محللون: توقعات بارتفاع الطلب على النفط والذهب مع مخاوف من انتشار الفيروس

تسبب إعلان بريطانيا وجود سلالة جديدة لفيروس كورونا المستجد، أكثر شراسة وسرعة فى الانتشار، في حدوث حالة من الذعر لدى الأسواق العالمية، وهو ما تبعه إعلان بعض الدول الأوروبية والعربية بمنع السفر إلى بريطانيا.
وعلى مستوى الأسواق العالمية، فقد تعرضت الأسواق الأوروبية والأمريكية لموجة بيعية قوية، حيث تراجعت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الماضي، وانخفض المؤشر داو جونز الصناعي 20.05 نقطة، وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي 25.13 نقطة. وتكبد مؤشر فايننشال تايمز 100 في لندن خسارة 2.1%، كما انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني بنسبة 0.8%، مسجلًا أكبر تراجع يومي له فى 10 أسابيع، بينما قفز مؤشر بلومبرج للمعاملات الفورية على الدولار بنسبة 0.5%، مسجلًا أكبر ارتفاع يومي له في 8 أسابيع تقريبًا، بحسب وكالة بلومبرج الأمريكية.
وانضمت الكويت وسلطنة عمان إلى السعودية في إغلاق الحدود الجوية والبحرية والبرية مع بريطانيا، كما حظرت تونس والمغرب والجزائر أيضًا رحلات المملكة المتحدة.
أسعار النفط
انخفضت أسعار النفط أكثر من 3% خلال تعاملات منتصف الأسبوع الماضي، بسبب المخاوف بشأن تباطؤ التعافى في الطلب على الوقود، لكنها عاودت الارتفاع بأكثر من 2% بنهاية الأسبوع.
وصعدت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي بواقع 96 سنتًا بما يعادل 1.9% لتصل إلى 51.04 دولار للبرميل، كما صعدت أسعار البترول بالنسبة للعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بواقع 93 سنتًا أو 2% لتسجل 47.95 دولار للبرميل.
وقال محمد أبو باشا، رئيس قسم البحوث بالمجموعة المالية هيرميس، إن أسعار النفط شهدت تراجعًا عقب إعلان بريطانيا وجود سلالة جديدة لفيروس كورونا، ولكن سرعان ما تفادت هذه الأخبار وعاودت الصعود مرة أخرى.
وأضاف، أنه من المتوقع مواصلة أسعار النفط مكاسبها خلال الفترة المقبلة، فى حالة وجود أخبار خاصة بالأمصال واللقاحات لمعالجة الفيروس.
وأوضح «أبوباشا»، أن الطلب على النفط قد يشهد زيادة خاصة في ظل الارتفاع الشديد في حالات الإصابة بفيروس كورونا، وتجنب بعض الدول اللجوء لفكرة الإغلاق الكلي مثلما حدث في الموجة الأولى للجائحة.
أسعار الذهب
شهدت أسعار الذهب كذلك حالة من التذبذب عقب الإعلان عن السلالة الجديدة أكثر سرعة فى الانتشار، حيث تراجعت أسعار الذهب أكثر من 1.3% تحت ضغط من ارتفاع الدولار ووسط مخاوف من سلالة فيروس كورونا الجديدة منتصف الأسبوع الماضي، لتصل إلى 1877.70 دولار، بحسب وكالة رويترز.
فيما ارتفعت أسعار الذهب نهاية الأسبوع الماضي في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 1875.20 دولار للأوقية.
وقال نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب بالغرفة التجارية، إن الإعلان عن سلالة جديدة من فيروس كورونا، تسببت في حدوث موجة بيعية من جانب المستثمرين، وهو ما أدى إلى وجود حالة من التذبذب في الأسعار.
وأضاف نجيب، أن كافة التوقعات تشير إلى استمرار صعود أسعار الذهب فى البورصات العالمية خلال الفترة المقبلة، خاصة مع احتمالية لجوء بعض الدول إلى اتخاذ قرار بالإغلاق الكلي.
وأوضح سكرتير الشعبة أن الذهب يعد بمثابة ملاذ آمن وقت الأزمات، وبالتالي فخلال فترات التوتر الاقتصادي، يلجأ المستثمرون إلى شراء وتخزين كميات كبيرة منه تخوفًا من الأحداث الاقتصادية التي قد تطرأ.
ويرى صلاح عبد الهادي، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية، أن ارتفاع الذهب يرجع إلى مضاربات المستثمرين في البورصات العالمية، بسبب المخاوف من السلالة الجديدة للفيروس.
وأضاف عبدالهادي، أن زيادة أعداد المصابين بشكل كبير فى جميع دول العالم وخاصة أوروبا، تسبب في وجود حالة من الذعر لدى الأسواق العالمية، متوقعًا استمرار ارتفاع أسعار الذهب في البورصات العالمية مع تزايد الطلب عليه من جانب المستثمرين.
من جانبه، يرى وائل النحاس، الخبير الاقتصادى، أن الذهب يتحكم فيه عدة عوامل، وأبرزها هي بورصة المعدن الأصفر العالمية، علاوة على حركة أسعار الدولار في أسواق المال.
وأضاف أن الطلب على الذهب شهد ارتفاعات غير مسبوقة على مدار العام الجاري 2020، خاصة عقب ظهور فيروس كورونا، وهو ما دفع المستثمرين إلى اللجوء إليه باعتباره الملاذ الآمن وكبديل للعملات الأجنبية مثل الدولار الأمريكي وغيره.