كيف بدأت مشروعك لجمع مليار جنيه للعشوائيات؟ - هذا المشروع يشغلني منذ فترة وقد أظهرت ذلك من خلال العمل الدرامي «رجل غني فقير جدا» وأدرك تماما أن بناء البشر مهم جدا وأن الدولة لم ولن تستطيع أن تمارس الحرية أو الإصلاح دون معالجة مجتمع العشوائيات الذي يبلغ تعداده 25 مليون فرد يعيشون خارج الحياة من خلال 250 منطقة عشوائية توجد بمصر، وساعدني في تعضيد فكرتي الإعلامي عمرو الليثي، الفنانة حنان ترك، ومؤسسة الإغاثة الإسلامية وبدأنا بمدينة السويس، بورسعيد، المنيا وأسهمت معنا بجزء كبير الجاليات المصرية بالخارج التي كانت تخشي مساعدة مصر خوفا من نهب وسلب الحكومة السابقة والكل يري أن هؤلاء حقهم الحياة في مدينة بها ناد ومستشفي ومدرسة كأبناء الطبقة المتوسطة. نريد إلقاء بعض الضوء علي هذا المشروع؟ - بعد اقتناع الجميع بأن هذه العشوائيات وصمة لم يمحها إلا المصريين أنفسهم والدولة لم تستطع وحدها عمل ذلك وهذا المشروع في الأصل بناء للبشر ولذا عملنا جائزة مليون ونصف المليون لأفضل مدينة تحافظ علي البيئة وتمنح هذه الجائزة إلي ثلاث أسر وعمل محلات تجارية يمارس كل شخص مهنته وتوجد شركات تتبرع بمعدات وعمل مشروع محو أمية وعمل مشروع صناعات صغيرة لهؤلاء الناس كتنمية بشرية كصناعة الزجاج، الخزف، نسيج ومشاريع، وكجزء استثماري كبناء سينما، مسرح، ناد، ليعيشوا حياة كريمة كابناء الطبقة المتوسطة، ودعم المشير طنطاوي المشروع ب «خمسين مليون جنيه» وسوف يساعد الجيش في البناء وأشياء أخري والدولة عليها أن تمدهم بالماء، الكهرباء، المواصلات، التليفون، وأنا وضعت تاريخي الفني في كفة وهذا المشروع في كفة وسافرت إلي ألمانيا، فرنسا، لندن، فرانكفورت، برلين علي حسابي الشخصي لأنها أمانة شديدة وأطلب من سكان العشوائيات التريث بالصبر لأنهم في أيد أمينة. القضاء علي البلطجة ما الذي يلفت انتباهك هذه الأيام؟ - أشعر بأنه يوجد من يريد أن يقهرني بسبب الحوادث الدموية والانتهاكات والاغتصابات اليومية التي تحدث لأهالينا ولا يتحدث عنها أحد والإعلام لم يتحدث عن ذلك أين حق هؤلاء؟ وللآن لم نفرح بالثورة رغم مرور سبعة شهور عليها والذي يدهشني لماذا لم تظهر مليونية ضمن هذه المدة تطالب بالقضاء علي البلطجية؟ ولذا أنا حزين. وكيف تري الثورة؟ -الثورة عيد عندما تتحقق الأهداف التي قامت من أجلها والثورة رغبة في التغير ولكن كثيرا من الناس لا تعرف كيفية البناء بعد إلهام، والإنسان الطبيعي هو الذي يبحث دائما عن التغيير من أجل التطوير وسبب اختياري واتجاهي للفن ثورة ضد الظلم عندما نست عائلتي التحاقي بالمدرسة في السن الطبيعية والتحقت في سن ال 8 سنوات وكنت الوحيد الغريب الذي لا يعلم عن الكتابة أو القراءة شيئا وفجأة شعرت أنني أمام تحد حتي أصل إليهم دراسيا وأنقذني معلم فاضل وصار يعلمني في السر أثناء الفسحة أو قبل دخولي الحصة الدراسية وكنت في تحد لم أدركه وقتذاك أثناء طفولتي. رفض التوريث لهذا أصبحت ثوريا بطبعك؟ - نعم بالتأكيد علي مدي أربعين عاما من خلال فني الذي كان يرفض التوريث والقوانين الاجتماعية والسياسية التي كانت تطرأ علي المجتمع ونتيجتها سالبة علي المجتمع ولكن ثورة يناير أنجزت كل شيء خلال 18 يوما فقط وكسرت حاجز الخوف لدي الناس جميعا وكان دور الفيس بوك في إقامة هذه الثورة بنسبة 99% ولكن للأسف الفيس بوك الآن يحاول أن يقتل الثورة فيجب الانتباه. كيف يقتل الفيس الثورة؟ نحن الآن خارج سياق الدولة فكيف نطلب ونعمل اعتصامات مخجلة وهذا يعتبر انقلاب رغم أن رمزا علي مدي 18 يوما وكانوا جميعهم مثاليون ومتفقون علي أشياء محددة وبعد ذلك يفكر كل شخص في حساباته الشخصية والمفروض يكونون ذا ائتلاف واحد ولكن كل فرد يتحدث عن نفسه ويقول أنا لا أمثل الثورة ومن هنا حدث الانشقاق واختلفت الرؤي وتفككوا ونحن سكتنا علي مدي ثلاثين عاما فلماذا لا ننتظر شهورا؟ فالمفروض عدم تخوين الآخر، وميدان التحرير صار منطقة عشوائية للباعة الجائلين وهذه وصمة في وجه مصر ويحزنني أن كل فرد يخرب باسم الحرية كيفما يشاء وأتمني مقولة «ارفع رأسك أنت مصري» تكون حقيقية وليست شعارا، والثوار لديهم تشبث بالرأي وهذا ضد الثورة التي تطالب بالحرية في الرأي والاختلاف لا يفسد للود قضية وكفاية التخوين. أطياف غريبة كيف تري تعامل التيارات الدينية مع الواقع الآن؟ - الأطفال والمسلمون والأقباط والجميع وأولهم أنا لدينا ذعر من الأطياف الغريبة التي لم نعرفها ولم نسمع عنها أبدا سوي في العراق ولبنان ولابد من ثورة أخلاق لأن ذلك تجارة بالإسلام. وموقع الفن مما يحدث؟ - نحن متأخرون فنيا جدا أوروبا بحوالي مائة عام والمفروض الإسراف والإسراع والاستغراق في الواقعية المصرية للوصول للعالمية حتي لو لم يفهموا لغتنا والفن يحتاج إلي متعة بصرية وعقلية ومعنوية ويحقق الدهشة ويتفاعل مع المجتمع ويسمو به للأفضل ويقوم بتغييره كمثل «سنبل» الذي استطاع تغيير قانون الدولة كاستصلاح الأراضي الصحراوية وإغراء الشباب للعمل والحياة بها وكذلك مسلسل «ونيس» الذي أثر بشكل كبير في الأسرة المصرية، والفن سابقا كان يقوم علي هدم العقول والقيم وانحدار الثقافة والإسفاف بكل أنواعه حتي وصل للتليفزيون والفضائيات والمسرح مات واختفاء حالة الإبداع والانصراف نحو إبداع آخر ولأن الفن هو مرآة المجتمع الحقيقية فكان الفن هو معطيات ذاك الوقت. الضحك والإسفاف كيف النهوض بالفن دون إسفاف من وجهة نظرك؟ - لا تعارض بين الضحك والمتعة ومخاطبة العقل وعندما أقوم بمخاطبة عقلك هذا يعني النجاح وبعد ثوان سوف تحدث الضحكة وتستفيد بفكرة ما من العمل الفني ويعيش هذا الفن لأولادك وأحفادك دون خجل والفن ثمرة مذاقها جميل وصحية وعين تري الجمال ومعطياته والفن أصعب من علم الذرة وضرورة تناول الفن بشكل حضاري لأنه موجود منذ 3000 سنة والفن علم وموهبة وكلاهما مهم لأن الموهبة فقط لا تستطيع الوصول للإعجاز وبالعلم فقط لن تستطيع خلق المتعة والدهشة وأنا أقصد الثقافة الفنية ودراسة التمثيل من خلال مناهج فن التمثيل وليس شرط المعاهد الفنية أو الكليات لأن الممثل هو الآلة الموسيقية التي يعرف كيفية العزف عليها كأداة واستخدام صوته ولغة الجسد ولكن يوظفها بشكل موضوعي لابد من دراستها والذين يدعون أنهم يعملون تدريبا دائما قبل العمل يقصدون بروفات البدل والقمصان للرجال والفساتين للنساء فقط. عار كبير ماذا عن القائمة السوداء للفنانين والإعلاميين والمطربين ونجوم الرياضة والسياسة؟ - هذا عار ما بعده عار وهذه وقاحة وتعسف والذين سطروا هذه القائمة هم المغرمون بالخونة وطبعا هذه سخافات وتفاهات والذين كانوا ضد الثورة من البداية لم يستوعبوها ولا يفهموها لأنها حدثت في مناخ فاسد وضغوط من جميع الاتجاهات ونجحت بقدرة الله والثورة أساسها الحرية والديمقراطية واحترام الرأي الآخر وغير المعقول أن الذي يخالف الثورة نتهمه بالخيانة فأين الحرية التي تنادي بها الثورة؟ هذه آراء يجب احترامها ولكن توجد وجوه قبيحة اقتحمت الثورة وكأنهم هم الثورة هؤلاء الأخطر وقد أدهشني فنان فاشل ليس له أي قبول أو جماهيرية ويجلس في منزله ويبيح لنفسه أن يطلق حكمة ويقول الذي لم يشارك في الثورة يجلس في بيته. المعدن الحقيقي كيف تري المصريين بعد الثورة؟ - المصريون أثبتوا معدنهم الحقيقي في الكارثة التي عايشناها أثناء عدم الأمن فالكل خرج مدافعا عن بيته وكان الوجه القبيح للثورة هي سرقة آثار مصر من المتحف المصري وتصدي الشباب المصري للدفاع عن المتحف من السرقة وأنا سمعت آراء شباب كثيرة في الثورة ورأيهم في الحزب الوطني وتصميهم علي إعادة أموال مصر ولكن الذي يصيبني بالذعر خلق تيارات عديدة من هذه العداوة والغل الذي يقضي علي براءتنا وهذا الذي يسيء للثورة ويخلق عراقيل لعدم تحقيق هدف الثورة وهي العدالة الاجتماعية دون تشف. ماذا تقول لهؤلاء الشباب الذين يتظاهرون كمليونية كل جمعة بالتحرير؟ - الذي يحدث نتيجة ظمأ شديد للحرية وإعادة حقوقنا ولكن حذاري من هذه الغوغاء لأنها تخلق فرصة للمتربصين بحرق البلد وتعالوا نفكر في الغد ونراقب الوجوه القبيحة كالمرتشي والحرامي والمخالف ومراقبة الذي يطبل ويزمر هذا هو الذي يعاقب ونحن نحتاج اقتصاد قوي نناطح به العالم وبدون اقتصاد سنكون مسلوبين الإرادة وضعفاء ونستثمر هذا الانتباه وهذه الصحوة بأشياء مفيدة لمصر ويجب أن يكون لدينا رحمة بمصر والحظر من المؤامرات الخارجية التي ربما تستعمرنا بحجة حل مشاكلنا وتدخل وتفتتنا كما يحدث في ليبيبا الآن والعراق سابقا، ونحن شعب حضاري يجب أن نتعود الحياة بدون رئيس والذي يحدث آراه أننا مازلنا لم نصدق أننا تحررنا وأنجزنا هذا الإنجاز العظيم ولكن حذاري من الانجراف لعدم سقوط الدولة وعلينا الهدوء والثقة بأن مصر أصبحت ملكنا نحن، والعدالة لن تتحقق بين يوم وليلة ولابد من تحسين الوضع الاقتصادي. نقطة البداية الإصلاح ونهضة مصر من أين نبدأ من وجهة نظرك؟ - أولا نبدأ بالقضاء علي العشوائيات لأنها سبة في وجه كل مصري والانتقال بهم إلي منطقة آدمية وهذا ما بدأنا به الآن بالفعل وثانيا الاهتمام بالقضاء علي الأمية وهذا ممكن حدوثه خلال سنة واحدة والغالبية العظمي من هؤلاء الأميين ليس لديهم انتماء وطني لأنهم لم يأخذوا شيئا من الوطن والبعد عن المنافقين والفاسدين والمنتفعين لإعلاء مناسب لأنهم من الممكن أن يخلقوا ويعيدوا دائرة الفساد وننقب عن الشرفاء وذو القامة حتي نستطيع النهوض بالبلد. خارج السياق لكن المطالب لم تتحقق بعد؟ لأننا في الوقت الحالي خارج سياق الدولة لا يوجد لدينا أمن أو مجلس شعب أو حكومة أو حزب ونعيش حياة ضياع وهذا الجو يخلق مناخا رائعا لتسريب الشائعات والاتهامات والتخوين لبعضنا بشكل مخيف وهذا يعود بنا للوراء وضد الثورة ونعيش الآن مأزق ما بين التطور ورغيف الخبز؟ لماذا؟ - قلت هذا بمعني أننا الذين فرطنا في حقوقنا من الأول وكنا نلتزم الصمت ولم نكن بجوار الذي له وجهة نظر في قوله كلمة حق سواء من المثقفين أو الإعلاميين أو الفنانين لأننا كنا نخاف من عذاب الأمن والمعتقلات ونحن الذين صنعنا الديكتاتور الفرعوني. أنت متفائل أم متشائم؟ - الذي يحدث الآن من ضغوط وتظاهرات فئوية وخلق تيارات متعددة يجعلني غير متفائل لأنها ربما تكون فرصة لفعل أشياء لم يخطر علي بال والمفروض أن الثورة قامت علي كل ما هو جميل ولن ينفع القهر، والمفروض زرع أول لبنة ويعمل جزء من الشعب والآخرين رقباء ولكن عملية تصفية الحسابات هذه الأيام تسبب لخبطة وتفسد جمال الثورة وهدفها الحقيقي. المتاجرة بالثورة مصر إلي أين من وجهة نظرك؟ - الكثير سوف يتاجرون بالثورة في المرحلة القادمة والخوف من الغرف المظلمة التي سوف تعود بنا إلي الخلف والإصلاح مشوار وليس خطوة والشباب لم يدركوا هذا ومازلنا في الفصل الأول من الثورة والاختلاف في وضع الدستور ولا توجد استراتيجية لعدم ضياع الوقت وروح الثورة من يوم 25 يناير إلي يوم 11 فبراير تعني عدم إهانة المصري داخل بلده وطبيعي أنه أيضا لن يهان خارج بلده ولكن اتمني المحافظة علي هذه الروح. لماذا رفضت منصبي «سفير النوايا الحسنة، سفير الإغاثة الإسلامية»؟ - رفضت منصب سفير النوايا الحسنة لأنه تابع للولايات المتحدةالأمريكية التي لم أثق في نواياها ودائما أقول عليها نواياها سيئة وأنا لو استطعت تقديم خدمة أو مساعدة استطيع عملها دون منصب لكن منظمة الإغاثة الإسلامية اكتشفت أن حكومتها للخدمة وتعد رقم «2» عن الشفافية والمثالية وتحمل في طياتها رسالة حقيقية وقدمت مساعدات في فرنسا وانجلترا ونوهت أنا شخصيا عنها بقولي هذه هي رسالة الإسلام الحقيقة ولذا وافقت علي منصب سفير لهذه المنظمة وتبرعت لها بملبغ ثلاثة ملايين.