"يري الفنان سامح الصريطي أن ثورة 25 يناير تعبر عنه وعن آماله وطموحاته لغد أفضل ولكنه في نفس الوقت يخشي عليها من عدة أشياء كما يؤمن بدور الفن في الإشارة لما يحدث مستقبلاً، وفي هذا الحوار يتحدث عن هذه الثورة وتأثيرها كما يتحدث عن المسلسل الجديد "مطلوب رجال" الذي يعود للبطولة من خلاله حيث يري أنه بدأ حياته الفنية بطلاً حتي وأن قدم مشهداً واحداً" في البداية، عما يتحدث " مطلوب رجال " مسلسلك الحالي وما الذي جذبك إليه؟ المسلسل بطولة أسرة مصرية تدورأحداثه في دبي ويضم عددا كبيرا من النجوم من معظم الدول العربية، كما يتميز هذا العمل بأن كل جنسية فيه تتحدث بلهجتها مما جعلها تشكل سيمفونية جميلة حيث إن مجتمع دبي يضم جنسيات مختلفة، والمسلسل يضم أحداثا يومية مليئة بالمشاعر الإنسانية المتناقضة من أجل البحث عن السعادة والمطالبة بوجود نماذج سوية من الرجال المخلصين والقادرين علي تحمل المسئولية. هذا العمل تم أقتباسه عن المسلسل الفنزويلي "رجال مطلوبون" ألم تخش المقارنة؟ لم يكن أحد يعلم أن المسلسل مقتبس عن عمل آخر لولم يتم التصريح بذلك، كما أن المشاهد يشعر أن جميع الأحداث عربية كما أننا لم نترجمه وإنما قمنا بتعريبه ليتناسب مع القضايا العربية، وهذة هي النسخة السابعة للمسلسل حيث قُدم بلغات عديدة . يضم العمل 90 حلقة، ألم تخش شعور المشاهد بالملل خاصة مع هذا الكم الكبيرمن الحلقات؟ لن يحدث نوع من الملل لأن العمل به أحداث درامية تستحق هذا العدد من الحلقات، ومن الممكن أن يشاهد عمل بحلقات قليلة ويشعر بالملل، فلايقاس الشعور بالملل أو المتعة بعدد الحلقات وإنما بالأحداث والخطوط الدرامية التي تفرض نفسها علي عدد الحلقات . تقدم بطولة من خلال هذا العمل، ألم تتأخر هذه البطولة؟ لقد بدأت حياتي الفنية بالبطولة، كما أنني لاأفكر في البطولة أثناء قيامي بدور معين وإنما أنظر للدور نفسه ومدي تأثيره لأن البطل في العمل هو بطل المساحة التي يؤديها، كما أعتبر نفسي بطلا منذ بدأت العمل الفني حتي لوقدمت مشهداً واحداً. الدراما العربية هذا المسلسل عربي، فكيف تري الدراما المصرية الحالية ومقارنتها بالدراما العربية؟ لا أفضل المقارنة بين الدراما العربية أوتصنيفها لأن الثقافة المصرية تعبر عن الثقافة العربية بصفة عامة، وبالتالي فإن أي مسلسل في أي منطقة يعتبر مسلسلا عربيا، التصنيف والتميز هدفه زرع الفتنة بين الفنانين العرب، الفن يصلح ما تفسده السياسة أحياناً وهو الشيء الوحيد الذي يجمع عليه العرب ومصر دائماً حضن لجميع الفنانين وستظل قلعة الفن العربي ومعظم الفنانين العرب انطلقوا إلي آفاق النجومية من خلال مصر وهذا قدرها، لذلك فلا جدوي من القول بأن الدراما العربية سحبت البساط من المصرية فالوجدان العربي يستوعب جميع الإبداعات . السينما الحالية إذا كان هذا حال الدراما، فماذا عن السينما المصرية في الفترة الحالية؟ رغم أن السينما تحقق إيراداتها من التوزيع الداخلي والجمهور المصري إلا أننا نري تعثرا إنتاجيا يعرفة المسئولون عن ذلك، ولكننا لدينا كم كبير من المبدعين الشباب الذين يشرفون السينما المصرية علي الرغم من تعثر مناخ الإنتاج الذي لا نعرف سببه، وربما يتم حل هذه المشكلة في المرحلة القادمة وتعود السينما إلي مكانتها كمصدر مهم للدخل القومي؟ شاركت في العديد من الأفلام الحالية مع جيل الشباب فكيف كان العمل معهم ؟ هناك حلقة متصلة بين جيلنا والجيل الحالي، نجوم هذا الجيل يريدون إثبات ذاتهم كما يحتاجون إلي مظلة ورقي ثقافي عام، وأري أنهم مبدعون بالمعني الحقيقي وقد سعدت بالعمل معهم وبحرصهم الشديد علي النجاح. هل نجحت السينما في التعبير عن الواقع أم قدمته بصورة مغايرة للحقيقة؟ السينما نجحت في التعبير عن الواقع إلي حد كبير والأفلام التي تم تقديمها مؤخراً، مثل: هي فوضي، حين ميسرة، وغيرهما كانت تحمل إشارة إلي حجم الفساد الذي نعيشه وكانت بها إرهاصة للشباب ومقدمات تشير إلي أنه لابد أن يحدث شيء ومن ثم كانت بمثابة الشرارة الأولي لثورة 25 يناير. إذن كيف تري ثورة 25 يناير والشباب الذين قاموا بها؟ بكل المقاييس إذا كنت متشائما جداً فهي ستكون أفضل من مرحلة ماضية لم يكن فيها البلد لأهله أو للسواد الأعظم، ولكن أنا متفائل ودائماً أري أن شباب مصر أفضل منا بكثير لأنهم تربوا في مناخ أسوأ منا ومع ذلك قدموا أشياء أفضل وواكبوا الحركة الحالية، ولكن بقدر تفاؤلي هذا بقدر خوفي علي هذه الثورة. الخوف علي الثورة ولِمَ هذا الخوف إذن طالما أن الثورة نجحت؟ أخشي علي هذه الثورة الناجحة من ثورة مضادة أو ممن يتمنون لها الفشل أو أن تحيد وتتحول عن الهدف والاتجاه الذي قام من أجله الشباب والشعب، ومثلما عشنا مرحلة رائعة بعد ثورة 1952 سوف نعيش مرحلة أفضل بعد 25 يناير . وأتمني أن يكون هناك خطة أو نظام لها كي تؤدي إلي هدف معلوم. صحيح أننا سوف نتعب في المرحلة المقبلة حيث إننا نحدث نقلة نوعية في حياتنا . ما أمنياتك أو مطالبك من هذه الثورة ؟ نحلم بأن تكون هناك سيطرة وهيبة للقضاء والعلم لأنه هو الذي سوف يحمي كل مواطن في مصر. هذه ليست ثورة شباب وإنما ثورة جينات وراثية كامنة، وشعب مصر صبور ولكنه ليس خانعا إذا قام فإنه يقوم بمنتهي القوة، وقد ضرب مثلا للعالم كله في التحضر وهذا يؤكد علي قيمة مصر في المنطقة، عندما قامت ثورة 1952 فجرت مجموعة من الثورات في المنطقة العربية وثورة 25 يناير سوف يتبعها عدد من الثورات العربية والإصلاحات وهذا ما يحدث حالياً سواء في البحرين، اليمن، الجزائر وغيرها المهم أن يحدث تغيير. موقف الفنان ورؤيته إلي أي مدي يجب علي الفنان أن يتمتع برؤية مستقبلية وهل عليه أن يتبني موقفا سياسيا معينا؟ الفنان دائماً يعيد صياغة الواقع بشكل أفضل كما أنه يتبني موقفا فنيا وليس شرطاً أن ينتمي لحزب معين فدائماً ما يكون له موقف سياسي، كما أن الفن في حد ذاته وباعتباره مخاطبة للجماهير يعد سياسة. النجم الأوحد بعيداً عن ثورة25 يناير، كيف تري ظاهرة النجم الأوحد ومن المسئول عنها؟ لا أفكر في النجم الأوحد والنجوم الكثيرين فهذه ليست مشكلتي ولكن المشكلة هل يستوعب العمل نجم أو أكثر، كما أن الجمهور يهمه أن يري مجموعة من النجوم في العمل الواحد، لكن إذا كان العمل يحتاج لنجم واحد تدور حوله الأحداث فماذا نفعل إذن؟! كما أن الموزع أوالمنتج هو الذي يصنع النجم الأوحد وسعر النجومية حيث يحدد نجما معينا من وجهة نظره أنه مطلوب وأن العمل سيوزع باسمه ومن ثم لايهتم ببقية الأدوار ويسخّر العمل لة ثم يشترط النجم الحصول علي مبلغ كبيراعتاد عليه حتي وإن تتطلب العمل نجوما آخرين. السير الذاتية انتشرت مؤخراً أعمال السير الذاتية حيث يري البعض في انتشارها نوعاً من الاستسهال والإفلاس الفكري. فما رأيك؟ لا شك أن الإقبال علي تقديم السيرة الحياتية بصورة مبالغ فيها أمر يدعو للتعجب والاستسهال أيضا. فهناك العديد من الشخصيات التي لا تصلح أن يتم تقديمها في عمل فني ومع ذلك نجد إصرارا علي تقديمها رغم أنها لا تحمل رسالة أو هدفا ولم تضف جديداً للمشاهد، فما الفائدة التي ستعود علي المشاهد من رؤية عمل عن الملكة نازلي، الفنانة تحية كاريوكا، صباح وغيرها من الشخصيات التي لن تثري المشاهد؟ وما الشخصية التي تتمني عرض حياتها في عمل فني؟ لدينا العديد من الشخصيات التنويرية البارزة مثل رفاعة الطهطاوي والشيخ محمد عبده شخصيات أثرت الحياة في مختلف المجالات وشخصيات وأبطال المخابرات كي نقدم رسالة للأجيال الجديدة تبرز لهم مدي تضحية هذه الشخصيات من أجل الدفاع عن الوطن. لابد من تقديم الشخصية التي تحمل تاريخا مهما فلابد من معرفة الماضي حتي نستفيد منه في الحاضر، والاهتمام بطريقة المعالجة للشخصية وأن تناسب المرحلة العمرية لمن يقدمها. وكيف تري تجسيد بعض الفنانين العرب السير الخاصة بشخصيات مصرية؟ لا أنظر لمن يقدم الشخصية ولكني أنظر للشخصية والدور نفسة للدور وهل نجح الدور أم تم تقديمه بصورة سلبية، الفن لا وطن له أو جنسية، كما أن الفنان المصري عرضة لأن يقدم شخصية مصرية ويفشل فيها، كما أري أن العمل الفني أساسه كاتب جيد ومخرج يجيد اختيار نجوم تناسب الشخصية التي تقدمها وفنان يستوعب الشخصية. أزمة المسرح قدمت العديد من الأعمال المسرحية الناجحة، فما رأيك في الحركة المسرحية حالياً وأين أنت منها؟ عانينا لفترة طويلة من المسرح كأزمة .المسرح عبارة عن دار عرض ونص إبداعي وجمهور. نلاحظ أن المبدعين موجودون بينما اختفت دار العرض والجمهور حيث فقدوا الجودة فلا يوجد اهتمام بالدور التقليدي للمسرح من جانب المسئولين عنه، وحتي يتم الاهتمام بالمسرح لابد من توافر دور عرض صالحة وإتاحة سقف للحرية للعرض المسرحي نفسه كي يجذب المشاهد.لقد ساهمت قصور الثقافة منذ سنوات طويلة في النهوض بالمسرح وتفريغ كوادر مسرحية بينما اختفي هذا الدور في الفترة الحالية. المسرح هوالمتنفس الحقيقي للشباب. وعندما اجد النص الذي يجذبني سأقدمه علي الفور. الجوائز الفنية هل تري أن الجوائز الفنية حقيقية وهل بها شبه مجاملة؟ تتوقف الجوائز الفنية علي الجهة التي تمنحها، والجوائز الأخيرة الخاصة باتحاد الإذاعة والتليفزيون كانت مثل انتخابات مجلس الشعب حيث يكتبون النتيجة قبل الفرز.نتمني ألا تتدخل العلاقات أو السياسة ومن ينال الجائزة يكون مبدعاً حقيقياً، ومثل هذه الجوائز يتدخل فيها التوازن حتي لا يعود النجم" مكسور الخاطر"، الجوائز الفنية وجهة نظر تخضع أحياناً لجنة التحكيم وهذا أمر جيد ولكن هناك جوائز هدفها إرضاء الجميع. ما معايير اختيارك للأدوار وهل لديك هدف معين تحرص عليه من خلال أعمالك؟ لابد أن يحاكي العمل الناس وأن أشعر أنه يضيف إليهم كما أنظر للدور وهل سيدخل في نسيج الدراما أم لا وهل سيحقق متعة للمشاهد، كما أهدف إلي إعادة صياغة الواقع من خلال العمل الفني. ما أهم الأعمال التي قدمتك للجمهور؟ عدة أعمال منها: هي والمستحيل، أبواب المدينة، رمضان والناس، وأعمال أخري لم تذع في مصر وإنما أذيعت في الدول العربية جعلتها تعرفني أكثر وهذه الأعمال تساهم في زيادة مساحة الفنان داخل وجدان الجمهور. والدك شيخ طريقة، فهل بدوره اعترض علي دخولك مجال الفن أم ماذا كان موقفه؟ علي العكس تماماً فقد شجعني والدي وكان كثيراً ما يدفعني للقراءة والاطلاع والفن وإطاره الصحيح، الفن لابد أن يكون في خدمة البشرية وكثيراً ما كان يردد أن الفن موهبة لا يعطيها الله للجميع وعليك بالمحافظة علي هذه الموهبة لذا لابد أن تخدم بها البشر.