تعد ظاهرة بيع اللحن لأكثر من مطرب من الظواهر الغريبة التي تفشت في الوسط الغنائي وهو ما دفع بعض المطربين للجوء لوسائل الإعلام كوسيلة للتراشق بالألفاظ والدخول في قضايا كل منهم يدافع عن حقه في ملكية الأغنية، وهو ما دعانا لمناقشة هذه القضية لنعرف هل الاستسهال أو الإفلاس الفني أو عدم وجود دماء جديدة من الملحنين كان السبب وراء تفشي هذه الظاهرة وآخر هذه النماذج بين نانسي عجرم وشيرين وجدي بسبب لحن أغنية في حاجات التي ضمتها نانسي إلي ألبومها الأخير واضطرت لحذفها من الطبعة الثانية من الألبوم. في البداية يؤكد الموسيقار هاني شنودة انه ليس ضد أن يغني اللحن أكثر من مطرب لأن هذا يعتبر حالة من الثراء الفني فمثلاً عندما قدمت نجاة أغنية لا تكذبي في فيلم الشموع السوداء حققت قاعدة جماهيرية عريضة جداً وبعدها غناها الفنان عبدالحليم حافظ وللأسف لم تحقق الأغنية نفس النجاح رغم نجومية عبدالحليم فأحب عبدالوهاب ان يزن الكفة فغناها علي العود فقط وبالتالي الثلاثة مطربين أثروا الأغنية العربية ولا يمكن ان نقول إنهم سرقوا الأغنية لمطرب آخر في نفس الوقت بحجة انها اعجبت الاثنين كما يقول الدكتور عاطف إمام ان ما يفعله الملحنون هو إفلاس فني لأنه لا يحق للملحن ان يبيع الأغنية لأكثر من فنان والنقابة من حقها ان تعاقبه وتمنعه من التلحين لأنه يعتبر استهانة بالفن وأنا أتذكر واقعة للمحلن شاكر الموجي الذي لحن أغنية «اللي تعبنا سنين في هواه» والأغنية وقتها لم تحقق أي نجاح يذكر وبعد سنوات غناها جورج وسوف وحققت نجاحاً كبيراً وهذا ليس عيباً ان يحافظ الملحن علي أغنيته ويعطيها لمطرب آخر ولكن بعد الاستئذان من المطرب الأول ومن المفترض علي أي مطرب تعرض يضطر الملحن لبيع اللحن لأكثر من مطرب هو الظلم الذي يقع علي الفنانين في عدم وجود حق الأداء العلني لدي الملحن بمعني ان جمعية المؤلفين والمحلنين إذا قامت بحماية حقوق الملكية الفكرية علي أساس حق الأداء العلني يعود عائد كل أغنية إلي صاحبها كمؤلف أو ملحن ويترتب علي ذلك ان الملحن سيبيع الأغنية لمطرب واحد وعندما يتم تخطيط ذلك سيتم استحداث قانون ثابت يقضي بمقاضاة الخارجين عنه، أما الملحن عزيز الشافعي الذي لحن أغنية واحدة لكل من هيفاء وهبي ورولا سعد أكد انه ليس من أخلاقيات الملحن ان يبيع لحناً واحداً لمطربين لأن ذلك سيضر بمصداقيته في الوسط بالإضافة إلي أنه لم يشرف علي توزيع لحنه ولن يخرج بالشكل المطلوب وماحدث مع رولا وهيفاء ان هيفاء صدمت ببيع الأغنية لها رغم ان الذي تسبب في ذلك هو مدير أعمالها الذي انفصلت عنه حيث قرر أن يبيع الأغنية لرولا لتكون ضربة لهيفاء وأنا لم يكن لي يد في ذلك لأنني في النهاية سأبحث عن نجاح أعمالي أما المايسترو حسن فكري عضو مجلس نقابة الموسيقيين قال لا يمكن محاسبة الملحن علي بيع الأغنية لأكثر من مطرب لأنهم لا يتعاقدون علي التنازل داخل النقابة وبالتالي فمن حق الملحن التصرف في لحنه كما يشاء وهذا ما حدث مع شيرين وجدي ونانسي عجرم وحدث أيضاً مع هيفاء وهبي ورولا سعد فما يحدث ليس إلا مخالفة للقوانين لأن العقود لابد ان توقع في نقابة الموسيقيين حتي تتمكن النقابة من جلب الحق لأصحابه ولكنهم يستسهلون وبعد ان تحدث عملية السرقة يأتون في النقابة لفض النزاع وأحياناً يضطر الملحن لأن يبيع أغنية لمطربة وبعد ان يتم البيع يري أنها لم تنجح علي صوت هذه المطربة فيلجأ لبيعها لمطربة أخري مثما حدث مع سوزان تميم ونوال الزغبي وكانت الأخيرة أكثر شهرة فاشتهرت أغنيتها علي حساب تميم وهنا لا يمكن توقيع عقوبة علي الملحن ولكن المنتج والمطرب هو من يتحمل فشل أغانيه لأنه تعاقد خارج النقابة وخارج جمعية المؤلفين والملحنين.