في زمن يصرح فيه داعية بات شهيراً مثل عبدالمنعم الشحات القيادي السلفي السكندري في خطبة الجمعة، تعليقاً علي أحداث مباراة المصري والأهلي مباراة المأساة، وكما نشرته الصحف " إن الرياضات الثلاث الوحيدة التي أحلها الإسلام هي الرماية والسباحة وركوب الخيل، وفقا لما تضمنه الأثر في هذا الشأن، وأن من ذهبوا إلي مباراة كرة القدم من الجماهير الذين لقوا مصرعهم لم يكونوا ذاهبين في سبيل الله، إنما في سبيل اللهو، وأضاف موضحا كلامه: واللهو هو الذي يلهي عن عبادة الله.. ونعايش أداء برلمانياً يضطر فيه رئيس البرلمان المصري لأول مرة في تاريخه لمراجعة وإيقاف نائب عن أداء قسم بنص يخالف الدستور واللائحة، كما يرفض إقامة شعائر الصلاة في قاعة البرلمان حيث الصلاة مكان إقامة شعائرها في المسجد المجاور للقاعة، ونائب سلفي كما نشرت أيضاً صحفنا السيارة يطالب بتطبيق شرع الله في جرائم البلطجة بقطع أيدي البلطجية والخارجين علي القانون،ويقول في الجلسة المخصصة لمناقشة تطورات الأحداث أمام وزارة الداخلية "لابد من مراقبة جهاز الأمن الوطني وتشكيل لجنة أخري لمراقبة الإعلام الذي أفسد الحياة في مصر، مع إصدار تشريع خاص يتعلق بمعاقبة البلطجية وفقا للشريعة الإسلامية، وتطبيق حد الله عليهم بتقطيع أيديهم... وأيام نتابع فيها أحداث مرحلة انتقالية وشكوي وزير داخلية مصر مثله مثل المواطن أمام البرلمان من ضيق ذات اليد وعلي طريقة " نفتح الشباك ولا نقفله " فيسأل الأعضاء ماذا نفعل فنحن لو قمنا بصد الهجوم لحماية منشئاتنا تم اتهامنا باستخدام القوة المفرطة ولو فعلنا العكس تم اتهامنا بالتقصير ؟.. وفي مرحلة يشكل شباب الأقباط تجمعاً يخرج بجموع الأقباط من دوائر التدخل والوصاية البطريركية في الشأن الإنساني لجماعة المؤمنين الخاص بأمور مواطنتهم ووجودهم الاجتماعي والسياسي، وهكذا يفعل أخوتهم شباب الإخوان وشباب الوفد والتجمع.. التزاماً بالمسئولية الوطنية في تلك المرحلة الفريدة من تاريخ البلاد والعباد، أري أن الإعلام باتت مسئوليته خطيرة ومهمة، كي لا تكون وسائطه بوقاً لمن تتلخص رسائلهم وأهدافهم في الوجود الإعلامي فقط وليس الفكري أو المهني، وحتي لا تعيش وسائله المختلفة علي قضايا خلافية تبدو جاذبة للمشاهد ولكنها في محتواها ومضمونها تافهة ومضيعة للوقت والأخطر دورها السلبي في صرف اهتمام المواطن عن قضايا الوطن الرئيسية التي جاءت الثورة للتعامل الإيجابي معها. عندما كنا نعيش أزهي عصور الديمقراطية، كان من بين ما يتردد في فضاء العصر المباركي " التعليم قضية أمن قومي " و"الحكومة الذكية هي الحل" وأخيراً المقولة الأكثر انتشاراً " إعلام مصر الرائد "، بينما كنا بصدد حكومات غبية ذهبت برموزها إلي السجون لفرط الفشل والغباء والفساد، وتعليم أكثر غباء وفشلا، أما الإعلام فكان بالفعل رائداً في توفير أجهزة وتقنيات وأبنية وبنية أساسية، أما الريادة الفكرية والفنية والمهنية فقد سحقتها فكرة اعتماد منظومة إعلام موجه بامتياز لتسويق وترويج فكر حكومي غبي وبليد في أزهي عصور حرية الرأي والقلم الذي لا يقصف ولا داعي لوجود مبرر !!.. الإعلام المناوي والزمن المباركي وعبداللطيف المناوي وقطاعه الإخباري وبرامجه الإخبارية التي كانت تقدم كل شيء إلا تقديم الواقع والحقائق بصدق وشفافية مثالاً..لو توقفنا فقط عند إبرز إنجازاته ادعاء تطويرالبرنامج اليومي " صباح الخير يا مصر " واستضافته علي سبيل المثال أستاذة اقتصاد أكاديمية بجامعة القاهرة بشكل يومي للترويج لسياسات وزير المالية يوسف بطرس غالي الفاشلة، والإشادة ببرامج بيع الأصول وصاحب فكرتها وزير الاستثمار زميلها في الكلية ولجنة السياسات، حتي لو كان علي حساب ما تُعلمه لطلابها في مدرجات العلم !!.. ناهيك عن دفاع البرنامج أو الصمت والتخاذل في أحوال أخري في نقل الواقع بشفافية لتأييد ودعم المواقف الحكومية البشعة إبان أزمات وكوارث تاريخية مثل حريق بني سويف وغرق العبارة التي راح ضحيتها أكثر من ألف مصري وكوارث قطارات وعمارات ومراكب الموت، والحصول بجدارة علي صفر المونديال، وأخيراً كارثة كنيسة القديسين التي أراها بتبعاتها كانت الشرارة الأولي لاندلاع ثورة يناير المجيدة.. أما عن ممارسات ذلك القطاع إبان أيام الثورة المجيدة وبشاعات دوره الخطير فحدث ولا حرج، فضلا علي الكاميرا الخالدة المثبتة علي كوبري اكتوبر وأمام ماسبيرو أو الحديث عن مظاهرات خايبة لشوية عيال.. وكل المواقف المناوية عبر ما تقدمه شاشته الوطنية، فإنه لايمكن التغاضي عن التنسيق مع كل المحافظين ليعلن جميعهم علي التوالي أنه لا وجود لثورة ولا تظاهرات والهدوء يسود الشوارع في كل ربوع محافظاتهم، بينما كل الفضائيات ووكالات الأنباء العربية والعالمية ومواقع الشبكة العالمية الإنترنت في كل الدنيا تنقل ثورة ملايين الشباب في طليعة بشر رائع الوطنية يثورون حتي سقوط رأس النظام وأمن الدولة والحزب الحاكم،إلا تليفزيون أم الدنيا وقطاع الأخبار، فهم وحدهم لايرون ولا يسمعون حالة التصاعد الثوري في كل ميادين التحرير، وكانت نهاية المشهد بثورة الناس في القطاع نفسه علي رئيسه وخروجه في حماية الجيش ومنه إلي بلاد الفرنجة !! ثم يخرج علينا المناوي عبر لقاءات وحوارات صحفية وتليفزيونية ليحدثنا عن بطولات وإعلان عن كتاب جديد يوثق بطولته وقطاعه العبقري.. وفقط أذكر ببعض ماجاء في حوار أجرته جريدة المصري اليوم مع بطل المشهد التراجيدي للخروج من القطاع، والذي تداولته كل مواقع الانترنت حال حدوثه.. يقول عبداللطيف المناوي رئيس مركز أخبار مصر، أنه خرج من مكتبه وسط حراسة القوات المسلحة عقب احتجاجات بعض العاملين بقطاع الأخبار بناء علي نصيحة أمنية، واعترف المناوي ل«المصري اليوم» إبان الأيام الأولي للثورة بأخطاء إعلام الدولة أثناء أحداث ثورة 25 يناير وقال: لقد خدعنا كما خدع الآخرون رغم حرصنا علي التوازن في التغطية الإعلامية، وحول اتهامات عديدة موجهة لإعلام الدولة في الفترة الماضية من بينها تضليل الرأي العام، وترويع المواطنين، والتعتيم علي ما عُرف إعلامياً بموقعة «الجمل» التي استهدفت فض المتظاهرين في ميدان التحرير، أجاب المناوي " لقد طلبت إجراء حوارات مع شباب الثورة، وكان الدافع هو الإحساس بأهمية الحوار من منطلق حق الناس في أن تتكلم.. وكانت النتيجة رفض الفكرة من قبل القيادة السياسية وقيل لنا ليس من الصحيح أن نعطي هؤلاء الشباب حجماً أكبر من ذلك، وأصبت بإحباط وكأن ثمة خطأ يحدث في تقدير الأمور...نعم هناك أخطاء في إدارة الحدث يجب أن نعترف بها وهذه الأخطاء التي وقعنا فيها نحن وأخرون داخل المكان، لقد كانت المظاهرات إلي يوم الأربعاء وقبل حدوث واقعة الجمل تسير بشكل تلقائي فيما عدا أجزاء بسيطة في التحرير، وفي يوم الأربعاء حاولنا إنذار الناس بالابتعاد عن ميدان التحرير واستمر تحذيرنا خلال نشرات الأخبار وئذيع البيان الرسمي بإخلاء الميدان بعد أن تأكدت من كل الأطراف بأن هناك خطراً حقيقياً قادماً علي الميدان" وحول موقعة الجمل قال المناوي " جاء لي تحذير مهم من جهات مختلفة كانت تدير البلد وقتها وفي النهاية تم اتهامنا بأننا نروع المواطنين...أثناء نزول الحصان والجمل في الواقعة الشهيرة طلب منا رفع الكاميرات من ميدان التحرير والتركيز علي الكوبري الذي كان يبدو هادئا.. وفجأة وأنا أراقب الموقف عن كثب ومن مكتبي لم أتحمل المشهد وقررت أن أعود بكاميراتي لمتابعة ما يدور في الميدان مرة أخري، وطالبت بكشف حقيقة ما يحدث وتحديد المتسبب في موقعة الجمل ولأننا خُدعنا بما حدث كأطراف أخري في البلد لم نجد اجابة حقيقية عن هذه الواقعة سوي كلام لا يصدق بأنهم مجموعة من نزلة السمان جاءوا إلي التحرير للتعبير عن أنفسهم...خُدعنا كما خدع الآخرون.. المواطنات شريك هكذا كان دفاع الرجل الأول عن إعلام وطن يقوم بثورة، وليس لدي تعليق إنما اقتطف بعض جمل مماعلق به قراء الحوار آنذاك أنشرها كما جاءت بنفس التعبير ولغة التخاطب.. يقول قارئ " عندما وكما تقول انك اتخدعت... لماذا لم تُفعل ضميرك وتستقيل إن لم يسمح لك بنقل الصورة الحقيقية؟ ".." يا عبداللطيف.. كف عن المبررات غير المقبولة لا تقل خدعنا كما خدع الآخرين,, أولا, الآخرين لم يخدعوا, ولك ان ترجع الي تغطية ال بي بي سي وال سي ان ان, وصد يقتكم اللدود الجزيرة. ثانيا,, كيف وأنت رئيس قطاع اخبار مصر أن تقول "خدعنا" من الأساس, فالأصل في الأخبار هي التغطية من قلب الحدث لتجنب خداع "التقارير",, لكنكم من الواضح انكم لم تغطوا من قلب الحدث ولكنكم غطيتم من جانب واحد وهو جانب البلطجية الذين كنتم علي علم بأنهم يتحركون ويتوجهون لميدان التحرير,, وللمفارقة بدون "خداع"...لقد خنت الامانة ".. ويؤكد قارئ آخر" ضميرك كان فين وقتها وانت بتكذب علي الناس ولا دي حلاوة الروح لكل انسان منافق مات ضميرة "..وثالثة تقول "الاستاذ عبد اللطيف بيذهلني كل يوم إصراره علي انه كان بيحمي الوطن مش عارفة بيحميه من إيه مش عارفة التوازن اللي سيادته بيتحدث عنه جابه منين حتي بعد الثورة أعتقد هناك واقعة عندما تمت مداخلة مع الدكتورة سعاد صالح وفي البداية قلولها معاكي الوقت وعندما تحدثت عن المعتقلين انهوا المقابلة سيدي الفاضل هل الحقيقة كانت من خلال التليفونات المفبركة يعني مش كدب بس لا ده مع سبق الاصرار والترصد أي وطنية يتحدث عنها سيادته وكيف يتحدث عن الوطنية وحماية الوطن وهو متهم الان في قضايا إهدار للمال العام وفساد ياريت سيادته يقول لنا دينا عبد السلام تم صرف لها مكافأة 90 الف جنيه بمناسبة ايه وفلوس كثير سيادته اهدرها ده من باب حماية الوطن ووطنيته المفرطة "....وقارئ آخر يطالبه " ياريت سيادته يرحمنا بقي ويرحل خلاص كفاية وبعد خروجه من مكتبه بهذا الشكل كيف له أن يعود مرة اخري ارحمونا بقي " إنها بعض العبارات الغاضبة أهديها للكاتب الكبير عادل حمودة وللجريدة التي نشرت الحوار والتعقيبات وتنشر الآن مقالاته بشكل دوري والتي كان يكتبها في بلاد الفرنجة، والآن تنشر كتابه علي حلقات ولك الله أم الدنيا !!!!!! استمرار زمن الأداء الإعلامي المباركي ؟! يحق للرئيس المخلوع مبارك وجماعة «آسفين ياريس» ورجاله في سجن طرة، وفي كل مواقع السلطة أن يفخروا، بل ويفاخروا بكل سعادة بوجودهم في مواقعهم.. وزراء ومحافظون ورؤساء هيئات وقيادات مجالس عليا وأجهزة «مثال : الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة برئاسة أحد رموز لجنة السياسات وكادر رئيسي في الحزب الوطني المنحل بحكم قضائي، وهو المجلس المسئول بشكل مباشر عن معاناة شباب من تفاقم مشاكل البطالة، وبات يرعبهم حجم الفساد الإداري في جسم الإدارة الحكومية.. رشاوي وعمولات وشراء ذمم وتعيينات أبناء أهل الجاه والسلطان وتغييب الحلول العلمية والعملية وفشل في إدارة المخازن الحكومية والعمل وفق نظرية الجزر المنعزلة في رفض لفلسفة العمل الجماعي والتكامل فيما بينها من أجل الصالح الوطني العام.. والمجال لا يتسع لعرض دور هذا المجلس المتراجع في تفويت فرص الإصلاح الإداري والاقتصادي».. كلهم باقون بحطة يد المخلوع، هذا فضلاً علي قيادات كبيرة وفاعلة في وزارات العدل والداخلية، وحتي مجلس الشعب «برلمان الثورة المنتخب» أمينه العام القائم بعمله علي مدي حقب من الزمان موجود علي رأس عمله وحتي بعد صدور قرار بمنعه من السفر يمارس عمله عادي جداً.. إلي غير ذلك من المواقع.. وعليه لم يكن من المستغرب تحريض الإعلام الحكومي الشعب والجيش ضد الأقباط في سابقة بشعة أراها جريمة بكل المقاييس لم يكن يفعلها إعلام مبارك بهذه الدرجة من البشاعة والفجاجة، حيث ما ترتب عليها علي الأرض كان كارثة، فضلاً عن تقديم فقرة مسجلة لجندي يسب الأقباط، ومازال قطاع الأخبار وقياداته علي كراسيهم والإعلام الرائد برموزه متصدراً المشهد !! إن ما يحدث في ساحات محاكمة رموز الفساد والقتلة وضاربي العيون، ورد الفعل في ميادين التحرير لخير دليل علي ثورة كان ينبغي أن تحكم فباتت ترجو وتأمل !!