يرقد ثقيلا على صدور العديد منالمبدعين والأدباء عبء راسخ متأصل منذ اجيالربما كان له الفضل فى تعكير صفو قهوتهم الصباحية وربما زاحمت غشاوتهدخان سجائرهم المخلوطة بمشاعر متضاربة وربما ازعج منامهم ليلا وخلوتهم نهارا بكتاب جديدأو بعمل ابداعى غير مكتملأو طاردهمفى احلام غير متحققة بالشهرة والجوائز والتكريمات ربما يتفق كثيرا من المبدعين على اختلاف فنونهم وأماكن وجودهم على أن مركزية العاصمةلها أثركبير في تسليط الضوء على المبدعوزيادة معدل تسارعه نحو الفرصة المنتظرة وربما كان هذا أمرا صحيحا فى مظهره قابلا للجدل والتشابك من حيث الجوهر والمضمون ويمكننى أن أبرهن على هذا بالشاعر الكبير فتحى عبد السميع الذى يقبع فى صعيد مصر ويبزغ نجمه فى ربوعها المختلفةكنتاج لتجربة جزلة وراءها عملشاق دءوب لا يميل للتسرع ولا للتباهى وكذلك العديد من شعراء الصعيد الشباب كمصطفى جوهر والضوي محمد الضوىوعبيد عباس وآخرين. ولدينا أيضا تجربة أخرى لا تقل أهميةوهى تجربة منى الشيمى الناصعة فى القصة والرواية وربما لو تتبعنا سائر اشكال الفنون وتتبعنا كذلكالمبادرات الشبابية الثقافية الطموحة كمشروع بهجه فى سوهاج ومجرايةفى المنيا وصالون ملوى الثقافى المعنى بالفنون وتوثيق الآثار والتاريخ والفنون الشعبية لادركنا أننا امام موجات عاتية تعصف بمركزية العاصمة وقد لا تبقى منها شيئا فى المستقبل غير البعيد. وان كان يحق لى التحدث فى هذا الشأنبحماس وثقة فأفضل أن أتحدث عما أعرفه أولا الإسكندريةالجميلة الساحرة مدينتىالخلابة التى كانت ولا زالت مهبط الشعر والفن والابداع للإسكندرية طبيعة خاصة جدا فموقعها البحر متوسطى وتنوع اصولها الحضارية و طرزها المعماريةوكذلك طبيعة سكانهاالشديدة التنوع كإحدى مدن الجذب فى جمهورية مصر العربية للسكان من شتى البقاع بحثا عن التعليم والعلاج وفرص العملأو حتى حياة المدينة غير المنغمسة حتى النخاع فى قسوة الإسمنت ورداءة العوادم وعدمية الزحام لهم أثر بالغ فى التكوين الفني والأدبي لمبدعيها وأيضا لجمهورها من القراء ومتذوقى الفن والابداع وإن كان عامل التنوع عاملا شديد الأهمية فإن عامل البنية الثقافية التحتية شديد التميز والأهمية فى الاسكندرية لا يمكن التغاضي عنه بدليل مكتبة الاسكندرية العريقة التى تعد احياء لإحدى أقدم مكتبات العالم وأشدها تأثيرا فى البشرية والحضارة الانسانية وكذلك مركز الحرية للإبداع التابع لصندوق التنمية الثقافية بقاعاته المختلفة وأنشطته الاشد اختلافا وتنوعا وموقعه المميز والعديد من الأبنية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة كقصر ثقافة الشاطبي وقصر التذوق بسيدي جابر وغيرها الذى ربما لا يعمل حاليا بكامل كفاءتهأو ربما لا يعمل على الاطلاقولكنها ما زالت ساحة مهمة وجاذبة لأشكال مختلفة من الابداع وتقف ايضا مع تلك المراكز الحكوميةالتابعة للدولة العديد من الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخاصة كاتيلية الإسكندرية ومؤسسة جدران والجيزويت وفابريكا وتياترو اسكندرية ومؤسسةأركان التى ساهمت بقوة مؤخرا إلى جانب عدد لا حصر له من المبادرات الشبابية الثقافية والمجتمعية ونوادى الكتاب وجيشالمبدعين والكتاب والتشكيليينلجانب الفرق المسرحية والموسيقية وصناع السينما وعدد كبير من الأسماء الهامة فى كل المجالات التى تساهم بقوة واضطراد فى المشهد الثقافي والإبداعي كعلاء خالد وحجاج ادول ومنير عتيبة وعصمت داوستاشى وغير ذلك من الاسماء البارزة والمؤسسات الحكومية والمستقلة التى سقطت منى سهواأو التى ربما لا يتسع الوقت لرصد ها جميعا فىمحاولة للتحاوروحل اللغز والتساؤل النابع من قدرتهم على التمسك بسكندريتهم وتجاوز المركزية ولكنى سأعمل فى المستقبل القريب على ذلك. [email protected]