في الخامس عشر من يناير، يتم الإعلان عن جوائزالجولدن جلوب التي تنظمها رابطة الصحافة الأجنبية بنيويورك، حيث تتنافس عشر من نجمات هوليوود، علي جائزة أفضل ممثلة وسوف تحصل واحدة منهن علي جائزة أفضل ممثلة في فيلم دراما، بينما تحصل الأخري علي جائزة أفضل ممثلة عن فيلم كوميدي أو موسيقي والطريف أن نسبة كبيرة منهن سبق لهن الحصول علي الجولدن جلوب أو الترشح لها ومن بين المرشحات لجائزة التمثيل عن الأفلام الدرامية "جلين كلوز"، عن فيلم "ألبرت نوبز" وهو الفيلم الذي شاركت في إنتاجه وتدور أحداثه في بداية القرن التاسع عشر، حيث تتعرض فتاة مراهقة للاغتصاب فتقرر أن تحمي نفسها بادعاء أنها رجل، وتعيش داخل سترة الرجال ما تبقي من عمرها وتطلق علي نفسها اسم ألبرت نوبز، وهو اسم عائلة بديلة تبنتها وهي طفلة، تعمل "نودز" في أحد الفنادق التي تستقبل نزوات الطبقة الارستقراطية وتسعي جاهدة أن تدخر كل سنت تحصل عليها من عملها، حتي تكون ثروة ضخمة، وتحلم بشراء محل صغير لبيع التبغ يحررها من شخصية الرجل الذي تعيش داخله، ولكن لسوء الحظ أحلامها لا تتحقق، وتلقي حتفها قبل أن يعرف العالم أنها امرأة وليست رجلاً. الفيلم من إخراج جابرييل ماركيز ابن الروائي الكوبي العالمي صاحب مائة عام من العزلة! سبق لجلين كلوز أن حصلت علي الجولدن جلوب عن مسلسل "تدمير"، كما حصلت علي الأوسكار عن فيلم" الإثارة القاتلة" أمام مايكل دوجلاس. أعلي معدل ترشيح أما ميريل ستريب فقد حققت أعلي معدل لمرات الترشح للجولدن جلوب، حيث وصلت هذا العام إلي رقم 17 عن فيلم "المرأة الحديدية" الذي تجسد من خلاله شخصية "مارجريت تاتشر" رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، بينما حصلت الممثلة الشابة"روني مارا" علي ترشيح عن فيلم الفتاة ذات وشم التنين، وتيلدا سوينتون عن فيلم "يجب أن نتحدث عن كيفين"، أما السمراء" فيولا دافيز" فهي أقربهن في نظري للجائزة عن دورها الرائع في فيلم "المساعدة" للمخرج تات تيلور، والفيلم مأخوذ عن رواية كتبتها " كاثرين سكوت" وتدورأحداثها في ستينات القرن الماضي، مع بزوغ حركات حقوق الإنسان، ونبذ العنصرية ضد زنوج أمريكا، حيث تقرر الفتاة "سكيتر" التي تعيش في إحدي المدن الصغيرة في الميسيسيبي، أن تؤلف كتاباً عن حال الخادمات الأمريكيات اللائي يندرجن من أصول أفريقية، ويعانين اضطهاد سيداتهن البيض. كانت سكيتر قد تربت علي يد مربيتها السمراء التي علمتها كل فنون الحياة، وساهمت في تكوين شخصيتها، ثم اختفت المربية العجوز فجأة وحاولت سكيتر أن تعرف من أمها لماذا تركت المربية المنزل دون أن تودعها، إلا أن الأم تخفي عن ابنتها السبب الحقيقي، وهي أن المرأة العجوز التي أفنت عمرها في خدمة العائلة قد تم طردها بطريقة لا إنسانية، إرضاء لزوجة أحد المتنفذين في البلدة التي كانت تحتقر الزنوج وتعاملهم بقسوة وغلظة وكأنهم ليسوا بشراَ، وتقرر سكيتر أن تضم في كتابها تجربة أكثر من عشرين خادمة سوداء عانت التفرقة العنصرية، ولكن الأمر لم يكن بهذه السهولة، فكل خادمة تخشي بأس سيدتها لو إنها باحت بأي من تلك التصرفات الهمجية من النساء اللائي يعتبرن أنفسهن من صفوة المجتمع الامريكي. تبدأ الحكاية من عند" إيبيلين" التي لم تمانع من مساعدة سكيتر في تأليف كتابها واستسلمت لكل الاسئلة التي طرحتها المؤلفة الشابة، ومنها ما هو إحساسك وانت تقومين بتربية أطفال السيدات البيض بينما ابنك الصغير لايجد من يعتني به؟ وتحكي إيبيلين تجربتها حيث عانت طوال عمرها نظرة الكراهية والإحتقار التي تراها في عيون سادتها، رغم تفانيها في خدمة أبنائهم، وهي تستطيع أن ترد عدوان سيدتها أو حتي تترك خدمتها، لأنها في هذه الحالة تكون قد حكمت علي نفسها بالموت جوعاً، أما" ميني"فهي خادمة أكثر جرأة من صديقتها ايبلين، عانت كثيرا غلظة وجحود سيدتها، التي كانت ترفض بشدة أن تدعها تقضي حاجتها في الحمام الرئيسي، علي أنها مصدر للنجاسة، مثل الخنازير، وبعد أن طردتها سيدتها بقسوة، تعود إليها "ميني" وقد قررت الانتقام منها، بطريقة لم تخطر ببال وتقدم لها شطيرة من النوع الذي تعشقه السيدة، وقد خلطت محتويات الشطيرة ببعض من مخلفاتها، وقدمتها الي السيدة وهي تعتذر لها، ووقفت أمامها تتابعها بنظرات شامتة وهي تنقض علي الفطيرة، تلتهمها قطعة قطعة، فإذا مافرغت منها، أخبرتها الخادمة بالحقيقة، وأن ما أكلته هو مخلفاتها، وتكاد المرأة تموت غيضا ويلاحقها الإحساس بالعار، خاصة عندما يتم نشر الكتاب الذي أطلقت عليه مؤلفته اسم "المساعدة"، وحقق أعلي مبيعات وذاع الخبر بين أهل البلدة، وتحقق "سكيتر" نجاحاً بنشر كتابها وتنطلق للحياة في نيويورك، وقد بدأت موجات العنصرية ضد السود تنحسر تدريجيا منذ هذا التاريخ، ليصل أول رجل أمريكي أسمر "باراك أوباما"من أصول أفريقية إلي حكم الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 2009، أي بعد أحداث الفيلم بنصف قرن تقريباً. الكوميديا تنافس وعلي جائزة افضل ممثلة عن فيلم كوميدي تتنافس كلا من" تشارليز ثيرون " عن فيلم "ناضجون صغار"، وكريستين ويج عن فيلم" وصيفة العروس"، وميشيل ويليامز عن فيلم "أسبوع مع مارلين"، وعن فيلم "المذبح" للمخرج "رومان بولنسكي" تتنافس كل من جودي فوستر، و"كيت وينسليت"، والفيلم مأخوذ عن مسرحية كتبتها "ياسمينا ريزا" التي شاركت المخرج في كتابة السيناريو أيضاً، وتدور أحداث الفيلم في إطار من الكوميديا السوداء، فبعد مشاجرة بين مجموعة من المراهقين تنتهي بأن يضرب أحدهم زميله بفرع شجرة علي رأسه، تنتهي بكسر بعض أسنانه، يقوم والدي الفتي المعتدي "كيت وينسليت" وكريستوفر والتز، بزيارة وديه لوالدي الفتي المعتدي عليه"جودي فوستر" و"جون ريلي"، بغرض الوصول إلي صيغة مرضية، تضمن عدم وصول الأمر للقضاء، وتقوم جودي فوستر وهي تعمل في مجال حقوق الإنسان وهي في نفس الوقت والدة الفتي المضروب بكتابة صيغة الصلح التي يقرها جميع الأطراف. أما كيت وينسليت فهي سيدة ارستقراطية متعجرفة، تعاني تجاهل زوجها رجل الاعمال لمشاعرها فهو لا يكف عن استخدام تليفونه المحمول كل خمس دقائق، ويقطع اي حوار دائر مهما كانت جدية الحوار وخطورته، ويستعد الزوجان لترك شقة اسرة الفتي المضروب ويودعهما الأسرة المضيفة إلي المصعد، ولكن يخطر للزوج صاحب المنزل أن يدعو ضيفيه الي فنجان نيسكافيه فيعودن مرة أخري للشقة، لتكملة الحديث، وكلما هما بالمغادرة يحدث أمرًا يضطرهما للعودة مرة أخري، ويتصاعد الحوار الذي يبدأ في أجواء من الود والرغبة في المعرفة، ثم يتصاعد الأمر الي صدام حاد بين جميع الأطراف، لنكتشف بعض ملامح كل منهم وتاريخه وعذاباته وهمومه وموقفه من رفيق حياته، وكأن أحدهم لم يتحدث الي الآخر أو يكتشفه إلا في هذه اللحظة، ورغم أن أحداث الفيلم كاملة تدور في مكان واحد، هي شقة في نيويورك تقطنها أسرة الفتي المعتدي عليه، إلا أن الملل لا يتطرق إليك ولو للحظة واحدة، حيث وصل الممثلون الأربعة الي حالة هائلة من التعايش والتلقائية، وكأن ما ينطقون به من حوار يخرج للتو من أفواههم بدون إعداد مسبق، تختلط صيحات الغضب بضحكات هيسترية، لا علاقة لها بالموضوع الأصلي للزيارة، وينتهي الموقف باكتشاف كل منهم أنه يعيش مع شخص لا يعرفه مطلقاً، بينما الأطفال لا يزالوا يلعبون في الشارع! مده عرض فيلم المذبح 76 دقيقة فقط! وهو من أهم الأفلام التي شاهدتها مؤخراً، وإن كان لم يدخل ضمن قائمة الأفلام المتنافسة علي جائزة الجولدن جلوب!