متأثرا بأمراض الشيخوخة، توفي الساعة السابعة من صباح السبت 25 سبتمبر 2010 المخرج ورائد فن العرائس صلاح السقا والد الفنان الشاب أحمد السقا. و شيعت جنازته من جامع مصطفي بحضور لفيف من الفنانين والكتاب والمثقفين، كان علي رأسهم الفنان فاروق حسني وزير الثقافة. غيب الموت الفنان صلاح السقا، إثر إصابته بتوقف وظائف الكلي، وتدهور حالة القلب، وذلك عن عمر يناهز 78 عاما، وبعد رحلة عطاء كبيرة في مسرح العرائس بمصر والوطن العربي امتدت علي مدار 50 عاما. مسارح العرب قدم الفنان صلاح السقا الكثير من الأعمال الفنية التي أثرت في تاريخ صناعة الفن بمصر، كما عمل مديرا لمسرح العرائس لفترة طويلة، وأخرج الكثير من المسرحيات والأوبريتات. تخرج السقا في كلية الحقوق جامعة عين شمس، وعمل بالمحاماة ولم يستمر فيها أكثر من عام لعشقه لفن العرائس (الماريونت)، حيث التحق بدورة تدريبية لتعليم فن العرائس علي يد الخبير "سيرجي أورازوف" الأب الروحي لفناني العرائس في العالم، وسافر بعدها إلي رومانيا ليحصل من هناك علي دبلوم الإخراج المسرحي وتخصص فن العرائس، ثم عاد إلي مصر ليحصل علي ماجستير من معهد السينما قسم إخراج عام 1969. وفي فترة السبعينات أخرج السقا عروضا، منها "مقالب صحصح وتابعه دندش" من أشعار الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، "أبو علي" تأليف الشاعر سيد حجاب، "عودة الشاطر حسن"، "عقلة الصباع"، "الديك العجيب"، "حكاية سقا" تأليف سمير عبد الباقي. ولم يكتف بإسهاماته وإبداعاته في مجال الإخراج المسرحي، بل أسهم في إنشاء مسارح العرائس ببعض الدول العربية الأخري، مثل سورية والكويت وقطر وتونس والعراق، كما أجري الكثير من الأبحاث في "تاريخ فن العرائس"، وهي التي قررت بعد ذلك علي طلبة الأقسام الخاصة بالمعاهد وكلية التربية. تقلد السقا الكثير من المناصب الإدارية في المسرح، كانت بدايتها عندما حضر له الرئيس جمال عبد الناصر عرضا مسرحيا عام 1960 وأبدي إعجابه به بشدة فقرر إنشاء مسرح للعرائس يكون السقا مديرا له، كما تولي رئاسة البيت الفني للمسرح في الفترة من 1988 حتي 1990، ورئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية بجانب إشرافه علي مسرح العرائس حتي عام 1992، كما أنه كان عضو الهيئة العالمية لفنون ومسارح العرائس. حصل الراحل علي الكثير من الجوائز من مصر وبعض الدول العربية والأجنبية، منها الجائزة العالمية الثانية من بوخارست في بداياته الفنية، وفي عام 1973 حصل علي الجائزة الأولي بمهرجان برلين، كما نال شهادة تقدير من الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1980، كما كرمه المهرجان القومي للمسرح هذا العام. ويعد صلاح السقا من أهم الأسباب التي أسهمت في نجاح نجله أحمد السقا، ودائما ما كان يتحدث الابن عن تأثره بوالده وكيف علمه حب مسرح العرائس وعلمه أصول هذا الفن، حيث كان حريصا علي الذهاب للمسرح واللعب بالعرائس وهو ما نقل إليه إحساسا مرهفا بالفن. الليلة الكبيرة عمل الفنان الراحل صلاح السقا مديراً لمسرح العرائس فترة طويلة، وأخرج العديد من المسرحيات منها: "الليلة الكبيرة"، و"حمار شهاب الدين"، و"صحصح لما تنجح"، و"النص نص"، و"عودة الشاطر حسن"، و"السما الثامنة"، و"عقلة الصباع"، و"الأوكازيون"، وكان عضوا بلجنة التحكيم الدولية لأفلام الكارتون والبرامج التليفزيونية. وكان حاصلا علي ليسانس حقوق جامعة عين شمس 1957 - ودبلوم في فن العرائس من رومانيا 1960 : 1962 - دبلوم إخراج وسيناريو معهد السينما 1968، وقد ترأس مناصب مدير مسرح العرائس 1960: 1962 - مدير مسرح العرائس 1968 : 1992 - رئيس الإدارة المركزية لهيئة المسرح من 1987 : 1992 خبير لفن العرائس في الاتحاد الدولي لعرائس الماريونيت الUNIMA.، كما أخرج في السبعينات عروضا منها: "مقالب صحصح" و"تابعه دندش"، من أشعار الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، "أبو علي" تأليف الشاعر سيد حجاب، وقدم عرض "عودة الشاطر حسن" في نهاية السبعينات. لم يكن الإخراج المسرحي كل دوره، وإنما ساهم في إنشاء مسارح العرائس ببعض الدول كقطر، سوريا، الكويت، فرقة العرائس السودانية بأم درمان 1978، فرقة العرائس التونسية 1980، كذلك العراق، وقد أسهم بمشاركة الفنان "ألفريد ميخائيل"، في تدريب فناني العراق "أنور حيران، وطارق الربيعي"، من خلال دورة تدريبية لتحريك وصناعة العرائس. كما أنجز عشرات البحوث، أهمها "محاضرات عن تاريخ فن العرائس" بشكل عام، "وخيال الظل والأراجوز" بشكل خاص، وقررت هذه البحوث علي طلبة الأقسام الخاصة بالمعاهد، كلية التربية، ووزعت علي مشاركي الدورات التدريبية التي ساهم بها مع وزارة التربية والتعليم. هذا بجانب تأسيس مسرح شكوكو للعرائس وفرقته، فرق العرائس بالأقاليم، ومن قبلهم مسرح القاهرة للعرائس وفرقته. تكريما لإسهاماته الفنية، حصل علي العديد من الجوائز، ونال العديد من الدروع من مصر وبعض الأقطار العربية والأجنبية؛ حيث حصل في بداية طريقه علي الجائزة العالمية الثانية من بوخارست،. وفي 1973 حصل علي الجائزة الأولي ببرلين، كما نال شهادة تقدير في 1980 من الولاياتالمتحدةالأمريكية "هيئة السبموسوينان"، ثم يعرض تاريخ شخصية الأراجوز بحديقة البيت الأبيض بواشنطن. كما كرمه عمدة بلدة مستل باخ بالنمسا بمناسبة عرض الليلة الكبيرة عام 1989، وكانت النمسا كرمته من قبل عام 1980، ونال الدرع المميز من مهرجان جرش، الأردن 1985، والدرع الذهبي لدولة الشارقة 1986 وتقلد بالميدالية الذهبية لمهرجان دول البحر المتوسط بإيطاليا 1986 وكرمته بلاده في عيد الطفولة 1997، كما كرمه المهرجان القومي للمسرح هذا العام، مع ثلاثة من مبدعي مصر، هم الراحل بهجت قمر، والفنان القدير عادل إمام، والناقدة الكبيرة د.هدي وصفي. الوداع إن الذاكرة السمعية والبصرية لفن العرائس في مصر والوطن العربي ارتبطت منذ عقود بمنجزات صلاح السقا، الذي لعب دورا كبيرا في التسويق لفكرة العرائس ومسرحها من خلال أعماله المسرحية التي تربت عليها أجيال طويلة منذ الصغر، كما يحسب له أنه لم يكن يقوم بدوره بشكل نمطي بل كان مبدعا في أداء عمله.... فوداعا أيها الفنان الرائع.