فى الخامس عشر من يناير المقبل، يتم الإعلان عن جوائز الجولدن جلوب التى تنظمها رابطة الصحافة الأجنبية بنيويورك، حيث تتنافس عشر نجمات عن السينما الأمريكية، على جائزة أفضل ممثلة وسوف تحصل واحدة منهن على جائزة أفضل ممثلة فى فيلم دراما، بينما تحصل الأخرى على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم كوميدى أو موسيقى! ومن بين المرشحات لجائزة التمثيل عن الأفلام الدرامية كل من «جلين كلوز»، عن فيلم «ألبرت نوبز»، وميريل ستريب عن فيلم المرأة الحديدية التى تجسد من خلاله شخصية «مارجريت تاتشر» رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، و«رونى مارا» عن فيلم الفتاة ذات وشم التنين، وتيلدا سوينتون عن فيلم «يجب أن نتحدث عن كيفين»، أما السمراء «فيولا دافيز» فهى أقربهن فى نظرى للجائزة عن دورها الرائع فى فيلم «المساعدة» للمخرج تات تيلور، والفيلم مأخوذ عن رواية كتبتها «كاثرين سكوت» وتدور أحداثها فى ستينيات القرن الماضى، مع بزوغ حركات حقوق الإنسان، ونبذ العنصرية ضد زنوج أمريكا، حيث تقرر الفتاة «سكيتر» التى تعيش فى احدى المدن الصغيرة فى الميسيسيبى، أن تؤلف كتاباً عن حال الخادمات الأمريكيات اللائى يندرجن من أصول أفريقية، ويعانين من اضطهاد سيداتهن البيض، وكانت سكيتر قد تربت على يد مربيتها السمراء التى علمتها كل فنون الحياة، وساهمت فى تكوين شخصيتها، ثم اختفت المربية العجوز فجأة وحاولت سكيتر أن تعرف من أمها لماذا تركت المربية المنزل دون أن تودعها، إلا أن الام تخفى عن ابنتها السبب الحقيقى، وهى أن المرأة العجوز التى أفنت عمرها فى خدمة العائلة قد تم طردها بطريقه لاإنسانية، إرضاء لزوجة أحد المتنفذين فى البلدة التى كانت تحتقر الزنوج وتعاملهم بقسوة وغلظة وكأنهم ليسوا بشراً، وتقرر سكيتر ان تضم فى كتابها تجربة أكثر من عشرين خادمة سوداء عانت من التفرقة العنصرية، ولكن الأمر لم يكن بهذه السهولة، فكل خادمة تخشى بأس سيدتها لو إنها باحت بأى من تلك التصرفات الهمجية من النساء اللائى يعتبرن أنفسهن من صفوة المجتمع الامريكى، وتبدأ الحكاية من عند «إيبيلين» التى لم تمانع من مساعدة سكيتر فى تأليف كتابها واستسلمت لكل الاسئلة التى طرحتها المؤلفة الشابة، ومنها ما هو إحساسك وانت تقومين بتربية أطفال السيدات البيض، بينما ابنك الصغير لا يجد من يعتنى به؟ وتحكى إيبيلين تجربتها حيث عانت طوال عمرها من نظرة الكراهية والاحتقار التى تراها فى عيون سادتها، رغم تفانيها فى خدمة أبنائهم، وهى لا تستطيع ان ترد عدوان سيدتها أو حتى تترك خدمتها، لانها فى هذه الحالة تكون قد حكمت على نفسها بالموت جوعاً، أما «مينى» فهى خادمة أكثر جرأة من صديقتها ايبيلين، عانت كثيرا من غلظة وجحود سيدتها، التى كانت ترفض بشدة أن تدعها تقضى حاجتها فى الحمام الرئيسى، على أنها مصدر للنجاسة، مثل الخنازير، وبعد أن طردتها سيدتها بقسوة، تعود اليها «مينى» وقد قررت الانتقام منها، بطريقة لم تخطر ببال وتقدم لها فطيرة من النوع الذى تعشقه السيدة، وقد خلطت محتويات الفطيرة ببعض من مخلفاتها، وقدمتها الى السيدة وهى تعتذر لها، ووقفت أمامها تتابعها بنظرات شامتة وهى تنقض على الفطيرة، تلتهما قطعة قطعة، فإذا ما فرغت منها، أخبرتها الخادمة بالحقيقة، وأن ما أكلته هو مخلفاتها، وتكاد المرأة تموت غيظا ويلاحقها الإحساس بالعار، وخصوصاً عندما يتم نشر الكتاب الذى أطلقت عليه مؤلفته اسم «المساعدة»، وحقق أعلى مبيعات وذاع الخبر بين أهل البلدة، وتحقق «سكيتر» نجاحاً بنشر كتابها وتنطلق للحياة فى نيويورك، وقد بدأت موجات العنصرية ضد السود تنحسر تدريجياً منذ هذا التاريخ،ليصل أول رجل أمريكى أسمر «باراك أوباما» من أصول أفريقية إلى حكم الولاياتالمتحدةالأمريكية فى عام 2009، أى بعد أحداث الفيلم بنصف قرن تقريباً. وجائزة افضل ممثلة عن فيلم كوميدى تتنافس كل من: «تشارليز ثيرون» عن فيلم «ناضجون صغار»، وكريستين ويج عن فيلم «وصيفه العروس»، وميشيل ويليامز عن فيلم «أسبوع مع مارلين»، وعن فيلم «المذبح» للمخرج «رومان بولنسكى» تتنافس كل من جودى فوستر، و «كيت وينسليت»، والفيلم مأخوذ عن مسرحية كتبتها «ياسمينا ريزا» التى شاركت المخرج فى كتابة السيناريو أيضاً، وتدور أحداث الفيلم فى إطار من الكوميديا السوداء، فبعد مشاجرة بين مجموعة من المراهقين تنتهى بأن يضرب أحدهم زميله بفرع شجرة على رأسه، تنتهى بكسر بعض أسنانه، يقوم والدى الفتى المعتدى «كيت وينسليت» وكريستوفر والتز، بزيارة وديه لوالدى الفتى المعتدى عليه «جودى فوستر» و«جون ريلى»، بغرض الوصول إلى صيغه مرضية، تضمن عدم وصول الأمر للقضاء، وتقوم جودى فوستر وهى تعمل فى مجال حقوق الانسان وهى فى نفس الوقت والده الفتى المضروب بكتابه صيغة الصلح التى يقرها جميع الأطراف، أما كيت وينسليت فهى سيدة أرستقراطية متعجرفة، تعانى من تجاهل زوجها رجل الأعمال لمشاعرها فهو لا يكف عن استخدام تليفونه المحمول كل خمس دقائق، ويقطع أى حوار دائر مهما كانت جدية الحوار وخطورته، ويستعد الزوجان لترك شقة أسرة الفتى المضروب ويودعهما الاسرة المضيفة الى المصعد، ولكن يخطر للزوج صاحب المنزل أن يدعو ضيفيه الى فنجان نيسكافيه فيعودا مرة أخرى للشقة، لتكملة الحديث، وكلما هما بالمغادرة يحدث أمراً يضطرهما للعودة مرة أخرى، ويتصاعد الحوار الذى يبدأ فى أجواء من الود والرغبة فى المعرفة، ثم يتصاعد الأمر الى صدام حاد بين جميع الأطراف، لنكتشف بعض ملامح كل منهم وتاريخه وعذاباته وهمومه وموقفه من رفيق حياته، وكأن أحدهم لم يتحدث الى الآخر أو يكتشفه إلا فى هذه اللحظة، ورغم أن أحداث الفيلم كاملة تدور فى مكان واحد، هو شقة فى نيويورك تقطنها أسرة الفتى المعتدى عليه، إلا أن الملل لا يتطرق إليك ولو للحظة واحدة، حيث وصل الممثلون الأربعة الى حالة هائلة من التعايش والتلقائية، وكأن ما ينطقون به من حوار يخرج للتو من أفواههم بدون إعداد مسبق، تختلط صيحات الغضب بضحكات هيسترية، لاعلاقة لها بالموضوع الأصلى للزيارة، وينتهى الموقف باكتشاف كل منهم أنه يعيش مع شخص لا يعرفه مطلقاً، بينما الأطفال لا يزالوا يلعبون فى الشارع! مدة عرض فيلم المذبح 76 دقيقة فقط! وهو من أهم الأفلام التى شاهدتها مؤخراً، وإن كان لم يدخل ضمن قائمة الأفلام المتنافسة على جائزة الجولدن جلوب!