تأتي ذكري حرب السيد/ أكتوبر .. والعرب غير العرب .. والدنيا غير الدنيا تأتي ذكري الحرب والعدو مازال هو العدو - لأن اليهودي سوف يبقي يهودياً الي نهايات الزمان فمنذ أخوة يوسف ولا شيء تغير ولا شيء اختلف فيهودي الأمس هو اليوم ويهودي الماضي هو يهودي الحاضر. فلماذا ذلك؟؟؟ لأن اليهودي فطم علي حب نفسه ، علي عشق ذاته. علي عبادة كيانه وهذه الصفات تورث من الكبير الي الصغير. فالدين عندهم وسيلة ولم يكن أبدا غاية.. ووجودهم في فلسطين ليس غاية وإنما هو وسيلة للحياة والاستمرار تحت دعاوي دينية. فمنذ متي واليهود لهم كيان مستقل وإنما هم علي طول تاريخهم الأسود يعيشون في تجمعات منعزلة تقوقعت حول نفسها خوفا من الذوبان في المجتمعات الأخري فتقوقعت علي نفسها . وما إن أعلن عن اغتصاب دولة لهم حتي سارعت أكبر دولتين بهما كمية الربا من يهود العالم بالاعتراف بها ليس حبا فيها وإنما كي يخلصوا مما لديهم من يهود وأيضا كناية في العرب والمسلمين الذين لم ينس لهم الغرب أنهم احتلوا جزءا منه لمدة 800 سنة. وكادت أوروبا تذهب كلها. لذا كان لابد أن يوضع مسمار جحا في المنطقة كي تبقي المنطقة دائما ملتهبة وعلي شفي حرب. إن ما حدث في حرب أكتوبر لا يجب أن ينسي أبدا ويجب علي جميع العرب أن يعرفوا كيف كانت الحرب وما هو السيناريو الذي وقعت أحداثه وأوصلتنا الي هذا العمل الفز. ونبدأ ب خط بارليف حيث كان الهدف من بناء الخط. منع أي تقدم مصري ناحية الشرق والهدف الأخير هو جعله نقطة ارتكاز من خلاله يستطيع الجيش الإسرائيلي التقدم ناحية الضفة الغربية للقناة وقد أقيم 26 مركزا دفاعيا كأساس للخط وكل موقع بني من عدة طوابق في باطن الأرض بالخرسانة المسلحة وكان يحتوي علي كميات كبيرة جدا من النابال في خزانات ثم توصيلها بشبكة مواسير وكان الغرض من النابال هو تحويل مياه القناة عد أي محاولة للعبور الي جهنم وذلك عن طريق جهاز مركزي يتحكم في فتح الأنابيب في لحظة واحدة. وقد تكلف هذا الخط 238 مليون دولار وقد تم بناؤه علي أحدث النظريات الخاصة ببناء الحصون الدفاعية. وتم وضع الأسلاك الشائكة والألغام المضادة للأفراد وللمدرعات وكان ارتفاع خط بارليف 20 مترا وقد بني بأمر من/ رئيس الأركان (حاييم بارليف) وأخذت الألة الإعلامية اليهودية في بث قصائد التمجيد في خط بارليف. حتي أن موشي ديان صرح قبل السادس من أكتوبر - بأن خط بارليف يستحيل اقتحامه علي الإطلاق ويجب علينا الا ننسي رأي الخبراء الروس في خط بارليف. لكن أظرف ما قيل بعد انهيار خط بارليف وهذا يوضح لنا كيف يفكر اليهود. ولماذا يفكروا بهذه الطريقة حيث صرح موشي ديان بعد الانتصار (أن خط بارليف كان في الحقيقة أشبه بقطعة من الجبن السويسرية الهشة بل وأن ثغراته كانت أضعف من الجبن). المشهد الأول: نهار خارجي: الشمس في كبد السماء الساعة تشير الي الواحدة وتسع وخمسين دقيقة لا شيء يوحي بأي شيء إيجابي. هدوء قاتل في الجبهة الغربية .. أمام في الجبهة الشرقية فالاحتفال بعيد الغفران يجري علي قدم وساق.. المشهد الثاني: نهار خارجي: الشمس في كبد السماء الساعة تشير الي الثانية بعد الظهر بالثانية... حدوث انفجاران هائلان علي الضفة الشرقية للقناة حيث إن رجال الضفادع البشرية (طبعا المصريين) قد نجحوا في نقل كمية متفجرات في ليلة الجمعة (5/6/1973) وضعها في المكانين المحدد لهما وقام فريق آخر من الضفادع بتعطيل عمل مواسير النابالم. وفي نفس اللحظة التي وقع فيها الانفجاران الذي نتج عنهما فتحتان وسط خط بارليف كان مئات الجنود المصريين يشقون مياه القناة بالقوارب من المطاط مزود بها موتورات متجهين إلي خط بارليف كي يحتلوا الفتحتان اللاتي نتجتا عن الانفجارين وفي نفس اللحظة وفي منطقة الجباسات في القطاع الجنوبي من القناة كانت خمس طائرات هليكوبتر وتحمل كل واحدة 28 جنديا ونزار علي ارتفاع منخفض والجنود علي أتم استعداد للقفز. وقفزوا من ارتفاع 3 أمتار بمجرد وصول الطائرات الي الجانب الشرقي للقناة. وعادت الطائرات كي تنقل المزيد من الأسود (التي تزأر الله أكبر) أما 140 جنديا فقد تقدموا بسرعة مذهلة يحملون قاذفات اللهب وعبوات الديناميت ليهاجموا حصون خط بارليف وقد أحدث عنصر المفاجأة صدمة قاتلة للجنود الذين يحتمون في التحصينات من رؤية الجنود المصريين فلم يكن أمامهم شيء غير الموت أو الأسري - آه إنه الفزع هذا المرض الذي ينقل بالنظر بالعين مثل التثاؤب (فأنت عندما تري شخصا يتثاءب فتجد نفسك تتثاءب مثله) وانتقل الفزع إلي الجنود الإسرائيليين وإلي القادة في سيناء وفي تل أبيب وفي مكان به يهود. المشهد الثالث: نهار خارجي: الشمس ترقص في كبد السماء - عبرت القوات المصرية من خمسة مواقع في لحظة واحدة وتقع هذه المواقع بقرب القنطرة - وفي منطقة الإسماعيلية وفي الفردان .. عبر البحيرات المرة ومن موقع يقع الي الشمال من السويس. المشهد الرابع: بدأت المدفعية تنقي المناطق التي تصلح لعبور القوات واشترك في عملية القصف 1650 مدفعا من عيار 152 وتحولت القناة الي جحيم مثل الذي تحُدثنا عنه كتب التراث.. وتكونت سحابة من الأتربة فوق الضفة الشرقية للقناة وساعد هدوء الرياح علي عدم انقشاعها بسرعة حتي تكون الرؤية للآخر مستحيلة وبسبب هذه الأتربة العظيمة أصبحت المدفعية الإسرائيلية تنطلق بلا هدف وليس لها أي قيمة ونتيجة لما أصاب الجنود الإسرائيليين من خوف وذعر حيث فجأة يجدون الجنود المصريين يظهرون من خلال الغبار. وخلال الدقائق الأولي من اشتعال القتال بدأ الجيش المصري يستخدم الدبابات البرمائية الخفيفة في مناطق الإسماعيلية والشلوفة وباقي مناطق القناة. إن حرب أكتوبر تحتاج التوثيق من جديد بأنه حدث لتلك الحرب عملية تزييف متعمدة لتقدم علي مصالح فرد معين كان يعمل جاهداً علي أن يجد له دوراً في المسرحية بمساعدة باقي أعضاء فرقته المسرحية لتزييف التاريخ والحياة العامة والخاصة للمصريين.