أحمدُ الله كثيراً علي أنني (أدركتُ) الفيس بوك، وأزعمُ أنني من مجيديه، وقد أفدتُ منه كثيراً، كإنسان يحرص - قدر الإمكان - علي التواصل الاجتماعي، وكمشتغل بالكتابة؛ وقد أنقذني من هجمات موجات الاكتئاب، علي النقيض مما يدعي به أطباءٌ نفسيون من أنه يحفزها. وتقومُ هذه الدراسة علي فكرةٍ توسَّمتُ فيها الطرافة، وهي أن أسترجع أحداث ثورة 25 يناير، وقد مرت سنة علي انطلاقها، بمراجعة مُرْسَلاتي، أو «البوسطات - Posts » التي شاعت تسميتها (ستاتاس) - Status - لأنها انعكاس مباشر للأفكار، في صفحتي بهذا المحفل الدينامي البديع، علي مدار سنة فيسبوكية، من 25 يناير 2011، إلي 25 يناير 2012. وبالطبع، فثمة الكثير من الشئون والإشارات المضمخة ب(الذاتية)، لن أمسها، فهي لا تهم القارئ، وإنما سأعالج ما اعتقدت في موضوعيته، ويتصل بالثورة التي كان الفيس بوك ميدانها الأمامي ! رسالة النار في الساعة الواحدة والثلث، ظهر يوم الثلاثاء 25 يناير 2011، أرسلت أخبرُ أصدقاء الفيس بوك بأن العدد رقم 557 من جريدة (القاهرة)، الصادر صباح ذلك اليوم، فيه - علي صفحته الأخيرة - مقالي المعنون "رسالة النار .. الاحتجاج احتراقاً !"، وفيه أقول: إن حادثة (محمد البوعزيزي) الجامعي العاطل بائع الخضروات الجائل في بلدة (سيدي بو زيد) التونسية، لن تكون نهاية مسلسل حوادث الاحتجاج بإحراق الذات. وينتهي المقال بتساؤل: تري من سيكون مرسل الرسالة التالية؟ وفي الثاني من فبراير، أرسلتُ أقولُ: كنا نعاني جنرالاً واحداً، فأصبحوا ثلاثة ! وعلقت صديقتي الشاعرة (هبة يونس): من هؤلاء الثلاثة ؟ وتعجبت من سؤالها، ولكني أجبتها: مبارك وسليمان وشفيق ! ودعوتُ في الرابع من فبراير إلي (الكف عن عادة تاريخية مذمومة: تقديس الحاكم). وتعبيراً عن الدهشة التي عشناها أمام هذا الحدث المداهم المفاجئ، كان يجب أن ألاحظ، بتاريخ 5 فبراير: (معني ما حدث، ويحدث، وسيحدث، هو أن النظام المنهار كان هشاً جداً .. كان مخوَّخاً !)، وأن أودع الحزب الوطني، إلي غير رجعة: (الحزب الوطني .. باي .. باي !). في اليوم التالي، أرسلت دعوة إلي محاكمة شعبية للفساد والمفسدين، وقلت: قد تكون الحكومة جادة في ملاحقة الفساد والمفسدين جنائياً، ولكن خبرتنا مريرة ببطء الإجراءات القانونية، وأحوال المحاكم والقضاء في مصر، مع سطوة رأس المال وقدرته علي تجييش المحامين من محترفي إنقاذ المفسدين، وممن يجيدون البحث عن ثغرات في نصوص القوانين، علي نحو ما جسده عادل إمام في أحد شرائطه.. شكوك تاريخية يغذيها زمن طويل من افتقاد الثقة؛ فلا ينبغي أن يحول ذلك دون إجراء محاكمة سياسية شعبية لرموز النظام المنهار. وفي 7 فبراير، طلبت من الثوار أن يضيفوا إلي مطالب الثورة تنظيف الصحف المملوكة للدولة من أذيال لجنة السياسات وعملاء وزارة الداخلية.. نريد استرداد هذه الصحف! ونوهتُ، في اليوم ذاته إلي مقالي المنشور في موقع (ميديل إيست أون لاين)، وعنوانه: 1968 .. عندما ثار شباب العالم. وفي اليوم التالي، كانت دعوتي إلي ما أسميته "ثورة الإسبراي" (عرفت فيما بعد بالجرافيتي، وانتشرت الرسومات وصيحات الاحتجاج علي الجدران - من فضلك، راجع دراستنا عن جداريات الإسكندرية في عدد ديسمبر 2011 من مجلة إبداع)؛ وتلخصت الدعوة في كلمات: أنبوبة إسبراي لكل مواطن نملأ بها جدران مدننا - نكتب كلمة واحد: لا نريدك معنا ..!. وفي اليوم ذاته، تحدثت للشباب، متخوفاً: Top of Form يا شباب .. ارفضوا الآباء !. وكنت أتمني لو كان للحركة الثورية الشبابية في ميدان التحرير القدرة علي تحقيق ذلك؛ ولكن الآباء التهموا حركة الشباب، وأقصوهم خارج المشهد. وفي الخامسة والنصف من يوم 11 فبراير، كان لي رأي: خطأ تاريخي لعبد الناصر، تعيين السادات نائباً، وخطأ تاريخي أفدح للسادات: تعيين حسني نائباً .. متي تنتهي أخطاؤنا التاريخية ؟ وكان هذا الرأي نقطة أساسية في مقالي: (عمرٌ ضاعَ) الذي كتبته يوم 14 فبراير، ونشر بعد ذلك في (اخبار الأدب). ويستوقفني في 17 فبراير شريط فيديو مع تعليق بسيط: طرحت عائلة طفلة يابانية ذات خمسة أعوام، اسمها "نينا"، علي اليوتيوب، شريط فيديو لها وهي تتحدث لوالدها، وتشرح له ما يحدث في مصر، وتقول ببساطة وبراءة إن المظاهرات والاحتجاجات مستمرة في ميدان التحرير، وسط القاهرة، منذ أسابيع، بهدف إسقاط نظام الحكم، إلا أن مبارك يخيب أمل شعبه ويرفض التنحي ! يسري فودة شريط آخر تداوله الفيسبوكيون في نفس الوقت، لرئيس الوزراء، الأسبق الفريق أحمد شفيق، في حوار ساخن جداً علي الهواء امتد لأربع ساعات، وأداره يسري فودة وريم ماجد واستضاف: د. أحمد كمال أبو المجد ود.عمرو حمزاوي ونجيب ساويرس والروائي علاء الأسواني والإعلامي حمدي قنديل. وكان لهذا الحوار تأثيره فيما تلي من تطور متسارع للأحداث. ومن أهم «بوسطات» مارس - أتيلييه الإسكندرية ينظم أول حدث ثقافي بعد ثورة 25 يناير، ويستلهم روحها، في مؤتمر عنوانه: ثقافة المستقبل/مستقبل الثقافة؛ ويتخذ شعارا له كلمة (كايروس) اليونانية، ومعناها (اللحظة المواتية)، التي إن لم تقتنص ضاعت، وضاع معها كل شيء. - إشارة وردت في موقع شركات تجارية عربية بالإنترنت إلي أن المتهمين علاء وجمال مبارك تلقيا 5% من قيمة عقد تصدير الغاز المصري لإسرائيل. - شريط فيديو لأحد المتأسلمين السياسيين، أثار موجة استياء بقولته عن (غزوة الصناديق)، وتبجحه بأن (البلد أصبحت بلدنا )! - شروط تأسيس الأحزاب مجحفة للشباب والفقراء المتطلعين للمشاركة في الحياة السياسية، فهم لا يتحملون تكاليف إثبات صحة توقيعات المؤسسين ونشر أسمائهم في صحيفتين كبيرتين. لماذا لا يتم ذلك في موقع بالإنترنت، تحدده الإدارة المسئولة، وتعطي حق الدخول إليه لوكيل المؤسسين، نظير رسم معقول، لينشر الأسماء بهذه الطريقة العصرية التي كانت أداة الشباب أصحاب الثورة، حتي لا يحرموا ثمار جهودهم. من محصول إبريل - خبرٌ مستفز منشور في موقع (ياهو) بتاريخ 4 إبريل، عن عزم أحد الممثلين البدء في تصوير فيلم يحكي السيرة الذاتية لمبارك ! - بيان مستفز، صادر في 13 إبريل عن مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، يبدي فيه الأمناء (استغرابهم) لاحتفاظ سوزان ثابت ب143 مليون دولار من أموال المكتبة في حسابها الشخصي. تعليق: لماذا لم يتقدم (أمناء) المكتبة ببلاغ للنائب العام عن عملية السطو التي تمت علي أرصدة المكتبة، بدلاً من اكتفائهم بالاستغراب، وحرصهم الغريب علي تجديد الثقة بمدير سكت علي سرقة أموال المكتبة ؟ تعليق: فإن كان ما تم قد حدث في غفلة من المدير، فالغفلة لا تليق بنائب رئيس البنك الدولي السابق في مسألة مالية - أرجو من المجلس العسكري الموقر أن يتدخل ويوكل المراجعة الكاملة لمجمل أحوال المكتبة للجنة عدلية فنية متخصصة Bottom of Form تعليق: هل يمكنكم تصديق رجل له خبرة دولية بالشأن المالي، ومسئول عن مؤسسة ثقافية عظيمة، عندما يقول إنه لم يكن يعلم شيئا عن فساد سلطوي ظل يضرب أرصدة مؤسسته سنوات طويلة ؟ كيف نصدق ؟ يا ناس .. لا نريد أن نعود إلي الصمت علي من يفترضون فينا الغباء، وينتظرون منا السكوت .. سيعودون بنا إلي الوراء، ما داموا قابعين في أماكنهم، يرقدون علي بيض يفقس مزيدا من الفساد ! تعليق: خدم (العيلة المباركية) منتشرون في مواقع كثيرة .. يرتدون أقنعة، ويتجملون، ويظهرون غير ما يبطنون؛ وبعضهم يحرق الأرض تحت أرجل الثورة، علي أمل أن يعود أصحاب النعمة، ويعودون هم للخدمة. - الحوار الجاري الآن بقيادة (الجمل) يتجاهل المثقفين خارج أضواء القاهرة، وهو بذلك سادرٌ في خطيئة النظام السابق .. لم نسمع في الدائرة المختارة إلاَّ الأفكار ذاتها التي يرددها أصحابها هنا وهناك ويملأون الدنيا بها ضجيجا، فكأن مصر تتلخص في حلقة لا تتغير من مثقفي القاهرة .. من حقنا في الأقاليم أن نشارك .. أوردت رويترز من أديس أبابا في 19 إبريل: اثيوبيا تبقي مصر بمعزل فيما يتعلق بسد علي نهر النيل. قال وزير الموارد المائية الاثيوبي ان بلاده لم تبلغ مصر عزمها بناء سد ضخم علي نهر النيل وان البلدين لم يبحثا القضية علي الرغم من مخاوف من نشوب نزاع بينهما. تعليق: أقترح اتهاما إضافيا لمبارك وعصابته: إهمال مسألة نهر النيل والموارد المائية، فهو أخطر من مجرد إهدار أموال، مهما بلغ حجمها، لأنه إهدارٌ للحياة وللمستقبل في مصر، وعواقبه وخيمة، لا يعلم مداها إلا الله. هذا بلاغ للناس .. وللنائب العام. - خبر: عن موقع ميدل ايست أونلاين: (جائزة النيل) تجرف جائزة مبارك. مجلس الوزراء المصري يستجيب لمطالب المثقفين ويلغي أكبر جائزة في البلاد تحمل اسم الرئيس المخلوع ويعوضها بأخري تليق بكرامة مصر. تعليق: هذا خبر طيب، وثمرة من ثمار يناير. فملعون من يعاود هذا السلوك القبيح ويخلع اسم الحاكم علي جوائز مصر ومشروعاتها، فلا فضل لأحد في إنجازات، وإنما الفضل كله للشعب. بل إنني لأدعو إلي التخلص من مظهر قبيح آخر، هو فرض صورة الحاكم علينا في الدواوين الرسمية والميادين .. لا نريد فرعونا أو إلها أو نصف إله، وإنما مصريا كفؤاً، نختاره ليقود فريق العمل زمناً، ثم يمضي لحاله مشكورا محترما. ومن أهم ما شغلني في مايو، تكوين مجموعة في الفيس بوك أسميتها (مطاردو الفساد)، تمنيت لو يتوفر عليها فريق من الأصدقاء المتحمسين، فلم يستجب كثيرون. ومن القضايا التي أثرتها، عمولات السلاح. أرسلت في آخر مايو: - هناك مسألة مسكوت عنها وعليها.. لم يقترب منها أحد .. وهأنا أفتح علي نفسي عش الدبابير وأقترب منها: صفقات الأسلحة لمصر، وعمولاتها ؟ .. من استفاد من هذه العمولات، التي هي في كثير من الأحيان سرقات مقننة .. من نهب عرقنا ودماء شهدائنا ؟ .. افتحوا لنا الملفات وإلا كنتم من الشياطين الخرس ! وفي الرابع من يونية، نشرت جريدة «المساء» تفاصيل محاولة الاحتيال والتدليس التي قامت بها سوزان ثابت للاستيلاء علي قصر العروبة (بالمستندات..قصة شراء سوزان مبارك قصر العروبة وتوكيل التنازل عنه)، ومن المثير للريب أن يتم التعتيم علي هذا الخبر، وتتخاذل الدولة عن محاسبة المحتالة ! تعليق: إلي الذين لا يزالون يتعاطفون مع (العائلة الناهبة) .. ما رأيكم؟.. عملية نصب (مشفية) .. (ما تخرش الميه) .. ولا أجدعها نصاب محترف .. يا ريت نعرف مين مهندس هذه العملية ؟ .. أعتقد أنه يحمل صفة وزير. عملية نصب واحتيال مقرونة بتزوير في أوراق رسمية. يا رب سلحفاتنا القضائية تشد حيلها شوية ! تعليق ثان: تخيلوا معي .. امرأة أعطوا لها لقب السيدة الأولي. تحولت إلي ناشطة اجتماعية وسياسية وثقافية وشخصية مجتمعات دولية، وكانت حريصة علي تثقيف الناس من خلال مشروع للقراءة .. ثم .. تقوم بعملية نصب واحتيال وتزوير لتأخذ قصرا من قصور الدولة، وتنشر الفساد في كل موقع تحل به .. أي تركيبة نفسية شيطانية هذه ؟ واستوقفني في أخبار يونية أيضاً أن «بن اليعازر»، وزير الدفاع والصناعة الإسرائيلي الأسبق، والعضو الحالي بالكنيست الإسرائيلي، والمسئول عن قتل الأسري المصريين في حرب 67، قال: بكيت علي مبارك.. وحذرته من الثورة فقال: لسنا تونس !. كما استوقفني في الثاني من يوليو خبر يقول: (كشفت الشرطة البريطانية «سكوتلانديارد» أن علاء مبارك نجل الرئيس المخلوع ضبط في مطار هيثرو الانجليزي «عام2010» وهو ينقل قطعة أثرية ذهبية مغلفة بالبلاستيك في حقائبه الدبلوماسية في قضية شهيرة يعرفها كل السياسيين البريطانيين). وأتمني أن يتم تعقب أعمال نهب الآثار، وأعتقد أننا سنضبط سرقات لا حصر لها من هذا النوع. وفي يوليو أيضاً، نشر موقع ميدل ايست أونلاين: مفكر تونسي يدعو إلي إلغاء الشريعة الإسلامية ! المفكر هو محمد الطالبي، ويري أن الشريعة ليست تنزيلاً من الله بل هي أمر اخترعته ديكتاتورية الفقهاء. وننتقل إلي الكويت، لتفاجئنا امرأة عربية كويتية برأي لافت للنظر أيضاً، إذ اقترحت استعادة نظام الجواري إرضاء لمجتمعها الذكوري، ثم عادت واقترحت البحث في تصنيع خمر إسلامية ! 3 بوسطات متتالية - الثورة فرس جامح، ونحن نفرض عليها أن تسير متعكزة؛ وهي فكر مختلف، ونحن نجره جرا إلي قوالب مجمدة تصنعها أمخاخ ضربها قصور الشرايين. - ارتكب الشباب خطأً تاريخيا بأن تخلوا عن ثورتهم، وسلموها للآباء القتلة ! - إلي كل الشاكين والمتشككين والباكين والناحبين والناعبين والمولولين والمتحسرين .. برغم كل شيء، مصر تعيش بعضاً من أروع وأبهي أيامها .. أيام ثورة .. والقادم أحلي وفي العشرين من يوليو، أجد من يشاركني الرأي في ممر التنمية الذي يروج له الدكتور فاروق الباز. مقال علمي مهم منشور في الاهرام اليوم - صفحة قضايا واراء - عنوانه: تنمية وتعمير الصحراء المصرية.. ومالا يدركه الباز . يعارض ممر فاروق الباز. وفي العدد ذاته خبر يقول: ميناء (السخنة) يستقبل 3 حاويات من يابانية ملوثة بالإشعاع ! تعليق: بلاغ للنائب العام - يدل وصول هذه الشحنة من المخلفات اليابانية المشعة علي أنها عملية اعتيادية - ويدفعنا ما رأيناه من تضخم حجم الفساد وطبيعته السرطانية إلي التشكك في وجود عمليات أخري مماثلة، يدفع ثمنها الفادح مواطنون أبرياء في بلادنا .. فهل نري استجابة بمراجعة أنشطة استيراد مثل هذه الحاويات، وسجلات الشركات التي شاركت فيها، أم نستمر في التغاضي وكأن الأمر يحدث في كوكب آخر ؟ وفي أهرام 24 يوليو مقال للشاعر الكبير فاروق شوشة يحاول الكشف عن لغز القناصة قتلة شهداء الثورة، عنوانه: في معضلة القناصة !. علقت عليه في موقع الأهرام: (مقال مهم جدا لفاروق شوشة عن احتمال أن يكون القناصة قتلة شهداء الثورة فرق خاصة من الحرس الجمهوري، وأنا في تعليقي علي المقال أضيف احتمالا آخر ورد في شهادة الأديب عبده جبير المنشورة في العدد الحالي من جريدة أخبار الأدب - رجاء مشاركة الأصدقاء في الحوار وتشيير الموضوع). في اليوم التالي، مدفوعا بالدعوة لمطاردة الفساد، كانت ال(ستاتاس): سؤال بريء جداً والله العظيم، ولصالح الجميع، وانتصاراً للشفافية (اللي تعبت معانا)، هو: هل يمكن إعلان إقرارات الذمة المالية لكل (رجالات) الدولة، الآن ؟ مشكلتنا مع (رجالات) الزمن المستأصل أن الثروات كانت تتضخم في الخفاء، وأن اللصوص كانوا يتسترون علي بعضهم .. فهل لدينا الشجاعة لنظهر ما لدينا (عالمكشوف)، أم أن بيننا من لا يزال يستحب الظلام ؟! هل أنتظر من يجيب عن سؤالي؟ وقد بدأت في 31 يوليو تسجيل مشاهد تخيلتها ستتحقق في المستقبل القريب، وأطلقت عليها مشاهد ظلامية، تجسد مواقف منتظرة للفاشية الدينية، منها: - مشهد مستقبلي (1): رجل يمشي مع زوجته في الشارع، وهي سافرة الوجه .. سيارة فاخرة تقترب، عليها شعار ديني عظيم - ينزل منها أربعة ملتحين أشداء، في سراويل قصيرة، يمسكون بخيزرانات، ينهالون بها علي الزوج؛ يتجمع بعض الناس (مجرد حب استطلاع)، يصيح أحد الملتحين قصير السروال: ليبرالي نجس ! - مشهد مستقبلي (2): قناة (السماحة) الفضائية تذيع، حصريا، في منتصف نهار الغد حفل تقطيع أيدي وأرجل. يعقب الحفل دائرة حوار، ويعلق عليها أفقه المحللين. لا تفوتكم. قمة الإثارة! - مشهد مستقبلي (3): عربات خاصة للملتحين بالمترو مكيفة الهواء، وأخري بلا هواء لغير الملتحين من الليبراليين وأشباههم ! - مشهد مستقبلي (4): العلاوات الاجتماعية مقصورة علي من استبدلوا الزي الإفرنكي الأعجمي بالجلباب القصير وأطلقوا اللحي. قرار جمهوري. - مشهد مستقبلي (5): إلغاء مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، ليحل محله (دائرة الاستخارات القومية) ! - مشهد مستقبلي (6): بالرغم من أن أجهزة تكبير الصوت من (المحدثات)، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وإمعانا في العمل علي أن يموت الليبراليون وأشباههم بغيظهم، تقرر تزويد كل مسجد وزاوية، حتي وإن تلاصقت جدرانها، بمزيد من المكبرات، ونفضلها مجسمة (ستريو)، علي أن ترفع درجة الصوت فيها إلي أقصي درجة، علي أن تتاح لكل من يريد أن يطلق صيحات الحق من خلالها، مهما قيل عن قبح صوته، فإن صوتا قبيحا يرفع الأذان لهو أفضل عند الله من صوت أي ليبرالي متخرج في الكونسرفتوار. - مشهد مستقبلي (7): العائلات المصرية الليبرالية تحرص علي توفير الحماية لبناتها خارج البيت، وأحيانا داخله، بعد تفشي حوادث (السبي)، بعد إعلان فتوي جواز سبي الحريم الليبرالي، وقد نشطت فرق السبي في الآونة الأخيرة، حتي أن سوقاً لعمليات بيع وشراء السبايا الليبراليات قد راجت في الآونة الأخيرة، وبعد أن كانت تجري معاملاتها سراً، ينتظر أن تسمح لها الحكومة بالتداول في البورصة. - مشهد مستقبلي (8): تتجه النية إلي مراجعة خطط أبحاث اكاديمية البحث العلمي والمراكز البحثية التابعة لها، وجميع مراكز البحث العلمي النوعية في أرض الكنانة، لتطوير السياسة البحثية، وتوجيهها إلي مجالات أصيلة، تأكيدا لصحيح الموروث، مثل: البحث في الاختلافات النوعية لأبوال النياق، لمعرفة الخواص الدوائية لبول كل نوع منها؛ ودراسة التأثيرات السيكوفيزيقية للرقية والعلاجات الروحية ومطاردة الجان. - مشهد مستقبلي ظلامي (9): يتردد في أروقة سادة الحكم الجدد أن النية تتجه لإصدار مرسوم رئاسي يحدد، أولاً معالم الليبرالي؛ وثانياً يوضح الإجراءات التي يجب أن تتبع لاعتباره (مرتداً)، ثم يخير بين أن يقام عليه الحد، أو يغادر إلي أي من بلاد الكفرة الملاحدة. - توجيه ظلامي من المستقبل المصري المنظور: "علي عناصرنا المتمسكة بعري الدين القويم تدمير أي واجهة محل ملابس زجاجية فيها (أصنام) المانيكانات، فإن كانت البضاعة المعروضة ملابس داخلية، فالإحراق أولي بها"!