المنتج المصري الشاب أحمد البنا استطاع أن يثبت نفسه في مجال الإنتاج الغنائي وسط عمالقة الإنتاج بتبنيه لأصوات صاعدة مميزة وعلي رأسهم الفنانة السورية وعد البحري والذي يقدم لها ألبوماً جديداً ومميزاً ومليئاً بالمفاجآت، ولم يكتف أحمد البنا بذلك فهو يتبني الصوت القطري الشاب الفنان عيسي الكبيسي، وكذلك غيره من الأصوات الشابة المميزة، وقد يعتقد البعض أنه حديث العهد بالفن، ولكنه بالفعل كان عاشقا منذ صغره، حيث إنه كان ينظم الحفلات في بداياته ونحن معه في هذا الحوار حكي لنا عن رؤيته للوسط الغنائي ونظرته لحال الأغنية في ظل الأوضاع الراهنة. قدم بطاقة تعارف لجمهورك؟ - اسمي أحمد البنا، حاصل علي بكالوريوس تجارة جامعة عين شمس، وكنت مقيماً في الخارج لسنوات عملت فيها في مجال تنظيم الحفلات الغنائية، ولكنني عندما كبرت وجدت نفسي أنني أرفض الروتين، فأحببت إدارة الأعمال كصناعة وليس كإدارة أعمال فنانين فقط، ولذلك عدت لأعمل في مجال الإنتاج الفني هنا في مصر لحبي لهذا المجال منذ زمن، وأنا حاليا أعمل مع الصوت المتميز وهي الفنانة السورية وعد البحري والتي أقدم معها حاليا ألبوماً غنائياً جديداً كإنتاج فني، علي أن يكون التوزيع لإحدي الشركات الكبري من ذوي الخبرة والتخصص. الأصوات النقية من هم المطربون الآخرون الذين تتعامل معهم بخلاف وعد البحري؟ - أقوم حاليا بالتجهيز للعمل مع مجموعة فنانين عرب من مختلف الدول العربية، وهم مجموعة من الأصوات النقية الجميلة وسوف أبدأ معهم تباعا، فقد بدأت بالعمل مع وعد البحري ثم سأبدأ بالعمل مع الفنان القطري الشاب «عيسي الكبيسي» الذي قدم مجموعة من التجارب المصرية من قبل وسوف يقدم تجارب مصرية جديدة معي. بحكم عملك كمنتج موجود علي الساحة الغنائية هل كانت للأحداث الراهنة وما تلاها من تدهور في السوق الغنائية تأثير عليك في الوقت الحالي؟ - أنا أحاول ألا أتأثر، لأنني لو تأثرت كمن تعرض للضرب في النخاع الشوكي، وبالرغم من ذلك فإنني لا أنكر أن تلك الأوضاع مؤثرة، ولكن هذا لا يمنع أن الأغنية الوطنية هي أكثر شيء ملائم للأحداث الراهنة، ولكن في حالة استقرار الأوضاع في مصر فإن كل المطربين سيعودون للساحة بقوة. ثورة سوريا حدثنا عن تجربتك مع الأغنية الوطنية وخاصة أنك خضت تجربة الكتابة لإحدي الأغنيات الوطنية للثورة السورية؟ - بالفعل قمت بكتابة أغنية وطنية لسوريا تحمل اسم «بحبك يا شام» من غناء الفنانة وعد البحري، وألحان وتوزيع محمد ضياء، والأغنية عبارة عن حالة قمت بالتعبير فيها عن مشاعري تجاه سوريا والحمد لله وفقني الله فيها، هذا بالإضافة إلي قيام الأوبرا المصرية بقيادة «د.جيهان مرسي» بالموافقة علي وضع تلك الأغنية في مهرجان الموسيقي العربية العشرين، وأنا اعتبر أن ذلك في حد ذاته تكريماً من مصر للثورة السورية. وهل قمت بتقديم أغان وطنية لمصر علي غرار الأغنية التي قدمتها لسوريا؟ - بالطبع، فقد ساهمت في عمل أغنية لمصر تحمل اسم «علي أرضك أنت يا وطن» من كلمات الشاعر باهي وألحان «عموئيل» وكانت مساهمتي فيها في إدارة الإنتاج فقط، أما الإنتاج فكان لإحدي المحطات الفضائية وسوف يتم إذاعتها قريباً. ما رؤيتك للوضع الغنائي الراهن؟ - أري أنه يجب علي كل المنتجين في تلك الفترة ألا يعملوا علي الجري وراء الربح، لأن الأهم الآن هو البحث عن الجمهور الذي سيسمع فقط، فأنا أجد أن الشركات تريد فرصة لكي يكون هناك وقت للسمع، وقد وضح ذلك جليا من التجربة الغنائية الرائعة لألبوم الفنانة الجميلة «آمال ماهر» والتي عملت من خلالها علي تجديد العزيمة علي تقديم المميز دائما، ولا ننسي أيضا دور العبقري محسن جابر في نجاح الألبوم، والذي أري أن شركة عالم الفن من أنجح المؤسسات في الوطن العربي، وأتوقع أن يأتي لنا بالجديد والمميز دائما كعادته. الحالة الدرامية لكن ألا تعتقد أن طرح ألبوم آمال ماهر في هذا التوقيت كان مجازفة لكل من محسن جابر وآمال ماهر معا؟ - لا بالعكس، فأنا أجد أنها تجربة رائعة، وكذلك فإن صوت آمال ماهر صوت عبقري يشهد له العالم العربي أجمع، بدليل تحقيق ألبوماتها للنجاح المذهل، هذا بالإضافة لطرح ألبوم النجم الكبير عمرو دياب في نفس التوقيت وحقق نجاحاً كبيراً أيضا. علي أي أساس يعتمد نجاح الألبوم من وجهة نظرك؟ - علي جمال الصوت في المقام الأول، ثم نجد أن اللحن يسحب الإحساس، والكلمة تمس القلب، والصوت يكون معبراً وحساساً، بالإضافة للحالة الدرامية التي تمر بها الأغنية، وبالتالي فإن كل تلك الأشياء تؤدي لنجاح الألبوم. ما نظرتك للأغنية المصرية بعد الثورة؟ - بالتأكيد فإن هناك أشخاصاً كثيرين سيختفون، لأنه سيحدث غربلة في الفن، لأن كل ثورة تقام في العالم لابد من ظهور أشكال جديدة بعدها، ونحن في مجتمعنا المصري والعربي لابد من أن نرتكز علي حسبة بسيطة هي الاعتماد علي الصوت واللحن والكلمة لأن تلك الأشياء لو اجتمعت فإن الفنان سيقدم رسالة كاملة بعنوان ومضمون وختام ولكن لا ينفع أن يكون هناك عنوان ولا يوجد مضمون. أنصاف مطربين هل من الممكن أن تخوض تجربة الإنتاج مع انصاف المطربات؟ - بصراحة لا، وهذا عن قناعة شخصية بداخلي، لأن ذلك مبدئي بألا أعمل إلا مع الأصوات الجميلة، لأنني لست منتجاً لأصوات استعراضية، فأنا أعتمد في الأول والأخير علي جودة الصوت واللحن والكلمة والأداء والإحساس الصادق. ولكن بحكم كونك منتجاً فإن اللون الاستعراضي الغنائي في حفلات اللايف صاحب الأكثر ربحية أليس كذلك؟ - ولكنني أجد أن الأنجح لي كمنتج وفنان وصاحب رسالة أن أعتمد علي مطربة أو مطرب يملك جمال الصوت وقوته، فهذا هو الأنجح لي لأنه واجبي تجاه مجتمعي، وأما عن الربح فإن الربح المعنوي عندي أقوي، فكون الجمهور يسمع شيئاً جيد هذا أفضل عندي ألف مرة من أن يستمع إلي شيء رديء لفنانة تقدم استعراضاً فقط لأنني أريد أن أترك بصمة جميلة عند الناس فأنا لا أريد أن أملك المال فقط، أنا أريد أن أؤسس قاعدة أساسية للفن، ولا أريد نجاحاً عبارة عن فقاعات صابون، وهذه هي وجهة نظري ولكنني أيضا لا أريد أن أعممها علي الكل ولكن علي بعض من هؤلاء الذين أجدهم يعتمدون علي الرتم، واللحن ويبعدون كل البعد عن جمال الصوت، بمعني أنهم يعتمدون علي الايقاع الغربي فقط. الغناء الشعبي هل من الممكن أن يكون هناك تعاون لك مع نجوم من الخارج؟ - وما المانع، ولكني أفضل أن اطلع بمطربينا العرب للخارج، وأن أصعد بأغنياتنا المصرية والعربية للعالمية، لذلك فإنني أفضل تصوير الكليبات في مصر، لأنني أحب أن أشجع بلدي مصر. وما تقييمك لفكرة الدويتو؟ - هي تجربة مفيدة لكل من الطرفين، والأجانب يتقبلونها جدا في حالة وجود دويتو يجمع بين مطرب عربي وآخر أجنبي، لأنهم يملكون إذاعات تذيع الأغاني العربية طوال الوقت، لذلك هي تجربة ممتازة. هل من الممكن أن يكون لك تعاون مع اللون الغنائي الشعبي؟ - بالتأكيد، ولكن الشعبي بوجهة نظر أخري، فأنا أعشق حالة التطوير التي قدمها الرائع أحمد عدوية للأغنية الشعبية، حيث إنه أحدث نقلة غنائية في فن الأغنية الشعبية لذلك فإنني أجد أن الفن الشعبي فناً راقياً ومستمراً وأتمني خوض تجارب من خلاله. من الأصوات الشعبية التي تسمع لها؟ - حكيم، الراحل حسن الأسمر، الفنان القدير أحمد عدوية. من الأصوات التي تفضل أن تستمع لها؟ - أستمع لكل نجوم الوطن العربي وذلك بحكم كوني منتجاً، حيث إنني يجب أن أعرف كل الموجود، ولكن يطربني نجوم العصر الذهبي مثل عبدالحليم، أم كلثوم، فقد كنت أتمني أن أكون موجوداً في ذلك العصر وأتمني بالفعل عودته، لأنه كان يأتي لنا بنجوم من كل الوطن العربي والخليج والشام. التيار الإسلامي ألا تشعر بالقلق من وصول التيارات الإسلامية للحكم كما تردد عن شعور الكثير من أهل الفن بذلك؟ - لا أشعر بالقلق أبدا، فأنا لا أخاف إلا من الله، ولا أخاف علي مصر لأنها كبيرة جدا، وبالعكس فإنني أشعر أن الفن فيها سيتأثر للأحسن، وسوف تكون الفرص المطروحة أحسن، فنحن حضارة 7000 سنة، وستظل الحضارة والفن إلي يوم الدين، وأعتقد أن كل ما يتردد عن القلق الذي يراود أهل الفن ما هي إلا أقاويل، فأنا لا أصدقه في أي مصري، لأننا كلنا مصريون ونحب مصر. إلي أين سيذهب الوضع الغنائي؟ - مصر قامت بالثورة ضد أي شيء خاطئ، والثورة قامت من أنفسنا ضد النظام وليس العكس، ولذلك لابد أن نغير من أنفسنا أولا، وهذا معناه بالنسبة لنا كوسط غنائي سنبدأ بالتركيزمع الأصوات الجيدة مثل آمال ماهر. وإلي أين ستذهب مصر؟ - سأقول مثلما قال الشاعر «جلال عامر» ولماذا لم تسأل قبل أن تركب؟ بمعني أن مصر ستذهب للأحسن، ولكن لابد أن نكون يداً واحدة، ولا للفتنة وهذا هو الحل الوحيد. ثورة غنائية هل تعتقد أنه ستقوم ثورة غنائية أو تمرد ضد تلك الشركات؟ - أنا اتمني أن يتم التعاون مع الكل، فأنا أحب وطني العربي، وكلما اقتربنا من بعضنا سننجح أكثر، فأنا أتمني التعاون بين جميع الشركات في الوطن العربي من المحيط للخليج والشام، وأن يكون هناك تعاون في التوزيع، وهذا هو سر النجاح للنهوض بالفن الغنائي وتنويع المصادر الإنتاجية وبهذه الطريقة فإن الكل سيشتغل. هل تجد أن بعض وسائل الإعلام ضعيفة النفوس تجامل فنانات علي حساب فنانات أخري بمعني تعرض بعض الأصوات الجميلة للظلم؟ - أنا كمنتج علي الاجتهاد في عملي في تقديم الصوت الجيد، ولم يصادفني وسائل إعلام مأجورة، ولكنني أقول لهم ربنا يسامحهم علي كل ما اقترفوه في حق الأصوات القوية. من هم الشعراء والملحنون الذين تحب التعامل معهم؟ - أحب ناصر الجبيل، محمد جمعة، بهاء الدين محمد، عماد حسن والملحنين محمد ضياء، حلمي بكر، محمد رحيم. وماذا عن نشاطك القادم؟ - أعمل علي تقديم أعمال فنية تعتمد علي الكلمة واللحن والصوت والكليب الجيد والإخراج المتميز والدعاية المتطورة والانتشار في الحفلات والتكريمات والخدمات للصوت الجيد مع مجموعة من الوجوه الشابة وسأبدأ بطرح ألبوم وعد البحري بعد أن أعطيه لشركة توزيع متخصصة سيكون عليها هي تحديد ميعاد طرح الألبوم، وسأبدأ بالاستعداد لتقديم تعاون جديد مع الفنان القطري عيسي الكبيسي.