الجريدة (خاص) - تتقدم الجريدة بالشكر للشاعر سعيد شحاتة على مجهوده الكبير في إعداد هذا الملف عن احتفالات الهيئة العامة لقصور الثقافة بعيد الثورة الأول. إن مصر هى الطموح والأمل والمعيار الذى نقيس عليه نفيسنا وغالينا، أحداث تمر وصراعات تحسم وقوى تصعد إلى منصة العمل السياسى وأخرى تصارع من أجل البقاء وأخريات يواريهن التراب المقدس بين جنباته، فى ظل هذه الأمور لا يمكن للمشهد الثقافى أن ينسحب من ساحة المعركة، فما زالت مصر تمتلك من الشرفاء الكثير، وخلق على أريكتها من يفتش عنها بين كل هذه الأنقاض، فى ظل كل هذا تبحث هيئة قصور الثقافة عن مصر بأسلوبها الخاص، حيث تحتفل بثورة الخامس والعشرين من يناير بطريقتها غير المسبوقة فى تاريخها فتقدم مجموعة من العناوين الهامة وعددا من الإبداعات التى يمكن أن نطلق عليها إبداعات من كبد الميدان، من هذه العناوين: أولا: إبداعات الثورة: 1- في مجال المسرح تقدم ثلاث مسرحيات: * مسرحية فصول السنة المصرية: تأليف الشاعر أحمد سراج، تقديم د/ محمد فكرى الجزار وهى مسرحية من المسرحيات ذات الفصل الواحد حيث يؤكد كاتبها أن بعض اللحظات الاجتماعية هي بذاتها دراما، وأن العبقرية تكمن فى التقاط الجوهري منها وإعادة صياغته وقد خفض المؤلف من عدد شخوصها وركز على أبعادها السيكولوجية وانتقى اللحظات الفارقة من وقائعها، وهكذا جاءت مشاهد المسرحية الأربعة فصولا لسنة مصرية متميزة: الخريف – الشتاء – الصيف – ربيع الورد. وتدور المسرحية عبر أربعة شخوص يمثلون أسرة مصرية من الطبقة المتوسطة. * مسرحية السفينة: تأليف الشاعر محمد السيد إسماعيل، تقديم د/ عمرو دوارة وهى مسرحية تسعة مشاهد، تدور أحداثها على متن سفينة أشبه بالوطن، ويريد الكاتب من خلالها أن يؤكد أن السفينة/ الوطن عليها أن تحتوى الجميع وأن الخلل لا يحدث إلا إذا ضجت السفينة/ الوطن بساكنيها وهنا تقع الكارثة. * مسرحية الورد البلدى: تأليف الشاعر ميسرة صلاح الدين، تقديم د/ جمال ياقوت وهى مسرحية شعرية، تكمن روعة نصها ليس فقط فى لغته الشعرية الراقية وحبكته الدرامية والمسرحية ولكن أيضا فى أنه يمثل توثيقًا مهما لفترة من أهم الفترات التي يعيشها المجتمع المصري، وقد استخدم الشاعر لغة شعرية بسيطة تجمع بين جماليات الصورة وبساطة المعنى، فاتسعت مساحات اللقطات الجمالية في النص، وهو ما يعطي مساحة واسعة للمخرج الذي يتناول هذا النص لتقديمه في صورة عرض مسرحي موسيقي. 2- فى مجال القصة والرواية: * رواية من البدايات البعيدة: تأليف محسن يونس، وهى رواية يمكن بعد قراءتها أن نجزم أنها حدثت على أرض الواقع لكل واحد هام بهذا البلد وامتطى صهوة عشقه، حيث إن بطلها الذى ضرب على مؤخرة رأسه فاستشهد مجازا ولكنه ظل يفتش فى الميدان عن مصر هو نفسه بطل هذه الموقعة التى نحن بصددها منذ فجر التاريخ. * باب للدخول: مجموعة قصصية، تضم بين دفتيها عشر قصص، تأليف محمد محمد مستجاب، تتلامس أحداث قصصها مع ما يدور فى وجدان كل واحد حمل حجرا ونزل إلى ميدان تحرير مصر، فكان هذا الحجر هو كل غايته ومبتغاه، يضعه وسادة لرأسه ويحمله فى وجه الطغاة، ويضعه تحت قدميه ليرى لحظة الحسم وهو رافعا رأسه فاغرا فاه بابتسامة النصر والدهشة. * باب العزيزية: مجموعة قصصية، تحمل بين دفتيها اثنتى عشرة قصة، تأليف محمد جبريل، حاول المؤلف من خلال قصصها أن يجيب على العديد من الأسئلة الكثيرة التى أجهدته فى حكمه على ما يدور من حوله، فاستطاع أن يبوح وتمكنت ملكة البوح من استخراج كل ما كمن فى خلجات نفسه من التوقعات واستشراف النتائج إلى الإيمان بما يدور فى نفسه والتأكد من صحته. 3- فى مجال الشعر: * وطن راجع من التحرير: ديوان للشاعر مصباح المهدى، يضم أربعا وعشرين قصيدة بالعامية المصرية ، تمكن الشاعر من خلالها أن يؤكد أن الثورة هى قصيدة رائعة يمكن أن تبدع فى كافة المجالات، فمصباح المهدى كتب للثورة قبل أن ينادى بها واحتفل بها فى ديوانه بشكل يختلف تماما عما نراه من الكثير، فقد نادى به منذ فترة طويلة ولبى نداءها فى ميدان التحرير، ليعود بوطنه الضائع من هناك حاملا إياه على راحتيه، صارخا فى وجه كل من يقابله "وطن راجع من التحرير". * وجوه فى الميدان: ديوان للشاعر حسن فتح الباب، يضم ثلاثين قصيدة ، هذا الديوان " الذي جاء مواكبًا لثورة شباب مصر في الخامس والعشرين من يناير 2011 ، واستجابة لنبضها الموار في جانب، ومرهصًا بها، ومبشرًا بحتميتها في جانب آخر. فثمة قصائد تتبع وقائع الثورة، وترصد مشاهدها وتطور أحداثها ، وتتوقف مع نماذج لافتة من أصحابها ، وتستخلص الرؤى الإنسانية اللافتة من هذا وذاك. وثمة قصائد منحها الشاعر اسم "نذر وبشائر 25 يناير". * أنا صرت غيرى: ديوان للشاعر محمد فريد أبو سعدة، يضم 47 مقطعا شعريا ، ويختتم بتوثيق يحمل عنوان "قصيدة الثورة يوم بيوم" جمع هذا التوثيق الشاعر يسرى الصياد، الديوان فى مجمله يبحث الشاعر من خلاله فكرة الموت التى يشاهدها طيلة الوقت أمام عينيه وهى ترواد مطيافه وروحه وتحصد أرواح الآخرين، كما يوثق لأيام ثورة الخامس والعشرين من ينايرفى قصيدته الأخيرة. * يد على كتف الميدان: ديوان للشاعر مفرح كريم، يضم 15 قصيدة ، يحاول الشاعر من خلال لغته الخاصة وقدرته الشعرية أن يوثق من خلال قصائد هذا الديوان للقلوب الدافئة والأيادى النقية والسرائر الصافية التى خرجت لمواجهة الموت وهى تمتلك من الإيمان ما يؤهلها لهذه المواجهة الشرسة التى تجهز أسنتها وقنابلها للفتك بهم. * 25 ميدان التحرير: ديوان للشاعر عبد العزيز موافى، وعنوانه يدل عن متنه، فقد تمكن الشاعر من رسم بورتيرهات للقاهرة صور فيها – بمنتهى المصداقية- معظم أفراح وأتراح وجراح شعب خرج إلى قمة وطنه ليسترجع ما ضاع منه، كما أشار عنوانه أن الخامس والعشرين من يناير هو نفسه الخامس والعشرين من هذا الميدان العظيم الذى يرتبط بنضال هذا الشعب منذ أن عرف الشعب طريقه للنضال. * طرح النهار على نخل فبراير: ديوان بالعامية المصرية للشاعر سعيد حامد شحاتة، يضم بين دفتيه 21 قصيدة، كتبت عن الثورة، وكلها قصائد تفعيلية، كانت بدايات معظمها على أرض الميدان. ثانيا: كتب شهادات الثورة: 1- ثورة مصر: الزمن، الجغرافيا، المواقف: تأليف: عبد الحميد بسيونى، فى هذا الكتاب إجابات على الأسئلة المحيرة والألغاز الغامضة، مبارك والعام الأخير على أرض مصر، لماذا ثارت مصر؟ الخط الزمنى وجغرافيا أحداث أيام المجد، ولماذا انهار النظام بسرعة؟ وهل أجبر الجيش مبارك على التخلى؟ لماذا تتميز الثورة المصرية؟ خطابات مبارك، ماذا أراد أن يقول؟ أسرار أيام الأربعاء وموقعة الجمل والأسئلة المحيرة. الأمن والنظام ومعلومات المظاهرات وموقعة الجمل، دفاتر أحوال وتسجيلات مكالمات الأمن المركزى، أمن الدولة وثورة تونس والتوقعات ، الانفلات الأمنى والوثيقة السرية، أين ذهبت وثائق غرفة جهنم؟ القوات المسلحة والثورة والتوريث، هل طلب العادلى تدخل القوات المسلحة؟ الخطة إرادة ولماذا لم تطلق القوات المسلحة النار؟ ولماذا استقبل الشعب الجيش بهذه الصورة؟ 2- الثورة الآن: يوميات من ميدان التحرير: تأليف: سعد القرش، تمكن سعد القرش فى كتابه الثورة الآن من رصد كافة الخيوط التى وصلت بمصر إلى هذه النقطة الحاسمة والفاصلة ولم يفته الحديث عن كافة الوجوه المستعارة التى جعلت من القضية لا شيء وكادت أن تجعل من هذا الشعب أضحوكة لشعوب هى أقل بكثير من شعب بعظمة هذا الشعب الذى كابد الكثير وعانى من الكثير وسرق طموحاته وأحلامه من لا طموحات ولا أحلام لهم، جاء الكتاب معبرا عما يدور بصدور الجميع وموثقا لثورة هى الأعظم فى تاريخ مصر. 3- الثورة والأدب فى شبه جزيرة سيناء: تأليف: حاتم عبد الهادى، إن 25 يناير 2011م لم يكن يوما استثنائيا في حركة المكان, فسيناء كانت قبل هذا التاريخ ولأكثر من ستة أعوام تعيش قلق الثورة وأعراضه الإيجابية والسلبية على حد سواء, المؤتمرات الاحتجاجية, الوقفات الهادئة والعنيفة, أصوات الغضب التي لا تهدأ إلا لتثور, الصدامات بين واقع لا يتراجع عن الفتك بكل ما هو إنساني وعادل, وبين أناس يطمحون إلى أن يعيشوا حياة إنسانية عمادها الكرامة التي هي جزء أساس في تكوينهم الثقافي، هكذا جاء كتاب الثورة والأدب فى شبه جزيرة سيناء، جاء معبرا عن هذا المكان وعما دار ويدور فيه إلى الآن. 4- الثورة من الاتجاه الآخر.... 18 يوما... ألهمت العالم: تأليف: عبد المنعم حلاوة، الكتاب عبارة عن مجموعة من الرؤى؛ يطرحها المؤلف لتفسير ما حدث بمصر أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومن خلالها يعود للخلف لتناول الأسباب التى أدت إلى هذه النتائج، كما يضم مجموعة من الشهادات الموثقة عن الثورة التى غيرت وجه مصر أمام العالم، هى بالفعل ثورة من الاتجاه الآخر. وعن استعدادات الهيئة العامة لقصور الثقافة لمعرض الكتاب – الذى يمكننا أن نطلق عليه معرض الثورة – تقوم بإصدار مجموعة من العناوين الهامة منها: 1. ديوان وش مصر: ديوان بالعامية المصرية للشاعر زين العابدين فؤاد، تعيد الهيئة طباعته تكريما لمشوار الشاعر الكبير، واعترافا بتاريخه الذى لا يمكن تجاهله، الديوان مجموعة من القصائد التى كتبها شاعرنا فى الستينيات وأثرت فى وجدان هذا الشعب ومازال لها عظيم الأثر فى نفوس كل محبيه، والشاعر زين العابدين فؤاد هو من اتهم دائما – كما قيل عنه – أنه صاحب القصائد المناهضة لأنظمة الحكم وهى التهمة التى سجن بها وخرج إلى الشارع بها وعرفناه بها، فما أعظمها من تهمة. 1. أنوار التنزيل وأسرار التأويل المعروف بتفسير البيضاوى "جزءان من القطع الكبير": البيضاوى هو الإمام القاضي المفسر ناصر الدين أبو سعيد أو أبو الخير عبد الله بن أبي القاسم عمر بن محمد بن أبي الحسن علي البيضاوي الشيرازي الشافعي، ولد في المدينةالبيضاء بفارس – وإليها نسبته- قرب شيراز، ولا نعلم سنة ولادته تحديدًا والغالب أن مولده أوائل القرن السابع الهجري. كان الإمام البيضاوي إمامًا بارعًا مصنفًا، مبرزًا نظارًا خيرًا صالحًا متعبدًا، فقيهًا أصوليًّا متكلمًا مفسرًا محدثًا أديبًا نحويًّا مفتيًا قاضيًا، فريد عصره، ووحيد دهره، أثنى على علمه وفضله غير واحد، وهو قاضي قضاة شيراز وعالم أذربيجان ونواحيها. وتصدَّى سنين طويلة للفتيا والتدريس، برع في الفقه والأصول وجمع بين المعقول والمنقول، تكلم كل من الأئمة بالثناء على مصنفاته التي تشهد له برسوخ القدم وعلو الكعب وانتفع به الناس وبتصانيفه، وولي قضاء شيراز وقابل الأحكام الشرعية بالاحترام والاحتراز ثم صرف عن القضاء، فرحل إلى تبريز حتى توفي فيها. 1. تاريخ البطاركة: تُعد مخطوطة "تاريخ البطاركة" لساويرس بن المقفع، من أهم المصادر الوثائقية المخطوطة التي يحفل بها التاريخ المصري، وهي تغطي فترة تمتد من بدايات القرن الأول الميلادي حتى بدايات القرن العشرين. ولعل أهم ما انفرد ساويرس ببيانه وتوضيحه، بحكم تأريخه للبطاركة وللكنيسة، ما كتبه عن مركز المصريين في ظل السلطة الإسلامية من الناحية الاجتماعية، ومدى تمتعهم بالحرية الدينية، وقيامهم بشعائرهم، والاحتفال بأعيادهم، وبناء أو تجديد كنائسهم، وعلاقة المصريين بالمسلمين في مصر وغيرها من البلدان وموقفهم من الحكومات الإسلامية المتعاقبة. وفي تحقيقه لهذه المخطوطة يقدم عبد العزيز جمال الدين ما يمكن أن نسميه "تاريخا موازيا"، حيث يقدم نصا موازيا لتاريخ ساويرس، مفصلاً للأحداث ومعلقا عليها، هذا فضلاً عن الهوامش التوضيحية، والرسوم والخرائط المبثوثة في ثنايا الكتاب... من هنا كان العنوان الأمثل لهذا الكتاب هو: "تاريخ مصر من خلال مخطوطة تاريخ البطاركة".