لا شك أن للمرأة مركزا مشرفا في المجتمع، أول شهيد في الإسلام امرأة، والمرأة نصف المجتمع ولكن للأسف المرأة في هذه الفترة ومع صعود التيارات الإسلامية لسدة الحكم في بلدان الربيع العربي تواجه هجوما عنيفا من قبل الرجل وهذا غير لائق للمرأة..ووسط كل ذلك نجد الطبيب الأديب د. أحمد سلامة إبراهيم يهدينا كتابه" الخالدات 100 أولاهن السيدة مريم «نماذج من أعظم نساء التاريخ»".. لماذا هن خالدات؟ سؤال مهم جدا في وقت حرج جدا أرهق الدكتور أحمد سلامة للإجابة عنه أخذ منه سنوات طويلة من البحث والإعداد، وجاءت إجابته الشافية في كتاب يقع في 375 صفحة من القطع المتوسط حرص المؤلف أن يخرجه فنيا بنفسه وكأن لسان حاله يقول هذا العمل من صنع يدي من الألف إلي الياء. أبحر بنا الدكتور سلامة في عوالم النساء عبر العصور والحضارات وفرز واختار مائة نموذج نسائي جدير بالتذكير والتخليد حتي لو عبر سطوره وفصول كتابه الذي اشتبك مع بعض الشهيرات كما قدم الكثيرات ممن لا يعرفهن أحد، دون أي نوع من التحيز أو منح واحدة أكثر من الأخريات حتي في الترتيب. تميز الكاتب بتقديم كل ما هو جديد وغير مألوف، فهو قد كتب عن 100 حواء وما فعلن من خير في التاريخ، سواء أكانت مسلمة أو مسيحية أو غير ذلك لكنها تبقي قد نفعت البشرية بخيرها، وقد قدّم الكاتب السيدة مريم بنت عمران علي باقي النساء حيث كتب علي الغلاف «أولاهنّ السيدة مريم» .. وأيضاً قام بتقسيمهنّ لثمانية أقسام وهي: العظيمات في الإيمان: السيدة مريم «السيدة التي يحبها 3 مليار نسمة علي وجه الأرض»، السيدة خديجة رضي الله عنها «أول من آمن من الناس وأم المؤمنين»، السيدة آسيا بنت مزاحم «امرأة فرعون»، السيدة عائشة رضي الله عنها «منارة للنساء في العلوم الدينية والإنسانية»، بلقيس ملكة سبأ «الملكة اليمنية العظيمة» . العظيمات في العطاء . واذكر منهنّ: الملكة زبيدة «أول مشروع خيري دولي»، الأم تريزا «أيقونة العمل الخيري في العصر الحديث»، الأميرة فاطمة إسماعيل «أميرة بلا مجوهرات»، الدكتورة زهيرة عابدين «أم الأطباء المصريين ورائدة الطب الاجتماعي»، السيدة فاطمة الفهرية «مؤسسة أول جامعة إسلامية عربية في المغرب». في كل مجال عظيمات قدمن جديداً لعصرهنّ وأذكر منهنّ: الدوقة النمساوية برتا فون استنر «صاحبة فكرة جائزة نوبل للسلام»، هارييت بيتشر ستو «سيدة تسببت في حرب أنقذت ملايين»، مارجريت بوند فيلد «من عاملة إلي نقابية إلي أول وزيرة في التاريخ»، لارا باسي «أول أستاذة جامعية في الفيزياء». العظيمات في العلم . وأذكر منهنّ: ماري كوري «أول سيدة تحصل علي جائزة نوبل مرتين»، دورثي كراوفوت هوركين «اكتشاف تركيب البنسلين والأنسولين»، جابراييلا ميسترال «من براثن الحزن إلي جائزة نوبل»، ريتا ليفي «من الأدب والشعر إلي الطب إلي جائزة نوبل»، اليابانية أشي ميرميشيكو «أول سيدة تنذر بتلوث البيئة»، أوجستا أداكنج «الآنسة التي اخترعت لغة الكمبيوتر»، التركية خالدة أديب هانم «أول وزيرة تعليم في العالم». العظيمات في القيادة .. وأذكر منهنّ: أنجيلا ميركل «امرأة تقود أذكياء العالم»، مارجريت تاتشر «المرأة الحديدية»، الملكة زنوبيا «عظيمة القيادة والطموح والتهور». العظيمات في الصبر. وأذكر منهنّ: أم سيدنا موسي عليه السلام «الصبر والإيمان هما جنة المظلوم»، الخنساء «أعظم الصابرات في تاريخ العرب»، اليزابث كادي ستاتون «بطلة الحصول علي حقوق المرأة»، سلمي لاجيرلوف «من الشلل واليتم إلي جائزة نوبل». مجاهدات ومناضلات وأذكر منهنّ: سمية آل ياسر «أول شهيدة في الإسلام»، ريجوبرتا «عائلة في السجن وابنتهم إلي نوبل»، جان دارك «فخر الفرنسيات في الشجاعة والإيمان »، ترانج وتراك «الأختان الفيتناميتان تحاربان الاحتلال الصيني». عظيمات وراء رجال عظماء وأذكر منهنّ: والدة الإمام الشافعي «أطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي»، والدة إسحاق نيوتن «سيدة تدافع عن عبقرية ابنها»، آنا هولمز «ملهمة بيتهوفن ومدونة أعماله وهو أصم» . كلمة أخيرة فصول الكتاب الممتع تحمل الكثير عن عظيمات قدمن جديدا في عصرهن مثل كيت شيللي سيدة القطار التي أنقذت 1000 رجل، فلورانس ناتينجل رائدة مهنة التمريض .. وتقف ماري كوري في طليعة عظيمات العلم بوصفها أول سيدة تحصل علي جائزة نوبل مرتين، بينما تبرز حتشبسوت وشجرة الدر وسميراميس وانديرا غاندي وسط عظيمات القيادة إضافة إلي عظيمات الصبر والجهاد، وأخريات وقفن بكل شموخ خلف رجال عظماء وأبرزهن سوزان طه حسين الفرنسية التي أضاءت طريق من أضاء لنا الطريق، الكتاب صادر عن دار الكتاب العربي. نجد علي غلاف الكتاب صورا لبعض الشخصيات اللاتي وردت أسماؤهن في الكتاب وتعمد المؤلف أن يترك مكانا أبيض اللون مزينا بقلب وردي كتب عليه "الأم" وكأنه يوجهنا لواحدة من أعظم نساء الكون هي أم كل منا.. فمن منا ينسي فضل أمه عليه؟ هذه السيدة التي حين ترحل عنا نشعر بوحشة الدنيا. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجلٌ إلي رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: «أمك» ، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك» ، قال: ثم من؟ قال: «أبوك». صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.