الرئيس المنتخب يدعو الشعب التونسي لهدنة لنصف عام دعا الرئيس التونسي الجديد منصف المرزوقي يوم الاربعاء الى هدنة سياسية ووقف الاضرابات والاحتجاجات لمدة ستة اشهر، محذرا من ان البلاد "سترتكب انتحارا جماعيا" اذا لم يتحقق ذلك. وقال المرزوقي في مقابلة على شاشة التلفزيون الرسمي انه يدعو الشعب التونسي الى الالتزام بهدنة سياسية واجتماعية لمدة ستة اشهر فحسب. وكانت تونس الهبت حماس العالم العربي عندما اطاحت برئيسها السابق زين العابدين بن علي في يناير، لكن منذئذ واجهت السلطات الانتقالية اضطرابات اجتماعية وغليانا سياسيا وجدلا حول دور الاسلام في النظام السياسي. وقال المرزوقي انه يطلب هدنة سياسية تشمل كل الاحزاب السياسية وهدنة اجتماعية تتوقف فيها على الفور كل الاعتصامات والاضرابات متعهدا بانه اذا لم تنفرج الامور في غضون ستة أشهر فسوف يقدم استقالته. وقد شهدت تونس مئات الاحتجاجات في الاشهر القليلة الماضية معظمها بسبب سوء احوال المعيشة وتفشي البطالة، وتحول بعضها الى حوادث شغب اجبرت قوات الامن على اطلاق النار في الهواء وفرض حظر التجول احيانا. وفي اول انتخابات ديمقراطية في اكتوبر الماضي، صوت التونسيون لصالح حزب حركة النهضة الاسلامي المعتدل، الذي اختير زعيمه للمنصب الاقوى وهو رئاسة الحكومة وتولى زعيما الحزبين الشريكين للنهضة في ائتلاف سياسي منصبي رئاسة البلاد ورئاسة البرلمان الانتقالي. وفترة المجلس التاسيسي الذي تم انتخابه هي عام يوضع فيها الدستور ويجري الاعداد لانتخابات جديدة على اساسه. وكلف المرزوقي يوم الاربعاء الامين العام لحزب النهضة حمادي الجبالي تشكيل اول حكومة منبثقة عن انتخابات حرة بعد نحو عام من اندلاع ثورة اطاحت بالرئيس السابق. وكشفت مصادر من داخل الائتلاف الفائز في الانتخابات ان الجبالي سيعرض تشكيلة حكومته نهاية الاسبوع الحالي او بداية الاسبوع المقبل على اقصى تقدير لكي يصدق عليها المجلس التاسيسي.