كتب السيناريو لؤي السيد رغم أنه قدم فكرة تقليدية ومستهلكة من قبل في الأفلام الأبيض والأسود والأمريكية إلا أنه صاغ تلك الفكرة المقررة بشكل كوميدي شبابي مواكب للعصر ابتعد فيه عن الموضة السائدة وهي كوميديا الابتذال * قدم رامز دورمتزن إلي حد كبير بالنسبة لأدواره السابقة وشعرت أنه أصبح علي وشك فهمه معني النضوج الفني وأنه أصبح يستوعب أن الوقوف أمام الكاميرا لا يقتصر علي المقالب والمفرقعات التي يفعلها مع أصدقائه كنت أتوقع في فيلم ( غش الزوجية) أن أري كما من المشاهد التي تعتمد علي الرقص والعري كما في الأغنية الخاصة لدعاية الفيلم، ولكنني رأيت العكس, فقد شاهدت فيلما رقيا يسعي الي اسعاد الجمهور مما يترتب عليه النجاح الجماهيري، وهذا ما حققه الفيلم لأنه قدم كوميديا محترمة بلا اسفاف وهذا ما أصبحنا للأسف نفتقده في أفلامنا الكوميدية .فقد ارتبط مفهوم الكوميديا بالاسفاف ابتعد صناع الفيلم هنا عن هذا المنوال، وقدموا فيلما علي الطريقة الأمريكية " ضحك في البداية + موقف رومانسي + حدث يفسد هذه العلاقة + وفي النهاية يتصالح أبطال الفيلم وهي عملية كيميائية كوميدية لا تخدش الحياء و تستطيع أن تشاهدها مع عائلتك علي عكس أفلام أخري تسئ الي السينما والأسرة. غش الزوجية ينتمي الي نوعية الأفلام الخفيفة الصيفية فهو وجبة سينمائية ليست دسمة ولكنها ظريفة ملائمة للأجواء العامة التي نعيشها هذة الأيام ولو حتي لدقائق تفصل بها عن الواقع الذي نعيشه. علاقات نسائية (حازم) رامز جلال متعدد العلاقات النسائية، يتعرض والده (بدران كامل) الفنان حسن حسني رجل الأعمال لأزمة مالية تجعله يتفق مع ابنه للزواج من (سلمي) إيمي سمير غانم لاعبة كرة قدم وابنة مدير البنك الذين يريدون منه الحصول علي قرض سريع للخروج من الأزمة المالية. كتب السيناريو لؤي السيد رغم أنه قدم فكرة تقليدية ومستهلكة من قبل في الأفلام الأبيض والأسود والأمريكية الا انه صاغ تلك الفكرة المقررة بشكل كوميدي شبابي مواكب للعصر ابتعد فيه عن الموضة السائدة وهي كوميديا الابتذال وقدم كوميديا خفيفة غير مكلفة، كما انه قدم الشخصيات بطريقة متساوية فلم تمل عين المشاهد من كثرة ظهور شخص واحد علي الشاشة بل كان التوزيع جيدا للشخصيات كالأفلام الأمريكية الاجتماعية التي تعتمد علي شخصيات كثيرة ولا يتوه المشاهد معها وهذا ماحدث أيضا بهذا الفيلم . عندما نقوم بتقييم عمل فني، نقيمه بناء علي نوعيته وأنا أفضل ايضا بجانب هذا العودة لأعمال أبطاله السابقة وهذا الفيلم يأتي من أحسن أفلام رامز جلال التي قدمها علي الشاشة، فشبه منحرف، و«حد سامع حاجة» فيلمين من الأفضل الا يتذكرهم المشاهد، بينما «أحلام الفتي الطائش» كان مقبولا بالنسبة لهم . دور مختلف قدم رامز هنا دورا مقبولا ومتزنا الي حد كبير بالنسبة لأدواره السابقة وشعرت أنه أصبح علي وشك فهمه معني النضوج الفني وأنه أصبح يستوعب أن الوقوف أمام الكاميرا لا يقتصر علي المقالب والمفرقعات التي يفعلها مع أصدقائه، بل يستطيع أن يقدم من خلال فنه رسائل مهمة لأن الفن مرآة المجتمع وعليه أن يبدأ في تغيير جلده حتي لاينحصر في هذا القالب ويصبح يسير بالعكس بدلا من الهبوط للصعود الي الصعود للهبوط. (إيمي سمير غانم) قدمت دور سلمي الفتاة المسترجلة التي سبقت وقدمته من قبل شقيقتها الفنانة (دنيا) في فيلم «الفرح» فأجادت تقديمه واستطاعت ايمي أن تضع بصمة مميزة داخل الأحداث والسينما عموما لتثبت انها قادرة علي التنوع في الأدوار وانها موهوبة ومحترفة مثل شقيقتها وعائلتها. (ادوارد) تغير بشكل كبير في هذا الفيلم آداؤه المصطنع فقدم هنا أداء أقل اصطناعا وبه كوميديا. (حسن حسني) قدم دور والد حازم هي شخصية اعتدنا ان يقدمها كثيرا خاصة في أفلام رامز جلال، ولكن كان الدور هنا به كما من الكوميديا المضحكة فأغلب الافيهات الكوميدية كان يقولها و استحوذ بها فهذة المرة امتلك نصيب الأسد في اسعاد الجمهور ورسم البسمة علي شفاههم في هذة الظروف . (أغنية الخصام ممنوع) من كلمات الشاعر الغنائي ملاك عادل و ألحان محمد عبد المنعم، أغنية ظريفة أجاد رامز استحضار نبرة صوت المطرب (محمد فؤاد) لكي يؤدي بها الأغنية، ووضعت في الفيلم لتلخيص أحداث فيه فجاءت كلماتها غير مبتذلة علي عكس أغاني دعاية الأفلام التي تمتلئ بالاسفاف والألفاظ الجريئة، وكان من الأفضل أن هذه الأغنية تعرض لدعاية الفيلم بدلا من الأغنية التي نشاهدها علي الفضائيات التي يظهر فيها رامز مع عبد الباسط حمودة حتي تكتمل الصورة المحترمة التي قدم بها الفيلم . سينما تحترم المشاهد المخرج (أحمد البدري) اختلفت تماما هنا رؤيته الاخراجية عن فيلم ( جيم اوفر ) فقد كنت علي حق عندما قلت انه ترك نفسه للسبكي يحركه كما يشاء، فهنا اختلف تماما العمل فهو أيضا عمل كوميدي ولكنه ظهر بصورة محترمة بعيدة عن الابتذال وبشكل جيد يحترم الكثير من العائلات التي افتقدت هذة النوعية من الافلام الكوميدية بسبب الاسفاف والألفاظ الجريئة، فقد عدت من جديد في هذا الفيلم أحمد البدري الذي نعرفه من خلال أعماله الجيدة المحترمة، فالاخراج هنا كان جيد وادارة الممثلين كانت واضحة يكفي تقديم رامز بشكل جديد أقرب الي الاتزان والنضج .وقللت من الاصطناع الذي يقدمه ادوارد في ادواره ومواقع التصوير كانت مناسبة وجيدة . وأخيرا ففيلم (غش الزوجية) عملا مضحك كثيرا ينتمي لنوعية الافلام الخفيفة المحترمة العائلية .