كيف تري الجوائز الأدبية وهل يعد انتشارها في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة مؤشراً حقيقياً علي وجود حركة إبداعية؟ أعتقد أن جائزة العويس هي الأفضل من حيث طبيعة التنظيم والتحكيم الداخلي فهناك طرق عالية التنظيم فيما يخص التأثيرات الخارجية سواء من جانب أصحاب الجائزة أوالجهات النقدية والإبداعية، ونظام العويس متقدم وهذا لا يعني أن بقية الأنظمة سلبية لكن جائزة البوكر العربية ليست جيدة وقد رفضت التحكيم فيها حيث إنني لا أفهم كيف يتم تقييم العمل الأدبي من خلال عملية حسابية وإعطائه درجة واحد من عشرة، العمل الأدبي قيمة أدبية يجب أن يناقش والتحكيم يجري علي أساس العمل وليس علي علامات رياضية، وبالتالي حين يجري التحكيم عن طريق الحساب الرياضي يبخس العمل الأدبي قيمته. وهناك جوائز تحاول أن تعتمد ثقافة خاصة في التحكيم مثل البوكر البريطانية حيث لاتختار جهابذة النقاد وانما ربما تختار ضابطاً متقاعداً أو محاسباً وعُرف عنه قراءته العميقة وثقافته العريضة كي يصوت للبوكر متحرراً من سطوة اسم المرشح ويفرغ ذهنه تماماً للعمل وليس لكاتبة، وأعتقد أن كثرة الجوائز الأدبية العربية بالذات بقدر ما هي إيجابية للمبدع بقدر ما يتم تحويل بعضها لنوع من الدعاية والترويج لبعض المؤسسات وهذا في حد ذاته ليس عيباً إذا أحسن تنظيمه، فهناك في الغرب جوائز يتم تدعيمها ولاعلاقة لها بالأدب ولكن طبيعة التنظيم تنفي عنها صفة الدعاية وبالتالي تصبح جائزة أدبية في حد ذاتها، لكن الجانب السلبي للجوائز العربية أنها أخذت تخضع لاعتبارات سياسية رقابية لا تخدم الأدب. جائزة نوبل علي ذكر الجوائز لماذا لم يفز أدونيس بجائزة نوبل حتي الآن؟ جائزة نوبل لها حسابات أخري فهي لا تعتمد علي ترشيح شخص ولايتقدم المبدع بأعماله، كما أن دائرة الترشيح بها مغلقة وسرية وصحيح أن هناك مؤسسات ترشح ولكن جائزة نوبل تُمنح ضمن اعتبارات معقدة منها اعتبارات سياسية وفنية. وقد صرحت بأن أدونيس يستحق الجائزة لاشك ولكن حين يقرأ أدونيس كشاعر، فإن شعره حالياً يبدو كأنه ترجمة للشعر الفرنسي وبالتالي ليست هناك أصالة تخص الثقافة العربية . وإذا تمت مكافأته بالجائزة فإنهم لا يكافئون الشعر العربي وأنما يكافئون الشعر الفرنسي وقد كتبه شاعر عربي، وإذا أردت إيضاح الفكرة وقيل لي من ترشح لجائزة نوبل سأختار محمود درويش إذا كان حياً ولكن الآن أختار سعدي يوسف ليس فقط لأن شعره يتسم بأصالة الروح العربية وبالتالي هو شعر عربي لغة ومحتوي وأيضاً لأن تجربة سعدي يوسف الشخصية أعمق انسانياً من تجربة أدونيس .لكن اجمالاً هذا لايعني أن أدونيس لايستحقها وعدم فوزه بها ليس قائماً لاعتبارات فنية ولكن للجائزة دهاليزها التي لاتصغي للاعتبارات أو القيمة الفنية وحدها. المدونات الثقافية انتشرت المدونات الثقافية بصورة كبيرة فهل تري أن تلك المدونات تقدم أدباً حقيقياً أم أنها مجرد تنفيث لكاتبها؟ الأمر نسبي ولا أستطيع أن القول أنها تخدم الأدب أولاتخدمة ولكنها ضرورة لكي نكشف التباين بين المستوي الجيد والمستوي الردئ, فلا يكشف الجيد إلا الرديء ولايبرز العميق الا المستوي السطحي الضحل، وبالتالي فإن المسألة تتصل بالذين يداومون علي هذه المدونات أو يستهلكون إنتاجها .كما أن القارئ النبيه يستطيع تميزالعمل الجيد .ولست من الذين يسعون لفرض أي رقابة علي المدونات لأنها رديئة و في نهاية المطاف هناك من يري عكس ذلك .لندع الأمر لساحة القراءة والتعاطي مع هذه الظاهرة وأعتقد أن الجيد لن يطول به المقام حتي ينتشر والرديء سيتضح للقارئ، لذا فلاينبغي أن نحجر علي الآراء. رواية السيرة الذاتية انتشرت في الفترة الأخيرة روايات السير الذاتية بصورة كبيرة.فما سبب ذلك الأنتشار؟ ليس انتشاراً بصورة كبيرة كي لانكون متفائلين.وأعتقد أنه سيكون لدينا مشكلة كبيرة مع روايات السير الذاتية لسبب جوهري واضح وهو أننا ليس لدينا ثقافة البوح الذاتي دون خشية الآخر. ليس لدينا ثقافة البوح مثل الغرب.فلا يستطيع الرجل أن يقول كل ما مر بحياته فكيف يكون الأمر بامرأة؟! لسنا مجتمعات منفتحة وربما يحتاج الأمر لتدريب لفترة زمنية كي يكون الكاتب منفتحاً علي ذاته، ولدينا تجارب قليلة لذلك نجد أن معظم كتابات السير الذاتية هي كتابة ناقصة في الواقع لسيت ناقصة من ناحية القيمة الفنية ولكن من جهة تغطية التفاصيل الحساسة بالنسبة للكاتب إذا نشرها، قد يظن أنها كتابة تشكل جرحاً له أو لمن يكتب عنه لكن من جانب آخر أعتبر أن رواية السيرة الذاتية في العالم العربي تضم عناصر إيجابية بطريقة غير مباشرة. حيث تتيح للكاتب أن يتقن فنون التحايل علي الموضوع، وأن يكتشف جوانب فنية ومهارات خاصة في تحايله علي الموضوع وهذا يسجل في رصيده ككاتب ومبدع. كتاب عن محمود درويش ارتبطت بعلاقة وثيقة مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش .فماذا عن تلك العلاقة وهل تفكر في تقديم كتاب عنه؟ محمود درويش كان سيظل مبدعاً كبيراً وقامة شعرية عظيمة وقد كان من حسن حظي أنني وجدت في زمنا وارتبطت بصداقة شخصية تجاوزت العلاقة بين ناقد وشاعر وعلي المستوي الإنساني قد خزنت معرفة عميقة بمحمود درويش و نشرت عنه عدة مقالات وإعادة نشرها حالياً لاتفيد بقدر أنها تعد طعاماً بائتاً وأرجو أن تتاح لي الفرصة للكتابة عنه أكثر كي أكشف عن الجوانب الإنسانية النبيلة في شخصيته كأنسان ثم الجوانب الأعمق في مشروعة الشعري ولدي بالفعل كتاب كبير عنه أستكمله بهدوء ولأني أريد أن أنصف تجربته فلن أتعجل في نشره لأن درويش حالة خاصة.