أحمد يوسف.. هو أفضل مذيع عربي متخصص في نشر الثقافة العلمية وذلك من خلال برنامجه المتميز «اي تي شو» علي قناة النيل الثقافية،وقد كرم مؤخرا من مجلس أمناء جائزة دبي الثقافية للإبداع في دورتها السابعة عن دوره في نشر الإعلام الجديد والثقافة العلمية عبر الشاشة وكتاباته الصحفية المتميزة، ولكن أهم مايميزه هو انه إعلامي صاحب نظرية «اوت اوف بوكس» فلقد راهن في بداية عملة الإعلامي علي الثورة التكنولوجية مما جعله قريباً جدا من الجيل الإلكتروني الحقيقي الذي صنع الثورة ليس في مصر فقط لكن في العالم العربي ايضالأن برنامجه التكنولوجي قد اكتشف أشهر قادة التغير في العالم العربي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويحاول أحمد يوسف من خلال هذا الحوار ان يقدم رؤية تحليلية عن الجيل الجديد الذي لم يعرفه المجتمع الي الآن.. ويعبر عن تخوفه من القادم وينصح الشباب بضرورة ان يعي ان قواعد اللعبة قد تغيرت في العالم كله وهناك العديد من التحديات. في البداية..حدثنا عن تداعيات جائزة دبي الثقافية؟ - هذا التكريم يعد بمثابة الجائزة الدولية الخامسة التي أحصل عليها خلال مشواري العلمي كافضل مذيع عربي متخصص في برامج الفكر اللابتكاري والاختراعات وعن برنامجي «اي تي شو» الذي يهتم بنشر الثقافة العلمية وكان ذلك التكريم عن مجمل كتاباتي الصحفية في مجال التكنوعلم وأشهرها « دماغ تك» الملف الاسبوعي في روزاليوسف واهم ما يميز هذا التكريم ان مجلة دبي الثقافية تختار بعناية افضل الإعلاميين الذين اهتموا بنشر الثقافة علي مستوي العالم العربي وأهم ما يميز برنامجي انه استضاف 12الف ضيف من قادة الإعلام الإنترنت الجديد. ما سر نجاح برنامجك "اي تي شو"؟ - هذا البرنامج له فكر مختلف فهو يراهن علي جيل الإنترنت الجديد، فهو يبحث عن مشاهير وقادة الإعلام الجدد من المخترعين والمبادرين ويقدم تجربتهم المختلفة بشكل اجتماعي خفيف فلم يكن اهتمامي الحديث عن عن السوفت وير والهارد وير ولكن الحديث عن أحدث صيحات الاستراجيات لتفكير بطريقة جديدة علي مستوي العالم العربي، فالبرنامج هو أول من تحدث عن شبكات التواصل الاجتماعي وكذلك إلقاء الضوء علي دور التكنولوجيا في المجتمع المدني وأثناء ذلك اكتشفنا العديد من العلماء فلقد أجريت أربعة حوارات تليفزيونية مع د/عصام شرف عندما كان رئيس جمعية عصر العلم واستضفنا ايضا علماء المهجر ورؤساء جوجل مصر ورئيس ميكروسوفت مصر وائل غنيم من أبرز الشخصيات التي تمت استضافتها في برنامج اي تي شو قبل الثورة. قادة الإنترنت ما رؤيتك الخاصة عن وائل غنيم؟ - كان من أهم اهداف البرنامج إلقاء الضوء علي مشاهير وقادة الإنترنت وكان منهم الناشط الإلكتروني وائل غنيم فلقد كنت اول من يجري معه حواراً تليفزيونيا وكان ذلك في ديسمبر 2010 . فهذا الشخص قد جاء الي مصر مرتين في المرة الأولي كان في مؤتمر جوجل الأول الذي عقد في مصر في اكتوبر 2010 وكان يتكلم عن ان الإنترنت سيخلق مشاهير جدداً سنهم صغيرة وكان ذلك في موضوع صحفي كتبته في دماغ تك في روزاليوسف أما المرة الثانية فكان قد جاء الي مصر في شهر ديسمبر 2010 مع اسامة حسنين «أشهر مصري في وادي السيليكون في أمريكا وصاحب مشروع تبني المبادرين» في مشروع المبادرين ليلعب دور «المرشد» وهو انه يساعد الشباب مجانا في صناعة البيزنس لما لديه من خبرة في هذا المجال فهو بمثابة الأب الروحي لهم لدوره الفعال مع الشباب. فقد كان يراهن وبشدة علي ان الإنترنت سيكون له دور كبير في المستقبل القريب وكان لديه حماس شديد للشباب. لكن في المناسبتين اللتين التقيت فيهما معه لم أعرف انه ناشط سياسي ولم يطلب مني أو من غيري ان أنضم لأي جروب سياسي فهو شخص متأمل وعميق التفكير وليس شاباً عادياً ومهذباً جدا، وما حدث معه بعد الثورة من ضغط اعلامي شديد كان أكثر من الازم فهو شاب مواليد 81 وبطبيعة سنه الصغيرة لايتحمل هذا الضغط الإعلامي فلابد ألا نظلم وائل غنيم فبعد الثورة حاولت الحديث معه ولكنه رفض واصبح حذِرًا من اي تصريحات صحفية وكان واضحاً علي عينيه الإجهاد الشديد وهذا إشارة الي انه تم اعتقاله ولكنه لايتأخر عن مساندة الشباب في مشاريع البيزنس، فبعد نجاح الثورة كان غنيم «متلخبط» لأنه تم تعليته سياسيا وهو غير سياسي فكان هناك حديث انه سيرشح وزيرا للاتصالات ولكن الشارع اتفق او اختلف عليه فأنا أري انه اصبح شعلة ومنارة لكثير من الشباب وسيكون له دور في المستقبل فهو احد الكوادر الشابة بحكم تكوين شخصيته. جيل الإنترنت هو الذي صنع الثورة المصرية.. لماذا تم تجاهله اعلاميا؟ - بعد الثورة استضفت شباب ائتلاف الثورة ولكني اكتشفت ان الجيل الذي نزل أثناء الثورة تم الضحك عليه اعلاميا حتي من الشباب فلقد تصدر شباب ائتلاف الثورة المشهد الإعلامي لأنهم «شاطرين» في التعامل مع الميديا وهم شباب من الأحزاب وحركة كفاية وتكلموا باسم الجيل والجيل الإلكتروني الجديد الذي خرج يقول سلمية سلمية هو ده الجيل الذي صنع الثورة وهو مطالبه السلام وثورة في التعليم ولكن ماحدث ان هناك قادة جدداً في كل المجالات فالجيل ليس كله سياسة فلقد تم الضحك علي الجيل وتم اختزاله في شباب ائتلاف الثورة ولكن الجيل الحقيقي الذي صنع الثورة هو جيل علي درجة عالية من التعليم وقد خلص مصر من أهم مشكلة وهي سيطرة الحزب الواحد وبعد ذلك عاد هذا الجيل الي قواعده، فهذا النوع من الشباب لديه حياة خاصة ومختلفة منها انه لديه بيزنس علي الإنترنت وليس لديه وقت لظهور في الميديا فمع الأسف الي الآن لم يتعرف المجتمع علي الجيل الجديد الذي صنع الثورة فالمجتمع شاف وسمع شباب إئتلاف الثورة وأنا هنا أتساءل من أعطي لهذا الائتلاف الحق في الحديث عن جيل بأكمله فهذا الائتلاف مشكورا تحدث في السياسة ولكن الجيل ليس كله سياسة فمن الخطر ان يتم اختزال فكر الجيل كله في السياسة فقط. فالجيل الحقيقي الذي حرر مصر «مش فاضي» للحديث في الإعلام لأنه مشغول بعمله وعلمه لذا فقضيتي هي أن أعبر عنه لأنهم هم الكتلة الحرجة في مصر وهم الذين سيغيرون مصر بالإضافة الي العقول المهاجرة ، فأنا من البداية أراهن علي هذا الجيل التكنولوجي وكذلك أراهن علي الإعلام الاجتماعي . كل كتابتي قبل الثورة كنت متوقعًا فيها ان الجيل الإلكتروني سيحدث ثورة ولكني كنت متوقعها تكون علي الأشكال القديمة لكن لم اكن متوقعاً ان تكون ثورة بهذا الشكل، فتكنولوجيا الإنترنت انتقلت الي ارض الواقع . ما أهم ما يميز جيل الإنترنت من الشباب؟ - هذا الجيل لديه مهارات مختلفة ومنهجي هو ان أقدم من خلال برنامج اي تي شو قادة هذا الجيل وأحاول أن امكنهم من الظهور علي الشاشة بشكل يتناسب مع مغامراتهم ،فمجتمع الشبكات منفصل فهناك مجتمع للمبرمجين واخر لعلماء الفضاء وغيرهم من الشعراء ولكن كلا منهم يعيش في مجتمع منعزل لذا فانا احاول ربط هؤلاء ببعض لنقدم مصر بشكل مختلف فهي رؤية مختلفة لجيل سيغير مصر وهذا الفكر يتعدي حدود مصر الي جميع الدول العربية للبحث عن قادة التغير في العالم العربي فنحن نعيش في عالم عربي جديد يرسمه الشباب المتعلم والواعي بنفسه. الوعي الاستراتيجي ما مستقبل شبكات التواصل الاجتماعي في العام القادم؟ - الي الآن المجتمع لا يعرف معني شبكات التواصل الاجتماعي وكذلك المسئولون ووسائل الإعلام، فهذه الشبكات لديها منظمون واستراتيجيون علي مستوي عال لذا علي من يتعامل مع هذه الشبكات ان يكون لديه الكتالوج الخاص بها وهذا يحتاج مستوي تعليميا عالياً، اختراق شبكات التواصل الاجتماعي هي إحدي أدوات حرب القوي الناعمة في هذا العصر لذا كان من الضروري ان يكون لدينا شبكة تواصل اجتماعي مصرية وعربية لحماية قاعدة البيانات الخاصة بالمجتمعات العربية،لابد ان يكون لدينا وعي استراتيجي. وأتوقع ان العام القادم سيشهد اندماجًا بين الشبكات الاجتماعية علي الانترنت والوجود علي الأرض بمعني ان ثورة النت أصبحت في الشارع وأن شبكة «جي بلس» ستكون الأشهر في الاستخدام في عام 2012 للتواصل أكثر بين الشباب. ما آخر أخبار مشروعك العلمي "دماغ تك" ؟ - هذا المشروع هو اول مبادرة عربية لنشر الإعلام العلمي، فهو بمثابة ثورة الدماغ العرب وسينطلق مع نهاية عام 2012، وانا أراهن علي الشباب المصري فهو لديه طاقة هائلة من الإبداع والابتكار، فالشباب العربي أكثر تنظيما ويحتاج من يتبني أفكاره المتميزة لنصنع عالماً عربياً جديداً لديه حلم التغيير. هل سيصبح الإعلام الإلكتروني الجديد بديلا للإعلام التقليدي ؟ - لا.. بل ستحدث حالة من الاندماج بينهم فسيكون هناك اهتمام من جانب الإعلام التقليدي باستضافة قادة ومشاهير الإعلام الجديد وسنري تليفزيوناً اجتماعياً بمعني ان المشاهد هو الذي سيصنع البرامج فلقد تغيرت الفلسفة الإعلامية فلم يعد الشعار هو الرأي والرأي الآخر ولكن الجديد هو الإعلام التفاعلي.