منصات وسائل التواصل الاجتماعي غيّرت المشهد الإعلامي وبدّلت معاييره نشر 2.5 مليون محتوى على "فيسبوك"، و216 ألف صورة على إنستغرام مستخدمو الإنترنت من 780 مليون في 2004 إلى ثلاثة مليارات في 2014 ضمن ورشات العمل المتخصصة التي يستضيفها "منتدى الإعلام العربي" هذا العام من خلال فعالية "الممشى الإعلامي" عقدت شركة "فيسبوك" ورشة عمل بعنوان "عصر الاتصالات الجديد"، وتحدثت فيها جمانة عنتر، مدير الاتصال المؤسسي، فيسبوك، الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية والوسطى، وروسيا وتركيا وأفريقيا، حيث سلّطت الضوء على أحدث الأدوات والوسائل التي يوفرها "فيسبوك" للمستخدمين والمؤسسات الإعلامية بهدف تعزيز قدرات الاتصال لديهم. في بداية الورشة، أشارت عنتر إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت ارتفع من 780 مليون شخص في عام 2004 إلى ثلاثة مليارات شخص في عام 2014، وصاحب ذلك تغيير جذري في المشهد الإعلامي حيث اختلفت طرق بث الأخبار والمعلومات، فبعد أن كانت المؤسسات الإعلامية هي المصدر الرئيس للأخبار، أصبح المستخدمين قادرين على بناء القصص الخبرية ونشرها بسرعة فائقة وهو ما بات يعرف باسم "صحافة الجماهير". وفي ظل تلاحق التطورات في العالم الحقيقي والرقمي، أكدت عنتر أن "فيسبوك" يتبنى مبدأ "التحرك السريع" بهدف مساعدة المستخدمين في الحصول على الأخبار بسهولة ويسر، لاسيما في ظل ارتفاع معدلات نشر الأخبار والصور إذ يتم نشر 2.5 مليون محتوى على "فيسبوك" كل دقيقة، و216 ألف صورة على "إنستغرام"، و327 ألف رسالة على "واتس اب" وهو ما يعنى وجود سيل هائل من البيانات في هذا الفضاء. ونوّهت جمانة عنتر إلى أن مستخدمي "فيسبوك" سواء كانوا من الأفراد أو المؤسسات الإعلامية يتوجب عليهم استخدام خاصية التوزيع الديموغرافي والتي تمكنهم من استهداف شرائح معينة من الجمهور بشكل يعتمد على الخيارات والأولويات التي يتبناها كل مستخدم عند تتبع الأخبار، أو عند "الإعجاب" بصفحات أو موضوعات معينة، وهو ما يضمن للخبر أو القصة أفضل انتشار. وفي سؤال حول خصوصية المستخدمين عند تداول المعلومات على "فيسبوك"، لاسيما في ظل تنامي بعض الشائعات التي تشير إلى أن بيانات المستخدمين يتم تحليلها والاستفادة منها لصالح جهات معينة، أكدت عنتر أن "فيسبوك" يولي أهمية قصوى لحماية خصوصية المستخدمين، ويقوم بتطوير السياسات التي تضمن ذلك، ونوهت في نفس السياق إلى أن ثقة المستخدمين هي العمود الفقري لوجود الشركة. وفي إجابة عن سؤال آخر حول استراتيجية "فيسبوك" للحد من الحسابات الوهمية والمزورة، أكدت عنتر أن الشركة قامت بابتكار الشارة الزرقاء للإشارة إلى الصفحات الصحيحة، كما أن الشركة تتحرك سريعاً عند تلقي أي بلاغات، إلا أن الأمر من الصعوبة بمكان بسبب ازدياد أعداد المستخدمين بمعدلات عالية، وأشارت عنتر إلى ضرورة قيام المستخدمين بالإبلاغ عن أي صفحات مزورة أو وهمية لأن الأمر عبارة عن مسئولية مشتركة بين "فيسبوك" والمستخدمين. وفي نهاية ورشة العمل التي عقدت برعاية "موانئ دبي العالمية"، الشريك الاستراتيجي لمنتدى الإعلام العربي، تلقت عنتر سؤالاً حول إمكانية حذف الصور أو التدوينات التي سبق نشرها على "فيسبوك" دون أن تظهر في محركات البحث، لفتت عنتر إلى أن حذف الصورة بعد نشرها لا يضمن رفعها من محركات البحث لأن الصورة يمكن استخدامها من قبل من أشخاص آخرين قبل حذفها، ولذلك يجب أن يتبنى كل مستخدم شخصية رقمية متسقة مع شخصيته الحقيقية كما أنه من الضروري أن ندرك جميعاً أن نشر الصور أو القصص على الإنترنت ينبغي أن يتم بشكل منظم ومدروس.