ازدادت حالات الغش في الامتحانات المدرسية بولاية بيهار الفقيرة بشرق الهند، بعد أن عرضت حكومة الولاية جائزة قيمتها عشرة آلاف روبية، أي ما يعادل 160 دولاراً، لتلاميذ من الطبقات الدنيا الذين يجيبون على نصف أسئلة الامتحان. ويخوض أكثر من 1.4 مليون تلميذ الامتحان هذا الأسبوع ويتكدسون في 1217 مركزاً للاختبار في بيهار، حيث تم ضبط أكثر من ألف حالة غش خلال ثلاثة أيام وتم طردهم، وتنتهي الامتحانات يوم 24 مارس. وفجرت المكافئة التي عرضتها الولاية كل الطاقات الكامنة لممارسة الغش، حيث نشرتصحيفة "هندوستان تايمز" الخميس الماضي، صورة لعشرات الرجال يتسلقون جدار مقر للامتحانات مكون من أربع طبقات في ولاية بيهار بينما جلس البعض على حواف النوافذ، ليغششوا ابنائهم اجابات الامتحان، حيث صنعوا من الأوراق التي تحوي إجابات الأسئلة طائرات ورقية ألقوها داخل الصفوف التي تجرى فيها الامتحانات. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لتلاميذ هنود وهم يغشون أثناء امتحان الثانوية العامة على مرأى من المراقبين ومسامعهم، فاشتعلت التعليقات الساخرة، فيما كشفت واقعة الغش الجماعي عيوب نظام التعليم في ولاية بيهار. ومن جهته، تساءل وزير التعليم في الولاية "براشانت كومار شاهي" خلال مؤتمر صحافي بعدما بثت قنوات إخبارية تلفزيونية الصورة وفجرت الفضيحة قائلا "هل نطلق النار عليهم؟"، وأضاف أن منع الغش مستحيل إذا كان الوالدان يشجعان أبناءهما على ذلك، مضيفا "في المرحلة الاعدادية يساعد كل طالب من أربعة إلى خمسة أشخاص على استخدام أساليب غير سَويّة للإجابة على اسئلة الامتحانات". وينتشر الغش في الامتحانات الموحدة على مستوى الولاية ويغض المراقبون الطرف عندما يتشاور الطلاب مع زملائهم أثناء الامتحان عبر ال"واتساب" أو ينقلون الإجابات من أوراق صغيرة. وعندما حاولت الشرطة تأمين الامتحانات بإبعاد أفراد أسر التلاميذ من مراكز الامتحان، عمد الأهالي للاشتباك مع عناصر الشرطة بالقاء الحجارة عليهم، مما اضطرها إلى التراجع، وفي المقابل يلقي كثير من اولياء الامور باللوم على الحكومة ولا مبالاة الأساتذة في فشل بيهار في منع الغش. وقال "سانجيف كومار سينغ" الذي يخوض ابنه الامتحان هذا العام "لماذا تلومون الطلاب؟ هل تقدم المدارس تعليماً ملائماً؟ إنها تفتقر إلى المعلمين الأكفاء".