ما بين الخوف من مستقبل "جاف"، وحاضر "مقلق"، وما بين مؤيد "أعمى"، ورافض "دون حجة"، يعيش المواطن المصرى، حالة من التخبط أصابته بتفاؤل "مصطنع" لا يمتلك سواه، بعد التهديدات التى تتعرض له حصة مصر من المياه، بعد إعلان إثيوبيا عن بناء سد النهضة، على ضفاف النيل، مما يعرض البلاد لخطر قد يأتى على السبيل الأول للحياة، نهر النيل، ويجعله "جافًا" يومًا ما. التخوفات الحالية حق مشروع للجميع، فى المياه الجميع يتصارع، ويستخدم الحيل المتاحة لإدراك هدفه، ربما كان توقيع الرئيس عبد الفتاح السيسى، على اتفاقية بشأن سد النهضة، على الأراضى الإثيوبية، إحدى الحيل، لمنع الخطر عن مصر، وربما سلم البلاد، "كبش فداء"، مما يجعل وضع أمن مصر المائى تحت رحمة "دولة المصب"، ما بين الاحتمالان تدور حالة الجدل فى الشارع المصرى، ما بين مؤيد يؤكد أن الاتفاقية، ما هى إلا مناورة سياسية تمارسها السلطة للوصول إلى الهدف المنشود، ورافض يرى أنه اعتراف رسمى من السيسى بشرعية السد، والجور على حقوق مصر المائية.. أيهما تصدق؟. "المشهد" بدروها وضعت الأمر، فى أيدى متخصصيه، من خبراء الموارد المائية، أحدهما مؤيد لتوقيع الاتفاقية، وهو الدكتور مغاوري شحاتة خبير المياه العالمي، الذى رأى أن الوثيقة ساهمت في الموافقة على حل ما يقرب من 70% من نقاط الخلاف التي كانت إثيوبيا ترفض المناقشة فيها، كما أن إثيوبيا ألزمت نفسها بإزالة أى ضرر يلحق بمصر، وهو ما رفضه الدكتور نادر نور الدين، خبير الموارد المائية الدولي، مشيرًا إلى أن الوثيقة لا تلزم الدولة الإثيوبية، بأى إلتزامات، تجاه حصة مياه محددة لمصر، مبديًا دهشته، من التوقيع على نصوص تعتمد على "حسن النوايا"، مشيرًا إلى أنه لا توجد دول تعقد اتفاقيات دون مقابل.. ربما لن تصل إلى إجابة "شافية"، لكنها تعود لك. شحاتة: الاتفاقية أجبرت إثيوبيا على الرضوخ لمطالب مصر (حوار) نور الدين: السيسى وضع أمن مصر المائى تحت رحمة إثيوبيا (حوار) اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل