مضيفة: "بناتى بيناموا في الشارع عايشين دائما في رعب وخوف، وتهديد البلطجية والمدمنين، والخيمة لا تحمى أحد"، ولخوفها على بناتها، يلجأن فى بعض الأوقات إلى قضاء حاجتهن فى "جردل" داخل الخيمة دون الخروج إلى دورة المياه في الشارع خاصة ليلًا. "اللى ما لوش ظهر.. يعيش في الزبالة" تتابع مصرية: "حاولنا الاعتصام أمام ديوان عام المحافظة، إلا أننا لم نلقى سوى الشتائم"، حيث قال لهم أحد المسؤولين بالمحافظة: "انتوا زبالة عشان كده لازم تعيشوا في الزبالة". بوجه يكسوه الغضب، وفقدان الأمل، تحدتث فتحية أبو سريع، مسنة، 82 عاما، قائلة: "بيتنا وقع بقرار إزالة، ونقلونا لخيم الإيواء من 4 سنين، وبقينا فى الشارع لا طايلين سما ولا أرض ومحدش سأل فينا"، صفاء محمد، 30 عاما، طردها صاحب المنزل لعدم قدرتها على دفع الإيجار، لجأت للعيش هى وأسرتها، فى إحدى الخيم المشتركة، منذ 4 سنوات، مطالبة المسئولين، بالانتهاء سريعًا من الوحدات السكنية، لقضاء شهر رمضان، مؤكدة أنهم سيتحملوا تكلفة عداد المياه، والكهرباء، من أجل النجاة من مأساة الشارع، الذى لا يرحم. الحاجة سميرة خطاب، 57 عامًا، تشارك إحدى الأسر المعيشة فى خيمة واحدة، تقول: "كنت ساكنة في شقة إيجار جديد، ولا أمتلك القدرة على دفع الإيجار، كل ما أتقاضيه 215 جنيها معاش التضامن الاجتماعى، والإيجار كان 450 جنيها، فلجأت إلى هنا"، مضيفة: "المجارى بتطفح علينا قمنا من النوم لقينا نفسنا غرقانين، وكل اللى فى الخيمة من خزين، وغيره عائم"، ومع تلك المعاناة اختتمت سميرة حديثها: "الحمدلله احنا أحسن من غيرنا رضا من ربنا". أطفال خيام الإيواء "سما" طفلة تبلغ 11 عاما في الصف السادس الابتدائى، تلعب أمام الخيام، فى ملاهى مخصصة لها، هى وأقرانها، تتكون الملاهى من حصيلة القمامة المتراكمة، وبعض من مخلفات السيارات، الناتجة من "الورش" المجاورة، للمخيمات، تقول سما :"أنا بخاف من كل حاجة هنا بنام كل يوم، وأنا خايفة"، وتقول أخرى في الصف الرابع الابتدائى: "رئيس الحى قالنا واحنا نعملكوا أيه خليكوا في الخيام"، ورفضت التصوير قائلة: "مش عايزة صحابى في المدرسة يشوفونى، ويعرفوا إنى ساكنة هنا". رسالة للرئيس فيما وجهت الحاجة صبحية الصعيدى، 62 عاما، رسالة لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، قائلة: "احنا مصريين وأنتم أمناء على أعراضنا وأرواحنا انقذونا بالله عليكم، بناشدكم انقلونا للمساكن الجديدة قبل حلول شهر رمضان، وندعى ليكم دعوة حلوة جزاكم الله كل خير". وتابعت "أنا عندى روماتويد مفصلى مزمن، وفيروس سى.. حرام أترمى فى الشارع واحنا معرضين للجريمة، وللبلطجية، والمدمنين، نلجأ في ساعات النهار للهروب من زنزانة الخيمة، للجلوس في الشوارع على الأرصفة.. عايشين في رعب الثعابين تدخل الخيام". وأكد الأهالى أن المبانى الجديدة المقابلة للخيم تم الانتهاء من بنائها منذ شهور فيما عدا توصيل المرافق والخدمات، ولم يتم البدء فيهما إلى الآن، وما على المسئولين غير المماطلة فقط. تقاعس المسئولين ومن جانبه، أكد المهندس وائل أبو سريع، المسئول عن المشروع، أن حي شرق شبرا الخيمة هو من تباطئ في إنهاء إجراءات توصيل المرافق للوحدات السكنية، مشيرًا إلى أن المشروع عبارة عن 44 وحدة سكنية مساحتها 43 متر مربع، و12 محلا تجاريا. سكان مخيمات شبرا الخيمة سكان مخيمات شبرا الخيمة سكان مخيمات شبرا الخيمة سكان مخيمات شبرا الخيمة سكان مخيمات شبرا الخيمة سكان مخيمات شبرا الخيمة سكان مخيمات شبرا الخيمة سكان مخيمات شبرا الخيمة سكان مخيمات شبرا الخيمة سكان مخيمات شبرا الخيمة مساكن الإيواء المخصصة لهم مساكن الإيواء المخصصة لهم