أن تكون الأب والأخ والعم والجد، أن تكون البداية والأول والمندفع والمقدم، أن تكون حامي الحمي والمدافع عن الثكالي والأيتام والضعفاء والتائهين والمرتجفين والخائفين والمظلومين، أن تكون نجم السماء وحبوب رمال الصحراء وصخور الجبال وطوفان الأنهار، أن تكون المحارب والمدافع والمخلص والأمل المنشود، أن تكون صانع تاريخ الأمة والذي ينقش اسمها بماء الذهب علي بوابة التاريخ العتيقة، أن تكون قطرة ندي وحبة عرق ونقطة دم علي وجه الوطن، أن تكون رأس الحربة ودانة المدفع وفوهة البندقية وفتيل القنبلة، أن تكون رافع علم الانتصار وملتف بالعلم شهيدا، أن تصبح أول من يصعد الجبال ويبات في الكهوف ويحفر السراديب والأنفاق، أن تكون المحرر والفارس والقائد والجندي والصاعق والقناص، أن تكون صقراً في السماء وسبعاً في الغابة وذئباً في الجبال وجملا في الصحراء، أن تكون صاحب البسمة والأمل والكفاح المرير لهذا الوطن، أن ترفع جباهنا ورءوسنا أمام الطغاة والمعتدين والمستبدين والظالمين، أن تكون المسلم والمسيحي، وأن تكون الشيخ والإمام والقسيس والصانع والفلاح والمهندس والساقي، أن تكون نوبيا وصعيديا وبحراويا واسكندرنيا وبدويا وسيناويا. الجهات الأصلية أن تكون جميع الجهات الأصلية والفرعية والمخفية والظاهرة لجغرافيا الوطن، أن تكون عتبة ومدخل بوابة تاريخ هذا الوطن، أن تكون المُخلص والمخلص والطيب والمثابر والشجاع والبائس والباكي لأنك لن تكون المشتكي، أن تكون كف الأب الراعي وضرع الأم الساقي وقدم الأجداد المتشققة، أن تكون النخاع الشوكي لظهر الوطن والجهاز العصبي لعقل الوطن والقلب المضخ للدماء لأحشاء الوطن، أن تذكر في القرآن ويختصك بالذكر سيدنا محمد بن عبدالله، أن يخشاك القادة والشعوب والجيوش في كل مكان وزمان وعلي أي أرض، أن يرتعد عند ذكر اسمك قادة الجيوش والملوك والساسة، أن تكون بدر الليالي وشمس البكور ونجماً ثاقباً في السماء المظلمة، أن تدك حصون ومتاريس وبوابات وعتبات وخطوط الطغاة والنهاشين والحمقي والأغبياء الذين يفكرون في طعن هذا الوطن، أن تكون مخلصنا من الاحتلال، ومدافعاً عنا ضد المغتصب، ومشاركنا في إزاحة الأنظمة والنظم التي أفسدت عقولنا، وحامي ثورتنا الوليدة، ألا توافق أو ترضي أن تضرب أباً أو ابناً أو أخا أو أما أو أخت، أن تكون مرابضاً ومترقباً علي قمم الجبال أو سفوح الجبال، أن تحمي حدودنا وأشجارنا وأرواحنا وأبداننا ورمالنا وأكلنا ومياه شربنا، أن تحافظ وتحمي وتصون سدودنا ومياه بحورنا ورمال صحرائنا وراحة نومنا، أن ترفع هامة الوطن عالياً وتطاول سماء الدنيا والعالم، أن تتمني الشهادة وتسعي إليها مثلما يسعي الطفل لبز أمه، أن تتميز بالاستبسال والشجاعة والقوة والمهارة والمرونة والصلابة الفائقة. الدرع والسيف أن يعمل لك الجميع ألف حساب ويخشاك الجميع في أنحاء العالم ويرتجف من ذكر اسمك الجميع أيضا، أن يقودك أحمس ورمسيس وصلاح الدين وطومان باي وإبراهيم وعبدالمنعم رياض والشاذلي والسادات وعبدالناصر، أن تنام في العراء وتتدفأ بالبرد وتغتسل في مياه هجير شهر بؤونة الحارقة، أن تكون الدرع والسيف والسد والصاروخ والقنبلة المنفجرة، أن تكون صقراً ونسراً للسماء ترعد من يحوم أو يطير أو يتجرأ ويخترق سماء هذا الوطن، أن تتقلب وتدرج في دماء الشهداء وألا تخاف الموت أو القتل، أن تكره الخيانة والغدر والوشاية ونقنقة الضفادع ونباح الكلاب في المعارك والمؤتمرات وقاعات الأممالمتحدة، تخشي ألعاب الساسة وتقافز الحكام، وأنت تحب أن تكون واضحاً وصريحاً ونظيفاً وطاهراً في ملابسك الكاكية التي تمتلئ بعرق الكفاح والجهاد والتطهير. قوس قزح أن تصبح زهرة علي صدر الوطن وحذاء في قدمه وقفازاً يحمي أصابعه، أن تكون قوس قزح في قلب السماء تغرق ألوانك علي جميع الأفق، وتكون فهداً تصرع الوحوش والغاصبين والمعتدين، أن تكون رمحاً في قادش وسهماً في الريدانية وطلقة رصاص في أكتوبر، نحن جميعاً نحبك ونتمناك ونقبلك في عيدك وفي ذكري أيامك المجيدة التي تمر علي أرض هذا الوطن. أنت: الجندي المصري العزيز والذي نفتخر به دائماً.