الكثير منا ينتظرون معرض القاهرة الدولي للكتاب في الثامن والعشرين من يناير من كل عام لما يمثله من حالة فرح لدي عشاق الكتاب إضافة إلي ما يقدمه المعرض من أنشطة فنية وثقافية يتواصل معها جمهور المعرض ولا سيما الاحتفالات الفنية والتي تمثل الموسيقي جزءا مهما فيه وكذلك الغناء وقد يحاط المعرض هذا العام بمجموعة من الظروف التي أثرت بالفعل علي حركة الرواد - رواده - الذين اعتادوا الإقبال علي أنشطته بمختلف فروعها، أول هذه الأسباب هو بطولة كأس الأمم الأفريقية والذي حازته مصر للمرة الثالثة علي التوالي، إضافة إلي الهلع الذي صدره الإعلام العالمي حول مخافة انتشار فيروس «انفلونزا الخنازير» هذا بخلاف اتفاق موعد المعرض مع امتحانات نصف العام الدراسي، لذا كان من الطبيعي أن يشاهد المعرض نقصا كبيرا في عدد رواده هذا العام وفي دورته الثانية والأربعين، وربما تنفرج المسألة وتزول هذه الأزمة عقب الانتهاء من امتحانات نصف العام فيعود عشاق هذا العرس الجميل إلي مكانهم الطبيعي حيث أماكن عرض الكتب وصالات الاحتفالات ولا سيما الاحتفالات الغنائية وقاعة عرض «السينما والمسرح»، والتي تشاهد إقبالا جماهيريا في كل عام إذ تعرض الأفلام الحديثة في نهايات كل عام، إضافة إلي المسرحيات التي يقدمها هواة المسرح وفنانوه. الموسيقي والغناء في الدورة الثانية والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب يحتفي المعرض هذا العام بالموسيقي كعادته في كل عام، وقد لا يفوته التركيز علي شتي الأشكال الموسيقية بداية من «الفنون الشعبية» و«الموسيقي العربية» إضافة إلي فرق الشباب الغنائية وقد استعانت اللجنة المنظمة للمعرض بالفرق المركزية التابعة لوزارة الثقافة، ومن بين هذه الفرق «الفرقة القومية للموسيقي العربية» التابعة لدار الأوبرا المصرية، وهي من أعرق الفرق وأكثرها تأثيرا يشرف علي الفرقة المايسترو «سليم سحاب»، كذلك هناك فرقة النيل للآلات الشعبية وهي من الفرق المهمة والقديمة أيضا، وهي تابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة وتهتم الفرقة بالأغنيات الشعبية علي اختلاف ألوانها والفرقة يرأسها المخرج المسرحي والفنان الشعبي الكبير «عبدالرحمن الشافعي» ومن دار الأوبرا المصرية أيضا يشارك «التخت الشرقي» ومن صندوق التنمية الثقافية تشارك فرقة «ريم كمال» للموسيقي العربية، كذلك تشارك فرقة «الشرقية» للفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة وهي من الفرق المهمة والتي حازت جوائز كثيرة محليا ودوليا ومن قصور الثقافة تشارك أيضا إحدي الفرق المتميزة هي فرقة «الإسماعيلية للفنون الشعبية» إضافة إلي فرقة التنورة التراثية ولا تقف مشاركة صندوق التنمية الثقافية عند حد فرقة «ريم كمال» بل تشارك أيضا في هذا العرس الجميل فرقة «أوتار» للموسيقي العربية بقيادة د. عمرو عبدالمنعم ونعود إلي مشاركات الهيئة العامة لقصور الثقافة عبر فرقة شبرا الخيمة للموسيقي العربية وتظل المنافسة ما بين صندوق التنمية وقصور الثقافة في الفرق الفنية حيث ينضم الصندوق بفرقة المطرب أسامة الشريف في سهرة مع الموسيقي العربية والشريف من الأصوات المهمة والتجارب الجادة أصدر الشريف ألبوما غنائيا قبل ذلك تحت اسم «مجنون بعشقك» وكانت أغنية الألبوم للشاعر «إبراهيم عبدالفتاح» وتتعدد مشاركات الهيئة العامة لقصور الثقافة حيث تشارك فرقة «شبرا الخيمة» للموسيقي الشعبية لتؤكد الثراء الذي تحظي به الهيئة من فرق فنية وغنائية استطاعت هذه الفرق أن تخلق حالة فنية خاصة وتحشد جمهورا من محبي الفن الرفيع والجاد أيضا. سهرات غنائية لفرق مستقلة يلتقي جمهور المعرض هذا العام مع أصوات غنائية مهمة استطاعت هذه الأصوات أن تستقل بتجاربها من بين هذه الأصوات يلتقي جمهور المعرض في سهرة غنائية مع المطرب «أدهم السعيد» وهو من الأصوات القوية في إحدي الفرق الغنائية الجديدة هي فرقة «وسط البلد» والتي برزت في الفترة الأخيرة واستطاعت أن تجذب الأنظار إليها وللفرقة مشاركات سينمائية كان أبرزها في فيلم «ملاكي اسكندرية» من إخراج «ساندرا نشأت»، كذلك يشارك المطرب «أحمد الطويلة» في سهرة غنائية ضمن برنامج المعرض الفني، و«الطويلة» من الأصوات المهمة أيضا، وقد شارك «الطويلة» في الأنشطة الفنية للمعرض علي مدار سنوات عديدة، وكان من الأصوات البارزة فيها، كذلك تشارك فرقة «براويز» للمطرب «أحمد صالح» وهي من الفرق النشيطة والجيدة أيضا، وقد اشتهرت بمشاركتها في برامج ساقية الصاوي، وللفرقة مشاركات دولية أيضا، حالها في ذلك حال فرقة «وسط البلد» ومن بين السهرات المهمة في برنامج هذا العام السهرة الغنائية التي تحييها الفنانة «عزة بلبع» والتي تتميز بحضور خاص يرجع هذا الحضور إلي أهمية تجربتها التي استطاعت أن تطرح ذوقا خاصا عبر اختياراتها الغنائية عرفت «بلبع» بأغنياتها للشاعر «أحمد فؤاد نجم» زوجها السابق، والملحن الراحل الكبير «الشيخ إمام عيسي» وهي من الأصوات التي تحظي بحب كبير بين جمهور النخبة من المثقفين ومن اللافت للنظر في برنامج هذا العام تخصيص بعض الفقرات للفرق الموسيقية لآلتي الجيتار والعود كإضافة للحفلات الموسيقية والغنائية الأخري. شهادات تقدير أضيف هذا العام محور مهم إلي برنامج المعرض ذلك المحور يتعلق بتجارب أهل الفن والثقافة وتشارك «الموسيقي» عبر شهادتين مهمتين لكل من الموسيقي العراقي «نصير شمة» والأخري للمايسترو المصري الكبير الفنان «راجح داود» وجدير بالذكر أن الفنان «نصير شمة» مشاركته في احتفاليات المعرض عبر فرقته «عيون» وترجع أهمية محور «شهادات تقدير» في التعرف علي عالم الفنان وشخصيته وتاريخه الفني كما تعد لمحة إلي تكريمه، إن البرنامج الفني ثري ومتنوع وما من مكان علي هذه الأرض تدخله الموسيقي أو يحضره الغناء إلا وصاحبته البهجة وعانقه السرور والفرح فلتحيا الموسيقي وليعش الغناء في محبة الفرح.