انتهاء فرز الأصوات ب عمومية المحامين لزيادة المعاشات    مصدر ب«التعليم» يكشف خطة التوسع بالمدارس اليابانية في مصر    مصر تجذب 520 ألف سائح أمريكي خلال العام الجاري    مكتب إعلام الأسرى: 275 طفلًا في سجون الاحتلال حتى سبتمبر الماضي    ريال بيتيس ضد برشلونة.. هاتريك توريس يمنح البارسا التقدم 4-1 "فيديو"    بث مباشر لمشاهدة مباراة منتخب مصر ضد الإمارات في كأس العرب (لحظة بلحظة) | انطلاق المباراة    إغلاق ميناء نويبع البحرى بسبب سوء الأحوال الجوية    سرق أسلاك كهرباء المقابر.. السجن 3 سنوات لشاب بقنا    صور تجمع مصطفى قمر وزوجته فى كليب «مش هاشوفك» قبل طرحه    قطر تبحث مع نيجيريا والبوسنة والهرسك سبل تعزيز علاقات التعاون    مؤسسة أبو العينين عضو التحالف الوطني تحتفل باليوم العالمي لذوي الهمم    بايرن ميونخ يكتسح شتوتجارت بخماسية.. وجولة مثيرة في الدوري الألماني    الإصلاح مستمر في ماراثون الانتخابات.. وحماية الإرادة الشعبية "أولاً"    تقرير عن ندوة اللجنة الأسقفية للعدالة والسلام حول وثيقة نوسترا إيتاتي    وزير خارجية ايران يدعو اليابان إلى لعب دور محوري في تأمين المنشآت النووية    أحفاد أم كلثوم يشيدون بفيلم الست عن كوكب الشرق.. دينا ونادين الدسوقي: عمل رائع وشكرًا لكل صناع العمل.. خالد الدسوقي: عمل مشرف وتخليد لذكراها خرج بأفضل مما كنت أتوقع.. وكنت أقرب حفيد لكوكب الشرق..    جيش الاحتلال الإسرائيلي يصيب فلسطينيين اثنين بالرصاص شمال القدس    بحضور قيادات المحافظة.. إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتين ببني سويف صور    إسرائيل ترد على طلب ترامب بالعفو عن نتنياهو: الديمقراطية فوق كل اعتبار    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 9 مسلحين في عمليتين استخباراتيتين بولاية خيبر باختونخوا    سكرتير عام الجيزة يتابع جهود رفع الإشغالات وكفاءة النظاقة من داخل مركز السيطرة    خالد محمود يكتب: أفضل أفلام 2025    محافظ الأقصر والسفيرة الأمريكية يفتتحان «الركن الأمريكي» بمكتبة مصر العامة    صحة المنوفية تتفقد 3 مستشفيات بمنوف لضمان انضباط الخدمة الطبية    بيطري الشرقية: استدعاء لجنة من إدارة المحميات الطبيعية بأسوان لاستخراج تماسيح قرية الزوامل    اسكواش – تأهل عسل ويوسف ونور لنهائي بطولة هونج كونج المفتوحة    الفريق أحمد خليفة يلتقى رئيس أركان القوات المسلحة القطرية    هيئة الكتاب تهدي 1000 نسخة من إصداراتها لقصر ثقافة العريش دعمًا للثقافة في شمال سيناء    الإعدام لمتهم والمؤبد ل2 آخرين بقضية جبهة النصرة الثانية    عمرو عابد يكشف سر عدم تعاونه مع أبطال «أوقات فراغ»    الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة    نظام «ACI».. آلية متطورة تُسهل التجارة ولا تُطبق على الطرود البريدية أقل من 50 كجم    ضبط عاطل اعتدى على شقيقته بالمرج    هذا هو موعد عرض فيلم الملحد في دور العرض السينمائي    خبير اقتصادى يوضح تأثير انخفاض سعر الدولار عالميا على الدين الخارجي المصرى    الدوري الإنجليزي.. موقف مرموش من تشكيل السيتي أمام سندرلاند    لماذا يزداد جفاف العين في الشتاء؟ ونصائح للتعامل معه    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    احذر.. الإفراط في فيتامين C قد يصيبك بحصى الكلى    15 ديسمبر.. آخر موعد للتقدم لمسابقة "فنون ضد العنف" بجامعة بنها    الشرع: إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد وشنت عليها أكثر من ألف غارة ونفذت 400 توغل في أراضيها    وزير الصحة يشهد انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها ال32    الإعلان التشويقى لفيلم "القصص" قبل عرضه فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى    فيلم السلم والثعبان.. لعب عيال يحصد 65 مليون جنيه خلال 24 يوم عرض    الزراعة توزع أكثر من 400 "فراطة ذرة" مُعاد تأهيلها كمنح لصغار المزارعين    مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه    وزير الأوقاف يعلن عن أسماء 72 دولة مشاركة في مسابقة القرآن الكريم    تحليل فيروسات B وC وHIV لمتعاطي المخدرات بالحقن ضمن خدمات علاج الإدمان المجانية في السويس    السيسي يوجه بمحاسبة عاجلة تجاه أي انفلات أخلاقي بالمدارس    حارس بتروجت: تتويج بيراميدز بإفريقيا "مفاجأة كبيرة".. ودوري الموسم الحالي "الأقوى" تاريخيا    اندلاع حريق ضخم يلتهم محتويات مصنع مراتب بقرية العزيزية في البدرشين    اسعار المكرونه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى أسواق ومحال المنيا    فليك يعلن قائمة برشلونة لمباراة ريال بيتيس في الليجا    وزير الأوقاف: مصر قبلة التلاوة والمسابقة العالمية للقرآن تعكس ريادتها الدولية    الصحة: فحص أكثر من 7 ملابين طالب بمبادرة الكشف الأنيميا والسمنة والتقزم    الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050    لاعب بلجيكا السابق: صلاح يتقدم في السن.. وحصلنا على أسهل القرعات    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عادل سليمان مدير منتدى الحوار الاستراتيجى: الدور على جيش مصر (حوار)
نشر في المشهد يوم 06 - 05 - 2015

اللواء عادل سليمان مدير منتدى الحوار الاستراتيجي فى حواره ل"المشهد":
تدمير الجيش المصرى الطريق لبناء شرق أوسط جديد
تدمير جيوش العراق سوريا ليبيا اليمن والدور على مصر
الإرهاب فى سيناء يجر الجيش في معارك استنزاف مفتوحة
أمريكا وراء كل ما يحدث فى المنطقة من أعمال عنف وإرهاب
هدم الشرق الأوسط وإعادة بناءه حلم غربى بقيادة أمريكية
العمليات الإرهابية فى سيناء خلفها أجهزة استخباراتية منظمة وليست السلفية الجهادية
"إيران.. تركيا.. إسرائيل" ثلاث قوى لا يوجد سواهم متماسكين
المشروع الغربى يرى الإسلام الخطر الذى يهدد الحضارة الغربية
صياغة الشرق الأوسط من جديد ترتكز على إيران وتركيا والعدو الإسرائيلي
الدول العربية تنكر المخطط الغربى رغم انهيار 4 دول رئيسية فى المنطقة
على العرب الوقوف صفًا واحدًا والاعتراف بأنها تواجه خطراً حقيقياً
التنظيمات المسلحة فى سيناء "محلية".. تعلن موالاتها ل"داعش" من أجل إكتساب القوة
العلاقات "المصرية- الأمريكية" لا يمكن استبدالها بروسيا
الجيش المصرى لن يتدخل فى اليمن أو ليبيا
"يحاولون أن يسحبوا الجيش المصري في معارك استنزاف مفتوحة ذات طبيعة لاتناسقية في سيناء"، لماذا؟، هذا ما كشف عنه اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري ومدير منتدى الحوار الاستراتيجي، خلال حواره ل"المشهد"، كما تطرق إلى الأهداف المرجوة من إثارة العنف، وتفتت منطقة الشرق الأوسط.
وأشار سليمان، إلى أن العمليات الإرهابية، فى سيناء تشهد تطورًا ملحوظًا، منذ عام 2012، وهو ما لا يلقى التعامل الأمثل من قبل الجهات الأمنية فى الدولة، كما تحدث عن عن انهيار الجيوش العربية، ومخطط الشرق الأوسط الجديد، وغيرها من الأحداث التى آلمت بالوطن العربى، ومصر تحديدًا.. إلى نص الحوار:
في تصريح سابق لك قلت: "كما اصطنع الغرب مصطلح التنمية المستدامة، أخترع أيضاً عملية الاستنزاف المستدامة"، وأعطيت أمثلة عدة عن ذلك فى "عين العرب كوباني، وبنغازي، والدور على سيناء"، بماذا تفسر هذا الكلام؟
نعم.. إذا نظرنا إلى خريطة المنطقة، سنشهد فى الحقيقة واقع يجب أن نتوقف عنده تماماً، بدأ في 2003 بعد غزو العراق، وكان أول قرار لبول بريمر، حل الجيش العراقي، وكل أجهزة الأمن، وإنتهى هذا الجيش الضخم القوي وهو أحد الجيوش العربية الرئيسية الموجودة التي يطلق عليها الجيش الوطني الذي يحمي مقومات الدولة القومية في العراق، هُدم الجيش العراقي وبعد ذلك إنتهى ودخلت عمليات استنزاف قائمة ومستمرة حتى الآن، إذا نظرنا إلى سوريا سنجد أن الجيش العربي السوري، تشتت وإنقسم وأصبح فى سوريا، ما بين 10 إلى 15 جيش، يقاتلون بعضهم البعض.
إذا انتقلنا إلى ليبيا، تبخر الجيش الليبي، و دخل حتى الآن في معارك واشتباكات، وشكلت المليشيات، تقاتل بعضها البعض.. استنزاف مستدام، وإذا نظرنا إلى اليمن سنجد أن الجيش اليمني، تقريباً لم يعد هناك جيش، وأصبحنا أمام القوات الحوثية وقوات تنظيم القاعدة في اليمن، "أنصار الله وأنصار الشريعة"، هذه هي القوى التي تتصارع عسكرياً في اليمن مع غياب الجيش اليمني، يبقى في هذه الدول القومية من الجيوش مصر، الجيش المصري المتماسك، الآن يحاولون أن يسحبوا الجيش المصري في معارك استنزاف مفتوحة ذات طبيعة لاتناسقية في سيناء.
- من هى هذه القوى الكبرى التي تخطط لهدم الشرق الأوسط، وإعادة بناءه من جديد، من يقف ورائها؟
بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية، إذا بحثت عن الدول المستقرة في المنطقة حاليا في المنطقة، والتي لم يمسسها أى اضطراب، ستجد ثلاث قوى لا يوجد سواهم متماسكين، وللأسف غير عربية، وهم "إيران- تركيا- العدو الإسرائيلي"، هذه هي القوى الإقليمية المتماسكة، هل تعاني إيران، بالطبع لا، ما هي الاضطرابات التي تعاني منها تركيا، وأيضا إسرائيل، لا يعانوا أى اضطرابات، إذن هذه الدول هى ركائز منطقة الشرق الأوسط الآن، وباقي الدول القومية العربية، أو الدول الوطنية العربية التي كانت قائمة بجيوشها الوطنية المستقر هم 5 دول، 4 انهارت، وتبقى مصر تحاول أن تتصدى لهذه الهجمة التي تطال المنطقة بالكامل.
- إذن الولايات المتحدة دمرت عدد من الجيوش العربية، وحلتها مثل الوضع في العراق، وكذلك ليبيا، بشكل مباشر أو بشكل ضمني تسعى لتنفيذ المخطط على الجيش المصري؟
المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد، ليس مشروع أمريكي منفرداً، هذا المشروع فى الحقيقة تم إعتماده من مجموعة الثمانية الكبرى "ال جي 8" في إجتماعها عام 2004، في كندا، وأقروا المشروع الجاري تنفيذه الآن، هم ليسوا في عجلة من أمرهم، ينفذونه ببطيء ولكن بثقة، وإستمرارية، المشهد الواقعي أمامنا، كما قلت 4 دول رئيسية انهارت جيوشها وانهارت مقوماتها .
- قلت أنه قد بدأ التنفيذ للشرق الأوسط الجديد بشكل عملي، شرق أوسط عربي منزوع الجيوش الوطنية، ومنشغل في الحروب وصراعاتها، هل بالفعل كل ما يحدث هذا هو صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية، ما غايتها في النهاية؟
صنيعة المشروع الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، مشروع الشمال في مواجهة الجنوب المتخلف، من وجهة نظرهم ضد الشرق الأوسط، خاصة قلبه الإسلامي، لأنهم يرون أنه مصدر التهديدات الرئيسية، التى تهدد الحضارة الغربية، وهذا من وجهة نظرهم "التطرف الديني"، الهجرة الغير مشروعة، التي تهدد مجتمعاتهم بعصابات الجريمة المنظمة، بالثلاثية الشهيرة لها، من تجارة السلاح، والمخدرات، والرقيق الأبيض، وبالتالي عليهم أن يفككوا هذا الشرق الأوسط ويعيدوا بنائه من جديد، حتى لا يكون مصدر تهديد لهم.
المشروع أكبر من فكرة أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد، فالحضارة الغربية هى من تريد، هذه الأفكار أطلقها بعض المفكرين منذ فترة التسعينيات، ونحن نقرأ عن بوكوياما وسامويل هيلدج تون، ونقرأ عن من يتحدثون عن صراع الحضارات، ومن يتحدثون عن نهاية التاريخ، وعن أن هذه المنطقة هي البؤرة، التي تمثل خطراً على الحضارة الأوروبية، وبالتالي عليهم هدم هذه البؤرة، ثم إعادة بنائها.
الأساس أن هذه الدول كانت تستند على الجيوش الوطنية، هي التي تحمي هذه النظم القومية، إذن بدءوا بهدم الجيوش الوطنية، وبالتالي تفكيك هذه النظم القومية، ثم إعادة صياغة الشرق الأوسط من جديد مع الإرتكاز على ثلاث قوى يعتقدون أنها لا تمثل خطراً عليهم وتساعدهم، وهم: القوة الإيرانية بشعاراتها ومذهبها الشيعي وشعاراتها الثورية، وتركيا السنية بديمقراطيتها، وعلمانيتها الإسلامية، التي تقول أنها لا تتعارض مع الإسلام، ثم العدو الإسرائيلي، بإعتباره قوة الردع في المنطقة، وإذا عدنا إلى الموقف الأمريكي من إيران الأخير سنجد أن هناك تقارب شديد جداً، بالعكس الولايات المتحدة تعارض أي عقوبات إضافية على إيران حالياً، إذن هم يرون فيها الركائز الطبيعية المتسقة مع مشروعهم، لتبقى هذه القوى، وعليهم تفكيك باقي المنطقة، ويعيدوا بنائها من جديد .
- كيف يمكن للدول العربية أن تتصدى لهذا المخطط ؟
المشكلة الحقيقية تكمن فى أن الدول العربية، للأسف الشديد، تدخل في صراعات واختلافات شديدة جداً، ولا تدرك أبعاد هذا المخطط وتحاول إنكاره، هناك دول تحاول إنكار هذا المخطط من أساسه، رغم أنه واقعيًا حقيقة، فمن يستطيع أن ينكر بأن هناك 4 دول رئيسية في المنطقة فقدت جيوشها، وكياناتها، واستقلاليتها، وأوضاعها ومقدراتها، "ليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن"، ألم تكن هذه 4 جمهوريات ذات جيوش نظامية قوية، ومتماسكة، تمتلك نظم تتحدث عن الدولة القومية وتتحدث عن المشروع الأمن القومي العربي.. هذه هي الدول، وهذا هو الواقع.
- يبقى السؤال كيف تواجه الدول العربية التى لازالت متماسكة، وعلى رأسها مصر، هذا الخطر حتى ولو كان الصراع يدور مع جماعات إرهابية، كيف يكون التصدى؟
عليها أولاً أن تتنبه وتدرك حجم المشكلة، ونواجهها جميعاً بلا إستثناء.. هذا هو بداية الحل، للوصول إلى إجابة على السؤال، كيف يمكن مواجهة هذا المخطط بعيد المدى، الذي يتم تنفيذه رغم أن الولايات المتحدة والغرب يرفعون شعارات مختلفة، شعارات التحالف، ومحاربة الإرهاب، ودعم الدول لمكافحة الإرهاب، هذه شعاراتهم حتى الآن، ولكن على أرض الواقع يحدث العكس، "زيادة التمزق.. زيادة الاقتتال والتحارب الداخلي في المنطقة"، إذن علينا فى البداية أن ندرك أن هناك مشكلة، كدول عربية، خاصة التي تمثل محور الإرتكاز في المنطقة.. ثم عليها أن تقف وتراجع نفسها ومواقفها، وتقول أننا نواجه خطراً حقيقياً.
- هل بعض التنظيمات المسلحة في سيناء، والتى أعلنت موالتها لأبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية داعش، قد تكون طرفًا فى تنفيذ المخطط، وإلى أي مدى ترى أن تنظيم الدولة "داعش" يزداد قوة أو يضعف؟
علينا أن ننظر إلى تلك الظاهرة من خلال الواقع، هذه التنظيمات ليست منبثقة عن تنظيم الدولة، لكنها تنظيمات محلية، وجدت بإعلان إنتماءها لتنظيم الدولة، ومبايعتها لأبو بكر البغدادي، تراه يضفي عليها نوع من أنواع القوة أو المهابة في أوضاعها المحلية، وتعلن تبعيتها لتنظيم قوي إجتذب العالم، والجميع يتحداه، ولا يستطيع القضاء عليه، فى النهاية هى تنظيمات محلية تعلن تباعيتها ل"داعش" كنوع من إكتساب القوة، وربما تلقي بعض الدعم من هذا التنظيم.
- حتى وإن كانت لا تؤمن كلياً للأفكار التي تعتقدها "داعش"، إلى أي مدى ترى أن هذه الجماعات تحمل أو تتبنى نفس الفكر؟
تتبنى نفس الفكر في إطاره العام "الفكرة العامة"، هى أيضا تسعى لإقامة دولة الخلافة بشكل أو بأخر، هذه الأفكار الغير متبلورة، بشكل واضح في أذهانهم ولكنهم يتعلقون بها ويدعون إليها، بالقطع هناك أساس فكري يقود هذه الجماعات، وليس مجرد السعي لتحقيق مكاسب، التنظيم لا يقدم لهم دعم مادي، ربما يقدم لهم أنواع أخرى من الدعم، سواء "أفراد.. خبرات.. تدريبي"، لكن في النهاية هناك فكر متطرف وراء هذه التنظيمات، يقودها إلى أن تحاول الدخول في الإطار العام لتنظيم الدول.
- بعض المواليين ل"داعش" في شمال سيناء، أو ما عرف سابقاً بجماعة أنصار بيت المقدس، إرتكبت الكثير من العمليات الإرهابية ليس في سيناء وحدها، بل تطرقت لأماكن متفرقة بالقاهرة، والمحافظات، الإرهاب في سيناء يطل علينا بين حين وأخر، بمقتل عدد من رجال الجيش والشرطة، السؤال أين المخابرات الحربية المصرية؟ أين العتاد العسكري المصري في ردع هذه الجماعات المتشددة؟
فى الحقيقة هذه القضية مهمة جداً ويجب التعامل بكل دقة، ما يجري في سيناء له طبيعة خاصة، بدأ أولا بالجماعات السلفية الجهادية، وأفكارها المتشددة، بنسف خطوط الغاز، ثم إستهداف لبعض الكمائن الأمنية المتفرقة، في بعض الطرق، خاصة ما بين العريش ورفح والشيخ زويد، ولكن حدث تطور نوعي في النشاط العسكري الإرهابي، في سيناء نستطيع أن نرصده منذ حادث رفح الأول في رمضان 2012، عندما تم استهداف موقع عسكري، هنا كان علينا التوقف كثيراً، ونحللها جيدًا، كون الاستهداف ربما يكون لأول مرة وغير مسبوق لموقع عسكري، إذن هناك تطور نوعي، هذا ليس إسلوب هذه الجماعات المتطرفة الإرهابية الصغيرة التي تتعامل مع أهداف عادةً مدنية غير مؤمنة على الطرق أو فى كمائن منعزلة، ولكن أن يكون هجوم شبه عسكري منظم على موقع عسكري، كان يجب أن يستوقفنا كثيراً، إذن هناك عنصر جديد دخل على الموقف في سيناء، بل عناصر جديدة دخلت على الموقف، عناصر منظمة لها أهداف أخرى.. هذه الأهداف تكمن في استهداف القوات المسلحة في مواقعه.
- من هي تلك العناصر الجديدة التي ظهرت ومن يقف وراءها ولمصلحة من؟
هذه هي المشكلة.. لا توجد إجابات واضحة وصريحة عن هذا السؤال، لا أجهزة الأمن تمكنت من تحديد هوية من قام بهذه العمليات، أو إذا كانت حددتها ولم تعلن عنها، هل هذه العناصر وافدة إلى سيناء أم من سيناء نفسها، طبيعة هذه العناصر غير واضحة، ومن يقف خلفها.
بالقطع يقف خلفها أجهزة ضخمة، لديها القدرة على التمويل وجلب المعلومات، أجهزة استخباراتية منظمة، تمتلك القدرة لتوفير ملازات آمنة لهذه العناصر، بعد تنفيذ عملياتها، إذن هذه العمليات في تطور، شاهدناه في عملية "كرم القواديس"، ثم كان التطور الأكبر في العملية الأخيرة في العريش، إذن نحن أمام شكل أخر من التنظيم ليست مجموعات السلفية الجهادية البسيطة الصغيرة، التي تعارض الحكومة وتعارض النظام بشكل أو بأخر، أو تثير الترويع بين المدنيين، ببعض العمليات الإرهابية الصغيرة أو المحدودة، نحن أمام تنظيم يحاول أن يدخل مع القوات المسلحة في عملية حرب استنزاف مفتوحة بضربات سريعة لها طبيعة حروب العصابات فهذا هو التغير الحقيقي.
من يقف وراء هذه الجماعات، نتحدث هنا عن ما يعرف بالإرهاب العابر للحدود، بالأذرع الممتدة من قواعد خارجية، من تنظيم الدولة، من القاعدة في أفغانستان، أو على الحدود الباكستانية الأفغانية ومراكزها أي كانت، نتحدث عن دور أجهزة مخابرات موجودة في المنطقة، سواء كانت أجهزة مخابرات لدول من المنطقة، مثل إسرائيل على سبيل المثال، أو أجهزة مخابرات دولية أخرى، تمد أيديها في المنطقة لإثارة حالة من الفوضى والإختلال الأمني، هذا هو الهدف الرئيسي جذب وإشغال القوات المسلحة.
- الزيارة الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة والتي رآها البعض كثيراً من الإيجابية، التي استطاعت مصر أن تحققها في الوقت الأخير.. هل مصر بالزيارات المتبادلة مع موسكو، تبحث عن حليف غير أمريكا، أم أن روسيا في حاجة إلى تحالف مع القاهرة؟
لا أريد أن أبالغ كثيراً في هذا الاتجاه، علينا أن ندرك أن من جاء في زيارة لمصر، هو بوتين رئيس روسيا الاتحادية، أو الاتحاد الروسي وليس رئيس الاتحاد السوفييتي، علينا أن ندرك هذه الحقيقة جيدًا، لا يوجد قطبين لا توجد محاور، توجد قوى مهيمنة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا دولة كبيرة ولا نستطيع أن ننكر هذا لكنها تعاني من مشكلات كثيرة جداً لا تستطيع أن تقدم دعماً حقيقيًا، لا تستطيع تقديم مساعدة، هي فى الأصل تعاني من أزمة اقتصادية، حادة، ربما تصل إلى حد الإنهيار، لكنها تبقى دولة كبيرة ومؤثرة، العلاقات "المصرية- الروسية"، والزيارات المتبادلة على مستوى القمة، هي من غير شك تخلق نوع من التوازن في العلاقات، ولكن ليس إستبدال للحليف الإستراتيجي، بأي شكل من الأشكال، العلاقات المصرية الأمريكية علاقات إستراتيجية لها بعد أمني ممتد، لا ننسى على الإطلاق أن هناك دولة إسرائيل في المنطقة، كما أن هناك معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، وهناك تحالف وشراكة إستراتيجية إسرائيلية أمريكية، علينا ان نضع كل هذا في الاعتبار، بأن هناك علاقات إستراتيجية مصرية أمريكية، لا يمكن استبدالها هكذا ببساطة، وروسيا ليست القطب الذي يقف في مواجهة أمريكا، ولكن هذه العلاقات تخلق نوع من التوازن.
بدون شك مطلوب في علاقات مصر الخارجية، أن تكون متوازنة مع جميع القوى الكبرى في العالم، سواء كانت روسيا أو الصين أو الهند أو اليابان، هذه القوى التى يطلق عليها الصاعدة، يجب أن تكون لمصر علاقات وثيقة معها لخلق نوع من التوازن وليس إستبدال حلفاء .
ما هى أقصى حدود الجيش المصرى فى التدخل سواء فى اليمن أو ليبيا؟
لا أظن أن يكون للجيش المصرى أى تدخل برى، خاصة فى ظل الظروف الداخلية للبلاد، مع أن القيادة أظنها لا تريد توريط نفسها بالدخول، فى معارك لا يعلم نهايتها أحد، وملامحها تشير إلى الخسارة والفشل.
اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.