لن تضع الصفقة حدا لمواجهة بي بي لقضايا مماثلة في المستقبل توصلت بريتيش بتروليوم (بي بي) الجمعة إلى صفقة بقيمة 7.8 مليار دولار أمريكي مع المدعين الذين يقاضون الشركة بسبب الأضرار التي لحقت بهم جرَّاء التسرب النفطي الكبير الذي تسببت به في خليج المكسيك عام 2010، وذلك حسب أمر إحدى المحاكم الأمريكية المعنية بالقضية. فقد أشار أمر لمحكمة في مدينة نيويورك إلى أن الشركة توصلت إلى اتفاق لتسوية طلبات التضرر التي تقدم بها صيادو سمك وجهات خاصة أخرى قالت إنها تضررت من التسرب النفطي الذي وقع في 20 أبريل/نيسان عام 2010 بسبب انفجار منصة التنقيب "ديبووتر هوريزون" التابعة لشركة بي بي. إعادة تنظيم وجاء في منطوق القرار الذي أصدره في وقت متأخر من يوم الجمعة كارل باربير، قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية في نيويورك والمشرف على الدعوى، أن القضية تؤجَّل إلى أجل غير مسمى. وأشار القرار إلى احتمال أن تؤدي هكذا تسوية إلى إعادة تنظيم الأطراف المعنية بهذه المحاكمة، وإلى الحاجة إلى تغييرات جوهرية على المرحلة الأولى من خطة المحاكمة. كما أن من شأن هكذا خطوة أن تسمح للأطراف بإعادة تقييم مواقفها ذات الصلة. ورغم تسوية الجمعة، فإن بي بي لا تزال تواجه مطالب تعويض من قبل الحكومة الأمريكية وشركائها في التنقيب عن النفط. وقالت الشركة إن تكاليف التسوية المقترحة تتضمن التزاما منها بدفع مبلغ 2.3 مليار دولار أمريكي للمساعدة في حل طلبات التعويض المرتبطة بصناعة المأكولات البحرية في منطقة خليج المكسيك، مشيرة إلى أن التسوية المقترحة ليست اعترافا بمسؤوليتها عن حادث التسرب. إقرار نهائي رغم تسوية الجمعة، فإن بي بي لا تزال تواجه مطالب تعويض من قبل الحكومة الأمريكية وشركائها وكان كارل باربير، قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية في نيويورك والمشرف على الدعوى، قد قال في وقت سابق إن الشروط المقترحة للتسوية ستقدم للمحكمة من أجل الموافقة عليها وإقرارها بشكل نهائي. كما أجَّل القاضي أيضا المرحلة الأولى من المحاكمة بسبب التسرب، إذ كان من المقرر أن تبدأ المرحلة في الخامس من شهر آذار/مارس الجاري. وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي أبلغ وزير العدل الأمريكي، إيريك هولدر النواب أن وزارته مستعدة للذهاب إلى المحاكمة. يُذكر أن القاضي كان قد أرجأ في وقت سابق جلسة بدء المحاكمة، وذلك بغرض السماح لمجموعة تابعة للمدعين، تطلق على نفسها اسم "لجنة التوجيه"، مواصلة التفاوض بشأن التوصل إلى تسوية مع بي بي. وتمثل هذه اللجنة مصالح صيادي سمك ورجال أعمال يقولون إن سبل عيشهم كانت قد دمِّرت. يُشار إلى أن التسرب النفطي في خليج المكسيك كان قد تسبب بمقتل 11 شخصا، وتسرَّب 4.9 مليون برميل من النفط من بئر ماكوندو فيما يعد أسوأ تسرب نفطي بحري في الولاياتالمتحدة حتى الآن. وقد تستبعد التسوية جزءا مهما من القضية المعقدة، لكنها لن تضع حدا لمواجهة بي بي لقضايا مماثلة في المستقبل. ولا تزال بي بي تواجه مطالب تعويض من جانب الحكومة الأمريكية التي تتابع انتهاكات قانون المياه النظيفة وقوانين أخرى، والتي قد تسفر عن غرامات تصل في مجملها إلى مليارات الدولارات. المصدر: بي بي سي