«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عادل سليمان مدير منتدى الحوار الاستراتيجى: الدور على جيش مصر (حوار)
نشر في المشهد يوم 06 - 05 - 2015

اللواء عادل سليمان مدير منتدى الحوار الاستراتيجي فى حواره ل"المشهد":
تدمير الجيش المصرى الطريق لبناء شرق أوسط جديد
تدمير جيوش العراق سوريا ليبيا اليمن والدور على مصر
الإرهاب فى سيناء يجر الجيش في معارك استنزاف مفتوحة
أمريكا وراء كل ما يحدث فى المنطقة من أعمال عنف وإرهاب
هدم الشرق الأوسط وإعادة بناءه حلم غربى بقيادة أمريكية
العمليات الإرهابية فى سيناء خلفها أجهزة استخباراتية منظمة وليست السلفية الجهادية
"إيران.. تركيا.. إسرائيل" ثلاث قوى لا يوجد سواهم متماسكين
المشروع الغربى يرى الإسلام الخطر الذى يهدد الحضارة الغربية
صياغة الشرق الأوسط من جديد ترتكز على إيران وتركيا والعدو الإسرائيلي
الدول العربية تنكر المخطط الغربى رغم انهيار 4 دول رئيسية فى المنطقة
على العرب الوقوف صفًا واحدًا والاعتراف بأنها تواجه خطراً حقيقياً
التنظيمات المسلحة فى سيناء "محلية".. تعلن موالاتها ل"داعش" من أجل إكتساب القوة
العلاقات "المصرية- الأمريكية" لا يمكن استبدالها بروسيا
الجيش المصرى لن يتدخل فى اليمن أو ليبيا
"يحاولون أن يسحبوا الجيش المصري في معارك استنزاف مفتوحة ذات طبيعة لاتناسقية في سيناء"، لماذا؟، هذا ما كشف عنه اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري ومدير منتدى الحوار الاستراتيجي، خلال حواره ل"المشهد"، كما تطرق إلى الأهداف المرجوة من إثارة العنف، وتفتت منطقة الشرق الأوسط.
وأشار سليمان، إلى أن العمليات الإرهابية، فى سيناء تشهد تطورًا ملحوظًا، منذ عام 2012، وهو ما لا يلقى التعامل الأمثل من قبل الجهات الأمنية فى الدولة، كما تحدث عن عن انهيار الجيوش العربية، ومخطط الشرق الأوسط الجديد، وغيرها من الأحداث التى آلمت بالوطن العربى، ومصر تحديدًا.. إلى نص الحوار:
في تصريح سابق لك قلت: "كما اصطنع الغرب مصطلح التنمية المستدامة، أخترع أيضاً عملية الاستنزاف المستدامة"، وأعطيت أمثلة عدة عن ذلك فى "عين العرب كوباني، وبنغازي، والدور على سيناء"، بماذا تفسر هذا الكلام؟
نعم.. إذا نظرنا إلى خريطة المنطقة، سنشهد فى الحقيقة واقع يجب أن نتوقف عنده تماماً، بدأ في 2003 بعد غزو العراق، وكان أول قرار لبول بريمر، حل الجيش العراقي، وكل أجهزة الأمن، وإنتهى هذا الجيش الضخم القوي وهو أحد الجيوش العربية الرئيسية الموجودة التي يطلق عليها الجيش الوطني الذي يحمي مقومات الدولة القومية في العراق، هُدم الجيش العراقي وبعد ذلك إنتهى ودخلت عمليات استنزاف قائمة ومستمرة حتى الآن، إذا نظرنا إلى سوريا سنجد أن الجيش العربي السوري، تشتت وإنقسم وأصبح فى سوريا، ما بين 10 إلى 15 جيش، يقاتلون بعضهم البعض.
إذا انتقلنا إلى ليبيا، تبخر الجيش الليبي، و دخل حتى الآن في معارك واشتباكات، وشكلت المليشيات، تقاتل بعضها البعض.. استنزاف مستدام، وإذا نظرنا إلى اليمن سنجد أن الجيش اليمني، تقريباً لم يعد هناك جيش، وأصبحنا أمام القوات الحوثية وقوات تنظيم القاعدة في اليمن، "أنصار الله وأنصار الشريعة"، هذه هي القوى التي تتصارع عسكرياً في اليمن مع غياب الجيش اليمني، يبقى في هذه الدول القومية من الجيوش مصر، الجيش المصري المتماسك، الآن يحاولون أن يسحبوا الجيش المصري في معارك استنزاف مفتوحة ذات طبيعة لاتناسقية في سيناء.
- من هى هذه القوى الكبرى التي تخطط لهدم الشرق الأوسط، وإعادة بناءه من جديد، من يقف ورائها؟
بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية، إذا بحثت عن الدول المستقرة في المنطقة حاليا في المنطقة، والتي لم يمسسها أى اضطراب، ستجد ثلاث قوى لا يوجد سواهم متماسكين، وللأسف غير عربية، وهم "إيران- تركيا- العدو الإسرائيلي"، هذه هي القوى الإقليمية المتماسكة، هل تعاني إيران، بالطبع لا، ما هي الاضطرابات التي تعاني منها تركيا، وأيضا إسرائيل، لا يعانوا أى اضطرابات، إذن هذه الدول هى ركائز منطقة الشرق الأوسط الآن، وباقي الدول القومية العربية، أو الدول الوطنية العربية التي كانت قائمة بجيوشها الوطنية المستقر هم 5 دول، 4 انهارت، وتبقى مصر تحاول أن تتصدى لهذه الهجمة التي تطال المنطقة بالكامل.
- إذن الولايات المتحدة دمرت عدد من الجيوش العربية، وحلتها مثل الوضع في العراق، وكذلك ليبيا، بشكل مباشر أو بشكل ضمني تسعى لتنفيذ المخطط على الجيش المصري؟
المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد، ليس مشروع أمريكي منفرداً، هذا المشروع فى الحقيقة تم إعتماده من مجموعة الثمانية الكبرى "ال جي 8" في إجتماعها عام 2004، في كندا، وأقروا المشروع الجاري تنفيذه الآن، هم ليسوا في عجلة من أمرهم، ينفذونه ببطيء ولكن بثقة، وإستمرارية، المشهد الواقعي أمامنا، كما قلت 4 دول رئيسية انهارت جيوشها وانهارت مقوماتها .
- قلت أنه قد بدأ التنفيذ للشرق الأوسط الجديد بشكل عملي، شرق أوسط عربي منزوع الجيوش الوطنية، ومنشغل في الحروب وصراعاتها، هل بالفعل كل ما يحدث هذا هو صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية، ما غايتها في النهاية؟
صنيعة المشروع الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، مشروع الشمال في مواجهة الجنوب المتخلف، من وجهة نظرهم ضد الشرق الأوسط، خاصة قلبه الإسلامي، لأنهم يرون أنه مصدر التهديدات الرئيسية، التى تهدد الحضارة الغربية، وهذا من وجهة نظرهم "التطرف الديني"، الهجرة الغير مشروعة، التي تهدد مجتمعاتهم بعصابات الجريمة المنظمة، بالثلاثية الشهيرة لها، من تجارة السلاح، والمخدرات، والرقيق الأبيض، وبالتالي عليهم أن يفككوا هذا الشرق الأوسط ويعيدوا بنائه من جديد، حتى لا يكون مصدر تهديد لهم.
المشروع أكبر من فكرة أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد، فالحضارة الغربية هى من تريد، هذه الأفكار أطلقها بعض المفكرين منذ فترة التسعينيات، ونحن نقرأ عن بوكوياما وسامويل هيلدج تون، ونقرأ عن من يتحدثون عن صراع الحضارات، ومن يتحدثون عن نهاية التاريخ، وعن أن هذه المنطقة هي البؤرة، التي تمثل خطراً على الحضارة الأوروبية، وبالتالي عليهم هدم هذه البؤرة، ثم إعادة بنائها.
الأساس أن هذه الدول كانت تستند على الجيوش الوطنية، هي التي تحمي هذه النظم القومية، إذن بدءوا بهدم الجيوش الوطنية، وبالتالي تفكيك هذه النظم القومية، ثم إعادة صياغة الشرق الأوسط من جديد مع الإرتكاز على ثلاث قوى يعتقدون أنها لا تمثل خطراً عليهم وتساعدهم، وهم: القوة الإيرانية بشعاراتها ومذهبها الشيعي وشعاراتها الثورية، وتركيا السنية بديمقراطيتها، وعلمانيتها الإسلامية، التي تقول أنها لا تتعارض مع الإسلام، ثم العدو الإسرائيلي، بإعتباره قوة الردع في المنطقة، وإذا عدنا إلى الموقف الأمريكي من إيران الأخير سنجد أن هناك تقارب شديد جداً، بالعكس الولايات المتحدة تعارض أي عقوبات إضافية على إيران حالياً، إذن هم يرون فيها الركائز الطبيعية المتسقة مع مشروعهم، لتبقى هذه القوى، وعليهم تفكيك باقي المنطقة، ويعيدوا بنائها من جديد .
- كيف يمكن للدول العربية أن تتصدى لهذا المخطط ؟
المشكلة الحقيقية تكمن فى أن الدول العربية، للأسف الشديد، تدخل في صراعات واختلافات شديدة جداً، ولا تدرك أبعاد هذا المخطط وتحاول إنكاره، هناك دول تحاول إنكار هذا المخطط من أساسه، رغم أنه واقعيًا حقيقة، فمن يستطيع أن ينكر بأن هناك 4 دول رئيسية في المنطقة فقدت جيوشها، وكياناتها، واستقلاليتها، وأوضاعها ومقدراتها، "ليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن"، ألم تكن هذه 4 جمهوريات ذات جيوش نظامية قوية، ومتماسكة، تمتلك نظم تتحدث عن الدولة القومية وتتحدث عن المشروع الأمن القومي العربي.. هذه هي الدول، وهذا هو الواقع.
- يبقى السؤال كيف تواجه الدول العربية التى لازالت متماسكة، وعلى رأسها مصر، هذا الخطر حتى ولو كان الصراع يدور مع جماعات إرهابية، كيف يكون التصدى؟
عليها أولاً أن تتنبه وتدرك حجم المشكلة، ونواجهها جميعاً بلا إستثناء.. هذا هو بداية الحل، للوصول إلى إجابة على السؤال، كيف يمكن مواجهة هذا المخطط بعيد المدى، الذي يتم تنفيذه رغم أن الولايات المتحدة والغرب يرفعون شعارات مختلفة، شعارات التحالف، ومحاربة الإرهاب، ودعم الدول لمكافحة الإرهاب، هذه شعاراتهم حتى الآن، ولكن على أرض الواقع يحدث العكس، "زيادة التمزق.. زيادة الاقتتال والتحارب الداخلي في المنطقة"، إذن علينا فى البداية أن ندرك أن هناك مشكلة، كدول عربية، خاصة التي تمثل محور الإرتكاز في المنطقة.. ثم عليها أن تقف وتراجع نفسها ومواقفها، وتقول أننا نواجه خطراً حقيقياً.
- هل بعض التنظيمات المسلحة في سيناء، والتى أعلنت موالتها لأبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية داعش، قد تكون طرفًا فى تنفيذ المخطط، وإلى أي مدى ترى أن تنظيم الدولة "داعش" يزداد قوة أو يضعف؟
علينا أن ننظر إلى تلك الظاهرة من خلال الواقع، هذه التنظيمات ليست منبثقة عن تنظيم الدولة، لكنها تنظيمات محلية، وجدت بإعلان إنتماءها لتنظيم الدولة، ومبايعتها لأبو بكر البغدادي، تراه يضفي عليها نوع من أنواع القوة أو المهابة في أوضاعها المحلية، وتعلن تبعيتها لتنظيم قوي إجتذب العالم، والجميع يتحداه، ولا يستطيع القضاء عليه، فى النهاية هى تنظيمات محلية تعلن تباعيتها ل"داعش" كنوع من إكتساب القوة، وربما تلقي بعض الدعم من هذا التنظيم.
- حتى وإن كانت لا تؤمن كلياً للأفكار التي تعتقدها "داعش"، إلى أي مدى ترى أن هذه الجماعات تحمل أو تتبنى نفس الفكر؟
تتبنى نفس الفكر في إطاره العام "الفكرة العامة"، هى أيضا تسعى لإقامة دولة الخلافة بشكل أو بأخر، هذه الأفكار الغير متبلورة، بشكل واضح في أذهانهم ولكنهم يتعلقون بها ويدعون إليها، بالقطع هناك أساس فكري يقود هذه الجماعات، وليس مجرد السعي لتحقيق مكاسب، التنظيم لا يقدم لهم دعم مادي، ربما يقدم لهم أنواع أخرى من الدعم، سواء "أفراد.. خبرات.. تدريبي"، لكن في النهاية هناك فكر متطرف وراء هذه التنظيمات، يقودها إلى أن تحاول الدخول في الإطار العام لتنظيم الدول.
- بعض المواليين ل"داعش" في شمال سيناء، أو ما عرف سابقاً بجماعة أنصار بيت المقدس، إرتكبت الكثير من العمليات الإرهابية ليس في سيناء وحدها، بل تطرقت لأماكن متفرقة بالقاهرة، والمحافظات، الإرهاب في سيناء يطل علينا بين حين وأخر، بمقتل عدد من رجال الجيش والشرطة، السؤال أين المخابرات الحربية المصرية؟ أين العتاد العسكري المصري في ردع هذه الجماعات المتشددة؟
فى الحقيقة هذه القضية مهمة جداً ويجب التعامل بكل دقة، ما يجري في سيناء له طبيعة خاصة، بدأ أولا بالجماعات السلفية الجهادية، وأفكارها المتشددة، بنسف خطوط الغاز، ثم إستهداف لبعض الكمائن الأمنية المتفرقة، في بعض الطرق، خاصة ما بين العريش ورفح والشيخ زويد، ولكن حدث تطور نوعي في النشاط العسكري الإرهابي، في سيناء نستطيع أن نرصده منذ حادث رفح الأول في رمضان 2012، عندما تم استهداف موقع عسكري، هنا كان علينا التوقف كثيراً، ونحللها جيدًا، كون الاستهداف ربما يكون لأول مرة وغير مسبوق لموقع عسكري، إذن هناك تطور نوعي، هذا ليس إسلوب هذه الجماعات المتطرفة الإرهابية الصغيرة التي تتعامل مع أهداف عادةً مدنية غير مؤمنة على الطرق أو فى كمائن منعزلة، ولكن أن يكون هجوم شبه عسكري منظم على موقع عسكري، كان يجب أن يستوقفنا كثيراً، إذن هناك عنصر جديد دخل على الموقف في سيناء، بل عناصر جديدة دخلت على الموقف، عناصر منظمة لها أهداف أخرى.. هذه الأهداف تكمن في استهداف القوات المسلحة في مواقعه.
- من هي تلك العناصر الجديدة التي ظهرت ومن يقف وراءها ولمصلحة من؟
هذه هي المشكلة.. لا توجد إجابات واضحة وصريحة عن هذا السؤال، لا أجهزة الأمن تمكنت من تحديد هوية من قام بهذه العمليات، أو إذا كانت حددتها ولم تعلن عنها، هل هذه العناصر وافدة إلى سيناء أم من سيناء نفسها، طبيعة هذه العناصر غير واضحة، ومن يقف خلفها.
بالقطع يقف خلفها أجهزة ضخمة، لديها القدرة على التمويل وجلب المعلومات، أجهزة استخباراتية منظمة، تمتلك القدرة لتوفير ملازات آمنة لهذه العناصر، بعد تنفيذ عملياتها، إذن هذه العمليات في تطور، شاهدناه في عملية "كرم القواديس"، ثم كان التطور الأكبر في العملية الأخيرة في العريش، إذن نحن أمام شكل أخر من التنظيم ليست مجموعات السلفية الجهادية البسيطة الصغيرة، التي تعارض الحكومة وتعارض النظام بشكل أو بأخر، أو تثير الترويع بين المدنيين، ببعض العمليات الإرهابية الصغيرة أو المحدودة، نحن أمام تنظيم يحاول أن يدخل مع القوات المسلحة في عملية حرب استنزاف مفتوحة بضربات سريعة لها طبيعة حروب العصابات فهذا هو التغير الحقيقي.
من يقف وراء هذه الجماعات، نتحدث هنا عن ما يعرف بالإرهاب العابر للحدود، بالأذرع الممتدة من قواعد خارجية، من تنظيم الدولة، من القاعدة في أفغانستان، أو على الحدود الباكستانية الأفغانية ومراكزها أي كانت، نتحدث عن دور أجهزة مخابرات موجودة في المنطقة، سواء كانت أجهزة مخابرات لدول من المنطقة، مثل إسرائيل على سبيل المثال، أو أجهزة مخابرات دولية أخرى، تمد أيديها في المنطقة لإثارة حالة من الفوضى والإختلال الأمني، هذا هو الهدف الرئيسي جذب وإشغال القوات المسلحة.
- الزيارة الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة والتي رآها البعض كثيراً من الإيجابية، التي استطاعت مصر أن تحققها في الوقت الأخير.. هل مصر بالزيارات المتبادلة مع موسكو، تبحث عن حليف غير أمريكا، أم أن روسيا في حاجة إلى تحالف مع القاهرة؟
لا أريد أن أبالغ كثيراً في هذا الاتجاه، علينا أن ندرك أن من جاء في زيارة لمصر، هو بوتين رئيس روسيا الاتحادية، أو الاتحاد الروسي وليس رئيس الاتحاد السوفييتي، علينا أن ندرك هذه الحقيقة جيدًا، لا يوجد قطبين لا توجد محاور، توجد قوى مهيمنة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا دولة كبيرة ولا نستطيع أن ننكر هذا لكنها تعاني من مشكلات كثيرة جداً لا تستطيع أن تقدم دعماً حقيقيًا، لا تستطيع تقديم مساعدة، هي فى الأصل تعاني من أزمة اقتصادية، حادة، ربما تصل إلى حد الإنهيار، لكنها تبقى دولة كبيرة ومؤثرة، العلاقات "المصرية- الروسية"، والزيارات المتبادلة على مستوى القمة، هي من غير شك تخلق نوع من التوازن في العلاقات، ولكن ليس إستبدال للحليف الإستراتيجي، بأي شكل من الأشكال، العلاقات المصرية الأمريكية علاقات إستراتيجية لها بعد أمني ممتد، لا ننسى على الإطلاق أن هناك دولة إسرائيل في المنطقة، كما أن هناك معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، وهناك تحالف وشراكة إستراتيجية إسرائيلية أمريكية، علينا ان نضع كل هذا في الاعتبار، بأن هناك علاقات إستراتيجية مصرية أمريكية، لا يمكن استبدالها هكذا ببساطة، وروسيا ليست القطب الذي يقف في مواجهة أمريكا، ولكن هذه العلاقات تخلق نوع من التوازن.
بدون شك مطلوب في علاقات مصر الخارجية، أن تكون متوازنة مع جميع القوى الكبرى في العالم، سواء كانت روسيا أو الصين أو الهند أو اليابان، هذه القوى التى يطلق عليها الصاعدة، يجب أن تكون لمصر علاقات وثيقة معها لخلق نوع من التوازن وليس إستبدال حلفاء .
ما هى أقصى حدود الجيش المصرى فى التدخل سواء فى اليمن أو ليبيا؟
لا أظن أن يكون للجيش المصرى أى تدخل برى، خاصة فى ظل الظروف الداخلية للبلاد، مع أن القيادة أظنها لا تريد توريط نفسها بالدخول، فى معارك لا يعلم نهايتها أحد، وملامحها تشير إلى الخسارة والفشل.
اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.