مصر العظيمة ستظل عظيمة فهي المذكورة في كتاب الله الشريف أكثر من مرة .. وأرضها المقدسة سيناء كلم الله سبحانه وتعالي فيها نبيه موسي .. وعبر سيناء سارت إلي مصر السيدة العذراء مريم وابنها السيد المسيح طفلا فاحتضنتهما مصر حامية وحافظه لهما من كل سوء .. وعن مصر يُقال الكثير من كل آيات الفخر عبر تاريخها الحضاري الذي لا تضاهيه حضارة اخري فوق سطح الأرض .. لذا هي باقية قوية منذ بدء التاريخ وحتي طي آخر ورقاته فهي ارض بقاء .. وابناءها .. ابناء الارض المذكورة في كتاب الله عظماء كعظمتها وفي جهادهم وشهادتهم هم أيضاً جنود عظام وهم الذين وصفهم رسولنا الكريم بأنهم خير أجناد الأرض وهو الذي لا ينطق عن الهوي .. ومصر العظيمة قدمت الكثير من ابنائها احتسبتهم عند الله لتدافع عن عروبة مشكوك في أمرها .. عروبة طالما مدت لها مصر اليد عنهم مدافعة فسعوا وتآمروا ليقطعوا تلك اليد الكريمة وعجزوا فأعجزهم الله .. ومنذ أيام ادمت قلوبنا أيد سمتها الخسة والغدر باسم جهاد الجُهال الضللة مزقوا قلب مصر بالكراهية وانتزعوا منها ستة عشر شابا من جنودها ذبحوهم بدم بارد مع أذان مغرب السابع عشر من رمضان عام الف واربعمائة وثلاثة وثلاثين هجرياً -وهو الشهر الحرام - قبل تناولهم حتي شربة ماء يرون بها عطش صيام يوم سينائي طويل شديد السخونة .. وظنوا ان بفعلتهم القذرة يحنون ظهر مصر وهي الشامخة وهم الأقزام النكرهذا للذين لم يقرأوا تاريخ مصر قديمه وحديثه وليس السادس من اكتوبر 1973 ببعيد ليدركوا ان مصر لاتتنازل عن ثأرها ولا عن دماء شهدائها .. وفنياً أقدم تعبير بالفن عن معني الشهادة والشهيد في ثلاثة أعمال نحتية للفنانين محمد العلاوي وحسام غربية فيها معني الشهادة وتقديرها وكيف هو اثرها علي اهل الشهيد .. يقدم الفنان حسام غربية تمثاله بعنوان "الشهيد" وقد جعله منتزعاً لرأسه ورافعها عن جسده فوق كفه استعداداً للتضحية وقد بدا صامداُ في وقفته في ثبات وارادة الشهيد الذي لا يتراجع ولا يتردد دفاعاً عن الأرض .. وقدم الفنان محمد العلاوي تمثال "أسرة الشهيد " يمثل زوجة الشهيد وطفله الصغير في درامية عالية تكشف قدر الفقد والإحتياج لسندهم في الحياة الذي لم يبخل بتقديم روحه رغم من يتركهم وراءه دون عائل . ثم يقدم الفنان العلاوي صورة تقديرنا للشهيد في تمثاله الذي يبدو كنصب تذكاري بعنوان "تحية للشهيد " وفيه يرفع زملاؤه رمزاً لخوذة الشهيد الي أعلي تقديراً وتكريماً لعطائه الأرضي ولروحه في السماء .. لا مصر ولا المصريين يغفلون عن الثأر لدماء الشهيد ويشهد علي ذلك التاريخ ..